صفحة 1 من 1

الــــــمــــــرجــــــفــــــــون

مرسل: الثلاثاء مايو 17, 2011 2:38 am
بواسطة رسام القحطاني 8

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يتناول الدرس علاج ظاهرة سيئة وهي الإرجاف مبينا معناه ودوافعه وأصناف المرجفين ومقاصدهم وصور من إرجافهم في العصر النبوي. وتناول الفرق بين الإرجاف و والنصح والانكار ثم بين نتائج الإرجاف وحكمه. ثم كيف نتقي هذه الظاهرة السيئة وموقفنا منها .

ما معنى المرجفون ؟ ؟

الإرجاف: هو الزلزلة والاضطراب الشديد؛ وإشاعة الكذب والباطل، فالإرجاف وصفت به الأخبار الكاذبة لكونها فى نفسها متزلزلة غير ثابتة، أو لتزلزل قلوب المؤمنين واضطرابها منها .

◄ فتبين لنا أن المرجفين: قوم ينقلون الاحداث بصورة مزيفة ملؤها الإثارة والتخويف حتى يتصور للسامع أن هذه الحادثة هى القاضية من خلال نقل الحدث بصورة مرجفة تخيف سامعها، وتثبط من عزيمته، وتضعف ايمانه.

ما الفرق بين الارجاف والاشاعة ؟

◄ الإشاعة: عامة فى نقل الأخبار الحسنة والسيئة؛ أي أنها عامة فى الخير والشر.

◄ والإرجاف: خاص بنقل الاخبار السيئة؛ فهو خاص فى الشر.

المرجفون فى زمن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :هم قوم كانوا يخبرون المؤمنين بما يسؤهم من عدوهم؛ فيقولون اذا خرجت سرايا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنهم قد قتلوا، أو هزموا، وأن العدو قد أتاكم. وقيل: هم قوم من المسلمين ينطقون بالاخبار الكاذبة حبا للفتنة.

هل هناك مرجفون فى زماننا ؟

سؤال يجيب عنه الواقع الذى نعيشه، والشاهد بأن هناك إرجافاً ومرجفين يعيشون بين صفوفنا. وإليك أخبارهم:


مقامات المرجفين:

المرجفون فى هذا الزمن تختلف مشاربهم بالإرجاف على الاسلام وأهله:

فمنهم سود الأكباد على الإسلام وأهله:

ألسنتهم لاتعرف إلا بالشر؛ فمرة يخبرونك بأن الإسلام باد ومات وأهله فى تلك البلاد، حتى يضعفوا عزيمة المسلمين فى نصرة إخوانهم بالنفس والمال والدعاء؛ فهم يوجهون هذا الإرجاف حرباً نفسية على المسلمين؛ فهذا الإرجاف يوهن القوى، ويفتت العزائم الصلاب، فإذا جاءتك مثل هذه الأنباء المقلقة، والأخبار المفزعة، وأنت فى منأى عن الواقع فترت عزيمتك وضعفت همتك فى نصرة إخوانك بالنفس والمال والدعاء؛ إذ أنك من خلال هذا الإرجاف فقدت الأمل، وتضخم اليأس فى محيطك، فيكون الأعداء قد كسبوا مكسباً عظيما، ويتسنى لهم أن يبيدوا المسلمين فى تلك البلاد وغيرها، دون أن يكون هناك نصرة من المسلمين، أو رادعا يردعهم؛ والسبب هو هذا الإرجاف.

ومنهم من يرهبنا:

بأن أعداء الإسلام يملكون الأسلحة الفتاكة، والآلات المدمرة، والاقتصاد العالمى تحت أيديهم، وأنهم أصحاب القرار والكلمة النافذة، فبإرجافهم هذا يريدون أن يقولوا لنا: ارفعوا أيديكم وضعوا أسلحتكم فلا طاقة لكم بهؤلاء وجنودهم... وكم سمعنا مثل هذا الإرجاف، وكم قرأناه، مما يوحى اليك بأن الحرب ضد المسلمين لم تتمركز في ساحات القتال العسكرى، ولا الإرهاب الفكرى؛ وانما تجاوزت هذا وذاك لتصل الى الحرب النفسية من خلال هذا الإرجاف.

ومنهم قوم من أبناء جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا:

لا تحلو لهم المجالس،ولا تتحرك أقلامهم الا بالإرجاف، فهم يضخمون الأحداث التى قد تقع فى مساحة صغيرة ليجعلوا هذا الحدث نبأ الساعة، ويجعلوه يستحوذ على مساحات شاسعة من المقالات والكلمات، حتى أنهم ليصوروا لك الحدث وكأنه قاصمة الظهر التي لا قيام بعدها. وتتنّوع مواضعيهم التي يتحدثون حولها دون مصداقية أو تروٍ في معالجة الحدث بشكل سليم.

ومنهم طائفة – رواة للأخبار فقط – يريدون الخير والإصلاح:

تستهويهم الأحداث المقلقة ، فيتتبعون أخبارها فتضيق بها حواصلهم ، فلا يرون بدًا من التحدث بها في المجالس ؛ وقصدهم بذلك تجلية الأحداث والمخاطر للناس! وما علموا أنهم بذلك يضعفون القوى الإيمانية في السامعين، ويحطمون تفاؤلهم بنصرة الدين وأهله، وبمحاربة الفساد وحزبه. وإليك بعض الأحداث التي نسمعها في مجالسنا وبين معارفنا وأصحابنا:

◄ يأتي بعضهم بأخبار المجتمع وما يدور فيه، ما حصل فيه من بعد عن دين الله، وإلفه للمعاصي والسيئات، حتى يظن السامع أن المجتمع لا خير منه، ولا أمل في رجوعه، فبتلك الكلمات القاتلة يشعر السامع بضخامة الفجوة، وباستفحال الداء، حتى لا يبقى لعزيمته قوة، فيترك العمل الإصلاحي ظنًا منه أن المجتمع لا يجدي فيه المعروف، ولا يستقيم له حال بعد هذه الحال.

◄ ويخبرك البعض بأن الدعوة إلى الله محاربة، وأن أهل الخير لا مكان لهم، وأن أهل الباطل هم الممسكون بزمام الأمور، في كلمات ملؤها الوهن والضعف، مع ما هي فيه من مبالغة مقيتة، فتغلب اليأس على السامعين، ويلقوا بقدراتهم وطاقاتهم في سلة الكسل، فلا تقوم لهم همّة بعد هذه الأخبار المرجفة.

◄ وطائفة تستعرض أخبار السقطة في المجتمع، وما يقترفونه من منكرات، وليس النقل لهذه المنكرات بالتلميح، وإنما بالتصريح، حتى يقوم السامع من مجلسه الذي سمع فيه هذه الأحداث وقد ضعف إيمانه، وتبلدت أحساسيسه من هذه الأنباء التي يسمعها، حتى لو خرج من هذا المجلس فوجد منكرًا أمامه فإنه لا يغيره، ولسان حاله يقول: هذا منكر من بين مئات المنكرات التي سمعتها في المجالس، فلن يقدم تغييري لهذا المنكر شئ، ولن يؤخره، حتى يصل إلى حد استمراء السكوت عن المنكر؛ نتيجة لهذا الإرجاف.

◄ ومن هؤلاء من يعطيك نبذة موجزة، وأخرى مطولّة عن التراجع والانتكاس في صفوف الصالحين من كثرة الفتن المحيطة بهم، والحرب الكلامية ضدهم، فيعمم هذا الداء حتى تظن من خلال هذا الإرجاف أن الناجين قليل، وأن الثابتين على دينهم يعدون على الأصابع، فيعكس هذا الإرجاف في نفسك الضعف والمرض، حتى تقف على شفا جرفٍ هارٍ، فتفقد حرارة الإيمان، وحلاوة الطاعة بسبب هذه الأنباء المقلقة.

نصح وإنكار.. لا إرجاف:

ولا نعنى بكلامنا السابق أن نغمض أعيننا عن الواقع وما فيه من الفساد، ونخدر الناس بأننا بخير والحمد لله، وأن ليس في الإمكان أفضل مما كان. وإنما ننكر على من يتكلم بروح انهزامية مشيعًا لليأس والخوف في صفوف المسلمين، دون أن يقدم حلاً، أو علاجًا لما يذكره.

◄ أما من كان من أهل الإصلاح، ويحذر المسلمين مما يقع في مجتمعهم من فساد أوشرور، مع الاتزان في كلامه دون تهويل ولا تهوين، يتكلم بنبرة المسلم الحق المستعلي على الباطل؛ مشيعًا لروح الإصلاح والتغيير، وناشرًا لمعاني قوله تعالى:} وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ[21] {'سورة يوسف' وقوله:} يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[8]{ 'سورة الصف' .

وهو مع ذلك أيضًا يقدم العلاج النافع، والحل الدافع لما يذكره من خلل؛ أما من كان شأنه كذلك، فهذا من المصلحين، وهو بذكره للخلل وعلاجه يكون ممن يعمل بقوله تعالى:} وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ[55]{ 'سورة الأنعام' .

◄وخلاصة القول:

أن المسلم إذا رأى منكرًا، فإنه لا يسكت عنه خشية الإرجاف في أوساط الناس، وإنما يغير المنكر بالمعروف، لا بما هو أنكر منه.

دواعي الإرجاف:


أسباب الإرجاف، ودواعيه كامنة في غايتين:

الغاية الأولى: إظهار ضعف المسلمين، وتوهين قواهم؛ وهذا ما يسعى له أعداء الإسلام من خلال نشراتهم وإعلاناتهم وأخبارهم؛ وهو ما يسمى: بـ 'الإرهاب الفكري' ، و'الحرب النفسية'.

الغاية الثانية: حبّ نقل الأخبار دون أن يكون هناك قصد سيئ، ودون أن يكون هناك علم بنتيجة ما يقولونه، وما يتناقلونه، وإنما القصد هو استعراض المعلومات، والظهور لدى الآخرين بمظهر المعرفة والعلم بما يجرى في أوساط المجتمعات.

نتائج الإرجاف:

من هذه النتائج ما يخدم مصالح الأعداء مباشرة ، ومنها ما يهز كيان المسلم بدينه، ويضعف همته عن العمل الدعوي والإصلاحي، فيكون ذلك مكسبًا للأعداء أيضًا، بطريق غير مباشر، فمن هذه النتائج:

◄ تخويف المسلم من عدوهِّ حتى لا تتم المواجهة، وحتى يكون المسلم ذليلاً تحت عزة الكفار المصطنعة من خلال هذا الإرجاف.

◄ إماتة النصرة الإسلامية في نفوس المسلمين لإخوانهم في العالم، وإماتة الآمال في إعادة أمجاد المسلمين من خلال بث الأحداث الكاذبة التي توحي بهزيمة المسلمين، وكسر شوكتهم.

◄ توقف العمل الدعوي والإصلاحي والإغاثي في تلك البلاد التي أعلن عنها بأنها دمرت وأصبحت في قبضة اليهود أو النصاري.

◄ فقدان المسلمين لأراضيهم، والتنازل عن مبادئهم من خلال هذا الإرجاف، حتى لا يبقى للمسلمين حق في أراضيهم، ولو بعد حين.

◄ جعل المسلم البعيد عن تعاليم دينه أسيرًا لهذا الإرجاف، فتتشبع روحه، ويتغذى عقله من هذا، حتى ينسى التوكل على الله، والاستعانة به، فيصل به الحال إلى اليأس من روح الله، والقنوط من نصرة الإسلام، فلا يبعد على ضعيف الإيمان، وعلى الجاهل بدينه أن يرتد بسبب هذا.

◄ إضعاف إيمان الآخرين بنقل أحداث السقطة، والسفهاء من الناس، والنفس البشرية تتأثر بما يجري حولها سلبًا وإيجابًا.

◄ إدخال الحزن والهم على الغيورين على دين الله من خلال تضخيم المنكرات لهم، ونقلها بصورة مبالغ فيها، فيتأثرون بمثل هذا النقل المزيف، وهو في الواقع أقل من هذا بكثير.

◄ تشجيع أهل الباطل وحثهم على استمراء أعمالهم بطريقة غير مباشرة؛ فكأن المرجف يقول لهؤلاء: الطريق لكم مفتوح، وليس أمامكم ما تخشونه؛ ففي كل وادٍ بنو سعد، والشر قد عمّ وطمّ ، فاعملوا ما شئتم.

حكم الإرجاف :

الإرجاف حرام؛ لأن فيه أذيّة للمسلمين وتخويف وتهويل، وهذا أمر لا يجوز؛ يقول الإمام القرطبي رحمه الله:'الإرجاف حرام؛ لأن فيه إذاية، فدلت الآية على تحريم الإيذاء بالإرجاف'. والآية هي قول الله تعالى:} لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا[60]مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا[61]سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا[62] { 'سورة الأحزاب'.

كيف نتقي هذا الإرجاف؟ إن داء الإرجاف له دواء ؛ فمن العلاج النافع له ما يلي:

أولاً: بالنسبة لرواة الأخبار الذين يطلون ظاهر كلامهم بالمفزعات والقوارع:


◄ إدراك خطورة هذا الأمر؛ فما دب الضعف في نفوس الكثير، وما تقهقر البعض عن الإقدام لعمل الخيرات إلا من خلال هذا الإرجاف.

◄تأثم الإنسان؛ ويكفيه من ذلك الإثم نقله للأخبار بمجرد سماعها، وقد جاء في الحديث: [كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ] رواه مسلم وأبوداود- واللفظ له- . فكيف بنقلها على وجه إخافة الآخرين وإرجافهم، وإضعاف عزائمهم؟!

◄ المصداقية في نقل الأحداث دون مبالغة، ودون مؤثرات كلامية، يظن من خلالها أن الأمر خطير، فيستوحش منه.

◄ما الفائدة المرجوة من الإرجاف في صفوفنا ونحن داخل خندق واحد، ونحن نعلم أن الإرجاف يخلخل الصفوف ويبث الرعب في النفوس، وهو من أسلحة الأعداء الفتاكة، فكيف يوجه لنا من أنفسنا؟!

◄ تعويد أنفسنا التثبت بضبط الكلمات التي تخرج من أفواهنا؛ فقد تكون الأخبار التي ننقلها واهية كاذبة، وقد تكون ما أكل عليه الدهر وشرب، فنجعل من أنفسنا أضحوكة السامعين.

ثانيًا: بالنسبة للمتلقين الذين يسمعون هذه الأخبار والأنباء المرجفة:

◄ عدم تصديق هذه الأنباء المزعجة إلا بعد التثبت من صدقها. وكم من أخبار وروايات نقلت في المجالس، وسار بها الركبان، وليس لها في أرض الواقع حقيقة.

◄ تقوية الرجاء بالله سبحانه، وتفويض الأمر إليه، والاعتماد عليه؛ حتى تخف وطأة هذه الأراجيف على قلب الإنسان. فإذا سمعت مثل هذه الأحداث المقلقة فقل:'حسبنا الله ونعم الوكيل' فإنها بلسم نافع، وعلاج ناجع لمثل هذه الأقاويل، ولنا في رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسوة حسنة.

◄ تقوية القلب وتعويده على استقبال هذه الأنباء بنفسٍ ملؤها الهدوء والثقة بأن ما يحدث إنما هو بقدر الله عز وجل، ولعل في المحنة منحة.

◄ ليعلم السامع لهذه الأراجيف أن الشر لا يكال بمكيال، ولا يوزن بميزان، ليس له أرض دون أرض؛ فما يقع اليوم قد وقع مثله بالأمس، وسيقع مثله غدًا؛ لأن الحق والباطل يتصارعان إلى أن تقوم الساعة، فلا يكن سماع هذا الحدث، وهذا الإرجاف مكبلاً للإنسان عن عمل الخير، والوقوف أمام هذه التيارات بضعف وخواء. والجبال لا تهزها الرياح.

مبشرون لا مرجفون : إن المتأمل في محن العالم الإسلامي اليوم؛ يرى جليًا أن هذه المحن المتتالية تكون في أثنائها المنح، وأن الظلام إذا اشتد تنبثق من خلاله النور:

◄ فالرجوع إلى دين الله أصبح هو السمة البارزة لدى شعوب العالم.

◄حلقات القرآن أصبحت عامرة بالشباب صغارًا وكبارًا.

◄الصحوة الإسلامية احتضنت الشباب والنساء حتى أصبحت ظاهرة الرجوع إلى الدين لدى فئة الشباب، والنساء هي الظاهرة التي تقلق أعداء الدين.

◄ دخول الأمم من غير المسلمين في دين الله أفرادًا، وجماعات، له بريق لامع، ونور ساطع، يراه الأعشى واضحًا.

◄ رايات الجهاد بدأت ترفرف في أنحاء العالم شرقًا وغربًا.

◄والعاملون لهذا الدين كثروا وتناموا .

◄ وأصبحت هناك مؤسسات وجماعات وأفراد، يعملون بدقة وبمنهجية واضحة لمصلحة الإسلام والمسلمين.

◄ ظهر في الساحة ما لم يكن موجودًا من قبل من مجلات إسلامية تحاكي، بل تتفوق شكلاً ومضمونًا وقراءً ما هو موجود في الساحة من مجلات إعلانية متعددة.

الباطل مهما تنامى.. ومهما طالت جذوره وفروعه؛ فإن له يدًا من أهل الحق حاصدة.. فلا خوف.. ولا اضطراب؛ فبشائر النصر تلوح في الأفق:

◄ } وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ[171]إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ[172]وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ[173]{ 'سورة الصافات'.



◄ }وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[139]{ 'سورة آل عمران' .



فأبشروا يا أولياء الله.. واستبشروا يا جند الله.. ولا تثنيكم الكلمات المثبطة عن العزم على فعل الخيرات، ولا توقفكم الأنباء المرجفة فتراوحون مكانكم لا تتقدمون ولا تؤثرون، واعتصموا بحبل الله، وثقوا بنصر الإله،}وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[101]{ 'سورة آل عمران'.

واجعلوا هذه الأراجيف خلف ظهوركم؛ فإنما هي من جند الشيطان.. }إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[175]{ 'سورة آل عمران' . فهو يخوفنا برجاله تارة، وبكلماتهم تارة، وبتيئيسنا تارة، والله وحده حسبنا وناصرنا وكافينا، فنعم المولى ونعم النصير .


من رسالة:' المرجفون' تأليف / الشيخ أحمد بن ناصر الخطاف