منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#35076

"حرية المرأة" عبارة تتردد على مسامعنا كثيرا، عبارة ترددها المنظمات الحقوقية في وسائل الإعلام وتقيم لها المؤتمرات والندوات رافعة شعارات عن حقوق مسلوبة للمرأة كحق التعليم والعمل وغيرها والقضاء على العنف الأسري وإزاحة
النير الذي صنعه المجتمع بثقافة سيادة الرجل ، شعارات لامعة ملونة كخصلات الشعر المنسدلة تحت ماتسميه المناديات بهذه الحقوق "حجابا" *بداية بما أن شعبنا شعب مسلم أريد أن أوضح مبدأ أننا "الرجال والنساء" لسنا أحرارا تماما نحن عبيد ،عبيد الله سبحانه وخلفاؤه في أرضه وحاملو أمانته رسم لنا طريقا واسعا سعة رحمته تحدها الشرائع والمحاذير_ وهي تمثل دينه الذي ارتضى لعباده_ كي نصل في نهايتها للمقصد الذي وعدنا به
بعد تخطي بوابة الموت وهو جنة النعيم التي أعدها لمن تبع ذاك الطريق، سعة ذلك الطريق هي " حريتنا وحقوقنا " والمطالبة بأي حق خارج هذا الإطار هو ليس بتحرر انما ضلال عن الطريق واتباع للهائمين في متاهة الحياة دون شريعة ولا مقصد،ديننا الاسلامي حدد للمرأة الشكل والاطار الذي يمكنها من الاختلاط بأخيها الرجل بشكل ناشط وفعال داخل المجتمع و في نفس الوقت يحترم خصوصية وضع المرأة في المعاملات مع الرجل وانا لست بصدد الحديث عن هذا الإطار فهو اختصاص أهل العلم الشرعي ، لا أحد ينكر كون بعض الحقوق التي اعطاها الاسلام للمرأة مهضومة في مجتمعنا بسبب العادات والتقاليد او بسبب جهل الرجل وربما حتى المرأة بحقوقها في بعض الاحيان ومعالجة هذه التجاوزات لا تكون
الا بمشروع وطني يشمل توعية الجمهور عن طريق الاعلام و تنظيم الندوات والمؤتمرات وكذلك تفعيل دور المساجد في تبيين حقوق المرأة في الاسلام وأهمية دورها في المجتمع الاسلامي ,كذلك استخدام النماذج النسوية البارزة في التاريخ الإسلامي إعلاميا و في المناهج الدراسية كرموز للقدوة الصالحة والمرأة المثالية الناجحة, وعلى رأسهن " أمهات المؤمنين و خيار الصحابيات" رضي الله عنهن أجمعين.
و في اعتقادي ان وجود هذا المشروع يزداد إلحاحا في وقتنا الحالي نظرا لوضع شريحة كبيرة من النساء المتمثل في محدودية ثقافة و تفكير المرأة-بالرغم من تفوق تحصيلها الأكاديمي على الرجل في اغلب المجالات العلمية - واقتصار اطلاعها وبحثها على المكتبة "التلفزيونية" للمسلسلات والبرامج السفيهة، وعدم إحاطتها أحيانا حتى بأمور دينها ،هذا كله عدا ظاهرة السفور التي بدأت في التوسع في
الفتيات الشابات وانتشار العلاقات "البويفرندية" في الثانويات والجامعات وغيرها من الظواهر الجديدة على مجتمعنا الليبي الذي نعتز بأنه الأكثر محافظة على دينه وثقافته الامر الذي يدعو الى سحب الثقة في مصداقية دعاة التحرر النسوي و استبيان حقيقة
اهدافهم المتمثلة في القضاء على القيم الاسلامية التي تنظر للمرأة على انها أساس تكوين العائلة الاسلامية المترابطة "نواة المجتمع الراقي" بالتوازي مع كونها شريكة للرجل في تنمية المجتمع .



بقلم/ عدي التريكي