ثلاث مقالات ... ونـص ! ..
(1)
كأن بيننا وبين الفرح عداء
من يبالغ بإظهار هذا الفرح " تقل هيبته " !
و إذا ضحكنا كثيرا من قلوبنا ، التفتنا بريبة ، وقلنا لبعضنا " الله يستر من تالي
هـالضحكات " .. فمن يتجهم أكثر ، يمتلك قيمة أكبر !
وعندما نلجأ لتراثنا بحثا ًعن قول مأثور يساند الفرح ، نردد : ( ساعة لـربك
وساعة لقلبك ) فيربكنا الشيطان عندما يذكرنا أن ( ساعة القلب ) تلك ضد
( ساعة الرب ) وأنها أتت نقيضة لها .. فنتجهم أكثر !
وننسى أن ( الابتسامة في وجه أخيك صدقة ) .
(2)
كل هؤلاء الواقفين في اليسار ، لا يجدون شيئا طيبا ُ في اليمين
وكل هؤلاء الواقفين في اليمين ، لا يجدون شيئا جيدا ُ في اليسار
كلاهما متطرف ، ومتعصب لما يؤمن به .
فنفس التربة التي أنبتت متطرفي اليمين
هي التي تنبت متطرفي اليسار .. وما أجهل الاتباع والمعجبين !
تعالوا ، وأستمعوا لشاعر شعبي بسيط جدا ُ ، لم يقرأ نصف الكتب التي
قرأتموها ، ولكنه أذكى ، وأبهى ، وأكثر تسامحا ُ منكم ، ليقول لكم :
الطـير بالـجنحان محلا رفيفه
وليا أنكسر حدا الجناحين ما طار
(يمنى) بلا (يسرى) تراها ضعيفه
ورجلن بلا ربعن على الغبن صبار
على فكرة : هذا الشاعر الشعبي لم يتلقى تعليمه في " هارفرد " ولا " جامعة الامام " !
(3)
أسوأ الكُتاب ، هذا الذي عندما يكتب ، يقف على أطراف أصابعه " القاريء " .
الكاتب العادي هو الذي يتأثر بالرأي العام ويتبعه
الكاتب الحقيقي هو الذي يؤثر بالرأي العام ويُتعبه !
كل " السلطات " التي تقيدك - عند الكتابة - سيئة ..
أكثرها سوءا ً هي " سلطة القاريء " .
تحرر من القاريء .. يحترمك أكثر .
(نص)
جميل أن تجرؤعلى قول " لا " عندما يجب أن تُقال
الاجمل أن تجرؤ على قول " نعم " عندما يجب أن تُقال ، دون أن تهتم بردة فعل جماهير الـ " لا " !
محمد الرطيان