منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By عبدالاله المقبل 1-8
#35702

صدام حسين عبد المجيد التكريتي (28 أبريل 1937[1] - 30 ديسمبر 2006)[2] رئيس جمهورية العراق في الفترة ما بين عام 1979 وحتى 9 أبريل 2003[3] ونائب رئيس الجمهورية العراقية بين 1975 و 1979.

سطع نجمه إبان الانقلاب الذي قام به حزب البعث (ثورة 17 تموز 1968)، والذي دعى لتبني الأفكار القومية العربية، والتحضر الاقتصادي، والاشتراكية. ولعب صدام دوراً رئيسياً في انقلاب عام 1968 والذي وضعه في هرم السلطة كنائب للرئيس اللواء أحمد حسن البكر، وأمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين في الوقت الذي اعتبرت فيه العديد من المنظمات قادرة على الإطاحة بالحكومة. وقد نمى الاقتصاد العراقي بشكل سريع في السبعينات نتيجة سياسة تطوير ممنهجه للعراق بالإضافة للموارد الناتجة عن الطفرة الكبيرة في أسعار النفط في ذلك الوقت[4]. كان زواج صدام من ابنة خاله ساجدة خطوة موفقة، فوالدها خير الله طلفاح كان صديقاً مقرباً من البكر، الذي كافأه على مساعدته للبعثيين بتعيينه مديراً عاماً في وزارة التعليم وقد تعزز تحالف صدام مع البكر بصورة أكبر عندما تزوج أحد أبناء البكر من شقيقه لساجدة، وتزوجت إحدى بنات البكر من شقيق لساجدة عدنان خير الله الذي قتل في ما بعد في حادث غامض يعتقدبان مدبره هو صدام حسين و ذلك بسبب زيادة شعبية عدنان خير الله بين الجنود العراقيين. اهتم صدام وبتشجيع من البكر، بالبنية الأمنية الداخلية لحزب البعث، لكونها الهيئة التي سيرتقي من خلالها للسلطة وقد تأثر صدام إلى حد بعيد بجوزيف ستالين الذي قرأ حياته وأعماله أثناء وجوده بالقاهرة، كان صدام يسمع كثيراً وهو يردد مقولة ستالين : " إذا كان هناك إنسان فهناك مشكلة، وإذا لم يكن هناك إنسان فليس هناك أي مشكلة [5].

وصل صدام إلى رأس السلطة في العراق حيث أصبح صدام رئيسا للعراق عام 1979 بعد أن قام بحملة لتصفية معارضيه وخصومه في داخل حزب البعث [6]، وفي عام 1980 دخل صدام حرباً مع إيران استمرت 8 سنوات من 22 سبتمبر 1980 حتى 8 أغسطس 1988[7] وقبل أن تمر الذكرى الثانية لانتهاء الحرب مع إيران غزا صدام الكويت في 2 أغسطس 1990[8] والتي أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية (1991)[9]، تزوج صدام مرة ثانية عام 1986 من سميرة شاهبندر صافي التي تنتمي إلى أحد الأسر العريقة في بغداد[5].ظل العراق بعدها محاصرا دوليا حتى عام 2003 حيث احتلت القوات الأمريكية كامل أراضي الجمهورية العراقية بحجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق حيث ثبت كذب تلك الادعاءات[10]، بل إن السبب هو النفط[11]. قُبض على الرئيس في 13 ديسمبر 2003 في عملية الفجر الأحمر[12]. تم بعدها محاكمته وتنفيذ حكم الإعدام عليه

النشأة/
وُلد صدام في قرية العوجة التي تبعد 13 كم عن مدينة تكريت شمال غرب بغداد التابعة لمحافظة صلاح الدين[3] لعائلة تمتهن الزراعة . توفي والده قبل ولادة صدام بستة أشهر وقد تعدد الأقاويل التي فسرت سبب وفاته ما بين وفاة لأسباب طبيعية أو مقتله على أيدي قطاع الطرق.[5] بعدها بفترة قصيرة، توفي الأخ الأكبر لصدام وهو في الثالثة عشرة بعد إصابته بالسرطان. أُرسل صدام إلى خاله خير الله طلفاح الذي قام برعايتهِ حتى أصبح في الثالثة من عمره[13].

والدته صبحة طلفاح المسلط امتازت بتدد زيجاتها، وأنجبت لهُ ثلاثة أخوة غير اشقاء وقد عاشت في تكريت حتى وفاتها عام 1982، وقد بنى لها صدام مقبرة فاخرة، وأطلق عليها لقب أم المجاهدين. كانت أمه قد تزوجت بعد وفاة والده للمرة الثانية من رجل قريب لها يدعى حسن الإبراهيم الذي كان فقيراً ويعمل بواباً لمدرسة في تكريت، وقد احتفظ صدام بعلاقات جيدة مع إخوته من أمه وإن كانت العلاقات صعبة أثناء الطفولة. عند وصوله إلى الحكم، أسند صدام لكل من برزان وسبعاوي ووطبان مناصب رسمية مهمة بعد أن أصبح رئيساً للعراق. عاش صدام مع أمه وإخوته من أمه في غرفة واحدة في قرية العوجة، غير مزودة بالاحتياجات الأولية كالمياه الجارية والكهرباء، وقد حكى صدام لأمير اسكندر كاتب سيرته الذاتية قائلاً: لم أشعر أنني طفل أبداً، كنت أميل إلى الانقباض وغالباً ما أتجنب مرافقة الآخرين، ولكنه وصف تلك الظروف بأنها منحته الصبر والتحمل والاعتماد على الذات.

ومن ضمن ما حكاه صدام حياة صعبة اندفع عليها بسبب الفقر، فكان يبيع البطيخ في القطار المار بتكريت في طريقه من الموصل إلى بغداد كي يطعم اسرته، في سن الحادية عشر، انتقل إلى العاصمة بغداد حيث قام بالإقامة مع خالهِ. انتقل صدام للعيش مع خاله خير الله طلفاح عام 1947 في قرية شاويش بالقرب من تكريت، وقد التحق صدام بالمدرسة في سن متأخرة، ربما في الثامنة أو العاشرة حيث اشتهر بذاكرته القوية، وخير الله طلفاح الذي كان يعمل ضابطاً في الجيش، عرف بأنه من القوميين العرب المتحمسين، وكان تربطه بصدام علاقة قوية، وقد كافأ صدام خاله بتعيينه محافظاً لبغداد حين أصبح نائباً لرئيس الجمهورية، وقد أدى حماس خير الله طلفاح إلى طردة من الجيش عام 1941 وسجنه خمس سنوات، عمل بعدها مدرساً،و كنتيجه لعيش صدام مع خاله في بغداد فقد تعلم الكثير من رفاق خاله من العسكريين، ثم اندمج صدام فيما بعد في النشاط السياسي حيث التحق بحزب البعث المعارض آنذاك، وقد تلقى الصبي عن خاله كراهية عميقة للملكية التي كانت تحكم العراق في ذلك الحين ومن يدعمهم من الأجانب، وبتوجيهٍ وإشراف من خاله، التحق صدام بالثانوية الوطنية في بغداد[5] التحق بعده بكلية الحقوق لثلاث سنوات، لكنه وفي سن العشرين وفي عام 1957، انضم صدام إلى حزب البعث القومي-العربي، والذي كان خاله خير الله طلفاح داعماً له. في هذه الأثناء عمل صدام مدرساً في مدرسة ثانوية[14]. وتجدر الإشارة إلى أن أقارب له من بلدته تكريت كان لهم الأثر الأكبر على حياتهِ كرئيس.

احتفل صدام عام 1962 وهو لا يزال في القاهرة، بزواجة من ساجدة ابنة خاله خير الله طلفاح، التي كانت لا تزال في العراق في ذلك الوقت حيث أقام حفلاً كبيراً بحضور رفاقه المنفيين، وقد تم العقد عن طريق المراسلة، وأنجب منها ولديه (قصي وعدي) الذين قتلتهما القوات الأمريكية في شهر تموز يوليو 2003، وثلاث بنات (رنا ورغد، وحلا). تزوجت رغد ورنا من الأخوين صدام كامل وحسين كامل حسن الذين قتلا عقب انشقاقهما وثم عودتهما من عمان للأراضي العراقية مع وعد بالعفو عنهما، بعد عدة أشهر فرا خلالها إلى الأردن في منتصف التسعينيات الماضية، فيما تزوجت الثالثة حلا من سلطان هاشم أحمد وهو ابن آخر وزير للدفاع في حكومة صدام قبل سقوط العراق في أيدي قوات الحلفاء بقيادة الجيش الأمريكي.[5] كان الحس الثوري القومي هو الطابع لتلك الفترة من الخمسينيات والذي انتشر مده عبر الوطن العربي والعراق. بالإضافة إلى ذلك، كانت القومية العربية التي دعا إليها جمال عبد الناصر في مصر دافعاً وحافزاً للبعثيين الشباب مثل صدام. ألهم عبد الناصر الوطنيين في أرجاء الوطن العربي لمحاربة الاستعمار وتوحيد العرب، وقد كان هذا سبباً في العديد من الثورات بعد مصر في كلٍ من العراق وليبيا وسورية واليمن

سقوط المملكة العراقية/
كان إسقاط الملكية العراقية إبان ثورة عام 1958 واحداً من أكثر الأحداث دموية في التاريخ الحديث للشرق الأوسط، ففي وقت مبكر من صباح يوم 14 يوليو عام 1958 اقتحمت وحدات من الجيش القصر الملكي العراقي في قصر الرحاب تطلق على نفسها اسم " ضباط الأحرار " بقيادة عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم بالإطاحة بالملك فيصل الثاني، حيث دمرت المدفعية الجزء الأعلى من المبنى، وأجبروا الملك فيصل الثاني والوصي وأسرهم على الهرب من المبنى إلى ساحة القصر، حيث أحاط بهم الضباط، ودونما أي اعتبار للنساء والأطفال تم قتلهم جميعاً فقد كان قادة الانقلاب مصممين على أن لا يتركوا أي أثر للعائلة العراقية الملكية، أو أي نواة في المستقبل. أما مكان وجود صدام أثناء ثورة عام 1958، فلم يكن معروفاً, لكن يمكن القول أن البعثيين قد أيدوا بكل ما يملكون في الانقلاب العسكري وكانوا مصممين على إنجاحه.

صعوده في حزب البعث/
في عام 1959 شارك صدام مع مجموعة بعثية في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم، الرئيس العراقي حينها، بعد ظهر اليوم السابع من أكتوبر وخلافاً للترتيبات وبسبب الانفعال سحب صدام مدفعه الرشاش من تحت معطفه وفتح النار على سيارة قاسم قبل الوقت المقرر، وقبل أن يتمكن الآخرون من فتح النار تمكن حراس قاسم من مواجهة الموقف وقتل سائق السيارة الذي أصيب في ذراعه وكتفه، كما قتل أحد أفراد مجموعة الاغتيال وأصيب صدام في ساقه على يد أحد زملائه.

تمكن أعضاء فريق الاغتيال من الفرار إلى أحد مخابئ الحزب في العاصمة بغداد، أما عبد الكريم قاسم فقد نقل إلى المستشفى وأجرى له العلاج اللازم، وتم استدعاء الدكتور تحسين الملا، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لحزب البعث، لمعالجة صدام وقال : " أنه لم يكن سوى جرح بسيط عبارة عن كشط ". و قد تم مداهمة المخبأ الذي لجأ إليه فريق الاغتيال إلا أن صدام استطاع الفرار إلى سوريا حيث قضى هناك ثلاثة أشهر، قبل أن ينتقل إلى القاهرة، حيث أنضم إلى نحو 500 شاب من البعثيين الذين اجتمعوا في العاصمة المصرية وكانت الحكومة السورية قد أرسلت هؤلاء إلى مصر بهدف استكمال تعليمهم. لم يكن صدام قد أكمل تعليمة الثانوي، وكان عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة يعارض عبد الكريم قاسم لأنه نكث بوعده في ضم العراق للإتحاد، وكان ميشيل عفلق وغيره من قادة البعث في سوريا، يعتقدون بأن المشاركين في المحاولة سيتمتعون بأمان أكثر في القاهرة من دمشق، حيث كان النظام السوري أقل استقراراً.

و قد اهتم ميشيل عفلق عميد حزب البعث السوري بصدام الشاب ورقاه إلى مرتبه عالية بأن جعله عضواً كامل العضوية في الحزب، لدوره في محاولة تصفية عبد الكريم قاسم لأن جهد البعثيين العراقيين لقلب الحكومة في بغداد جعلت منهم أبطالاً في نظر القوميين، حيث رأوا ن واجبهم الوطني يحتم عليهم قتل عبد الكريم قاسم لأنه سلم مقدرات البلد إلى الشيوعيين.

و كان عفلق الذي هيمن على حزب البعث في سوريا والعراق، يقف وراء انتخاب صدام عام 1964 في موقع مهم بالقيادة العراقية لحزب البعث، وقد رد صدام الجميل لدى توليه السلطة بأن جعل من البعثية العقيدة السياسية الرسمية للعراق، وعندما أجبر عفلق على الذهاب إلى المنفى إلى العراق عام 1989، أمر صدام بإقامة ضريح فخم لمؤسس البعث.

في فبراير عام 1963 أسقط انقلاب قام به مجموعة من ضباط الجيش تربطهم علافة بحزب البعث حكومة عبد الكريم قاسم أطيح بعبد الكريم قاسم بانقلاب قيل أن المخابرات الأمريكية كانت تدعمه، تزعم الانقلاب الذي اعتبر رهيباً وشنيعاً، اللواء أحمد حسن البكر وكان البكر قد تبوأ مركزاً مرموقاً في البعث أثناء وجود صدام بالمنفى في القاهرة، حيث اتصف بكراهيته ومقته للشيوعيين الأمر الذي وضعه في مرتبه مميزة بنظر الأمريكيين، وقد أنضم البكر إلى البعث أثناء وجودة في السجن بتهمة تآمره ضد عبد الكريم قاسم، ولدى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ومن بينهم البكر، بدأ الأخير مع غيره من البعثيين بالتخطيط لخلع قاسم.

و قد رفضت العديد من وحدات الجيش دعم البعثيين في محاولتهم، فهاجم البكر قاسم في مقره في وزارة الدفاع واستمر القتال طيلة يومين، ونجم عنه سقوط مئات القتلى والجرحى في وسط بغداد، قبل أن يضطر قاسم إلى الاستسلام، ورفض قادة الانقلاب السماح بمحاكمته علنية، وبعد محاكمة قصيرة في استيديو الموسيقى في التلفزيون، وأمام الكاميرات على الهواء مباشرة أعدم عبد الكريم قاسم رمياً بالرصاص، خلال هذه الأحداث كان صدام لا يزال في القاهرة لكن سرعان ما عاد إلى بغداد، ليصبح عبد السلام عارف رئيساً للجمهورية وبعد وصولة أعاد صدام تقديم نفسه للبكر، الذي كوفئ على دورة بإسقاط قاسم بمنصب رئيس الوزراء من قبل الرئيس الجديد عبد السلام عارف، عين البكر العديد من أبناء بلدته تكريت في مواقع بارزة وقد وجد صدام نفسه في بداية الأمر على الهامش، ولكن الاشتباكات الدامية بين البعثيين والشيوعيين بعد إسقاط قاسم وفرت له متنفساً ومخرجاً، وكمكافئة لهو في مثابرته على تعقب الشيوعيين عين صدام في لجنة الاستخبارات الحزب التي تتولى مسؤولية الاستجوابات والتحقيقات، وفي فلم " الأيام الطوال عن حياة صدام " – الذي أخرجه المخرج توفيق صالح – فإن صدام يعلق على مشاركته في أحداث عام 1963 بقوله : يجب علينا قتل أولئك الذين يتآمرون ضدنا.

لم تطل فترة العنف، فقد أودت التناحرات الداخلية بين المجموعات البعثية المتنافسة إلى خروج الحزب من الحكم في نوفمبر عام 1963. و كان الاختلاف بين الجناح المدني في الحزب بقيادة علي صالح السعدي، والذي كان يحبذ الوحدة السياسية مع مصر وسوريا، وبخاصة بعد نجاح انقلاب البعث السوري في مارس من نفس العام، في حين عارض الجناح العسكري المحافظ الذي يفضل السياسة التقليدية " العراق أولاً ".

عمد البكر الذي كان يحاول التوفيق بين الأجنحة المتنافسة للحزب – إلى عقد اجتماع للقيادة القومية للبعث، وخلال تلك الفترة ساند صدام البكر مواطنه التكريتي، وسرعان ما وجد نفسه يعمل حارساً شخصياً لرئيس الوزراء، وبدأ يشاهد على الدوام إلى جانب البكر وهو يتسلح بمسدسه، ومع استمرار التهديد الذي يشكله الحرس القومي على النظام والأمن العام، نفد صبر عبد السلام عارف مع البعث وقرر التصرف، وبالفعل صدرت الأوامر في 18 نوفمبر بمهاجمة الحرس القومي في بغداد ونجح عارف، وخلال ساعات كان يسيطر تماماً على المدينة.

أدى تدخل الرئيس عارف الحاسم إلى إنهاء أول تلاعب بعثي قصير في السلطة، وتم عزل الوزراء حيث استبدلوا بضباط عسكريين من الموالين للرئيس، وطرد البكر من منصبه كرئيس للوزراء، وأصبح العراق يحكم من قبل حكومة عسكرية، وتم حل الحرس القومي واستبدل بالحرس الجمهوري الذي يضم وحدات النخبة في القوات المسلحة والذي تمثلت مهمته الرئيسية في حماية النظام من أي محاولات انقلاب مستقبلية [5] ، كان صدام وأحد من مجموعة البعثيين الذين أنيط بهم عام 1964 مسؤولية إنشاء الجهاز الأمني للحزب، والذي أطلق عليه " جهاز حنين "، وذلك بعد انقلاب عام 1963 والذي أدى اكتشافه إلى الزج بقادة البعث المتبقين بمن فيهم البكر في السجن، وبقى صدام في بغداد على الرغم من مطالبة قيادة الحزب في دمشق بفرارة من جديد إلى سوريا، وبالتعاون مع قلة من البعثيين الذين لم يسجنهم عارف شكل صدام قوة أمنية سرية.

كانت الحرية التي تمتع بها صدام عام 1964 قصيرة الأمد، تم خلالها بحث سيناريوهات عدة للاغتيال الرئيس، وفي منتصف أكتوبر طوق رجال الأمن مخبأ صدام في أحد أحياء بغداد وبعد تبادل قصير لإطلاق النار اضطر صدام للاستسلام بعد أن نفدت ذخيرته، وتم سجنه. كان خير الله طلفاح يقبع في السجن هو الآخر في ذلك الوقت، رغم أنه لم يكن عضواً في حزب البعث، وكانت ساجدة، التي كانت وضعت لتوها عدي، تزوره وتزور زوجها صدام الذي كان معتقلاً في سجن هو الآخر وتحضر له رسائل من البكر الذي كان قد أفرج عنه، وهو ما كان يمكن صدام للاطلاع على مجريات الأمور حتى انتهت الفترة الثانية لسجن صدام يوم 23 يوليو عام 1966 عندما تمكن مع أثنين من رفاقه من الهرب حيث عمل من جديد على الإطاحة بالحكومة والاستيلاء على السلطة، مع فجر يوم 17 يوليو من عام 1968 استولت وحدات عسكرية يرافقها نشطاء بعثيون مدنيون على مؤسسات عسكرية حكومة مهمة، وصدرت الأوامر بالتحرك إلى قصر الرئاسة، فاندفعت الدبابات إلى باحته، وتوقفت تحت النوافذ حيث كان الرئيس عبد الرحمن عارف ما زال نائماً في سريرة، وكان في الدبابة الأولى صدام حسين ببزته العسكرية.

لم يعرف الرئيس عبد الرحمن عارف بالانقلاب، إلا عندما سمع صوت الرصاصة الذي أطلقته عناصر من الحرس الجمهوري في الهواء للتعبير عن الفرح والانتصار، قبل الرئيس عارف الذي تسلم السلطة بعد مقتل شقيقه عبد السلام عارف بتحطم هيلوكبتر عام 1966 – التنحي وكان مطلبه الوحيد أن يضمن الانقلابين سلامة ابنه الذي كان ضابطاً في الجيش، وتمثل دور صدام حسين يومها في مراقبة القصر وضامن عدم تدخل الجنود الموالين لعارف. و بحلول الساعة 3:40 دقيقة صباحاً كان الانقلاب قد نجح وبعد استراحة دامت ساعات، وضع عارف على طائرة متجهة إلى لندن للانضمام إلى زوجته التي كانت تعالج هناك من داء السرطان، وأعلنت إذاعة بغداد أن حزب البعث قد استولى على السلطة.

بعد الانقلاب عين أحمد حسن البكر رئيساً للجمهورية فيما كلف صدام بمسؤولية الأمن القومي، وقد كان صدام مناسباً لتسلم هذا الموقع لسابق تجربته للإقامة " جهاز حنين "، والذي حل بعد تسلم البعثيين السلطة، لتحل محلة مؤسسات أمنية رسمية، وكان عمر صدام حسين وقتها 31 عاماً.

برنامج التطوير/
في نهايات 1960 وبدايات 1970، ولكون صدام نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة وكونه الرجل الثاني في العراق، بنى صدام سمعة جيدة كسياسي محنك وفعال[16]. قام صدام بتأسيس جهاز المخابرات العراقي الذي كان يعرف بـ جهاز حنين، وبدأ بمحاكمة كل من كان لهم ولاءات خارجية، وقام بتعيين من يثق به في المناصب الأمنية المهمة مدعماً مكانته.

بعد أن تسلم حزب البعث السلطة في العراق عام 1968، ركز صدام على تحقيق الاستقرار في وطن مزقته الصراعات العويصة، في وجود الانقسامات والصراعات الاجتماعية، العقائدية والدينية ما بين السنة والشيعة وبين العرب والأكراد وغيرها[17]، وكان في رأي صدام أن القيادة الثابتة والمستقرة في دولة تنتشر فيها التحزبية والانقسامات تحتاج إلى سياسة القمع كما تحتاج في نفس الوقت إلى رفع المستوى المعيشي [17]. قام صدام بتعزيز الاقتصاد العراقي بجانب بناء جهاز أمني قوي لمنع الانقلابات والتمرد داخل وخارج حزب البعث. لم يهتم صدام بتوسعة قاعدة المؤيدين له بين مختلف الفئات في المجتمع العراقي، فقد كان كل اهتمامه منصب في إقامة دولة مستقرة وتطوير برامج التنمية.

كان أكبر اهتمامات صدام هو النفط العراقي.في عام 1973، ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير نتيجة لأزمة النفط (1973)، وقد مكن ذلك الارتفاع صدام من توسيع نطاق جدول أعماله.في خلال أعوام كانت العراق تقدم خدمات اجتماعية لم يسبق لها مثيل بين دول الشرق الأوسط.قام صدام بإنشاء وإدارة "الحملة الوطنية لمحو الأمية" وحملة "التعليم الإلزامي المجاني في العراق"، وقد قامت الحكومة العراقية بتعليم مئات الالاف في خلال عدة سنوات من بداية هذة الحملة. كما قامت الحكومة بدعم أُسر الجنود، كما قدمت رعاية صحية مجانية للجميع، بالإضافة إلى تقديم أراضي زراعية مجانية للفلاحين. قامت العراق بإنشاء واحدة من أحدث أنظمة الرعاية الصحية في الشرق الأوسط، وكان ذلك سبباً لمنح صدام جائزة من منظمة اليونسكو.

رئاسة الدولة/
بدأ صدام يجمع السلطة في يده بطريقة حثيثة، فحينما كان مسؤولاً عن الأمن كان مسؤولاً أيضاً عن إدارة الفلاحين، وسرعان ما وضع التعليم والدعاية تحت نطاق سيطرته، وما لبث أن تولى رسمياً منصب السكرتير العام لمجلس قيادة الثورة في يناير عام 1969، وبعد ذلك بدأ وصف صدام باسم " السيد النائب " أجرى صدام حسين، بصفته نائباً للرئيس أحمد حسن البكر إصلاحات واسعة النطاق وأقام أجهزة أمنية صارمة، وقد أثارت سياسيات كل من صدام والبكر قلقاً في الغرب ففي عام 1978 وفي أوج الحرب الباردة عقد العراق معاهدة التعاون والصداقة مدها 15 مع الإتحاد السوفييتي، كما أمم شركة النفط الوطنية، التي تأسست في ظل الإدارة البريطانية، والتي كانت تصدر النفط الرخيص إلى الغرب ة قد استثمرت بعض أموال النفط، عقب فورة النفطية التي أعقبت أزمة عام 1973، في الصناعة والتعليم والعناية الصحية، مما رفع مستوى المعيشي في العراق إلى أعلى مستوى في العالم العربي.

تمكن صدام حسين من إحكام قبضته على السلطة من خلال تعيين أقاربه وحلفائه في المناصب الحكومة المهمة، بالإضافة إلى مراكز التجار والأعمال، وهو ما تمكن معه في نهاية عام 1970 من أن يحتكر السلطة فعلياً في العراق تمهيداً للاستيلاء عليها نهائياً في يوليو عام 1979، حيث اضطر البكر إلى الاستقالة وكان السبب الرسمي المعلن للإستقاله العجز عن أداء المهام الرئاسية لأسباب صحية، وسلمت كل مناصبه لصدام حسين الذي أعلن نفسه رئيساً للجمهورية ورئيساً لمجلس قيادة الثورة وقائداً عاماً للقوات المسلحة. و قابل صدام استقالة البكر بتحديد إقامته في منزله إلى أن توفى في أكتوبر عام 1982 كان صدام يعمل في ذلك الوقت من 14 إلى 16 ساعة يومياً، ومن بين أهم الأعمال التي لاقت ترحيباً من العامة والتي قام بها صدام في بداية توليه السلطة الإفراج عن الآلاف المعتقلين وقال كلمة صاحبت هذا الحدث، جاء فيها : إن القانون فوق الجميع، وأن اعتقال الناس دون إعمال القانون لن يحدث ثانية أبداً.!! ليس هذا فحسب بل عمد صدام إلى التقرب إلى الشعب العراقي وللمواطن البسيط حتى وصفه أحد المعارضين الكبار بقوله : لقد أبدى صدام تفهماً حقيقياً لأحوال الناس البسطاء أكثر من أي زعيم آخر في تاريخ العراق.[5] بالرغم أن صدام كان نائباً للرئيس أحمد حسن بكر إلا أنه كان الطرف الأقوى في الحزب. كان أحمد حسن البكر الأكبر سناً ومقاماً، ولكن وبحلول عام 1969 كان لصدام القوة الأكبر في الحزب. في 1979 بدأ الرئيس أحمد حسن البكر بعقد معاهدات مع سوريا، التي يتواجد بها حزب البعث، كانت ستقود إلى الوحدة بين الدولتين. وسيصبح الرئيس السوري حافظ الاسد نائبا للرئيس في ذلك الإتحاد، ولكن قبل حدوث ذلك، استقال أحمد حسن البكر في 16 يوليو 1979. وأصبح صدام بشكل رسمي الرئيس الجديد للعراق.

بعد ذلك بفترة وجيزة، جمع قيادات حزب البعث في 22 يوليو 1979، وخلال الاجتماع، الذي أمر بتصويره، قال صدام بأنه وجد جواسيس ومتآمرين ضمن حزب البعث، وقرأ أسماء هؤلاء الذين كانو ارتبطوا سرا مع حافظ الأسد. وتم وصف هؤلاء بالخيانة وتم اقتيادهم واحدا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رميا بالرصاص خارج قاعة الاجتماع وعلى مسامع الحاضرين.

العلاقات الخارجية/
سعى صدام حسين لأجل أن يلعب العراق دوراً ريادياً في الشرق الأوسط. فوقع العراق اتفاقية تعاون مع الإتحاد السوفييتي عام 1972، وأرسل للعراق أسلحة وعدة آلاف من الخبراء. ولكن الإعدام الجماعي للشيوعيين العراقيين عام 1978، وتحول العلاقات التجارية إلى الغرب وتّر العلاقات مع الاتحاد السوفيتي واتخذ العراق منحى أقرب إلى الغرب لاسيما فرنسا.

قام صدام بزيارة إلى فرنسا عام 1976، مؤسساً لعلاقات اقتصادية وطيدة مع فرنسا ومع الدوائر السياسية المحافظة هناك. وقاد صدام المعارضة العربية لتفاهمات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979. وفي 1975 تفاوض على تفاهمات مع إيران إشتملت على تنازلات بخصوص الخلاف الحدودي، وبالمقابل وافقت إيران على التوقف عن دعم المعارضة الكردية المسلحة في شمال العراق.

أطلق صدام مشروع التقدم النووي العراقي في الثمانينات من القرن الماضي، وذلك بدعم فرنسي. وأسس الفرنسيون أول مفاعل نووي عراقي باسم أوسيراك وسماه العراق (تموز 1). وتم تدمير المفاعل بضربة جوية إسرائيلية، بحجة أن إسرائيل شكت في أن العراق كان سيبدأ إنتاج مواد نووية تسليحية. وقال صدام بعد انتهاء الحرب الإيرانيه العراقية مهدداً إسرائيل : بأنه يمتلك الكيمياوي المزدوج وأنه قادر على حرق نصف إسرائيل لو قامت بالاعتداء على العراق.

بعد المفاوضات العراقية الإيرانية واتفاقية عام 1975 مع إيران، أوقف الشاه محمد رضا بهلوي الدعم للأكراد، الذين هزموا بشكل كامل. منذ تأسيس العراق كدولة حديثة عام 1920، وكان على العراق التعامل مع الإنفاصاليين الأكراد في الأجزاء الشمالية من البلاد. وكان صدام قد تفاوض ووصل إلى اتفاق في 1970 مع القادة الانفصاليين الأكراد، معطياً إياهم حكماً ذاتياً، ولكن الاتفاق إنهار. وكانت النتيجة قتالاً قاسياً بين الحكومة والجماعات الكردية وصل لحد قصف الجيش العراقي لمناطق الأنفصاليين الأكراد.

أما بالنسبة لعلاقته برؤساء وملوك الدول العربية والمجاورة، فكانت تتسم بالشد والجذب من حين لآخر خاصة مع الدول الخليجية والتي كانت تدعمه أثناء حربه ضد إيران في ثمانينات القرن الفائت، إلا أن هذه العلاقة بدأ يشوبها التوتر إلى ان وصلت إلى حد القطيعة خاصة بعد اقدامه على غزو الكويت عام 1990. وبذلك قام صدام بقطع العلاقة مع معظم الأنظمة في الدول العربية فضلا عن الدول الغربية وغيرها.

في مقابل ذلك احتفظ صدام بعد حرب الخليج الثانية بعلاقات جيدة ومتوازنة مع بعض الحكام العرب والأجانب مثل الملك حسين بن طلال والرئيس علي عبد الله صالح (اللذان أسسا معه والرئيس المصري حسني مبارك حلف عربي هو مجلس التعاون العربي في عام 1989، لكن لم يدم سوى لأشهر)، كما كانت علاقته وطيدة بالعقيد معمر القذافي والرئيس ياسر عرفات والرئيس الفنزويلي هوغو شافيز (الذي زار بغداد في عام 2002 حيث كان اول زعيم يتحدى حظر الطيران المفروض على العراق منذ بداية التسعينات) وغيرهم من بعض زعماء العالم الثالث.

الحرب العراقية الإيرانية/
في 1979 قامت الثورة الإسلامية في إيران وإطيح بنظام الشاه محمد رضا بهلوي، وأقام الإسلاميون الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني، وكانت العراق قبل ذلك قد وقعت اتفاقية الجزائر مع شاه إيران 1975 حول شط العرب فألغيت الاتفاقية في 1980 من طرف واحد، وأعلن الرئيس صدام حسين سيادة العراق عن كامل أراضيه.

وكان الخميني قبل أن يصل لسدة الحكم منفياً من إيران منذ العام 1964، وقد أقام في العراق في مدينة النجف، وقد كان يناوئ حكم الشاه من العراق، في البداية كان مدعوما من الحكومة العراقية في إطار العداء الدائم مع إيران، وبعد ذلك تحت ضغوط من الشاه، الذي وافق على تقارب بين العراق وإيران في 1975، وافق صدام على إبعاد الخميني عام 1978.
بعد الثورة الإسلامية ووصول الخميني للسلطة، بدأت الاشتباكات الحدودية ت بين العراق وإيران لعشرة أشهر حول الأحقية بمعبر شط العرب المائي المختلف عليه حيث قامت إيران بعدة هجمات على القرى الحدودية بين الفترة من 13 يونيو 1979 وحتى آخر هجوم بالطيران يوم 4 سبتمبر 1980 والذي تم إسقاط الكثير من الطائرات الإيرانية في بغداد وضواحيها، (في الهجوم الجوي المكثف على العراق وتم تسجيل سقوط أكثر من عشرين طائرة في اليوم الأول للهجوم)، فما كان من العراق بعد تدارس الوضع ومراسلة مجلس الامن الدولي إلا أن قام باسترجاع القرى التي احتلتها إيران في 17 سبتمبر 1980 وبعدها تصاعد القصف الإيراني ليطال مدن بأكملها فكان الرد العراقي يوم 22 سبتمبر 1980، والذي يفصل بين البلدين. فقصفت الطائرات العراقية مطار ميهراباد قرب طهران ودخلت القوات العراقية إلى المنطقة خوزستان الإيرانية الغنية بالنفط في 22 سبتمبر 1980.

في الأيام الأولى من الحرب كان هناك قتال شديد على الأرض حول الموانئ الإستراتيجية وبدأ العراق هجوما على الأراضي الإيرانية وإحراز تقدم كبير، حتى بدأت القوات الإيرانية بإعادة تنظيم صفوفها حتى مايو 1982 إذ تمكنت القوات الإيرانية من استرجاع أغلب الأراضية التي أحتلتها القوات العراقية ووصلت إلى الحدود الإيرانية العراقية وأصبحت ايران تبحث عن طريقة لإنهاء الحرب.

تواصل صدام مع الحكومات العربية الأخرى للدعم المالي والسياسي.

انتهت الحرب وكانت النتيجة انتصار كبير للجيش العراقي ومئات الألوف من الضحايا الايرانيين. ولعل مجموع القتلى وصل إلى مليون قتيل من الطرفين بالإضافة إلى الأسرى والجرحى من الجانبين، الخسائر الاقتصادية لكلا البلدين تقدر بمئات المليارات، البلدان الذان كانا قويين ومتوسعين، تحولا إلى دمار.

وأصبح العراق مدينا بتكاليف الحرب. وهذا ما شكل احراجا كبيرا لصدام الذي كان يريد تطوير قوته العسكرية. وواجه صدام الذي إقترض من الدول العربية أيضا مبالغ ضخمة من الأموال أثناء الثمانينات لقتال إيران مشكلة إعادة بناء البنية التحتية العراقية، حاول الحصول مرة أخرى على الدعم المالي، هذه المرة لأجل إعمار ما دمرته الحرب.

فترة ما بين 1991-2003/
قامت الحكومة العراقية بقمع الانتفاضة الشعبيه عام 1991م والتي عرفت باسم الانتفاضة الشعبانية ودمرت قوات الحرس الجمهوري الموالية لصدام اغلب المدن الجنوبية وقصفت حتى الاضرحة في كربلاء والنجف ومقتل العديد من العراقيين واحتجاز اخرين لا يعرف عنهم شيء حتى الان [19]. بقيت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق متوترة بعد حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء). ونتيجة للحرب فقد فرض مجلس الامن حصارا اقتصاديا شاملا على العراق وعانى العراقيون من أقسى فترات الحياة من نقص المواد الأساسية الغذائية والمستلزمات الصحية.

أما على الصعيد الخارجي فقد زادت عزلة الحكومة العراقية التي كانت تتصرف بتهور كبير رغم كل الأزمات نتيجة لهذه السياسات فقد أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية أول هجوم صاروخي منذ نهاية الحرب مستهدفة مركز الاستخبارات العراقية في بغداد في 26 يونيو 1993. متذرعة بالخرق المتكرر لمنطقة الحظر الجوي المفروضة بعد حرب الخليج والتوغلات في الأراضي الكويتية. وقد خمّن البعض ان يكون لها علاقة بتهمة اضطلاع العراق بتمويل مخطط لاغتيال رئيس الولايات الأمريكية السابق جورج بوش.

بدا العراق في عام 1997 ببيع النفط مقابل الغذاء والدواء وفق قرار مجلس الامن 986 لكن هذا لم يكن ليشكل سوى 10الى 40% من إنتاج العراق النفطي الحقيقي في 16 ديسمبر 1998 شنت الولايات المتحدة مع بريطانيا عملية ثعلب الصحراء متذرعة برفض الحكومة العراقية الاستجابة لقرارات الشرعية الدولية ولطرد العراق مفتشي أسلحة الدمار الشامل.

غزو العراق 2003/
في عام 1998 أقر الكونغرس الأمريكي بشن هجوم عسكري على العراق لكونه يملك اسلحه الدمار الشامل ولكونه يشكل خطرا علي المنطقه.

وبعد تولي الرئيس السابق جورج بوش الرئاسة فقد بدء عندها عهد جديد تحولت فيه السياسة الأمريكية من المساعدة المادية والدعم اللوجستي للقوى المعارضة العراقية إلى التدخل العسكري المباشر متحالفةً مع بريطانيا. ولكن أحداث 11 سبتمبر كانت قد دشنت عهدا جديدا في أمريكا واصرت الإدارة الأمريكية على إسقاط نظام صدام وفي 20 مارس 2003 تحركت القوات الأمريكية البريطانية في سعيها نحو ما تم تسميته ب(حرية العراق) 9 إبريل 2003

ما بعد سقوط بغداد/
بعد سقوط نظام صدام على يد القوات الأمريكية ظلت أخبار صدام مجهولة في الأسابيع الأولى بعد سقوط نظام صدام وانتهاء العمليات الرئيسية للحرب. وتم التبليغ عن عدّة مشاهدات لصدام بعد الحرب ولكن أيا منها لم يكن مثبتاً. وظهرت سلسلة من التسجيلات الصوتية المنسوبة له تم نشرها في أوقات مختلفة، ولكن مصداقية هذه التسجيلات لا تزال محط تساؤل.

تم وضعه على قمة لائحة المطلوبين، وتم اعتقال العديد من أفراد نظامه السابق، ولكن الجهود الحثيثة للعثور عليه بائت بالفشل.قتل أبنائه عدي وقصي في 23 يوليو 2003 أثناء اشتباك عنيف مع القوات الأمريكية في الموصل.

قام الحاكم المدني في العراق بول بريمر بالإعلان رسمياً عن القبض عليه ، وتم القبض عليه بحسب ما ذكرت السلطات الأمريكية بحدود الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت بغداد بتاريخ 6 ديسمبر 2003 في مزرعة قرب تكريت العملية المسماة بالفجر الأحمر بعد أن أبلغ عنه أحد أقربائه، حيث كان مختبئا في حفرة تحت الارض في احدى المناطق النائية.

المحاكمة/
لم يعترف صدام بشرعية المحكمة، حتي انه رفض ذكر اسمه حينما بدأت المحكمه. ودافع عن صدام، نجيب النعيمي وزير عدل دولة قطر السابق ورمزي كلارك وزير عدل الولايات المتحدة السابق والمحامي العراقي خليل الدليمي والمحامية اللبنانية بشرى الخليل والمحامي الأردني عصام الغزاوي، وتم تغيير القضاة ثلاث مرات، وأوضح للقاضي الأول أن النتائج معلومة والمراد جلي.

وفي يوم الأحد الخامس من نوفمبر لعام 2006 حكم على صدام حضورياً في قضية الدجيل بالإعدام شنقاً حتى الموت بتهمة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية.

تنفيذ حكم الإعدام/
تم تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي صدام حسين فجر يوم الاحد الموافق 31 ديسمبر 2006م في بغداد، والذي وافق أول أيام عيد الأضحى المبارك.وقد تم اعدامه في مقر الشعبة الخامسة في منطقة الكاظمية

الدفن والتابين/
دفن بمسقط رأسهِ بالعوجة في محافظة صلاح الدين في مدينة تكريت، حيث قامت القوات الأمريكية بتسليم جثمانه لعشيرته من المحافظة. واقيمت عليه مجالس العزاء وأقامت ابنته رغد صدام حسين بتأبينه في عمان في الأردن.