صفحة 1 من 1

حكاية من الأُردن ..

مرسل: الأربعاء مايو 18, 2011 4:00 am
بواسطة عادل الزهراني 48
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتُه ..


رغم التقدم الطبي الذي يغني الأفراد عن الطب العربي في الكثير من الأمور التي
لا نأمن بها إلا طبيباً , إلا أنه لا زال من الطب العربي ما يُعجز الطب الحديث وهذهِ
القصة تدل دلالة كافية بأن الطب العربي يحمل سراً ما تعتليه مقدرة ربانية كبيرة ..

أترككم مع القصه :



كان ينهر الطفل ويأمره بان يحمل الدلو الموضوع في طرف الغرفة حيث مد الطفل يده اليمنى لرفع الدلو عندها ارتفع صوت ابي عثمان " احمل بمكسورتك " وحاول الطفل ان يرفع بها الدلو ونجح بذلك ليقول له ابو عثمان "عفية عليك, الحمد لله على سلامتك, لا تمش وعيونك لفوق, اطلع قدامك ".

حافظ المجبر العربي على مهنته امام التقدم العلمي والطبي في مجال معالجة الكسور بشتى انواعها واشكالها..ففي بيت متواضع تفوح منه رائحة الطيبة المختلطة " بالهيشي" يعمل المجبر العربي ابو عثمان 85 عاما ليل نهار على تجبير كسور من يأتي اليه من الاطفال والشباب بالطريقة التقليدية القديمة رغم توافر المستشفيات والمركز الطبية المجانية التي تعالج الكسور باساليب طبية حديثة..

يمارس ابو عثمان مهنته القديمة تجبير الكسور التي تعلمها عن والده وجده منذ اكثر من ستين عاما واول من طبق عليه علمه الجديد كان ابنه عثمان الذي كسرت ساقه قبل خمسين عاما كما يروي ذلك.

يقول انه كان يستخدم الطحين والبيض والصابون النابلسي لتجبير الكسور الا ان جيل اليوم " جيل الهامبرغر " على حد تعبيره دمه لا يتحمل هذه الجبيرة فلا نستخدم معه الا زيت الزيتون ولفافات الباندج ومسطرة خشبية.. ويعلل ذلك بان اسلوب الغذاء الحالي عند كثير من الشباب خطأ حيث يتناولون الاكل الكثير وبخاصة اللحوم بشكل اساسي في وجباتهم.

ابو عثمان قليلا ما يتناول فطوره واذا فعل..يتناول قطعة صغيرة من الخبز والجبن الابيض ويبدأ بلف سيجارة "هيشي " لانه غير مقتنع " بسجاير هالايام " ولا يتناول الغداء حتى الليل ليكرر ما تناوله في وجبة الفطور قطعة الجبن او زيت الزيتون.. وعن اللحوم قال " خليتها لكم اشبعوا بها ".

لن يبوح باسرار مهنته لاحد..هكذا قال لوكالة الانباء الاردنية فقد زاره عدد من اطباء العظام لاقناعه بالعمل معهم ولكنه رفض واصر على ان لا يكشف اسرار مهنته الا لابنائه ممن يحب تعلم المهنة موضحا ان عددا لا يستهان به من ابناء الاطباء او معارفهم يأتون اليه ليجبر كسورهم كما يقول.

وعن الاجر الذي يتقاضاه قال " مازحا ومبالغا " لا اقبل اقل من خمسة دنانير ولكنه في الواقع لا يتقاضى اي مبلغ مقابل عمله فالله تعالى هو الذي يجبر..وكل ما يطلبه من المريض هو احضار لفافة باندج ومسطرة خشبية.

وعما اذا كان يستفيد من الصور الشعاعية التي عادة ما يطلبها الاطباء عند حدوث الكسور يشير الى ان اصبعي السبابة والابهام في يمناه هما المجس الخاص به والمشخص لاي كسر في الجسم.

ابو عثمان يداوي من كسور الحوض والكتف والرجلين اضافة الى " الملع " والكوي الذي يستخدم فيه عشبة " القديح " وهي عشبة يحضرها اصدقاؤه من مدينة جنين وتشبه " الجعدة " ويقوم بوضعها على المكان المطلوب ويحرقها الى ان تنطفئ وحدها.