منتديات الحوار الجامعية السياسية

المنتدى الترفيهي

المشرف: ||نــوف السبهــان||

By محمد حماد 1
#35033

تعاقب الأجيال

تعريف :
دراسة لمعرفة تأثير تعاقب الأجيال (الأب وابنه) في السياسة والتاريخ والاجتماع للتنبؤ بالمستقبل . فيقسم عمر الإنسان إلى جيلين :
1 - الجيل الباني والجاني (الذي يجني) 2 - الجيل المستهلك أو المتطفل .

الجيل البشري :

متوسط ما يعيشه الإنسان بالتداخل مع الأجيال الأخرى (الأب والابن) وهو يساوي نصف متوسط عمر الإنسان (الهرمي) الذي يهرم هرما طبيعيا بدون أن نسقط منه الوفاة بسبب المرض أو الحوادث أو وفيات الأطفال لأن الأطفال غير منتجين ولا يكونون أجيالا (لا يتزوجون) فيهملون من حساب تعاقب الأجيال وبالنسبة لوفيات الأمراض والحوادث فإنها تخلق لدى الابن الحافز الذي عن طريقه يكمل مشوار أبيه فتهمل أيضا .

وقد وقع في الخطأ العالم الأمريكي الذي ألف كتابا عن تعاقب الأجيال عام 1986 بعد ما سمي بمذبحة الاثنين الأسود للأسهم في بورصة نيويورك وتوقع فيها أن تنهار الولايات المتحدة الأمريكية عام 1989 فقد حسب على أساس أن متوسط عمر الإنسان في أمريكا بعد خصم وفيات الأطفال ووفيات الأمراض والحوادث هو 60 عاماً أضافها إلى عام 1929 عام الانهيار العظيم فأصبح عنده الانهيار المتوقع عام 1989 ولم تنهار أمريكا في ذلك الحين فاعتقد الكثير ببطلان النظرية .

لكن الحساب الصحيح يجب أن يتم على أساس أن متوسط عمر الإنسان الهرمي
( بعد الموت الطبيعي بعد الشيخوخة) هو 76 عاماً فيصبح الحساب الصحيح 1929+76=2005عام انهيار أمريكا المتوقع والحتمي بإذن الله وقد انهار الاتحاد السوفيتي بهذه الطريقة حيث أنه قد بدأ عام 1917 الثورة الشيوعية 1917+76=1993 ، انهار الاتحاد السوفيتي تماما وتقسم إلى جمهوريات ولم تنفعه القنابل الذرية ولا الجيوش ولا الطائرات ولا الغواصات ، لقد استوى كحبة تمر بعد أن اكتمل نضجها سقطت على الأرض.

هذا هو ناموس الحياة منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها ، فما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع ، فأغنياء اليوم فقراء الغد والعكس بالعكس يقول تعالى " وتلك الأيام نداولها بين الناس " صدق الله العظيم.

وحسب نظرية ابن خلدون ( مؤسس علم الاجتماع والتاريخ ) حيث يقول أن الأمم كالأفراد تمر في نفس المراحل نمو وتطور الفرد من الطفولة إلى الشباب إلى الكهولة إلى الشيخوخة ثم إلى الموت .

تعاقب الأجيال في المجتمع :

1- أ – الجيل الباني والجاني ( الذي يجني ) .
ب – الجيل المستهلك أو المتطفل .
2- قد يستغرق البناء لدى بعض الأفراد جيلان وقد يستغرق الاستهلاك جيلان .
3- وقد تكون دورة الأجيال ثلاثة كما يقول المثل الشعبي : جيل يزرع … وجيل يلم … وجيل يبعثر.
4- وقد يحصل البناء والاستهلاك في نفس الجيل ويستلم الجيل التالي الوضع على الصفر .

إلا أن المحصلة تكون كما في البند رقم (1) جيلان : الجيل الباني والجيل المستهلك ، وتزداد قوة الجيل الباني كلما صعدنا إلى أعلى الهرم فيصل إلى القمة في البناء والقوة وينتهي الجيل الباني عند أعلى القمة ليبدأ الجيل المستهلك ( المتطفل ) بالانحدار ويزداد تطفلا حتى يصل أدنى نقطة أسفل الهرم فينهار تماما سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا رغم وجود المقومات المادية والاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية لديه ولكن حالة التطفل والتراخي المصاب بها بفعل التطور الطبيعي لتعاقب الأجيال تشله عن توجيهها لصالحه : كما حصل مع هتلر في ألمانيا الذي أتى في الثلث السفلي للجيل الطفيلي في ألمانيا وإن الجيل الطفيلي في ألمانيا آنذاك اعتقد عقائد خاطئة مدمرة وهي عقيدة النازية وألمانيا فوق الجميع فأكثر حوله الأعداء الذين دمروه ودمروا ألمانيا رغم ما حقق من انتصارات وهمية (لأن الانتصار الحقيقي يكون في النهاية ) في بداية الحرب العالمية الثانية والتي انتهت عام 1945 باحتلال وتدمير ألمانيا من قبل جيوش الحلفاء والاتحاد السوفيتي .

وهذا يتفق مع الحديث الشريف ( سوف يأتي عليكم يوم تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها فقيل نحن من قلة أم من كثرة فقال أنتم من كثرة بل يصيبكم الوهن وتصبحون غثاء كغثاء السيل) والوهن هو قمة التطفل والانهيار وقد أتى هذا اليوم على المسلمين حوالي 20 مرة حسب تحليل التاريخ بناء على تعاقب الأجيال . لقد كان سيدنا محمد _ عليه أفضل الصلاة والتسليم _ صاحب رؤيا عندما قال هذا الحديث الشريف كما كان صاحب رؤيا عندما تنبأ بفتح مكة فقد ذكر الله هذه الرؤيا بالقرآن … لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق صدق الله العظيم .