وفاة مهاجرين من الجوع والعطش
ليبيا..الأطلسي يحقق في اتهامات ضده بـ"التقاعس"
إسلام أون لاين- وكالات
أعلنت وزيرة دفاع النرويج غريت فاريمو يوم الإثنين 9 -5-2011، أن بلدها الذي يشارك بعشر طائرات حربية من طراز أف-16 في عمليات الحلف الأطلسي في الأجواء الليبية، سيخفض مستوى مشاركته العسكرية، إذا تواصلت العمليات العسكرية إلى ما بعد 24 يونيو.
جاء هذا الإعلان، في وقت طالبت فيه قوات "الناتو" الثوار الموجودين قرب البريقة بالانسحاب إلى أجدابيا، حسب ما نشره موقع "انتفاضة 17 فبراير الليبية على الفيسبوك".
على المستوى النرويجي، قالت وزيرة الدفاع النرويجية فاريمو في مداخلة أمام البرلمان أوردتها الوزارة على موقعها الإلكتروني "لقد ساهمت النرويج بقوة في المرحلة الأساسية للعملية".
وأضافت "إذا واصل حلف الأطلسي العملية إلى ما بعد 24 يونيو، فإن مساهمة محتملة للنرويج ستكون أقل وذات طبيعة مختلفة عن طبيعتها اليوم"، مشيرة إلى أن بلادها ستواصل دعم تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973. وتعتبر النرويج إحدى أولى الدول التي انضمت إلى العمليات العسكرية ضد ليبيا لفترة ثلاثة أشهر في البداية.
وحتى اليوم، قامت الطائرات الحربية النرويجية أف-16 المتمركزة في كريت، بـ315 مهمة، وألقت ما مجموعه 289 قنبلة على أهداف متحركة مثل المدرعات، وأخرى ثابتة مثل مراكز قيادة أو مخازن أسلحة، بحسب وزارة الدفاع.وتقدر كلفة هذه المساهمة بنحو 33,2 مليون يورو، حسب المصدر النرويجي ذاته.
اشتباكات عنيفة
ميدانيا، أفادت مصادر المعارضة نقلا عن مصدر أمني أن اشتباكات عنيفة وقعت اليوم الإثنين بين الثوار وكتائب القذافي عند المدخل الشرقي لمدينة البريقة، أسفر حتى الآن عن مقتل ثلاثة من الثوار على الأقل وجرح خمسة آخرين، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة وسط أنباء عن تقدم للثوار باتجاه المدينة، حسب منارة الإعلام الليبية التابعة للمعارضة.
كما سربت مصادر المعارضة الليبية أخبارا عن بوادر انشقاق في بعثة ليبيا الدبلوماسية في جمهورية غامبيا التي تم طردها من هذا البلد، وهي موجودة حاليا في السنغال بعد رفضها العودة إلى طرابلس، حسب مصدر مطلع في وزارة الخارجية الليبية.
وفي السياق ذاته، يرى مراقبون أن أعداد مقاتلي المعارضة الليبيين الجرحى الذين يتوافدون على مستشفى صغير في بلدة الذهيبة التونسية الحدودية، تكشف عن حرب متصاعدة للسيطرة على الجبل الغربي في ليبيا. وقد حدثت معظم الإصابات خلال معارك لصد قوات معمر القذافي شرقي بلدة الزنتان التي تسيطر عليها المعارضة.
وكانت منطقة الجبل الغربي التي تسكنها أقلية من العرق الأمازيغي ضمن أول المناطق التي هبت ضد حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما. يذكر أن القتال في هذه المنطقة تصاعد منذ أن سيطرت المعارضة الشهر الماضي على معبر الذهيبة الحدودي المؤدي إلى الأراضي التونسية، ما فتح شريانا جديدا للإمدادات.
هجمات عشوائية
من جانبها، اتهمت اليوم الإثنين منظمة هيومان رايتس ووتش، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها قوات القذافي بشن "هجمات عشوائية متكررة" على مناطق سكنية في بلدات نالوت وتاكوت والزنتان. وأفادت التقارير الواردة على ألسنة اللاجئين "تصف نمطا من الهجمات يشكل انتهاكا لقوانين الحرب".
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش "نطاق الهجمات... يوحي بأن الحكومة لم تبذل جهدا ولم تحاول التركيز على الأهداف العسكرية." وحسب بعض المراقبين فإن القوات الحكومية، اختارت موقع نالوت حتى لا تستطيع طائرات حلف شمال الأطلسي ضربها، في تكتيك تكرر مرارا خلال هذا الصراع المستمر منذ شهرين.
وفي مدينة مصراتة المحاصرة التي تسيطر عليها المعارضة نشرت قوات القذافي مدافعها ودباباتها في مناطق سكنية عند الأطراف لمعرفتها، أن حلف شمال الأطلسي سيحجم عن توجيه ضربات خوفا من أن يوقع خسائر بين المدنيين.
فرار الآلاف
في سياق متصل، فر أكثر من 40 ألف ليبي من منطقة الجبل الغربي خلال الشهر المنصرم بعضهم إلى مخيمات لاجئين، لكن كثيرين منهم فروا إلى منازل تونسية في تطاوين. وذكروا أن من تخلفوا يعانون من نقص في الغذاء والماء والإمدادات الطبية. وقد تكثف تواجد عربات الإسعاف على الحدود التونسية أقام الجيش التونسي مستشفى ميدانيا، ويقوم بمعالجة عشرات المقاتلين الجرحى منذ ذلك الحين من المعارضة ومن قوات القذافي.
في هذه الأثناء، انتقلت السيطرة على المعبر الحدودي من أيدي المعارضة إلى أيدي جنود القذافي مرات عدة وإن بدا مقاتلو المعارضة أكثر ثقة الآن في سيطرتهم على المعبر.
كارثة إنسانية
على صعيد آخر أعلن حلف شمال الأطلسي اليوم الإثنين، إنه يحقق في تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، ذكر أن وحدات الحلف لم تساعد زورقا جانحا كان يقل مهاجرين أفارقة من ليبيا، مما أدى إلى وفاة 62 شخصا نتيجة الجوع والعطش، حسب تقارير أجنبية.
وأضافت الصحيفة أن الزورق الذي كان يحمل 72 شخصا بينهم نساء وأطفال ولاجئون سياسيون، واجه مشاكل بعد مغادرة طرابلس متجها إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في 25 مارس.
وقالت إنه على الرغم من الاستغاثة بحرس السواحل الإيطالي، وإجراء الزورق اتصالا بطائرة هليكوبتر عسكرية وسفينة حربية تابعة للحلف لم تحدث أي محاولة للإنقاذ. وتوفي كل من كانوا على متن الزورق باستثناء عشرة، بعد أن ظل زورقهم جانحا في عرض البحر لمدة 16 يوما.
وقالت المتحدثة باسم حلف الأطلسي كارمن روميرو "نتحرى صحة ما أوردته الغارديان وأرجو أن أتلقى ردا قريبا"، مضيفة:"سفن حلف الأطلسي تعي مسؤولياتها جيدا فيما يتعلق بالقانون البحري الدولي المتعلق بسلامة الأرواح في البحر."
ونقل تقرير الغارديان أقوال ناجين وآخرين كانوا على اتصال بركاب الزورق الذين قالت إنهم كانوا 47 إثيوبيا وسبعة من نيجيريا وسبعة من اريتريا وستة من غانا، فضلاً عن خمسة سودانيين. وكانت هناك 20 امرأة وطفلان صغيران أحدهما عمره عام واحد.
وأفاد التقرير إن قبطان الزورق وهو من غانا كان متجها إلى لامبيدوزا، على بعد 290 كيلومترا شمال غربي طرابلس لكن بعد 18 ساعة بدأ يواجه مشاكل ويفقد وقودا. وذكرت الغارديان إنه تم تحديد موقع الزورق بأنه على بعد 97 كيلومترا من طرابلس.
نحو بيع النفط
على المستوى الإقتصادي، أعلن معارض ليبي يوم الإثنين إن المعارضة تعتزم طرح مناقصات لبيع النفط الخام وشراء منتجات مكررة، حسب وكالة رويترز للأنباء. واستطاع المجلس الوطني الانتقالي الليبي بمساعدة قطر تصدير كمية ضئيلة من النفط الخام من منشآت النفط في شرق ليبيا في ابريل الماضي.
ويحجم التجار عن شراء النفط الليبي، نتيجة مخاوف من أن تكون شحنات المعارضة مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالمؤسسة الوطنية للنفط، التي وضعتها الأمم المتحدة في قائمة سوداء.
وقال عارف علي نايد الذي ينسق جهود المجلس الانتقالي لتدبير الإمدادات الخارجية في مقابلة صحافية في أبوظبي "سنبيع النفط الخام من خلال مزايدات دولية كلما استطعنا، وسنتطلع لشراء منتجات مكررة من خلال مناقصات." وأضاف "الآن بعدما أصبحت هناك آلية مالية متفق عليها في روما، فإن إجراءات طرح المناقصات يجري تبسيطها لمزيد من تصدير الخام والمنتجات المكررة.