- الاثنين مايو 23, 2011 1:12 am
#36071
بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة مفهوم النظام الدولي الجديد
الباحث عبدالوهاب محمد الجبوري
تعود فكرة النظام الدولي الجديد الى الرئيس الروسي السابق كورباتشوف إبان مرحلة ( البيروسترويكا ) في الاتحاد السوفيتي السابق وهو أول من أطلقه وحدد مضمونه المتمثل في الانتقال من مرحلة الصراع الايديولوجي الى مرحلة التعايش القائم على التعاون ، وحل المشاكل الدولية بصورة سلمية ، إلى جانب اعتبار الديمقراطية قيمة إنسانية حقيقية وكبيرة – على حد تعبيره – يجب تكريسها ، لكن الولايات المتحدة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينات حاولت أن تستغل كل إمكاناتها السياسية والإعلامية للتبشير بهذا التحول التاريخي الجديد ، والحديث عن النظام الدولي الجديد الذي تقوده وتعمل على تكريسه والذي يقوم على جملة مبادئ وأسس وقواعد لخصها الرئيس الأمريكي جورج بوش ، في تلك المرحلة في خطاب ألقاه في إحدى القواعد الجوية الأمريكية أثناء ما سمي أزمة حرب الخليج الثانية : ( إن أركان النظام الدولي الجديد هي : تسوية المنازعات بالوسائل السلمية والتضامن الدولي في مواجهة العدوان والعمل من اجل تخفيض مخزونات الأسلحة وإخضاعها للسيطرة ومعاملة الشعوب معاملة عادلة ... الخ ) ( مجلة عالم الفكر – المجلد 23 – العدد 3و 4 – الكويت 1995 ) ومقالات أخرى كتبها الباحث في جريدة الجمهورية العراقية والقادسية عام 1996 ..
وعلى الرغم من هذا التوصيف الذي قدمه بوش الأب لهذا النظام ، لكن اغلب الباحثين والمتخصصين في العلاقات الدولية ، يرون أن هذا النظام لم يتبلور بعد في - ظل استمرار سياسة الهيمنة الأمريكية التي حلت محل هذا النظام مؤقتا - ويعللون رأيهم بان الولايات المتحدة رغم كل إمكانياتها فإنها غير قادرة أو أنها لا ترغب ، لعب هذا الدور الخطير لأنها لا تزال في أهدافها ومواقفها ولا تزال محكومة بمصالحها الاقتصادية وطبيعة نظامها الرأسمالي القائم على المنافسة الأمر الذي يجعل موقفها من القضايا المطروحة ، ومن الصراعات المتفجرة في العالم يتحدد في ضوء هذه المصالح وهذه الأهداف ، مما يكشف ازدواجية المعايير والتناقض في السياسة الأمريكية ومن أمثلة هذا التناقض التعاطي مع القضية الفلسطينية وفرض الحصارات على العرب واحتلال العراق ، في حين لا تفعل شيئا حيال إسرائيل ، التي أصبحت بفضل الدعم الأمريكي كيانا متمردا على العالم ..
خلاصة مفهوم النظام الدولي الجديد
الباحث عبدالوهاب محمد الجبوري
تعود فكرة النظام الدولي الجديد الى الرئيس الروسي السابق كورباتشوف إبان مرحلة ( البيروسترويكا ) في الاتحاد السوفيتي السابق وهو أول من أطلقه وحدد مضمونه المتمثل في الانتقال من مرحلة الصراع الايديولوجي الى مرحلة التعايش القائم على التعاون ، وحل المشاكل الدولية بصورة سلمية ، إلى جانب اعتبار الديمقراطية قيمة إنسانية حقيقية وكبيرة – على حد تعبيره – يجب تكريسها ، لكن الولايات المتحدة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينات حاولت أن تستغل كل إمكاناتها السياسية والإعلامية للتبشير بهذا التحول التاريخي الجديد ، والحديث عن النظام الدولي الجديد الذي تقوده وتعمل على تكريسه والذي يقوم على جملة مبادئ وأسس وقواعد لخصها الرئيس الأمريكي جورج بوش ، في تلك المرحلة في خطاب ألقاه في إحدى القواعد الجوية الأمريكية أثناء ما سمي أزمة حرب الخليج الثانية : ( إن أركان النظام الدولي الجديد هي : تسوية المنازعات بالوسائل السلمية والتضامن الدولي في مواجهة العدوان والعمل من اجل تخفيض مخزونات الأسلحة وإخضاعها للسيطرة ومعاملة الشعوب معاملة عادلة ... الخ ) ( مجلة عالم الفكر – المجلد 23 – العدد 3و 4 – الكويت 1995 ) ومقالات أخرى كتبها الباحث في جريدة الجمهورية العراقية والقادسية عام 1996 ..
وعلى الرغم من هذا التوصيف الذي قدمه بوش الأب لهذا النظام ، لكن اغلب الباحثين والمتخصصين في العلاقات الدولية ، يرون أن هذا النظام لم يتبلور بعد في - ظل استمرار سياسة الهيمنة الأمريكية التي حلت محل هذا النظام مؤقتا - ويعللون رأيهم بان الولايات المتحدة رغم كل إمكانياتها فإنها غير قادرة أو أنها لا ترغب ، لعب هذا الدور الخطير لأنها لا تزال في أهدافها ومواقفها ولا تزال محكومة بمصالحها الاقتصادية وطبيعة نظامها الرأسمالي القائم على المنافسة الأمر الذي يجعل موقفها من القضايا المطروحة ، ومن الصراعات المتفجرة في العالم يتحدد في ضوء هذه المصالح وهذه الأهداف ، مما يكشف ازدواجية المعايير والتناقض في السياسة الأمريكية ومن أمثلة هذا التناقض التعاطي مع القضية الفلسطينية وفرض الحصارات على العرب واحتلال العراق ، في حين لا تفعل شيئا حيال إسرائيل ، التي أصبحت بفضل الدعم الأمريكي كيانا متمردا على العالم ..