صفحة 1 من 1

الدكتاتورية

مرسل: السبت مايو 21, 2011 12:51 am
بواسطة محمد الزامل

Dictatorship الدكتاتورية


الدكتاتورية هي شكل من اشكال الحكم تكون فيه السلطة مطلقة في يد فرد واحد(دكتاتور) وكلمة دكتاتورية من الفعل (dictate) أي يملي و المصدر dictation اي إملاء و هنالك استخدامين لمفهوم الدكتاتورية:
الاستخدام الاول :الدكتاتور الروماني و قد كان منصبا سياسيا في حقبة الجمهورية الرومانية القديمة و قد اختص الدكتاتور الروماني بسلطة مطلقة زمن الطوارئ ،و قد كان عليه ان يحصل على تشريع مسبق من مجلس الشيوخ بمنحه هذا المنصب. الاستخدام الثاني: وهو المعاصر للكلمة و الذي يشير إلى شكل من الحكم المطلق لفرد واحد دون التقيد بالدستور او القوانين او اي عامل سياسي او اجتماعي داخل الدولة التي يحكمها.
وهي سلطة او حكم ديكتاتور , وفي العصر الروماني القديم كان الدكتاتور حاكما استثنائيا يُمنح السلطة المُطلقة لمدة ستة اًشهر , وكان سيدا مُطلقا الا في ما يخص الخزينة العامة التي لم يكنباًستطاعته مسها الا بموافقة مجلس الشيوخ.
وفي القديم قبل قرون كثيرة لم يكن أي شيء يسمى ديكتاتورية, بل وُجد الديكتاتور كفرد.
وللحقيقة هناك فرقٌ بين الديكتاتور وبين الديكتاتورية رغم العلاقة الموجودة والرابطة بينهما.
لقد مرّ مصطلح الديكتاتور والديكتاتورية خلال التاريخ بمراحل تحوّل عميقة, كنظام وكتعبير لغوي ويمكن تقسيمها إلى أربعة مراحل:
القرن الخامس ـ القرن الثالث قبل الميلاد "ديكتاتورية" الرومان والتي وضعت نظاماً إستثنائياً لقيادة البلد في الحالات الطارئة(الخاصة).
النظام الروماني في عهد "ديكتاتورية" القيصر الروماني وعهد ماريوس السابع.
من الناحية القانونية كان في العهد الروماني النظام "الديكتاتوري" نظاماً شكلياً, وكان حل بعض مؤسسات الدولة مؤقتاً وشكلياً,
وبقي مفهوم الديكتاتورية غائباً عن الاستخدام تقريباً حتى القرن العشرين.
وفي الازمنة الحديثة , يُطلق ديكتاتور على الحاكم الذي يجمع في يديه كل السلطات على المستوى السياسي , سواء التي اُعطيت لهُ , او في اغلب الاحيان التي استولى عليها هو بنفسه.
والدكتاتورية هي اليوم نظام سياسي يملك فيه شخص او جماعة صغيرة او حزب سلطة كلية على حياة وحرية ومصير رعايا بلد مُعين في فترة مابين الحربين العالميتين ظهرت في تللك الفترة عدد من الانظمة السياسية التي وصفت من قبل اصحاب المذهب الليبرالي بالدكتاتورية مثل الانظمة الفاشية في إيطاليا وألمانيا و النظام الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق ، حيث اتسمت تلك الانظمة حسب الليبراليين بسمات الدكتاتورية مثل نظام الحزب الواحد ، تعبئة الجماهير بايدولوجيا النظام الحاكم ، السيطرة على وسائل الاعلام و تحويلها إلى بوق للدعاية لصالح النظام ، توجيه النشاط الاقتصادي و الاجتماعي للجماهير توجها ايدولوجيا لصالح النظام الحاكم و الاستخدام التعسفي لقوة الاجهزة الامنية من اجل ترويع المواطنين .
الدكتاتورية ما بعد الحرب العالمية الثانية :
يرى اصحاب المذهب الليبرالي ان الدكتاتورية فيما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية اصبحت ملمحا بارزا في العديد من دول العالم الثالث حديثة الاستقلال و التي غلب على اشكال الحكم في معظمها الطابع العسكري كما ان الدول ذات انظمة الحكم الشيوعية والاشتراكية اعتبرت دكتاتوريات ايضا من وجهة نظر اللبيراليين . وقد احتجوا في ذلك لغياب الاستقرار السياسي عن الكثير من هذه الدول و شيوع الانقلابات العسكرية و الاضطرابات السياسية فيها فضلا عن ظهور مشكلات تتعلق بمسألة الخلافة على السلطة .
وتظهر الدكتاتوريات عادة في التاريخ اثناء التوترات الوطنية الكبرى او حين تصبح انظمة الحكم السابقة عاجزة على ادارة حياة الامة, او حين تكون القوى السياسية منقسمة ومُتعادية الى حد يكون فيه مُستحيلا اقامة حكم طبيعي .
وتحول الدكتاتورية عادة دون ممارسة الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين / اًي حقوق التفكير والمُعتقد وحرية الصحافة وحرية الاجتماع .
وبواسطة التقنيات الحديثة والدعاية والرقابة , تكون الدكتاتورية منظمة بحيث يستحيل اسقاط الذي او اللذين يراًسونها الا باًنتفاضة شاملة او ثورة.
الديكتاتورية ـ الديمقراطية والدستور :
إذا اعتبرنا أن الديكتاتورية اليوم هي شكل نظام للدولة أو للحكم فإنه يجب علينا تحديد صفاتها والتي تميزها عن غيرها من أنظمة الحكم, ورغم أننا سنأخذ بعين الاعتبار أنه لا تعتبر الديكتاتورية شكل حكم عندما "تحدد الجهات المختصة الرسمية لدولة ملكية أو جمهورية فترة زمنية ومهمة محددة لفرد ديكتاتور للقيام بها" مثال على ذلك عندما كانت مهمة توحيد ايطاليا في زمن عمانويل الثاني وهذا ما يسميه البعض "ديكتاتورية مستقلة".
وأسهل شكل لتحديد صفات الديكتاتورية إذا حددنا ما هو ضد الديكتاتورية. ويمكن القول أن الديكتاتورية:
ليست ديمقراطية.
لا تستند إلى الدستور.
حكم يستند إلى القوة والقمع والاستبداد.
ومما لاشك فيه أن الفرق بين الديكتاتورية والديمقراطية هو أنه هناك أسس قانونية وعدالة من حيث احترام القوانين أو استخدام القوة والقمع, أي أن الديكتاتورية هي نقيض للديمقراطية.
وكل نظام لا يستند إلى الديمقراطية هو بالأكيد نظام ديكتاتوري, وعندما يقوم زعيم "كاريزمي" بالتأثير بالناس ديماغوجياً ويحصل على ثقة الناس على أساس ديمقراطي فإن ذلك صعب إثبات عدم ديكتاتوريته أو ديمقراطيته!
إن عدم وجود وضع وحالة ديمقراطية هو ضرورة للديكتاتور, لكن ذلك لا يكفي لوجود الديكتاتور, ويعتبر الكثير أنه بين الديمقراطية والديكتاتورية يوجد حقل واسع متغيّر(نصف ديكتاتورية أو نصف ديمقراطية).