اضرار الربا ,,,
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ) وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ، وقال : هم سواء ) أخرجه مسلم . وقد أخبر أيضا صلى الله عليه وسلم في حديث آخر أخرجه الإمام أحمد والطبراني ( أن درهما واحدا من الربا أشد من ثلاث وثلاثين زنية في الإسلام ) وقد روي أيضا موقوفا على كعب رضي الله عنه ، والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة ومتعددة تدل بوضوح عظم هذا الذنب وانه من الكبائر التي لا يغفرها الله عزوجل إلا بالتوبة النصوح ، ولم يتوعد الله عزوجل بعقوبة أشد من عقوبة المرابي فقد أصبح محاربا لله ورسوله ، مستوجبا لعقابه وانتقامه .
وقد أجمعت الشرائع على تحريمه لما يجره من أضرار اجتماعية وأخلاقية واقتصادية على الفرد والمجتمع، وإن لم يتب صاحبه فهو من أهل النار كما قال تعالى (وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( وتحريم الربا أشد من تحريم الميسر الذي هو القمار ) إلى أن قال ( فهو أكل مال بالباطل فحرمه الله ، لكن ليس فيه من ظلم المحتاج وضرره مافي الربا ، ومعلوم أن ظلم المحتاج أعظم من ظلم غير المحتاج ) .
أضرار الربا الخُلقية :
ينطبع قلب المرائي بالأثرة والبخل وضيق الصدر وتحجر القلب والعبودية للمال والتكالب على المادة ، ثم لا تزال هذه الصفات تتأصل في نفسه كلما ازداد أكلا للربا .
أضرار الربا الاجتماعية :
يسود المجتمع الذي يتعامل أفراده بالربا التفكك والعداوة والبغضاء ، وفيه إضرار بالفقراء والمحتاجين ومضاعفة الديون عليهم ، وفيه قطع للمعروف بين الناس ، حتى بين الدول التي تتعامل بالربا فيما بينها .
أضرار الربا الاقتصادية : تظهر آثار الربا فيما يلي :
أ- تميل طائفة من المجتمع وهي التي تملك الأموال إلى الحصول على الأرباح دون أن تتعرض للخسارة ، وذلك عن طريق الربا ، فهو يريد كسب المال دون عناء ومجهود كما هو حال المصارف التجارية ، وفي ذلك حرمان للمجتمع والبلاد من المشروعات الإنتاجية النافعة.
ب- يقضي المستدين الذي اقترض الربا ردحا طويلا من الزمن في قضاء ديونه وفي ذلك ضرر من ناحيتين :
- فبدلا من تشغيل أمواله والانتفاع بها في تجارة أو صناعة يكون شغله الشاغل جمع المال لقضاء دينه .
- عندما يقترض أصحاب المشروعات الإنتاجية بالربا ، فإن نتيجة ذلك أن يرفع هؤلاء المنتجون أسعار بضائعهم على الناس ليغطوا تكاليف الإنتاج المرتفعة بسبب الربا ، كما يتعرضون للإفلاس وبوار التجارة إذا قل الطلب على سلعهم فانخفضت الأسعار ولم تتوفر لهم الأموال اللازمة لسدا د ديونهم .
