صفحة 1 من 1

الفاشية

مرسل: الاثنين مايو 23, 2011 5:43 pm
بواسطة عبدالاله المقبل 1-8


اصطلاح الفاشيّة "fascism" مشتق من الكلمة الإيطالية fascio، وهي تعني حزمة من الصولجانات كانت تُحمَل أمام الحكام في روما القديمة دليلاً على سلطاتهم. وفي تسعينيات القرن التاسع عشر بدأت كلمة فاشيا "fascia" تستخدم في إيطاليا لتشير إلى جماعة أو رابطة سياسية عادة ما تتكون من اشتراكيين ثوريين.وكان توظيف موسوليني لوصف الجماعة البرلمانية المسلحة التي شكّلها في أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها أول موسوليني في زيه الفاشي مؤشرا على أن اصطلاح "fascisma" قد حظي بمعان أيديولوجية واضحة، وعلى الرغم من ذلك فعادة ما يفتقر توظيف اصطلاحي "الفاشية" "fascism" و"الفاشي" "fascist" إلى الدقة، فكثيرًا ما تستخدم كاصطلاحات تهدف إلى الإساءة السياسية للخصوم السياسيين والاتهام لهم بالدكتاتورية ومعاداة الديمقراطية.
وعلى سبيل المثال أصبح "الفاشي" و"الديكتاتور" لفظين يطلقان بشكل متبادل على كل مَن يتبنى أو يعبر عن آراء منافية أو مخالفة للمنظومة القيمية للأيدلوجية الليبرالية أو مؤسساتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والحق أنه لا يجب مساواة الفاشية بأساليب القمع الخالص؛ فقد ساهم نطاق معين من النظريات والقيم في رواج الفكر الفاشي، كما أن الأنظمة الفاشية التي ظهرت في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين قدمت صيغًا من الحكم والإدارة السياسية التعاضدية التي يجب دراستها بمعزل عن الطبيعة السلطوية للأنظمة الفاشية؛ نظرًا لأهميتها التعاضدية في نظريات الإدارة السياسية.

نشأة الفاشية/
واجهت إيطاليا عقب الحرب العالمية الأولى أزمة اقتصادية واجتماعية ونفسية حادة، وعجزت الحكومات المتعاقبة عن فضها وفقدت الدولة هيبتها، واستغـل موسوليني هـذه الأوضاع لتأسيـس الحـزب الفاشـي، الذي تمكن من الوصـول إلـى الحكـم وتشكيـل حكومـة عـام 1922 م. كلمة الفاشية (Faseism)، مستمدة من الكلمة اللاتينية (Faseism)، ومعناها العصبة أو الاتحاد، ومذهب الفاشية له صورتين، صورة سياسية وأخرى اقتصادية، وكان نشوء المذهب في إيطاليا عام 1920 م، على إثر اضطرابات عمالية حاول فيها العمال الاستيلاء على عناصر الإنتاج. وفعلا قاموا بالاستيلاء على بعض المصانع ومنها مصانع شركة (فيات) للسيارات مما أدى إلى شل حركة السوق الاقتصادية، وأوشكت البلاد أن تنهار، وعلى أثر ذلك قام موسوليني بتأييد من جماعات كبيرة وأعاد النظام إلى نصابه وتولى الحكم عن طريق القوة، ومنذ ذلك الحين أقترنت الفاشية باسمه.
ويلخص موسوليني الفاشية بإن إرادة الشعب ليست الوسيلة للحكم وأنما الوسيلة هي القوة وهي التي تفرض القانون.
وتمنح الفاشية السلطة التنفيذية أفضلية كبيرة على حساب السلطة الأخرى، وتتمثل هذه السلطة بشخص رئيس الوزراء موسوليني.
وقد تأثرت الفاشية في هذا المبدأ بحركة النازية في ألمانيا، التي كان يمثلها هتلر عام 1933م، وحركة الفلانجية الأسبانية التي مثلها فرانكو عام 1939م.
ومن وجهة النظر الاقتصادية يقضي هذا النظام بتكوين نقابات من العمال وأرباب العمل، ويفترض بأعضاء هذه النقابات أن يكونوا كلهم من الحزب الفاشي. كما يسعى لأيجاد نوع من التعاون بين الطبقات يؤدي لتحقيق السلام الأجتماعي، ولهذا فهو لا يؤمن بحق الأضراب ولا يستهدف القضاء على الرأسمالية الوطنية.
ويرى أنصار هذا المذهب بأن تدخل الدولة يجب أن يكون فقط عند عدم كفاية المشروعات الفردية. وبأن يأخذ هذا التدخل شكل الرقابة أو تحسين النوعية أو الإدارة المباشرة للمشاريع الاقتصادية في حالة عجز أفرادها عن إدارتها.

شكل من أشكال الحكومات التي يرأسها دكتاتور، وغالبًا ما تنم عن سيطرة الحكومة سيطرة تامة على النشاطات السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية.
والفاشية شبيهة بالشيوعية. على أنها بخلاف الشيوعية ـ التي تملك فيها الحكومة كل الصناعات ـ تبيح الفاشية للصناعة أن تبقى ملكية خاصة، ولكن تحت سيطرة الحكومة. وتشمل المظاهر الأخرى للفاشية التطرف الوطني، والسياسات النازعة للعسكرية، والتوسّع، والغزو واضطهاد الأقليات.
وكلمة فاشية، صفة أيضًا لكل نظام حكم، أو مفهوم سياسي، يشبه حكم بنيتو موسوليني، وأدولف هتلر وسياساتهما. فقد قامت حكومتان فاشيتان في كل من إيطاليا، بقيادة موسوليني من سنة 1922م إلى سنة 1943م، وفي ألمانيا بقيادة هتلر من سنة 1933م إلى سنة 1945م.
تباينت الفاشية من بلد إلى بلد. وتبحث هذه المقالة في الفاشية، كما سادت بصفة خاصة، في إيطاليا تحت حكم موسوليني، وفي ألمانيا تحت حكم هتلر.
الحياة في ظل الفاشية
الحياة السياسية.
يأتي الفاشيون إلى السلطة ـ في أغلب الحالات ـ على إثر حدوث انهيار اقتصادي بالبلاد أو هزيمة عسكرية أو كارثة أخرى. ويكسب الحزب الفاشي تأييدًا شعبيًا لما يبذله من وعود بأنه سينعش الاقتصاد، وسيسترد كرامة البلاد. وقد يستغل الفاشيون خوف هذه الشعوب من الشيوعية أو الأقليات. ونتيجة لذلك قد يستحوذ الفاشيون على السلطة عن طريق انتخابات سلمية أو عن طريق القوة.
بعد أن يستولي الحزب الفاشي على السلطة، يتسلم أعضاؤه الوظائف التنفيذية والقضائية والتشريعية في الحكومة. وفي أغلب الحالات يتولى رئاسة الحكومة شخص واحد ـ وغالبًا مايكون ذا نزعة استبدادية وجاذبية لدى الجماهير. وأحياناً، تتولى قيادة الحكومة هيئة من أعضاء الحزب. ولايسمح الفاشيون بقيام حزب آخر أو معارضة لسياستهم.
يؤدي شغف الفاشيين بتمجيد الوطنية إلى ازدياد الروح العسكرية. وقد يجنحون، عندما تزداد القوات المسلحة قوة، إلى غزو بلاد أخرى واحتلالها.
الحياة الاقتصادية.
تسمح الفاشية، بل وتشجع النشاط الاقتصادي الخاص، ما دام يخدم أهداف الحكومة. بيد أن الفاشية تسيطر سيطرة تامة على الصناعة للتأكد من أنها تنتج ماتحتاجه البلاد. وتعوق الحكومة الاستيراد بوضع رسوم جمركية عالية على بعض المنتجات الضرورية، أو بحظر استيرادها؛ ذلك أنها لاتريد الاعتماد على بلاد أخرى في المنتجات الحيوية، كالنفط والفولاذ.
وتحظر الحكومة أيضًا الإضرابات؛ حتى لا يضطرب الإنتاج. وتحرم الفاشية النقابات العمالية وتستعيض عنها بشبكة من المنظمات في الصناعات الكبرى. ويطلق على هذه المنظمات التي تتكون من العمال وأصحاب الأعمال، اسم المؤسسات. لكنها تختلف عن تلك التي تنشأ في بلاد أخرى.
يفترض في المؤسسات الفاشية أن تمثل العمال وأصحاب العمل معًا. وفي حقيقة الأمر فإن هذه المؤسسات تخضع لسيطرة الحكومة، وعن طريقها تحدد الحكومة الأجور، وساعات العمل، وأغراض الإنتاج. لهذا السبب يسمى البلد الفاشي أحياناً دولة.
الحرية الشخصية.
الحرية الشخصية مقيدة تقييدًا شديدًا في ظل الحكومة الفاشية، فعلى سبيل المثال، تقيد الحكومة السفر إلى البلاد الأخرى، وتحد من أي اتصال بشعوبها، وتهيمن على الصحف ووسائل الاتصال الأخرى في بلدها، وتبث الدعاية للترويج لسياساتها، وتمارس رقابة صارمة على المطبوعات لقمع الآراء المناوئة لها. ويفرض على كل الأطفال الالتحاق بمنظمات الشباب، حيث يتدربون على المسيرات ويتعلمون المفاهيم الفاشية. وتسحق الشرطة السرية أية مقاومة. وقد تؤدي المعارضة إلى السجن والتعذيب والموت.
يعتبر الفاشيون كل الشعوب الأخرى أدنى من قوميتهم التي ينتمون إليها، لذلك قد تضطهد الحكومة الفاشية أو تقتل حتى الغجر أو من ينتمون إلى أقليات أخرى.

مبادئ الفاشية/
تؤمن الفاشية بإحياء مجد الأمة والسمو بها إلى مدرج الكمال، وعدم المساواة بين الأفراد، كما تؤمن بأن الطبقة الممتازة هي القادرة على تحمل المسؤولية التي تعمل لصالح الشعب، وتضحية الفرد في سبيل المجموع.
الدوله فوق الجميع اي يحق للدوله ان تتدخل في حياه الفرد الخاصه.
وظيفه الفرد هي خدمه المجتمع.
الغاء الحريات الفرديه مثل :: حق الحياه, حق الكرامه, الخصوصيه.. الخ الخ الخ.
تريد الفاشيه ان تكون قويه وعظمى عللى حساب الاخريـــن.
الفاشيه تشك بأن يصبح سلامـ دائم بين جميع دول العالم.

خصائص الفاشية/
يتميز مذهب الفاشية بالخصائص الآتية:
تركيز السلطة في يد الطبقة الممتازة.
تقييد حريات الفرد مثل حرية الصحافة وحرية الاجتماع.
سيطرة جهاز الحكم على وسائل الإعلام واستخدامها للتأثير في الرأي العام.

عوامل صعود الفاشيه إلى الحكم/
شعور الإيطاليون بخيبه امل بسبب مؤتمر فرساي الذي لم يعطيهم نصيب وافر للمستعمرات.
بعد الحرب عانت إيطاليا من مشاكل اقتصاديه ادت الي اضطارب واضرابات عامه.
السلطات الديمقراطيه لم تسطع ان تصلح أو تعيد النظام إلى الدوله.
الخوف من الشيوعين في الاستيلاء على الحكم.

الفاشيون في السطله/
طلب موسلويني بتأليف حكومه قويه اللا ان طلبه رُفض فألف جيشا وعمل على ما يسنى بـ "المسيره إلى روما" حيث جمع جميع الفاشيون في كل مكان وهدد في الاستيلاء على الحكم، ف قدمت الحكومه استقالتها وطلب موسوليني من الملك حكومه فطلبه قبل وأصبح رئيسا على الحكومه.

تطبيق المبادئ على أرض الواقــــع/
بعد أن عين موسوليني رئيسا على الحكومه، اراد تطبيق الفاشيه، حيث اولا ارجع النظام اللى الدوله واصلح المشاكل الاقتصاديه وغيرها.. ثانيا جرى تغييرات جذريه في الحياه السياسية ومن الامور التي قام بها موسوليني ::
أصبحت الدوله مطلقه الحكم.
تم دمج الفاشيه مع الدوله حيث أصبحت المؤسسات الدوليه هي نفسها الفاشيه.
صوردت الصحائف المعارضه واغلقت الصحائف المعائضه على الحكم الجديد.
صدر صلاحيات واسعه لموسوليني مما أدى إلى عدم وجود اي دور للملك.
حلت جميع مشكلات نقابات العمال ما عدا نقابات الفاشيه.
اقام موسوليني جيشا قويا مما أدى إلى خوف جيران أوروبا وعصبه الأمم.

سقوط الفاشية/
بنهايه الحرب العالميه الثانيه تم القضاء علي موسوليني وبذلك اختفت الفاشيه من الدول الاوروبيه وعلي الرغم من ذلك ظهرت بعض الحركات الشبيهه بالفاشيه في دول العالم الثالث وخصوصا في المنطقه العربيه واختلفت هذه النظم عن النموذج المسوليني للفاشيه للأسباب الاتيه
ضعف القوه الاقتصاديه والعسكريه لهذه الدول
كون هذه النظم الفاشيه نشأت في ظروف ما بعد الحرب العالميه الثانيه ووجود نوع من الفوبيا في الدول العظمي والأمم المتحده ضد كل ما هو نازي أو فاشي مما حذي بهذه الدول ان تعلن حكوماتها الايمان باتجاهات يساريه لا تطبق علي ارض الواقع في داخل هذه الدول
عدم وجود روح انتماء حقيقي لدي القائمين علي هذه النظم العربيه الفاشيه وعدم ايمانهم بالامجاد السابقه لتلك الأمم التي قفزوا الي سده الحكم بها عن طريق انقلابات عسكريه اشهرها الانقلاب العسكري يوليو 1952 بمصر علي يدي الميجور جمال عبد الناصر
تميزت السلطه الفاشيه العربيه وخصوصا السلطه الفاشيه في مصر بالتطابق التام مع التعريف العام للاستعمار (السيطره علي مقدرات الشعوب من اجل استغلالهم لصالح المستعمر)
نشأت السلطه الفاشيه في الدول العربيه علي انقاض الاستعمار (الإنجليزي والفرنسي وهما نظم يساريه)وبمباركته ومن اجل تحقيق أغراض خاصه به
وبدا السلطه الفاشيه المصرية تأخذ في الانهيار بعد هزيمه 1967 ومع ضعف أداء الحكومات المتعاقبه وتذايد حده المشاكل الاقتصاديه والاجتماعيه وارتفاع معدلات الجريمه وتنامي التيرات المذهبيه والتشاحن بين المسلمين والنصاري في مصر في عهد الدكتاتور الفاشي (محمد حسني مبارك)اتسدعي الدكتاتور من ذاكره التاريخ ذلك التيار الفاشي ليبدأ في الصعود من جديد في أنحاء القطر المصري بشكل أكثر وحشيه. ويظل التيار الفاشي في مصر غير قادر علي النهوض بالامه أو تحقيق اي ايقاف للانهيار بسبب الثقافة المتعمقه في اذهان عناصر السلطه الحاكمه والتي تعتمد اصلا علي انتماء عناصر السلطه لمصالحهم الشخصيه فحسب.