صفحة 1 من 1

الاختلاط بين توينبي واشبنجلر "

مرسل: السبت مايو 14, 2011 4:00 pm
بواسطة عبدالرحمن بن حميسان



بسم الله الرحمن الرحيم






المختصر / هناك رجل غربي يعرفه كل مفكر غربي ، وهو " أرنولد توينبي " ،

ويعتبر توينبي أكبر مؤرخ في هذا العصر ، فقد درس جميع الحضارات ،

وأحصى الحضارات القديمة التي يمكن أن تعرف ، واستطاع أن يجد أن هناك أكثر

من إحدى وعشرين حضارة من الحضارات ، بعضها استمر ألف سنة ، وبعضها خمسمائة سنة ،

في أنحاء مختلفة من الأرض ، ومنها الحضارات التي نعرفها جميعاً :

الحضارة اليونانية ، الحضارة الرومانية ، الحضارة التي يسميها هو الحضارة العربية ، ثم الحضارة الأوروبية ،

هذه الأربع المعروفة الآن في التاريخ ، وما قبلها مندثر منقرض ، ومن آخر الحضارات حضارة

لم تنقرض إلا قبل خمسمائة سنة في أمريكا الجنوبية ، وما تزال أعلامها ماثلة إلى اليوم ،

فوجد أن كل هذه الحضارات في التاريخ المكتوب تنهار وتنقرض وتدمر بأسباب منها :

( أن تخرج المرأة وتترك وظيفة الأمومة ، وينتشر التبرج والزنا )

فمن تتبع سقوط هذه الحضارات وجد أن السبب هو هذه الظاهرة .

انقرض اليونان لأن المسارح أصبحت علناً ، وانتشر فيهم الاختلاط والخمر والزنا والتبرج ..!

وكذلك الحضارة الرومانية , وقد كان من أسباب انهيار الحضارة الإسلامية في بغداد انتشار المعاصي والذنوب ،

كما شهد بذلك أعداء الإسلام وهم كفار ، حتى أن الخليفة الذي كان في بغداد لما دخلها " هولاكو " وحاصرها

كان قد كتب إلى أمير الموصل يقول :

( بلغنا أن مغنياً مشهوراً عندكم أوجد نغمات جديدة في السلم الموسيقي ، فنريد أن تبعثوا به إلينا )

وكان اسمه " صفي الدين " .

فسبق دخول " هولاكو " دخول ذلك المغني ، فحصل الدمار ، وقُتل من المسلمين على أيدي أولئك الوثنيين

وبتعاون من الروافض الملاعين أكثر من مليون وقيل مليوني رجل ، وأقل ما قيل إنهم ثمانمائة ألف قتلوا

من المسلمين في بغداد من أهل السنة ومن خيار أهل السنة ،

فلما انتشرت المعاصي وانتشر الترف والتبرج والغناء ، كانت النتيجة هي الدمار والخراب .

وهذا رجل غربي آخر يدعى " توينبي " :

( الحضارة الغربية اليوم سوف تنهار لأنه ينتشر فيها شرب الخمر )

وذكر أحد الأسباب : شرب الخمر، والسبب الآخر الذي ذكره قال :

( إن أوروبا سوف تصبح أقلية بين الشعوب ولهذا تنهار أوروبا ) .

نحن المسلمون نعلم أن السبب هو :

" الكفر بالله عز وجل " ، وأما باقي ذكره فهي أسباب عرضية أو فرعية ، فلماذا تصبح أوروبا أقلية ؟

في جميع البحوث التي أجريت في أكثر من دولة أوروبية ، تبين لهم أن السبب في نقص عدد السكان

وكثرة عدد الوفيات بالنسبة للمواليد هو :

( خروج المرأة لتعمل ولتشارك الرجل في العمل ) ،

فلما خرجت لم تتزوج ، واكتفت بالعشيق فلم تنجب ،

فكانت النتيجة أن عدد المواليد أقل من عدد الوفيات ، وبالتالي ستصبح هذه الأمة أقلية ،

فمن سنن الله أنه لم يجعل الدمار والانهيار فجأة بغير مقدمات وبغير أسباب تؤدي إلى نتائج .

وأما " أوزوالد اشبنجلر " المؤرخ الألماني الذي أصدر كتاباً ضخماً في ثلاث مجلدات

عن تدهور الحضارة الغربية وانحطاطها ، مع أن هذا الرجل توفي عام 1923م أو قريباً من ذلك ،

قبل أن يصل الفساد إلى ما نراه اليوم , يقول هذا الرجل :

( إن خروج المرأة من البيت هو المنعطف الخطير الذي إذا وصلت إليه أي حضارة من الحضارات

بدأت بالسقوط وبدأت بالانهيار ) .

ويضرب لذلك مثالاً ببطلة إبسون - إبسون هو أديب من أدبائهم - , حيث يقول :

( إذا أصبحت بطلة إبسون هذه هي النموذج للمرأة الغربية ، فالحضارة الغربية سوف تنهار )

وهذا ما وقع والانهيار حاصل ، فقد أنطقهم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لما تدبروا ولما تأملوا والأمثلة على ذلك كثيرة .




الشيخ الدكتور " سفر بن عبدالرحمن الحوالي "

من محاضرة : أسباب انهيار الأمم ( نـدوة )