صفحة 1 من 1

إيران وتصدير الأزمات

مرسل: الثلاثاء مايو 17, 2011 10:45 pm
بواسطة عبدالله المطيري(84)
د. فهد مبارك الهاجري
[email protected]
حين خرج علينا رئيس الأركان الإيراني حسن فيروز آبادي في مؤتمره الصحافي؛ مهددا ومتوعداً العرب ودول الخليج خصوصاً، مندداً بما وصفه 'تسلط حكامهم وعدم تطبيقهم للديمقراطية'، ضحكت كثيرا وقلت 'ما شاء الله، تبارك الرحمن على ديمقراطية إيران التي تفوقت على نفسها باحترام حقوق المواطنة وحقوق الإنسان وحرية الصحافة'!

ألا يعلم فيروز آبادي أن نظامه مارس ضد معارضيه السحل والضرب بالأحذية و'المطاعات' الكهربائية، وأن أكثر من خمسة ملايين إيراني هارب في بقاع الأرض من جبروت القمع الذي مورس ضدهم منذ اندلاع الثورة؟

ألا يعلم رئيس الأركان الإيراني أن بلاده فيها تركيبة سكانية من ذوي الأصول العربية منتشرين في بقاع الدولة، وما يقارب من خمسة ملايين من أصل كردي، وأن أكثر من ربع الشعب الإيراني من أصول أذرية تركية، لذا فإن إيران فيها قوميات متعددة، وتشكل لوحة فسيفساء أو مثل 'فازة زجاجية' لو تضربها بحجر صغير لتناثرت في الأرض قطعاً صغيرة؟

البعض يرى في تصريحات آبادي أنها تأتي كرد فعل لما يحدث في الشرق الأوسط من ثورات؛ كونها نداءات دعائية للتغطية على ما يحدث داخل المجتمع الإيراني من غليان تأثراً بهذه الثورات.

نعتقد أن هذا التحليل صحيح ومنطقي، ومن يتفحص التاريخ يعرف أن إيران تعاني في تلك المرحلة أزمات داخلية وتحولات كبرى، تحاول تجاوزها بتصديرها إلى الخارج من خلال التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، وهو ما يستلزم أن نوجه بشأنه رسالة إلى الإخوة في إيران بأن تلك الأساليب قد 'أكل الدهر عليها وشرب'... رجاءً اتركوها
.