تخفيف وطأة النكبة
مرسل: الاثنين مايو 16, 2011 6:10 pm
ساطع نور الدين
الثورة العربية تخرق الحدود المحصنة والاسلاك الشائكة والحواجز النفسية التي أقامها النظام العربي مع العدو الاسرائيلي. الفلسطينيون يشعرون للمرة الاولى ان بإمكانهم أن يتقدموا نحو خطوط المواجهة من دون ان يخشوا طعنة في الظهر. ثمة أشقاء لهم يستعيدون حريتهم وينتزعون حقوقهم، ويعيدون اكتشاف فلسطين وقضيتها وشعبها.
تلك هي محصلة الذكرى الثالثة والستين ليوم النكبة التي كانت حتى الامس القريب عبئا سياسيا وأخلاقيا ثقيلا على كاهل الفلسطينيين والعرب جميعا، فإذا هي تتحول الى فرصة لإحداث صدمة في الوعي الاسرائيلي، وشن أول وأهم حرب شعبية عربية تتخطى برموزها ودلالاتها وربما نتائجها جميع الحروب العسكرية التقليدية التي خيضت مع اسرائيل على امتداد عقود الصراع.
فجأة، ومن دون إطلاق رصاصة عربية أو فلسطينية واحدة، انزاحت تلك الكلمة الموجعة التي اشتقت للفلسطينيين وصارت علامة فارقة على وجوههم، وتحركت الحدود التي كادت تصبح نهائية ومشروعة، ولا يجري اختراقها إلا نادرا، أو تسللا.. فجأة ضاقت مساحة الدولة اليهودية، التي كانت تمتد الى حيث يمكن أن يصل الجيش الاسرائيلي بأسلحته المتفوقة.
أجمل ما في ذلك اليوم التاريخي انه شهد توجه الجمهور العربي والفلسطيني من الشمال والشرق والجنوب، ومن الداخل، في مسيرة واحدة تضغط على العدو، وتنذره بأن زمن التسليم العربي الرسمي بالحدود التقليدية للصراع قد انتهى، وبات عليه أن يستعد لمفاجآت شعبية متلاحقة، تتخذ طابعا مدنيا سلميا، يعطل قوته العسكرية الهائلة، ويفقده قدرته على الرد، ويجرده من شرعيته السياسية.. ويحرمه من حجته الغربية التي لا يمكن أن تصمد أمام ثورة شعبية غير مسلحة، تشبه الى حد بعيد تلك التي تشهدها غالبية العواصم العربية، وتحظى بالترحيب والتأييد والتشجيع في عواصم الغرب.
أهم ما في ذلك اليوم التاريخي انه يرسل الاشارة الاولى الى ان الرأي العام العربي الذي يثور على أنظمته وحكامه لم ولن ينسى القضية الفلسطينية وشعبها المظلوم، ولن يغفر لأحد بعد اليوم، سواء كان عربيا أو أجنبيا، تساهله أو تسامحه أمام هذا الظلم الفادح، الذي كان ولا يزال يمثل وصمة عار على جبين الامة كلها، حان وقت إزالته مثلما حل موعد إسقاط جميع الانظمة التي تحولت الى حرس حدود لإسرائيل، وقوة حصار للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.
القضية الفلسطينية تستعيد مكانتها في جدول الاعمال العربي الذي ظن الغربيون أنه استقر نهائيا عند أولويات سياسية بعيدة عن حدود فلسطين، وكاد يؤسس تحالفا عربيا مع العدو الاسرائيلي لمواجهة مخاطر مصطنعة، اخترعها الاميركيون وأقنعوا بها بعض حلفائهم وشركائهم العرب..الذين أصبحوا اليوم هدفا رئيسيا لثورات شعبية عربية ثبت امس أن أهدافها ليست قطرية، ولا تقتصر على تحقيق الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية للمصريين والليبيين والسوريين .. من دون الفلسطينيين.
خفت وطأة النكبة، عندما أعلن الشعب انه يريد إسقاط الكيان. وهو خرق نفسي وسياسي باهر، لا يمكن أحداً أن ينكره أو أن يقفز من فوقه. فالثورة لا يمكن أن تنتصر في القاهرة وطرابلس وصنعاء ودمشق.. اذا لم تبلغ الحدود مع إسرائيل.
الثورة العربية تخرق الحدود المحصنة والاسلاك الشائكة والحواجز النفسية التي أقامها النظام العربي مع العدو الاسرائيلي. الفلسطينيون يشعرون للمرة الاولى ان بإمكانهم أن يتقدموا نحو خطوط المواجهة من دون ان يخشوا طعنة في الظهر. ثمة أشقاء لهم يستعيدون حريتهم وينتزعون حقوقهم، ويعيدون اكتشاف فلسطين وقضيتها وشعبها.
تلك هي محصلة الذكرى الثالثة والستين ليوم النكبة التي كانت حتى الامس القريب عبئا سياسيا وأخلاقيا ثقيلا على كاهل الفلسطينيين والعرب جميعا، فإذا هي تتحول الى فرصة لإحداث صدمة في الوعي الاسرائيلي، وشن أول وأهم حرب شعبية عربية تتخطى برموزها ودلالاتها وربما نتائجها جميع الحروب العسكرية التقليدية التي خيضت مع اسرائيل على امتداد عقود الصراع.
فجأة، ومن دون إطلاق رصاصة عربية أو فلسطينية واحدة، انزاحت تلك الكلمة الموجعة التي اشتقت للفلسطينيين وصارت علامة فارقة على وجوههم، وتحركت الحدود التي كادت تصبح نهائية ومشروعة، ولا يجري اختراقها إلا نادرا، أو تسللا.. فجأة ضاقت مساحة الدولة اليهودية، التي كانت تمتد الى حيث يمكن أن يصل الجيش الاسرائيلي بأسلحته المتفوقة.
أجمل ما في ذلك اليوم التاريخي انه شهد توجه الجمهور العربي والفلسطيني من الشمال والشرق والجنوب، ومن الداخل، في مسيرة واحدة تضغط على العدو، وتنذره بأن زمن التسليم العربي الرسمي بالحدود التقليدية للصراع قد انتهى، وبات عليه أن يستعد لمفاجآت شعبية متلاحقة، تتخذ طابعا مدنيا سلميا، يعطل قوته العسكرية الهائلة، ويفقده قدرته على الرد، ويجرده من شرعيته السياسية.. ويحرمه من حجته الغربية التي لا يمكن أن تصمد أمام ثورة شعبية غير مسلحة، تشبه الى حد بعيد تلك التي تشهدها غالبية العواصم العربية، وتحظى بالترحيب والتأييد والتشجيع في عواصم الغرب.
أهم ما في ذلك اليوم التاريخي انه يرسل الاشارة الاولى الى ان الرأي العام العربي الذي يثور على أنظمته وحكامه لم ولن ينسى القضية الفلسطينية وشعبها المظلوم، ولن يغفر لأحد بعد اليوم، سواء كان عربيا أو أجنبيا، تساهله أو تسامحه أمام هذا الظلم الفادح، الذي كان ولا يزال يمثل وصمة عار على جبين الامة كلها، حان وقت إزالته مثلما حل موعد إسقاط جميع الانظمة التي تحولت الى حرس حدود لإسرائيل، وقوة حصار للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.
القضية الفلسطينية تستعيد مكانتها في جدول الاعمال العربي الذي ظن الغربيون أنه استقر نهائيا عند أولويات سياسية بعيدة عن حدود فلسطين، وكاد يؤسس تحالفا عربيا مع العدو الاسرائيلي لمواجهة مخاطر مصطنعة، اخترعها الاميركيون وأقنعوا بها بعض حلفائهم وشركائهم العرب..الذين أصبحوا اليوم هدفا رئيسيا لثورات شعبية عربية ثبت امس أن أهدافها ليست قطرية، ولا تقتصر على تحقيق الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية للمصريين والليبيين والسوريين .. من دون الفلسطينيين.
خفت وطأة النكبة، عندما أعلن الشعب انه يريد إسقاط الكيان. وهو خرق نفسي وسياسي باهر، لا يمكن أحداً أن ينكره أو أن يقفز من فوقه. فالثورة لا يمكن أن تنتصر في القاهرة وطرابلس وصنعاء ودمشق.. اذا لم تبلغ الحدود مع إسرائيل.