صفحة 1 من 1

الصحافة الغربية ورؤية الفكر السلفي

مرسل: الثلاثاء مايو 17, 2011 8:14 pm
بواسطة أنس فاروقي 1
ومثاله أيضا ما نشرته واشنطن بوست من حملة شديدة على أصحاب التوجه السلفي في مصر، متهمة إياهم بأنهم يشكلون خطرا حقيقيا؛ وأنهم هم من يقفون وراء استهداف الكنائس والأضرحة في مصر !


تقاربت الرؤية الصحافية والإعلامية الغربية تجاه الاتجاهات السلفية في المنطقة العربية عموما وفي مصر خصوصا بعد نجاح الثورة المصرية بالذات .

وتعتبر الرؤية الصحافية الغربية تجاه الاتجاه السلفي نموذجا يُحتذى لدى جميع الاتجاهات الليبرالية والعلمانية حيث تحذو حذوها وتسير سيرها وتعتبرها الأكثر معرفة وخبرة
وتمثلت الرؤية الصحافية الغربية للاتجاه السلفي في عدة محاور مهمة نستطيع من خلال تعقب بعضها توضيحا لتلك الرؤية كما يلي :
أولا : محاولة لصق اتهامات العنف بالتيار السلفي ووصفه بالاتجاه العنيف وربطه بذلك , ومثال ذلك ما نشرته صحيفة الفاينيناشال تايمز البريطانية في 11-5 – 2011 أي قبل أيام تعليقا على الحوادث الطائفية في مصر فقد أكدت الصحيفة " أن المشكلة تحتاج لحل فوري ، قائلة إن الثورة المصرية تدخل في مرحلة حرجة منذ الإطاحة بالنظام السابق، وأن العنف الذي شهدته الأيام الماضية إنما هو من قبل جماعات سلفية متطرفة ضد الأقباط , وقالت الصحيفة البريطانية إنه يتحتم على الجيش بذل المزيد من الجهد لضمان الأمن وبنفس القدر من الأهمية، يجب أن يستغل المصريون الانتخابات المقبلة لتحدى أيديولوجية الجماعات السلفية الظلامية التى كشفت عنها الثورة " – على حد قول الصحيفة –
فنرى ههنا كيف وصفت الصحيفة الاتجاهات السلفية بالظلامية وألصقت بها العنف وجعلتها المتسبب الأول في أحداث الطائفية , وللأسف فإن الصحيفة لم تأت بدليل واحد على اتهاماتها !!
ومثاله أيضا ما نشرته واشنطن بوست من حملة شديدة على أصحاب التوجه السلفي في مصر، متهمة إياهم بأنهم يشكلون خطرا حقيقيا؛ وأنهم هم من يقفون وراء استهداف الكنائس والأضرحة في مصر !
واتفقت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية مع النيويورك تايمز في أن الأحداث الحالية نتاج طبيعي لأقلية من غوغاء التيار الإسلامي السلفي المتشدد في مصر
ثانيا : التحذير من الحكم الإسلامي وسيطرة الإسلاميين
ومثاله صحيفة الديلي تلغراف هي الأخرى تنشر اليوم تقريرا مصوَّرا عن اشتباكات بين الأقباط والمسلمين جاء بعنوان مصر تخشى من استيلاء الإسلاميين المتشددين من السلفيين على السلطة !
- وعلى صحيفة الفايننشال تايمز يوم 9-5 نطالع صورة كبيرة لمجموعة من الأقباط المصريين الذين خرجوا للمشاركة في مسيرة احتجاجية على زعم حرق السلفيين لإحدى الكنائس وتكتب بالخط العريض تحتها " المتشددون قادمون "
- مدير مركز صحفيون متحدون، يعبر عن غضبه من مسألة الحديث عن حقوق الأقباط فقط، قائلا" لا يجب الخوف من السلفيين بل يجب مواجهتهم ، ولابد من الحديث عن جميع المصريين، فأين حقوق البهائيين واللادينيين ؟!
- نشرت مجلة (تايم) الأمريكية مقالاً بعنوان: "من وراء العنف الطائفي في مصر؟"، وتوصلت إلى أن القمع الذي تعرض له السلفيون في عهد مبارك دفعهم إلى محاولة استغلال الديمقراطية الوليدة في مصر
وأشارت إلي أن الفتنة التي أشعلت القتال في الشوارع بين المصريين قد تبناها عدد من معتنقي التفسير الضيق للدين الإسلامي من السلفيين لإذكاء التوترات بين المسيحيين والمسلمين، حيث يقترب فكر البعض المتشدد منهم من أفكار تنظيم القاعدة
- وحذرت صحيفة "الديلي تليجراف" من انزلاق مصر نحو الحرب الأهلية بسبب انتشار الفوضى والفتنة الطائفية وتحدثت الصحيفة عن أن سقوط مبارك أخرج المارد الإسلامي من كهفه وخاصة من يصفون أنفسهم ،بالسلفيين الذين يقال إنهم لعبوا دورا لتأجيج الفتنة الطائفية
ثالثا : أقبح الأوصاف
وكالت الصحف الغربية أقبح الأوصاف للملتزمين بالتيار السلفي وصورتهم بصور منفرة للشباب , ومثاله ما تقوله صحيفة صنداى تليجراف الأسبوعية البريطانية إنه على الرغم من نضال المصريين المستمر لكبح جماح التطرف، لكن كان للسلفيين الدور الأكبر في مهاجمة الكنيسة (مار مينا)، على الرغم من إنكار القيادات السلفية لهذه التهم كذبا !
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الليبراليين والعلمانيين الذين يقولون إنهم نواة الثورة المصرية يسعون حاليا للحيلولة دون تحقيق جماعة الإخوان المسلمين وشقيقاتها الجماعات السلفية مكاسب سياسية، خاصة وأن كل التوقعات تصب في مصلحة الجماعة لتصبح القوة السياسية المهيمنة على البرلمان الجديد لكون الإسلاميين المتشددين لا يفهمون معنى الديمقراطية ولا حرية الرأي ولأن سقوط الرئيس السابق حسنى مبارك أمد جماعة "الإخوان المسلمين" بالقوة والحركات الإسلامية الأخرى الأكثر تشددا مثل السلفيين والجماعة الإسلامية.
وذكرت صحيفة كيهان الإيرانية أن المصادمات الأخيرة بين السلفيين والمسيحيين في مصر إنما هي تحريض من عناصر عربية خارجية ، وقالت الصحيفة إن السلفيين الذين تجمعوا حول كنيسة إمبابة كانوا يتحركون بدعم من دول خارجية ويتلقون أموالا طائلة منها !!