" النكبة العربية" في المقرر الإسرائيلي "استقلال"
مرسل: الأحد مايو 25, 2008 4:28 pm
ستون عاما مرت على حرب عام 1948، التي كان من نتائجها مكوث مليون فلسطيني داخل إسرائيل، معظمهم يقطن في الشمال.
أولئك يتعلمون في المدارس وفق المناهج الإسرائيلية ويرى العديد من التربويين العرب أن هذه المناهج -التي تلقن لهم في كتب خاصة بهم- تغيب تاريخهم، وبالتحديد في فترة حرب ثمانية و أربعين التي يسميها العرب "نكبة" بينما يعتبرها الإسرائيليون "حرب الاستقلال".
وداخل مدرسة كفر قرع الثانوية في شمالي إسرائيل والتي خرّجت عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون داخل إسرائيل.
المنهج المقرر لمادة التاريخ هو كتاب بعنوان "تاريخ الشعب الإسرائيلي"؛ و يدرس المعلم الفلسطيني التلاميذ تاريخ نشوء الحركة الصهيونية وتطور هجرة اليهود إلى فلسطين التاريخية. وكانت الحصة التي حضرتها درسا عن اللاسامية في أوروبا- حسب مراسل الـ"BBC"-.
سأل المعلم الطلاب عن اللاسامية فأجابت إحدى الطالبات بلا تردد "في أوروبا كان اليهود أقلية والآن اليهود هنا أصبحوا أغلبية و العرب هم الأقلية و يعانون من الاضطهاد كما كان يعاني اليهود في أوروبا". طالب أخر قال إذا كان لليهود أمال وطموحات بإنشاء دولتهم فنحن كذلك نريد دولة لنا.
لا نلتزم بالمناهج
لا يواجه المعلمون مشاكل في الرياضيات أو العلوم ولكن في التاريخ و تحديدا الفترة التي اندلعت فيها حرب ثمانية و أربعين لا يلتزم عدد كبير من المعلمين بالمنهاج. هذه الظاهرة ليست جديدة و لكن الجديد هو أن وزارة التربية و التعليم الإسرائيلية بدأت تفهم الإشكالية وأوصت المعلمين بشرح المقرر حسب ما يرونه مناسبا، وذلك وفقا لتعليمات وصلت إلى المعلمين الذين يدرسون التاريخ.
على الطلاب دراسة "مناقب" الحركة الصهيونية وتاريخ بن جوريون ولكن النقاش في الصف الذي زرته لم يكن وفق المنهاج المقرر من الوزارة.
ولعل هذا الأسلوب أحد أهم الخطوات التي ساعدت في المحافظة على هوية الفلسطينيين داخل إسرائيل خلال العقود الماضية.
فالمعلمون كانوا يشكلون النواة الأساسية للحركة الوطنية التي تطورت مع مرور الوقت؛ وكانت المدارس الأماكن الوحيدة التي يمكن الحديث فيها عن "النكبة" و الشعب الفلسطيني في وقت الحكم العسكري في الخمسينات من القرن الماضي.
"النكبة" غائبة
كلمة "النكبة" لا يوجد لها ذكر في الكتاب المدرسي لصف الحادي عشر الخاص بالقرن العشرين.
فقد جاء الفصل الثالث عشر في الكتاب تحت عنوان "إعلان الاستقلال وقيام الدولة".
وكانت الجملة الأولى " يعود السبب المباشر لحرب الاستقلال إلى قرار التقسيم."
ست صفحات فقط تناولت حرب ثمانية و أربعين بإختصار ملفت للانتباه.
وقال الدكتور مصطفى كبها -وهو باحث في التربية و الإعلام-:" كان هناك محاولة لطمس الهوية الفلسطينية عبر العملية التعليمية المهمة في تشكيل الهوية و إسرائيل نجحت في سياسية كبت الوعي الوطني وفي سياسية التغييب والتهميش".
ويعد الدكتور كبها من بين الناشطين في مناهضة التغيرات التي أجرتها الوزيرة ليمور لفنات إبان حكم حزب الليكود قبل أربع سنوات, فأعد كراسة تضمنت المصطلحات "المغيبة" في منهاج التاريخ المخصص للفلسطينيين.
وعندما تسلمت يولي تامير من حزب العمل وزارة التربية و التعليم أعلنت أن "سياسية تهميش تاريخ العرب في إسرائيل يجب أن تتغير".
واتسمت ردود الفعل على تصريحات تامير بالقوة؛ فقد انتقد اليمين الإسرائيلي و أيضا عدد من كبار الموظفين في الوزارة تصريحات تامير التي اضطرت إلى التراجع عن بعض الإجراءات وإن أقرت أن يكون للمعلم حرية محدودة في شرح مادة التاريخ.
الاغتراب التعليمي
ويرى رجال التعليم العرب أن هناك حالة من الاغتراب بين ما يدُرس والطلاب الذين يدرسون المنهاج, كما كانت هناك محاولات جادة في السبعينات من القرن الماضي لتغيير المناهج لتتناسب والأقلية العربية في إسرائيل, أنجز القليل والمحاولات مستمرة.
وسأل مراسل الـ"BBC" البروفيسورة عنات زوهر وهي مديرة المناهج في وزارة التربية و التعليم الإسرائيلية عن موقفها مما يقوله رجال التعليم العرب فأجابت "ما يجري في الوسط العربي في العامين الأخيرين هو أننا بدأنا بالاهتمام بمواضيع التعليم و كتب التدريس و مواد التعليم في الوسط العربي؛ في السنة الأخيرة بدأنا بتجديد مواضيع تعليمية لم يتم التطرق إليها منذ سنين طوال، مثل التاريخ حيث كان هناك برنامج تعليم من سنة السبعين و لم يتم تحديثها و أيضا في مجالات أخرى و نحن رصدنا موارد كبيرة الآن لتحديث برامج تعليمية ، و أقمنا لجان متخصصة ، و شددنا من عمل المفتشين".
عبد العنبتاوي وهو مدير مكتب المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل يرى أن هناك خطورة في المنهاج التي تعلم "قضايا التعليم المرتبطة بالثقافة الوطنية والقومية بات تشكل إحدى أبرز القضايا التي تواجه الجماهير الفلسطينية داخل إسرائيل لما يحمله المنهاج الإسرائيلي من محاولات لمسخ الهوية الفلسطينية و تاريخها و تكريس الجهل لدى الأجيال الشابة و العبث بذاكرتها الجماعية و بالتالي المس ببقائها و امتدادها الوطني و القومي".
ويحاول عبد وغيره من القيادات الفلسطينية داخل إسرائيل، الضغط على السلطات الإسرائيلية لكي تغير من توجهها حيال المليون فلسطيني الذين يعيشون في إسرائيل
أولئك يتعلمون في المدارس وفق المناهج الإسرائيلية ويرى العديد من التربويين العرب أن هذه المناهج -التي تلقن لهم في كتب خاصة بهم- تغيب تاريخهم، وبالتحديد في فترة حرب ثمانية و أربعين التي يسميها العرب "نكبة" بينما يعتبرها الإسرائيليون "حرب الاستقلال".
وداخل مدرسة كفر قرع الثانوية في شمالي إسرائيل والتي خرّجت عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون داخل إسرائيل.
المنهج المقرر لمادة التاريخ هو كتاب بعنوان "تاريخ الشعب الإسرائيلي"؛ و يدرس المعلم الفلسطيني التلاميذ تاريخ نشوء الحركة الصهيونية وتطور هجرة اليهود إلى فلسطين التاريخية. وكانت الحصة التي حضرتها درسا عن اللاسامية في أوروبا- حسب مراسل الـ"BBC"-.
سأل المعلم الطلاب عن اللاسامية فأجابت إحدى الطالبات بلا تردد "في أوروبا كان اليهود أقلية والآن اليهود هنا أصبحوا أغلبية و العرب هم الأقلية و يعانون من الاضطهاد كما كان يعاني اليهود في أوروبا". طالب أخر قال إذا كان لليهود أمال وطموحات بإنشاء دولتهم فنحن كذلك نريد دولة لنا.
لا نلتزم بالمناهج
لا يواجه المعلمون مشاكل في الرياضيات أو العلوم ولكن في التاريخ و تحديدا الفترة التي اندلعت فيها حرب ثمانية و أربعين لا يلتزم عدد كبير من المعلمين بالمنهاج. هذه الظاهرة ليست جديدة و لكن الجديد هو أن وزارة التربية و التعليم الإسرائيلية بدأت تفهم الإشكالية وأوصت المعلمين بشرح المقرر حسب ما يرونه مناسبا، وذلك وفقا لتعليمات وصلت إلى المعلمين الذين يدرسون التاريخ.
على الطلاب دراسة "مناقب" الحركة الصهيونية وتاريخ بن جوريون ولكن النقاش في الصف الذي زرته لم يكن وفق المنهاج المقرر من الوزارة.
ولعل هذا الأسلوب أحد أهم الخطوات التي ساعدت في المحافظة على هوية الفلسطينيين داخل إسرائيل خلال العقود الماضية.
فالمعلمون كانوا يشكلون النواة الأساسية للحركة الوطنية التي تطورت مع مرور الوقت؛ وكانت المدارس الأماكن الوحيدة التي يمكن الحديث فيها عن "النكبة" و الشعب الفلسطيني في وقت الحكم العسكري في الخمسينات من القرن الماضي.
"النكبة" غائبة
كلمة "النكبة" لا يوجد لها ذكر في الكتاب المدرسي لصف الحادي عشر الخاص بالقرن العشرين.
فقد جاء الفصل الثالث عشر في الكتاب تحت عنوان "إعلان الاستقلال وقيام الدولة".
وكانت الجملة الأولى " يعود السبب المباشر لحرب الاستقلال إلى قرار التقسيم."
ست صفحات فقط تناولت حرب ثمانية و أربعين بإختصار ملفت للانتباه.
وقال الدكتور مصطفى كبها -وهو باحث في التربية و الإعلام-:" كان هناك محاولة لطمس الهوية الفلسطينية عبر العملية التعليمية المهمة في تشكيل الهوية و إسرائيل نجحت في سياسية كبت الوعي الوطني وفي سياسية التغييب والتهميش".
ويعد الدكتور كبها من بين الناشطين في مناهضة التغيرات التي أجرتها الوزيرة ليمور لفنات إبان حكم حزب الليكود قبل أربع سنوات, فأعد كراسة تضمنت المصطلحات "المغيبة" في منهاج التاريخ المخصص للفلسطينيين.
وعندما تسلمت يولي تامير من حزب العمل وزارة التربية و التعليم أعلنت أن "سياسية تهميش تاريخ العرب في إسرائيل يجب أن تتغير".
واتسمت ردود الفعل على تصريحات تامير بالقوة؛ فقد انتقد اليمين الإسرائيلي و أيضا عدد من كبار الموظفين في الوزارة تصريحات تامير التي اضطرت إلى التراجع عن بعض الإجراءات وإن أقرت أن يكون للمعلم حرية محدودة في شرح مادة التاريخ.
الاغتراب التعليمي
ويرى رجال التعليم العرب أن هناك حالة من الاغتراب بين ما يدُرس والطلاب الذين يدرسون المنهاج, كما كانت هناك محاولات جادة في السبعينات من القرن الماضي لتغيير المناهج لتتناسب والأقلية العربية في إسرائيل, أنجز القليل والمحاولات مستمرة.
وسأل مراسل الـ"BBC" البروفيسورة عنات زوهر وهي مديرة المناهج في وزارة التربية و التعليم الإسرائيلية عن موقفها مما يقوله رجال التعليم العرب فأجابت "ما يجري في الوسط العربي في العامين الأخيرين هو أننا بدأنا بالاهتمام بمواضيع التعليم و كتب التدريس و مواد التعليم في الوسط العربي؛ في السنة الأخيرة بدأنا بتجديد مواضيع تعليمية لم يتم التطرق إليها منذ سنين طوال، مثل التاريخ حيث كان هناك برنامج تعليم من سنة السبعين و لم يتم تحديثها و أيضا في مجالات أخرى و نحن رصدنا موارد كبيرة الآن لتحديث برامج تعليمية ، و أقمنا لجان متخصصة ، و شددنا من عمل المفتشين".
عبد العنبتاوي وهو مدير مكتب المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل يرى أن هناك خطورة في المنهاج التي تعلم "قضايا التعليم المرتبطة بالثقافة الوطنية والقومية بات تشكل إحدى أبرز القضايا التي تواجه الجماهير الفلسطينية داخل إسرائيل لما يحمله المنهاج الإسرائيلي من محاولات لمسخ الهوية الفلسطينية و تاريخها و تكريس الجهل لدى الأجيال الشابة و العبث بذاكرتها الجماعية و بالتالي المس ببقائها و امتدادها الوطني و القومي".
ويحاول عبد وغيره من القيادات الفلسطينية داخل إسرائيل، الضغط على السلطات الإسرائيلية لكي تغير من توجهها حيال المليون فلسطيني الذين يعيشون في إسرائيل