- الأحد مايو 22, 2011 7:45 pm
#36035
تنبثق هذه العبارة مباشرة من علم السياسة الأمريكي لأنها تنطبق بشكل خاص على المنظمات المنتشرة منذ وقت بعيد في المجتمع الأمريكي. وضمن منظور ملاحظات توكفيل، منذ كتاب ديفيد ترومان الكلاسيكي عن العملية الحكومية The Governmental Process، يظهر كيف تتوزع الساحة العامة في الولايات المتحدة بين عدد لا يحصى من المجموعات بعضها أكثر تخصصية في السياسة حيث أنها تحاول التأثير في عملية اتخاذ القرارات، وفي مواقف مستلمي وظائف السلطة. ويملك ممثلو مجموعات الضغط هذه وجوداً شرعياً وحتى أنه عليهم أن يصرحوا عن نشاطهم علناً، فهم يسعون، بكل الوسائل الشرعية، لإقناع الآخرين بأهمية المصالح التي يمثلوها، وللتأثير من خلال سياسة علاقات في اقتراع أعضاء الكونغرس، والمجموعات التي تندرج تحت هذا العنوان وتنهج سياسة اللوبي كثيرة متنوعة، وغالباً ما تنتج نوعاً من التوازن المؤقت يترك للسلطة السياسية هامشها الخاص من الحركة، وحتى لو بدت مواردها وتأثيرها متفاوتة جداً أحياناً، لا يضر هذا الاختلال بالتعددية الأساسية للمجتمع.
وتضع مجموعات الضغط الديمقراطية التشاركية نوعاً ما موضع التساؤل، فهي تدخل بين المواطنين والسلطة، وتحدّ من قدرة الأحزاب السياسية، غير أن هذا لا يلغي دورها كوسيلة لنقل مطالب المواطنين إلى السلطات وإيصال صوتهم، أخيراً تجدر الإشارة إلى أن علم الاجتماع المقارن للدولة يظهر إلى أي مدى تشكل مجموعات الضغط كياناً شرعياً وعملياً في مجتمع يتميز بحضور ضعيف للدولة وتقليد ديمقراطي قوي، فيما يبقى دورها متواضعاً في مجتمع كالمجتمع الفرنسي، الدولة فيه قوية والمشاركة الديمقراطية أقل حضوراً، وحيث يبقى الامتياز للمواطنية وحدها.
متعلقات
اللوبي اليهودي
كيف يعمل ويؤثر في السياسة والمجتمع الأميركي؟
شبكة واسعة من العلاقات والمصالح تضاعف من قدرات اللوبي اليهودي بشكل يفوق الاثر العددي لليهود في الولايات المتحدة.
مرر الكونجرس الأميركي قبل شهور قانونا يقيد من حركة جماعات الضغط بداخله، ووفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها الالكتروني (يوم 7 أغسطس 2007)، فان القانون الجديد يحظر على نوابه ومساعديهم قبول أي هدايا أو رحلات أو وجبات طعام من أعضاء جماعات الضغط. ويعاقب أي عضو منهم، بغرامة تصل الى 200 ألف دولار وعقوبة بالسجن لمدة 5 سنوات.
وبذكر جماعات الضغط الأميركية لابد أننا تذكرنا على الفور اللوبي اليهودي، أشهر تلك الجماعات. وفي الواقع يتبادر الى الذهن سؤال عند رؤية عنوان الخبر، وهو: هل يمكن أن يؤثر القانون الجديد على هذا التنظيم بالغ القوة والنفوذ؟
معظم الانجازات التي حقتها منظمة ايباك (AIPAC) والتي تعد ابرز منظمة يهودية أميركية، كانت مرتبطة بالكونجرس بمجلسيه النواب، والشيوخ، ولو كان القانون سيؤثر على مصالحها لتصدت له بكل قوة وأجهضته.
جدير بالذكر أن القانون لم يتم التصديق عليه من قبل الرئيس الأميركي جورج بوش بعد، ولم يكن معروفا ما إذا كان سيصادق عليه أم لا .
كما ذكر تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الذي كتبه ديفيد كيركباتريك، أن هذا يعد أول حظر قوي على جماعات الضغط بهذا الشأن، لكنه أشار الى أن قانونا داخليا كان يمنع الحصول على هدايا تتجاوز 50 دولارا، لكنه لم يطبق أبدا.
كانت أول مرة نسمع فيها عن تصور مختلف بشان كيفية عمل هذه التنظيم بالغ الإحكام، جاءت من خلال إجابة على سؤال تم طرحه على صحفي أميركي مخضرم هو ادوارد كودي، المحرر البارز بصحيفة "واشنطن بوست"، عام 2002.
وصف كودي تصورنا في العالم العربي عن اللوبي الصهيوني بأنه تصور غير واقعي، وقال أن الحقيقة أن اليهود الأميركيين لا يملكون كل وسائل الإعلام في الولايات المتحدة، كما نتصور، فهناك الآلاف من الجرائد والمجلات وعشرات القنوات التليفزيونية، والآلاف من مواقع الانترنت. ومع هذا لم ينفي كودي قوة تأثير اللوبي على السياسة والإعلام الأميركي.
الصحافي الأميركي لم يشرح بالتفصيل، أو يعطي وقائع محددة، لكنه أعطى جوهر الفكرة التي يبني عليها تحرك ذلك التنظيم.
ضرب مثالا بان صحيفة محلية، تصدر في احدى الولايات الأميركية، تأثرت ونشرت بعض الموضوعات التي تنتقد السياسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، فماذا تفعل جماعات الضغط الصهيونية للدفاع عن إسرائيل حينئذ؟
هم لهم شبكات واسعة جدا من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية داخل الولايات المتحدة، ومن خلالها يبدأ فرض حصار غير مباشر أو مباشر على تلك الجريدة، حتى تتراجع عن موقفها. كيف؟
بالنسبة للإعلانات على سبيل المثال، يقومون بالاتصال برجال الأعمال اليهود، وأصدقاءهم، للتعرف على مدى علاقاتهم وتأثيرهم في الشركات المعلنة في هذه الصحيفة.
ويطلبون منهم الاتصال بتلك الشركات بشكل ودي لوقف إعلاناتهم في الجريدة، وبالطبع يشرحون لهم وجهة نظرهم فيما نشر، وغالبا ما تحدث استجابة، فإذا لم تحدث يتم تتبع العلاقات التجارية للشركة الرافضة، ويبدأ الضغط عليها من خلال الموردين أو العملاء ذوي الصلات القوية برجال الأعمال اليهود أو أصدقائهم.
يحدث الشيء نفسه بالنسبة للتأثير على التوزيع والاشتراكات في الجريدة، ولكن بتتبع العلاقات الاجتماعية لليهود في المناطق التي توزع فيها الجريدة نسخها، والتي يوجد بها مشتركون في الجريدة.
أذن جماعات الضغط اليهودية في أميركا لا تعتمد على عدد اليهود الذين يبلغ تعدادهم نحو 4 ملايين نسمة، وفي بعض التقديرات قرابة 1% من بين ما يناهز 300 مليون أميركي.
وايباك يبلغ أعضائها نحو 100 ألف عضو فقط، استطاعت تجميعهم على مدار قرابة نصف قرن من الزمان. وسنندهش حين نتذكر أن عدد اليهود في العالم كله يناهز 14 مليون نسمة فقط، منهم نحو 5 ملايين نسمة يعيشون في إسرائيل.
جماعات الضغط في أميركا
فكرة جماعات الضغط مسموح بها قانونيا في الولايات المتحدة، فمن حق كل مجموعة عرقية أو دينية أو غير ذلك أن تكون تجمعا للضغط على صانعي القرار من اجل تحقيق مصالحها.
الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة أدركت هذه الحقيقة، ولكن مؤخرا، فبدأت في تكوين منظمات لحماية مصالحة، وللضغط من اجل تعديل أو منع صدور بعض القوانين التي تضر بمصالح وحقوق جاليتها، التي أضحت جزء من المجتمع الأميركي، ومن ثم فان لهم حقوق المواطنة.
لا يمكن بأي حال مقارنة إمكانيات تلك التجمعات العربية باللوبي الصهيوني، فالقدرات المادية لمنظمة مثل ايباك وحدها، تقاس بنحو 60 مليون دولار سنويا (والبعض يقدرها بالمليارات)، فيما تعجز الجالية العربية والتي يبلغ تعدادها ضعف تعداد اليهود، عن جمع عدة آلاف أو ملايين من الدولارات.
لكن ذكاء ايباك يكمن في أنها تعلن دائما وبوضوح بأنها لا تتلقي دعم من إسرائيل، وأنها منظمة أميركية. وهذه في الواقع ملاحظة هامة يجب أن تدركها جماعات الضغط العربية والإسلامية الأميركية حتى لا تتهم بالعمالة، وحتى يكون نشاطها مؤثرا في المواطن وصانع القرار الأميركي.
تنظر قيادات اللوبي الصهيوني في أميركا الى أهدافها، مثلما ينظر الرامي من فتحة سلاحه الى الهدف، ويضغطون بلطف وهدوء على الزناد لتنطلق رصاصاتهم وتصيب الهدف بدقة. لا يهم ما إذا كان السلاح المستخدم جمهوري أو ديمقراطي الانتماء، لذا فهم يعملون بتواصل وعن قرب مع قادة اكبر حزبين سياسيين في شتي أرجاء الولايات المتحدة، على التوازي.
في الموقع الالكتروني لمنظمة ايباك على الانترنت يمكن أن تشاهد صور لقادة المنظمة اليهودية، مع ابرز قادة أميركا، فهم يلتقطون الصورة مع الرئيس جورج بوش، ونائبه، جمهوريي التوجه، فيما يصافحون هيلاري كلينتون المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية، وكذلك رئيسة مجلس النواب الأميركي، من الحزب الديمقراطي.
وتكون النتيجة، ما أعلنته المنظمة من "انجازات" (قياسا على مصالحها)، ومنها:
إرسال خطاب موقع من 259 عضو بمجلس النواب بالإضافة إلى 79 سناتور من مجلس الشيوخ، الى الاتحاد الأوربي يطالبونه بعدم الاعتراف أو التعامل مع الحكومة الفلسطينية - بقيادة حماس - الى أن توافق "المعايير الدولية".
أيضا من "الانجازات": تقوية التعاون المشترك بين أميركا وإسرائيل في مجال الأمن القومي. تأمين الدعم الأجنبي المالي لإسرائيل. وزيادة المساعدات العسكرية لها. وفي نفس الوقت زيادة الضغط الدولي ومنع أي دعم مالي لحكومة لحماس. مد فترة تقديم ضمانات القروض الأميركية لإسرائيل حتى عام 2001. وتخزين المعدات العسكرية في الدولة العبرية لاستخدمها في وقت الأزمات. توقيع اتفاق لتقديم الخدمات الصحية الإسرائيلية بالتعاون مع الصليب الأحمر. استمرار انتقاد إيران، وتجديد وتشديد العقوبات ضدها وضد ليبيا وسوريا. اعتبار تليفزيون المنار المملوك لحزب الله كيانا إرهابيا.
بمرور الوقت وتحقيق مثل تلك الأهداف التي ترمي في مصلحة إسرائيل، تتكون هالة من الرهبة حول اللوبي الصهيوني، وتتلي الأساطير عنه، وهو ما يزيد من تسهيل مهمة قادة تلك الجماعات بعد أن قوي نفوذهم عالميا.
فهل يمكن أن يؤثر القانون الجديد على نشاط اللوبي الصهيوني في إسرائيل؟
بالطبع لا !!!
المصدر / منتدى محبي الحيوانات
وتضع مجموعات الضغط الديمقراطية التشاركية نوعاً ما موضع التساؤل، فهي تدخل بين المواطنين والسلطة، وتحدّ من قدرة الأحزاب السياسية، غير أن هذا لا يلغي دورها كوسيلة لنقل مطالب المواطنين إلى السلطات وإيصال صوتهم، أخيراً تجدر الإشارة إلى أن علم الاجتماع المقارن للدولة يظهر إلى أي مدى تشكل مجموعات الضغط كياناً شرعياً وعملياً في مجتمع يتميز بحضور ضعيف للدولة وتقليد ديمقراطي قوي، فيما يبقى دورها متواضعاً في مجتمع كالمجتمع الفرنسي، الدولة فيه قوية والمشاركة الديمقراطية أقل حضوراً، وحيث يبقى الامتياز للمواطنية وحدها.
متعلقات
اللوبي اليهودي
كيف يعمل ويؤثر في السياسة والمجتمع الأميركي؟
شبكة واسعة من العلاقات والمصالح تضاعف من قدرات اللوبي اليهودي بشكل يفوق الاثر العددي لليهود في الولايات المتحدة.
مرر الكونجرس الأميركي قبل شهور قانونا يقيد من حركة جماعات الضغط بداخله، ووفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها الالكتروني (يوم 7 أغسطس 2007)، فان القانون الجديد يحظر على نوابه ومساعديهم قبول أي هدايا أو رحلات أو وجبات طعام من أعضاء جماعات الضغط. ويعاقب أي عضو منهم، بغرامة تصل الى 200 ألف دولار وعقوبة بالسجن لمدة 5 سنوات.
وبذكر جماعات الضغط الأميركية لابد أننا تذكرنا على الفور اللوبي اليهودي، أشهر تلك الجماعات. وفي الواقع يتبادر الى الذهن سؤال عند رؤية عنوان الخبر، وهو: هل يمكن أن يؤثر القانون الجديد على هذا التنظيم بالغ القوة والنفوذ؟
معظم الانجازات التي حقتها منظمة ايباك (AIPAC) والتي تعد ابرز منظمة يهودية أميركية، كانت مرتبطة بالكونجرس بمجلسيه النواب، والشيوخ، ولو كان القانون سيؤثر على مصالحها لتصدت له بكل قوة وأجهضته.
جدير بالذكر أن القانون لم يتم التصديق عليه من قبل الرئيس الأميركي جورج بوش بعد، ولم يكن معروفا ما إذا كان سيصادق عليه أم لا .
كما ذكر تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الذي كتبه ديفيد كيركباتريك، أن هذا يعد أول حظر قوي على جماعات الضغط بهذا الشأن، لكنه أشار الى أن قانونا داخليا كان يمنع الحصول على هدايا تتجاوز 50 دولارا، لكنه لم يطبق أبدا.
كانت أول مرة نسمع فيها عن تصور مختلف بشان كيفية عمل هذه التنظيم بالغ الإحكام، جاءت من خلال إجابة على سؤال تم طرحه على صحفي أميركي مخضرم هو ادوارد كودي، المحرر البارز بصحيفة "واشنطن بوست"، عام 2002.
وصف كودي تصورنا في العالم العربي عن اللوبي الصهيوني بأنه تصور غير واقعي، وقال أن الحقيقة أن اليهود الأميركيين لا يملكون كل وسائل الإعلام في الولايات المتحدة، كما نتصور، فهناك الآلاف من الجرائد والمجلات وعشرات القنوات التليفزيونية، والآلاف من مواقع الانترنت. ومع هذا لم ينفي كودي قوة تأثير اللوبي على السياسة والإعلام الأميركي.
الصحافي الأميركي لم يشرح بالتفصيل، أو يعطي وقائع محددة، لكنه أعطى جوهر الفكرة التي يبني عليها تحرك ذلك التنظيم.
ضرب مثالا بان صحيفة محلية، تصدر في احدى الولايات الأميركية، تأثرت ونشرت بعض الموضوعات التي تنتقد السياسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، فماذا تفعل جماعات الضغط الصهيونية للدفاع عن إسرائيل حينئذ؟
هم لهم شبكات واسعة جدا من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية داخل الولايات المتحدة، ومن خلالها يبدأ فرض حصار غير مباشر أو مباشر على تلك الجريدة، حتى تتراجع عن موقفها. كيف؟
بالنسبة للإعلانات على سبيل المثال، يقومون بالاتصال برجال الأعمال اليهود، وأصدقاءهم، للتعرف على مدى علاقاتهم وتأثيرهم في الشركات المعلنة في هذه الصحيفة.
ويطلبون منهم الاتصال بتلك الشركات بشكل ودي لوقف إعلاناتهم في الجريدة، وبالطبع يشرحون لهم وجهة نظرهم فيما نشر، وغالبا ما تحدث استجابة، فإذا لم تحدث يتم تتبع العلاقات التجارية للشركة الرافضة، ويبدأ الضغط عليها من خلال الموردين أو العملاء ذوي الصلات القوية برجال الأعمال اليهود أو أصدقائهم.
يحدث الشيء نفسه بالنسبة للتأثير على التوزيع والاشتراكات في الجريدة، ولكن بتتبع العلاقات الاجتماعية لليهود في المناطق التي توزع فيها الجريدة نسخها، والتي يوجد بها مشتركون في الجريدة.
أذن جماعات الضغط اليهودية في أميركا لا تعتمد على عدد اليهود الذين يبلغ تعدادهم نحو 4 ملايين نسمة، وفي بعض التقديرات قرابة 1% من بين ما يناهز 300 مليون أميركي.
وايباك يبلغ أعضائها نحو 100 ألف عضو فقط، استطاعت تجميعهم على مدار قرابة نصف قرن من الزمان. وسنندهش حين نتذكر أن عدد اليهود في العالم كله يناهز 14 مليون نسمة فقط، منهم نحو 5 ملايين نسمة يعيشون في إسرائيل.
جماعات الضغط في أميركا
فكرة جماعات الضغط مسموح بها قانونيا في الولايات المتحدة، فمن حق كل مجموعة عرقية أو دينية أو غير ذلك أن تكون تجمعا للضغط على صانعي القرار من اجل تحقيق مصالحها.
الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة أدركت هذه الحقيقة، ولكن مؤخرا، فبدأت في تكوين منظمات لحماية مصالحة، وللضغط من اجل تعديل أو منع صدور بعض القوانين التي تضر بمصالح وحقوق جاليتها، التي أضحت جزء من المجتمع الأميركي، ومن ثم فان لهم حقوق المواطنة.
لا يمكن بأي حال مقارنة إمكانيات تلك التجمعات العربية باللوبي الصهيوني، فالقدرات المادية لمنظمة مثل ايباك وحدها، تقاس بنحو 60 مليون دولار سنويا (والبعض يقدرها بالمليارات)، فيما تعجز الجالية العربية والتي يبلغ تعدادها ضعف تعداد اليهود، عن جمع عدة آلاف أو ملايين من الدولارات.
لكن ذكاء ايباك يكمن في أنها تعلن دائما وبوضوح بأنها لا تتلقي دعم من إسرائيل، وأنها منظمة أميركية. وهذه في الواقع ملاحظة هامة يجب أن تدركها جماعات الضغط العربية والإسلامية الأميركية حتى لا تتهم بالعمالة، وحتى يكون نشاطها مؤثرا في المواطن وصانع القرار الأميركي.
تنظر قيادات اللوبي الصهيوني في أميركا الى أهدافها، مثلما ينظر الرامي من فتحة سلاحه الى الهدف، ويضغطون بلطف وهدوء على الزناد لتنطلق رصاصاتهم وتصيب الهدف بدقة. لا يهم ما إذا كان السلاح المستخدم جمهوري أو ديمقراطي الانتماء، لذا فهم يعملون بتواصل وعن قرب مع قادة اكبر حزبين سياسيين في شتي أرجاء الولايات المتحدة، على التوازي.
في الموقع الالكتروني لمنظمة ايباك على الانترنت يمكن أن تشاهد صور لقادة المنظمة اليهودية، مع ابرز قادة أميركا، فهم يلتقطون الصورة مع الرئيس جورج بوش، ونائبه، جمهوريي التوجه، فيما يصافحون هيلاري كلينتون المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية، وكذلك رئيسة مجلس النواب الأميركي، من الحزب الديمقراطي.
وتكون النتيجة، ما أعلنته المنظمة من "انجازات" (قياسا على مصالحها)، ومنها:
إرسال خطاب موقع من 259 عضو بمجلس النواب بالإضافة إلى 79 سناتور من مجلس الشيوخ، الى الاتحاد الأوربي يطالبونه بعدم الاعتراف أو التعامل مع الحكومة الفلسطينية - بقيادة حماس - الى أن توافق "المعايير الدولية".
أيضا من "الانجازات": تقوية التعاون المشترك بين أميركا وإسرائيل في مجال الأمن القومي. تأمين الدعم الأجنبي المالي لإسرائيل. وزيادة المساعدات العسكرية لها. وفي نفس الوقت زيادة الضغط الدولي ومنع أي دعم مالي لحكومة لحماس. مد فترة تقديم ضمانات القروض الأميركية لإسرائيل حتى عام 2001. وتخزين المعدات العسكرية في الدولة العبرية لاستخدمها في وقت الأزمات. توقيع اتفاق لتقديم الخدمات الصحية الإسرائيلية بالتعاون مع الصليب الأحمر. استمرار انتقاد إيران، وتجديد وتشديد العقوبات ضدها وضد ليبيا وسوريا. اعتبار تليفزيون المنار المملوك لحزب الله كيانا إرهابيا.
بمرور الوقت وتحقيق مثل تلك الأهداف التي ترمي في مصلحة إسرائيل، تتكون هالة من الرهبة حول اللوبي الصهيوني، وتتلي الأساطير عنه، وهو ما يزيد من تسهيل مهمة قادة تلك الجماعات بعد أن قوي نفوذهم عالميا.
فهل يمكن أن يؤثر القانون الجديد على نشاط اللوبي الصهيوني في إسرائيل؟
بالطبع لا !!!
المصدر / منتدى محبي الحيوانات