المحاسبة الذهنية والاقتصاد السلوكي...
المحاسبة الذهنية والاقتصاد السلوكي
المحاسبة الذهنية والاقتصاد السلوكي
تصور أنك اشتريت تذكرة بـ 100 ريال لمشاهدة برنامج ما،
ولكن في طريقك لمكان البرنامج اكتشفت أنك أضعت التذكرة،
فهل أنت مستعد لشراء تذكرة أخرى في سبيل حضور البرنامج؟
بناء على الأبحاث الميدانية المستفيضة التي أجراها علماء الاقتصاد السلوكي
فالكثير من الناس يجيبون بالنفي،
فهم يرون أنهم غير مستعدين للدفع مرتين من أجل حضور البرنامج.
ولكن تصور معي حالة مختلفة، وهي أنك لم تشتر التذكرة
ولكن لدى وصولك لشباك التذاكر اكتشفت أن 100 ريال مفقودة من محفظتك،
فهل سيؤثر ذلك في قرارك لشراء التذاكر وحضور البرنامج؟
الغريب أن الاستبيانات توضح أن أغلبية الناس أقل تأثراً بالحالة التالية
وبالتالي أكثر استعداداً لشراء التذكرة وحضور البرنامج.
وبالرغم من أن الخسارة 100 ريال في كلتا الحالتين،
إلا أن ردة فعل معظم الناس تختلف بينهما.
وهذا ما يطلق عليه علماء الاقتصاد السلوكي «المحاسبة الذهنية»،
وهو الخطأ الدارج عند معظم بني البشر بتأطير المعلومة المالية بطريقة مختلفة
بحسب الظروف المحيطة بها، ما يؤدي لأن يعطيها قيمة مختلفة باختلاف تلك الظروف.
ايضا تصور معي الحالة التالية: أنت في مكتبة وقررت شراء قلم جديد،
فوجدت أن سعر القلم الذي ترغب بشرائه 250 ريالا،
ولكنك سمعت من متسوق آخر أنه وجد القلم نفسه في مكتبة أخرى
تبعد عنك نحو عشر دقائق وبسعر 150 ريالا، فهل ستذهب لهذا المحل الآخر؟
معظم الأشخاص سيفعلون ذلك، إذ يرون أن توفيرا بقدر 40 في المائة يستحق المشوار.
لكن ماذا لو غيرنا المثال قليلاً،
فلنفترض أنك في المكتبة نفسها لتشتري كمبيوتراً جديداً بدلاً من القلم،
والكمبيوتر الذي استقرت عليه سعره 5.000 ريال.
وكما في المثال الأول تسمع من متسوق آخر أن الكمبيوتر ذاته موجود في محل آخر بسعر 4.900 ريال (أي بتوفير قدره 100 ريال)،
فهل أنت مستعد للذهاب لهذا المحل الآخر في هذا المثال؟
معظم الناس أقل استعداداً لتكبد العناء الإضافي مقابل توفير زهيد لا يكاد يبلغ 2 في المائة.
وبارك الله في الجميع