اوباما يرحب بالتغير في الشرق الاوسط
مرسل: الأحد مايو 22, 2011 6:44 am
أن يذكر رئيس أميركي، أي رئيس أميركي، بائع خضروات في مدينة صغيرة بجنوب تونس، التي يجهل جل الأميركيين أين تقع على خريطة العالم، فإن حدثا جللا حدث أو يحدث. الرئيس الأميركي باراك أوباما وفي خطاب حول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا أشاد بالعزم الذي بدأ من تونس من أجل الحرية والديمقراطية لينتقل الى دول عربية أخرى، مؤكدا أن الأحداث التي تشهدها المنطقة "أظهرت أنّ سياسات القمع لم تعد تجدي ولن تنجح بعد اليوم".
أوباما أكد في خطابه الذي ألقاه في وزارة الخارجية الأميركية أنّ "الشعب في الشرق الأوسط بدأ يرسم مستقبله من نفسه"، وذكّر أنّ "العزم بدأ من تونس مع (محمد) البوعزيزي (ابن مدينة سيدي بوزيد التونسية) الذي رفض المسؤولون سماعه فقام بإحراق نفسه". مضيفاً: "هناك لحظات في التاريخ تُحرِّك الاشخاص، في تونس شكّل هذا التحرك بداية جديدة انطلق معها المحتجون في الطرقات بوجه النيران حتى تنحّى الديكتاتور الذي حكم طويلاً، وقصة هذه الثورة ليست مفاجئة لنا، فالدول في الشرق الاوسط تريد الإستقلال والحرية منذ زمن بعيد". مشيرا الى أن "التغيير سيكون سريعاً في أماكن، وفي أماكن أخرى يتطلب وقتاً وقد يكون تدريجياً في بعض المناطق".
وتابع أوباما: "لقد ألقي باللوم على الغرب طوال قرون بعد نهاية الإستعمار في الشرق الأوسط، وكانت العداوة لإسرئيل العنصر الأساسي للخطابات، وأصبحت الديانات هي أساس السلطة، لكن الأحداث الأخيرة أظهرت أنّ سياسات القمع لم تعد تجدي ولن تنجح بعد اليوم"، مشيراً إلى أنّ "هناك جيلاً جديداً والتغيير معه محتّم، ففي القاهرة خرج الشباب الذي يقول إنّه يستطيع أنّ يتنفس، وعلَت أصوات الناس في اليمن، وفي بنغازي، وفي دمشق خرج الشباب يقولون إننا نشعر بالكرامة، وهذه النداءات سُمعت في المنطقة، والشعب استطاع في أشهر أنّ يحقق التغيير على رغم ما فرضه الديكتاتوريون في عقود".
أوباما اعترف أنه على الولايات المتحدة أن تشعر بالتواضع فهي "لم تدفع بالناس إلى الشوارع، وهذه الشعوب هي مَن يجب أنّ يحدد نتائج التغيير، فنحن لم نحدد النموذج الديمقراطي".
وقال: "إنّ الولايات المتحدة تعترض على إستخدام العنف في المنطقة، وإن سياسة قمع الشعوب لن تستمر، ونرحب بالتغيير الذي يفضي إلى حق الشعوب بتقرير مصيرها"، مؤكداً أنّ "سياسة الولايات المتحدة سوف تدعم الإصلاح في المنطقة، وقد بدأ هذا الجهد في مصر وتونس، والدعم يجب أنّ يصل إلى البلدان التي لم يحصل التحول فيها بعد".
مضيفاً: "سوف ندعم الاقتصاد التونسي وسندعم الحكومة التي ستنتخب، وسنقدم مساعدات إقتصادية لمصر بقيمة مليار دولار، وطلبنا من البنك الدولي وصندوق النقد تقديم خطة لمساعدة مصر وتونس، وسنعمل مع الكونغرس لتأسيس صندوق اقتصادي لمساعدة مصر وتونس"، وأشار إلى أنّ "أوبك" ستقدم ملياري دولار للتنمية في المنطقة.
وبخصوص ليبيا أوضح أوباما أنّ العقيد معمر القذافي "أطلق حرباً ضد شعبه وتوعد باصطيادهم كالفئران، فانضمّت الولايات المتحدة إلى التحالف الدولي ضد القذافي، وقد تعلّمت من التجربة في العراق كم هو صعب فرض تغيير النظام بالقوة، وعلى أساس ذلك تحرّكنا في ليبيا وتمكّنا من تفادي مقتل الآلاف"، مشيراً إلى أنّ "الوقت ضد القذافي وهو لم يعد يملك السلطة على دولته، وعندما يرحل عن السلطة تنتقل ليبيا إلى الديمقراطية".
وعن الأحداث التي تشهدها سوريا قال الرئيس الأميركي:"النظام السوري أيضاً اختار القتل، وقد أدانت الولايات المتحدة هذه الاجراءات وشددنا العقوبات على (الرئيس السوري بشار) الأسد، فيما أثبت الشعب السوري شجاعته، وبالتالي على الأسد أنّ يساعد على الانتقال وقيادة التغيير أو أنّ يتنحّى، وعلى النظام السوري أنّ يسمح بأن يحظى الشعب بحقوق الانسان، وإلا فسوف نتحدّى نظام الأسد وسيكون معزولاً من العالم".
وفي ما يخص الوضع في البحرين واليمن وما تشهده من تحركات احتجاجية، دعا أوباما الى "حوار حقيقي" بين السلطة والمعارضة في البحرين والى نقل السلطة في اليمن مشددا على أنه "ينبغي على الرئيس اليمني (علي عبدالله صالح) الوفاء بالتزاماته تجاه نقل السلطة".
وحول النزاع العربي الاسرائيلي قال أوباما إنّ "الحل يكون بقيام دولتين، دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية، وستتمتع كل دولة منهما بسلام، ويجب أنّ يكون هناك مفاوضات واضحة بأن فلسطين وإسرائيل دولتان آمنتان، ويجب أنّ تكون حدودهما دائمة ومبنية على أساس حدود العام 1967 وأن تكون مرسومة، ولكل دولة أن تحظى بحق حكم نفسها، وأن تتمتع كدولة بحق الدفاع عن نفسها ويجب أن تكون النصوص واضحة من حيث ضمان الأمن على الحدود بينهما، وأمن إسرائيل يجب أن يكون مضموناً من خلال قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وعلى الفلسطنييين ان يعرفوا حدودهم".
بين ترحيب وشجب
هذا وقد تباينت ردود الفعل على الخطاب، ففي تونس التي أشاد بها أوباما ثمنت الحكومة التونسية استعداد واشنطن للمساهمة بفاعلية في حشد المساندة السياسية والاقتصادية والمالية لتونس في المرحلة المقبلة سواء في إطار قمة مجموعة الدول الثمانية أو على صعيد الموءسسات المالية الدولية أو من خلال تنشيط العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين البلدين.
كما نوّه علي العريض القيادي في حركة النهضة الاسلامية التونسية بإشادة الرئيس أوباما بالثورة التونسية وعبر عن أمله أن يلتزم الرئيس الأميركي "على ارض الواقع و التطبيق" بما صرح به عن احترامه لاستقلال البلدان العربية التي حققت ثوراتها ولما ستفرزه صناديق الاقتراع و للحكومات المقبلة.
مصريا، وفي حين اعتبر جورج إسحاق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان والقيادي بالجمعية الوطنية للتغيير أن خطاب أوباما إيجابي وجيد وأن قرار تقديم المساعدات الاقتصادية لمصر قرار صائب، لأن الأزمة الاقتصادية هي التي قد تعرقل مسيرة الثورة المصرية، وسانده في الاشادة حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الذي وصف الخطاب بالعظيم والبليغ جدا والمليئ بالامل وفيه التزام حقيقي بالتحول الديمقراطي في العالم العربي، أكد الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، المتحدث الرسمي باسم الجماعة، أن الخطاب مخيب للآمال، وأن "الأميركيين أنفقوا تريليونات الدولارات على حروب دمار، ووعدوا بمليارين فقط من أجل المنطقة». مشددا على أن الخطاب "لم يرفع الغطاء عن حلفاء أوباما الذين يتشبثون بالكراسي ويقتلون الناس، سواء كانوا في اليمن أو في سوريا.. الغطاء الامريكي للرؤساء الطغاة كما هو .. ربما أشد لهجة كانت تجاه ليبيا، الوعود الامريكية مجرد وعود".
من جانبها وصفت الحكومة الليبية الرئيس أوباما بأنه واهم بعد أن طالب الزعيم الليبي معمر القذافي في خطابه بترك السلطة. وقال المتحدث باسم الحكومة موسى ابراهيم ان اوباما ما زال واهما ويصدق الاكاذيب التي تنشرها حكومته واعلامه في شتى انحاء العالم مضيفا ان اوباما ليس هو من يقرر بقاء القذافي او رحيله وانما الشعب الليبي هو الذي يقرر ذلك.
وفي بنغازي معقل المعارضة الليبية، رحبت المعارضة بالخطاب الأمريكي ولكن الترحيب كان مشوبا بالحذر حيث قال المتحدث باسم المعارضة، الرجل الثاني في المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الحفيظ غوقه: "الخطاب خطوة إلى الأمام، لم يتضمن الخطاب اعترافا رسميا بالمعارضة ممثلا شرعيا ولكن الاعتراف بشرعية ومصداقية المجلس هي مجرد خطوة للاعتراف الكامل".
من جهتها اعتبرت سوريا ان "لا جديد" في خطاب الرئيس الاميركي الذي جدد الالتزام بامن اسرائيل وربط دعم بلاده للتغيير في الشرق الاوسط بخدمة مصالح الولايات المتحدة وامنها. وكان التلفزيون السوري نقل بشكل مباشر خطاب اوباما. وقد اعتبرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم "تمخض الجبل الأمريكي فولد فارا والخطاب الذي انتظره الشرق الأوسط طوال الأسابيع الماضية، خيب التوقعات كما هو معهود دائما". وأضافت: "جاء الخطاب تحريضيا ليؤكد حقيقة التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة في مخالفة فاضحة لشرعة الأمم المتحدة". من جهتها انتقدت صحيفة الثورة الحكومية "عنجهية" اوباما عندما "فرض املاءات على دولة ذات سيادة". واعتبرت ان ذلك يتم "تحت يافطة دعم الديمقراطية والحريات التي يتغنى بها دون ان يعي كلماتها".
ورأى المحلل السياسي وعضو مجلس الشعب السوري خالد العبود ان "الرئيس الأمريكي تجاهل الأولويات في خطاب قيل انه موجه الى شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا"، لافتا الى ان "اوباما ركز على ملفات ثانوية ، في حين أجل الاولوية الرئيسية لشعوب المنطقة، وهي الصراع العربي الاسرائيلي، الى ختام كلمته".
أما أبرز ردود الفعل فكانت من الجانب الإسرائيلي الذي رفض فكرة الانسحاب إلى حدود 1967 التي تطرق إليها الرئيس الأمريكي في خطابه فقد دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن إلى الالتزام "بالضمانات" التي قدمها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن عام 2004 إلى اسرائيل بهذا الصدد. وقال نتنياهو في بيان: "قابلية الدولة الفلسطينية للحياة يجب ألا تكون على حساب اسرائيل".
من جانبها رحبت السلطة الفلسطينية بخطاب أوباما واستنكرت في الوقت ذاته الرفض الإسرائيلي واعتبرته "ضربة قوية لجهود الرئيس أوباما لدفع عملية السلام". وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن نتنياهو " يرفض أي اساس عملي وفعلي لسلام حقيقي في الشرق الاوسط". كما أعلن المفاوض صائب عريقات أن الرئيس محمود عباس دعا القيادة الفلسطينية الى اجتماع طارئ، داعياً إسرائيل الى إعطاء السلام الفرصة التي يستحقها.
فيما ردت حركة حماس على مقترحات أوباما بشأن السلام في الشرق الأوسط بالتأكيد على أنها لن تعترف بإسرائيل "بأي حال من الأحوال".
حركة المقاومة الإسلامية اعتبرت أن ما جاء في الخطاب حول إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 هو "ذر للرماد في العيون" واتهمته بأنه "منحاز" لإسرائيل. وقال اسماعيل رضوان القيادي في الحركة "نحن لا نؤمن بهذه النظرة الأميركية المنحازة والمتنكرة للحقوق الفلسطينية"، وأضاف "يبدو أن الدافع لخطاب أوباما هو تخوفه من الثورات الشعبية للعودة في ذكرى النكبة وأن هناك خطراً قادماً يتهدد إسرائيل ولن تستطيع دولة الاحتلال أن تواجهه".
أوباما أكد في خطابه الذي ألقاه في وزارة الخارجية الأميركية أنّ "الشعب في الشرق الأوسط بدأ يرسم مستقبله من نفسه"، وذكّر أنّ "العزم بدأ من تونس مع (محمد) البوعزيزي (ابن مدينة سيدي بوزيد التونسية) الذي رفض المسؤولون سماعه فقام بإحراق نفسه". مضيفاً: "هناك لحظات في التاريخ تُحرِّك الاشخاص، في تونس شكّل هذا التحرك بداية جديدة انطلق معها المحتجون في الطرقات بوجه النيران حتى تنحّى الديكتاتور الذي حكم طويلاً، وقصة هذه الثورة ليست مفاجئة لنا، فالدول في الشرق الاوسط تريد الإستقلال والحرية منذ زمن بعيد". مشيرا الى أن "التغيير سيكون سريعاً في أماكن، وفي أماكن أخرى يتطلب وقتاً وقد يكون تدريجياً في بعض المناطق".
وتابع أوباما: "لقد ألقي باللوم على الغرب طوال قرون بعد نهاية الإستعمار في الشرق الأوسط، وكانت العداوة لإسرئيل العنصر الأساسي للخطابات، وأصبحت الديانات هي أساس السلطة، لكن الأحداث الأخيرة أظهرت أنّ سياسات القمع لم تعد تجدي ولن تنجح بعد اليوم"، مشيراً إلى أنّ "هناك جيلاً جديداً والتغيير معه محتّم، ففي القاهرة خرج الشباب الذي يقول إنّه يستطيع أنّ يتنفس، وعلَت أصوات الناس في اليمن، وفي بنغازي، وفي دمشق خرج الشباب يقولون إننا نشعر بالكرامة، وهذه النداءات سُمعت في المنطقة، والشعب استطاع في أشهر أنّ يحقق التغيير على رغم ما فرضه الديكتاتوريون في عقود".
أوباما اعترف أنه على الولايات المتحدة أن تشعر بالتواضع فهي "لم تدفع بالناس إلى الشوارع، وهذه الشعوب هي مَن يجب أنّ يحدد نتائج التغيير، فنحن لم نحدد النموذج الديمقراطي".
وقال: "إنّ الولايات المتحدة تعترض على إستخدام العنف في المنطقة، وإن سياسة قمع الشعوب لن تستمر، ونرحب بالتغيير الذي يفضي إلى حق الشعوب بتقرير مصيرها"، مؤكداً أنّ "سياسة الولايات المتحدة سوف تدعم الإصلاح في المنطقة، وقد بدأ هذا الجهد في مصر وتونس، والدعم يجب أنّ يصل إلى البلدان التي لم يحصل التحول فيها بعد".
مضيفاً: "سوف ندعم الاقتصاد التونسي وسندعم الحكومة التي ستنتخب، وسنقدم مساعدات إقتصادية لمصر بقيمة مليار دولار، وطلبنا من البنك الدولي وصندوق النقد تقديم خطة لمساعدة مصر وتونس، وسنعمل مع الكونغرس لتأسيس صندوق اقتصادي لمساعدة مصر وتونس"، وأشار إلى أنّ "أوبك" ستقدم ملياري دولار للتنمية في المنطقة.
وبخصوص ليبيا أوضح أوباما أنّ العقيد معمر القذافي "أطلق حرباً ضد شعبه وتوعد باصطيادهم كالفئران، فانضمّت الولايات المتحدة إلى التحالف الدولي ضد القذافي، وقد تعلّمت من التجربة في العراق كم هو صعب فرض تغيير النظام بالقوة، وعلى أساس ذلك تحرّكنا في ليبيا وتمكّنا من تفادي مقتل الآلاف"، مشيراً إلى أنّ "الوقت ضد القذافي وهو لم يعد يملك السلطة على دولته، وعندما يرحل عن السلطة تنتقل ليبيا إلى الديمقراطية".
وعن الأحداث التي تشهدها سوريا قال الرئيس الأميركي:"النظام السوري أيضاً اختار القتل، وقد أدانت الولايات المتحدة هذه الاجراءات وشددنا العقوبات على (الرئيس السوري بشار) الأسد، فيما أثبت الشعب السوري شجاعته، وبالتالي على الأسد أنّ يساعد على الانتقال وقيادة التغيير أو أنّ يتنحّى، وعلى النظام السوري أنّ يسمح بأن يحظى الشعب بحقوق الانسان، وإلا فسوف نتحدّى نظام الأسد وسيكون معزولاً من العالم".
وفي ما يخص الوضع في البحرين واليمن وما تشهده من تحركات احتجاجية، دعا أوباما الى "حوار حقيقي" بين السلطة والمعارضة في البحرين والى نقل السلطة في اليمن مشددا على أنه "ينبغي على الرئيس اليمني (علي عبدالله صالح) الوفاء بالتزاماته تجاه نقل السلطة".
وحول النزاع العربي الاسرائيلي قال أوباما إنّ "الحل يكون بقيام دولتين، دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية، وستتمتع كل دولة منهما بسلام، ويجب أنّ يكون هناك مفاوضات واضحة بأن فلسطين وإسرائيل دولتان آمنتان، ويجب أنّ تكون حدودهما دائمة ومبنية على أساس حدود العام 1967 وأن تكون مرسومة، ولكل دولة أن تحظى بحق حكم نفسها، وأن تتمتع كدولة بحق الدفاع عن نفسها ويجب أن تكون النصوص واضحة من حيث ضمان الأمن على الحدود بينهما، وأمن إسرائيل يجب أن يكون مضموناً من خلال قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وعلى الفلسطنييين ان يعرفوا حدودهم".
بين ترحيب وشجب
هذا وقد تباينت ردود الفعل على الخطاب، ففي تونس التي أشاد بها أوباما ثمنت الحكومة التونسية استعداد واشنطن للمساهمة بفاعلية في حشد المساندة السياسية والاقتصادية والمالية لتونس في المرحلة المقبلة سواء في إطار قمة مجموعة الدول الثمانية أو على صعيد الموءسسات المالية الدولية أو من خلال تنشيط العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين البلدين.
كما نوّه علي العريض القيادي في حركة النهضة الاسلامية التونسية بإشادة الرئيس أوباما بالثورة التونسية وعبر عن أمله أن يلتزم الرئيس الأميركي "على ارض الواقع و التطبيق" بما صرح به عن احترامه لاستقلال البلدان العربية التي حققت ثوراتها ولما ستفرزه صناديق الاقتراع و للحكومات المقبلة.
مصريا، وفي حين اعتبر جورج إسحاق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان والقيادي بالجمعية الوطنية للتغيير أن خطاب أوباما إيجابي وجيد وأن قرار تقديم المساعدات الاقتصادية لمصر قرار صائب، لأن الأزمة الاقتصادية هي التي قد تعرقل مسيرة الثورة المصرية، وسانده في الاشادة حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الذي وصف الخطاب بالعظيم والبليغ جدا والمليئ بالامل وفيه التزام حقيقي بالتحول الديمقراطي في العالم العربي، أكد الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، المتحدث الرسمي باسم الجماعة، أن الخطاب مخيب للآمال، وأن "الأميركيين أنفقوا تريليونات الدولارات على حروب دمار، ووعدوا بمليارين فقط من أجل المنطقة». مشددا على أن الخطاب "لم يرفع الغطاء عن حلفاء أوباما الذين يتشبثون بالكراسي ويقتلون الناس، سواء كانوا في اليمن أو في سوريا.. الغطاء الامريكي للرؤساء الطغاة كما هو .. ربما أشد لهجة كانت تجاه ليبيا، الوعود الامريكية مجرد وعود".
من جانبها وصفت الحكومة الليبية الرئيس أوباما بأنه واهم بعد أن طالب الزعيم الليبي معمر القذافي في خطابه بترك السلطة. وقال المتحدث باسم الحكومة موسى ابراهيم ان اوباما ما زال واهما ويصدق الاكاذيب التي تنشرها حكومته واعلامه في شتى انحاء العالم مضيفا ان اوباما ليس هو من يقرر بقاء القذافي او رحيله وانما الشعب الليبي هو الذي يقرر ذلك.
وفي بنغازي معقل المعارضة الليبية، رحبت المعارضة بالخطاب الأمريكي ولكن الترحيب كان مشوبا بالحذر حيث قال المتحدث باسم المعارضة، الرجل الثاني في المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الحفيظ غوقه: "الخطاب خطوة إلى الأمام، لم يتضمن الخطاب اعترافا رسميا بالمعارضة ممثلا شرعيا ولكن الاعتراف بشرعية ومصداقية المجلس هي مجرد خطوة للاعتراف الكامل".
من جهتها اعتبرت سوريا ان "لا جديد" في خطاب الرئيس الاميركي الذي جدد الالتزام بامن اسرائيل وربط دعم بلاده للتغيير في الشرق الاوسط بخدمة مصالح الولايات المتحدة وامنها. وكان التلفزيون السوري نقل بشكل مباشر خطاب اوباما. وقد اعتبرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم "تمخض الجبل الأمريكي فولد فارا والخطاب الذي انتظره الشرق الأوسط طوال الأسابيع الماضية، خيب التوقعات كما هو معهود دائما". وأضافت: "جاء الخطاب تحريضيا ليؤكد حقيقة التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة في مخالفة فاضحة لشرعة الأمم المتحدة". من جهتها انتقدت صحيفة الثورة الحكومية "عنجهية" اوباما عندما "فرض املاءات على دولة ذات سيادة". واعتبرت ان ذلك يتم "تحت يافطة دعم الديمقراطية والحريات التي يتغنى بها دون ان يعي كلماتها".
ورأى المحلل السياسي وعضو مجلس الشعب السوري خالد العبود ان "الرئيس الأمريكي تجاهل الأولويات في خطاب قيل انه موجه الى شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا"، لافتا الى ان "اوباما ركز على ملفات ثانوية ، في حين أجل الاولوية الرئيسية لشعوب المنطقة، وهي الصراع العربي الاسرائيلي، الى ختام كلمته".
أما أبرز ردود الفعل فكانت من الجانب الإسرائيلي الذي رفض فكرة الانسحاب إلى حدود 1967 التي تطرق إليها الرئيس الأمريكي في خطابه فقد دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن إلى الالتزام "بالضمانات" التي قدمها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن عام 2004 إلى اسرائيل بهذا الصدد. وقال نتنياهو في بيان: "قابلية الدولة الفلسطينية للحياة يجب ألا تكون على حساب اسرائيل".
من جانبها رحبت السلطة الفلسطينية بخطاب أوباما واستنكرت في الوقت ذاته الرفض الإسرائيلي واعتبرته "ضربة قوية لجهود الرئيس أوباما لدفع عملية السلام". وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن نتنياهو " يرفض أي اساس عملي وفعلي لسلام حقيقي في الشرق الاوسط". كما أعلن المفاوض صائب عريقات أن الرئيس محمود عباس دعا القيادة الفلسطينية الى اجتماع طارئ، داعياً إسرائيل الى إعطاء السلام الفرصة التي يستحقها.
فيما ردت حركة حماس على مقترحات أوباما بشأن السلام في الشرق الأوسط بالتأكيد على أنها لن تعترف بإسرائيل "بأي حال من الأحوال".
حركة المقاومة الإسلامية اعتبرت أن ما جاء في الخطاب حول إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 هو "ذر للرماد في العيون" واتهمته بأنه "منحاز" لإسرائيل. وقال اسماعيل رضوان القيادي في الحركة "نحن لا نؤمن بهذه النظرة الأميركية المنحازة والمتنكرة للحقوق الفلسطينية"، وأضاف "يبدو أن الدافع لخطاب أوباما هو تخوفه من الثورات الشعبية للعودة في ذكرى النكبة وأن هناك خطراً قادماً يتهدد إسرائيل ولن تستطيع دولة الاحتلال أن تواجهه".