المفتي وصوت مؤثر
ربما هي المرة الاولى التي يأتي فيها توجيه المفتي العام سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ منتقدا وصريحا لدرجة الحدة, حال بعض الشباب العاطل عن العمل في الوطن, باستحضار نموذج أسلوب حياتهم المهدر للوقت والطاقة, وتحليله تبعات ذلك في خطبة الجمعة الماضية .
لقد استوقفنا الحديث كما أسعدنا خطابه التنويري الديني والحياتي التوعوي في معالجة مفاهيم اجتماعية خاطئة وتحتاج الغربلة لاشك. فجاءت الخطبة مغمورة بالتفاصيل المقنعة.
الآن تكتمل فعالية التوعية الموجهة بعد ان كانت حصرا على الاعلام والمؤسسات الثقافية والبيت. فماذا تكون حال المعني عندما يواجَه بواقعه المترف كخيار , ومن ثم الشكوى من عدم وجود فرص عمل؟ نعلم ان هناك من يكافح ويعمل وينتج ولكن هناك ايضا من ينتظر ولا يحاول تفعيل قدراته والقبول بما هو متاح من الاعمال المهنية مثل،ا بدلا من ترك الغير يستفيد من خيرات الوطن بينما يبقى البعض في حالة حيرة عما يمكنه يحل مشاكلهم الحياتية وتوجَّه اصابع الاتهام دوما للدولة كجهة منفردة في مسؤوليتها الاجتماعية تجاه الشباب العاطل عن العمل وباختياره.
لقد أشار سماحة المفتي إلى تجربة الاجانب في العمل بالورش وغيرها من مواقع الاعمال المختلفة، وكيف استفادوا منها وجنوا الارباح الكثيرة بينما عاتب شباب الوطن الذين يقضون الليل في ممارسات خاطئة وينامون بالنهار وغيرهم يجمع الاموال نتيجة اجتهاده في الحصول على عمل.
وذكّرهم بأن النشاط النهاري هو الذي يعينهم على كسب الرزق ودلل سماحته بتمضية الوقت بالتفحيط او غيره من النشاطات التي تقضي على نشاط وفكر الشباب، ولا تحقق هدفا او تقدم مقترحا ولا تقدم خبرة باسم العمل، وانما تدل على خبرة في التهور وسوء التصرف . اضافة إلى ان هذه الممارسات التي يجنيها هؤلاء في ليلهم تؤدي في نهارهم إلى نوم وكسل وخمول وغفلة وغيرهم ينافس في الاعمال، ويشغل نهاره في تعب وعناء وطلب للمعيشة فإذا جاء الليل رأيته قد تأثر من تعبه في نهاره فينام نوم الراحة والعافية.
في المقابل نقرأ إعلاميا عن تجارب بعض الشباب الفردية ومنهم من تخرج من المعهد المهني ثم عمل بعد تخرجه باحدى الشركات لاكتساب الخبرة , وبعد ان اتقن عمله ,فتح ورشته الخاصة وهو يعمل الان ميكانيكي سيارات، واصبح لديه ثلاثة مراكز صيانة للسيارات يعمل بها عدد من الموظفين السعوديين. كما ان هناك من يعتقد بحتمية عودة الاوضاع والمفاهيم إلى فترة الستينيات حيث كان الآباء والاجداد يمارسون كافة المهن كما انه يجب ان تكون الحال في المملكة مثل الغالبية من بلدان العالم بمعنى ان يعتمد سوق العمل اعتمادا كليا على السكان المحليين .
وهنا لدينا ملاحظة عن وجود موظفين وافدين يمارسون البيع في محلات تبيع ادوات تجميل نسائية وعطورات بكثرة , ما يجعلنا نتساءل مع غيرنا , هل يتأفف الشاب السعودي من العمل كموظف مبيعات حتى تخلو المحلات منهم في ظاهرة تلفت النظر ؟ لماذا هم أقلية في المحلات التجارية ؟ ومتى سنرى البائعة السعودية تخدم بنات جنسها في محلات بيع الملابس النسائية الخاصة ؟
أسئلة من الاجدر مواجهتها عندما نتناول هموم الشباب والشابات والبحث عن عمل.
وفق الله الجميع لما فيه الخير..