بكين (بالصينية: 北京 "عاصمة الشمال"، بالعربية خان بالق تاريخيا) هي عاصمة جمهورية الصين الشعبية ومن أكبر المدن فيها. تعتبر إدارة بكين إحدى البلديات المركزية الأربع في البلاد (انظر التقسيمات الإدارية في الصين). بلغ عدد سكانها 14.580.000 نسمة عام 2003 م -7.5 مليونا في المنطقة الحضرية المركزية-، وتعد بالتالي الثانية في الصين تعدادا بعد "شانغهاي". تعتبر المدينة مركز السياسة والثقافة والعلوم والتعليم وأيضا محور خطوط المواصلات في البلاد كلها. من أهم معالم المدينة "المدينة المحرمة" ومعبد السماء. استقبلت بكين الألعاب الأولمبية لعام 2008 وكانت أكبر ألعاب أولومبية في التاريخ من حيث الدول المشاركة وميزانية الألعاب.
بكين أم بيجين؟
بيجين هي النطق الصيني للمدينة استمع (؟\معلومات) وتعني العاصمة الشمالية، أما بيكين فهو مصطلح عائد إلى زمن حملات التنصير الفرنسية قبل أربع مئة سنة سبقت تغيرا في النطق في لغة الماندرين من [ك] إلى [تش] (أو [ج])، ولا يزال يستخدم في لغات عديدة بينما تغير نطقها بين العرب إلى بكين (بفتح الباء وإهمال الياء التالية لها).
كما أن "بيكين" هو نطق أقرب للهجة فوجيان ومين نان وهي مرفأ تجاري بين الصين وأوروبا، بينما "بيجين" أقرب للهجة الماندرين.
الموقع
تقع بكين في الطرف الشمالي من سهل شمال الصين، تمتد الجبال في غربها وشمالها وشرقها، أما في جنوبها الشرقي فتنبسط السهول. يسود بكين المناخ القاري للمنطقة المعتدلة وتتباين الفصول الأربعة فيها تباينا واضحا، الربيع قصير والصيف ممطر ورطب والشتاء بارد قارس وطويل، أما الخريف في بكين فهو أفضل الفصول الأربعة مناخا.
التاريخ
يعود تاريخ مدينة بكين إلى فترة سلالة "تشو الغربية"، وكانت تعرف باسم "جي". وفي عصر "الممالك المتحاربة"، أصبحت عاصمة لأقوى هذه المممالك: "يان". تراجع دورها السياسي بعدها، إلا أنها ظلت مدينة هامة ومركزا تجاريا في شمال الصين لأكثر من ألف سنة. منذ مطلع القرن الـ10 م، أصبحت عاصمة ثانية لسلالة "لياو" وصارت تعرف باسم "يانجينغ".
ثم استعادت دورها السياسي الريادي عندما اتخذتها الأسر المتعاقبة على حكم البلاد -جين، يوان، مينغ وتشينغ- عاصمة لها (سنوات 1115 وحتى 1911 م)، عدا دورها السياسي أصبحت بكين عاصمة الثقافة، وقد خلفت هذه الفترة العديد من الشواهد. على غرار القصر الإمبراطوري وطلل إنسان بكين في منطقة تشوكوديان، والقصر الصيفي، المعبد السماوي والقبور الثلاثة عشر لأسرة مينغ، وقد أدرجت منظمة اليونسكو كل هذه المعالم في قائمة التراث الثقافي العالمي.
بعد قيام الثورة الشعبية سنة 1949 م، تم اتخاذ "بكين" عاصمة رسمية لـ"جمهورية الصين الشعبية". أخذت حركة التجديد والتطور تزدهر في المدينة منذ ثمانينات القرن العشرين، ثم ازدادت وتيرة التحديث سرعة، فظهرت المباني الحديثة، والطرقات السريعة المتقاطعة وغيرها. تحاول المدينة اليوم أن تحافظ على ملامحها القديمة، وفي نفس الوقت أن تظهر ملامحها الحديثة.
المواصلات
تتواجد أغلب الأجهزة الحكومية الصينية والسفارات الأجنبية في بكين، الشيء الذي جعلها محل اهتمام السلطات من حيث تجهيزها بالمرافق الضرورية لتسهيل التواصل بينها وبين بقية العالم. فيها عدد كبير من أجهزة المعلومات ووسائل الإعلام.
تملك بكين أحدث المرافق والبنى التحتية الأساسية في البلاد. هي مركز خطوط السكك الحديدية وخطوط الطيران الوطنية، تتواصل عن طريق هذه الخطوط مع كل الأقاليم والمدن الصينية تقريبا. تعتبر المدينة محور خدمة البريد والاتصالات بين الصين والعالم، وتمتلك شبكات اتصالات شاملة وحديثة. ويجري حاليا الحديث عن مشروع لإقامة أكبر شبكة مترو أنفاق في العالم في المدينة.
التكنولوجيا
تعد بكين مركز للعلوم والتكنولوجيا في الصين، يتواجد غيها أغلب الأجهزة العلمية والتعليمية في البلاد. كما تعد أكثر من 200 جامعة ومعهد للبحوث العلمية بمختلف الأنواع.
تعتبر منطقة تشونقوانتسون من المناطق الأكثر كثافة من ناحية موارد الذكاء والعلوم والتكنولوجيا في الصين. شرعت الحكومة المحلية ومنذ عام 1999 م، في التخطيط لبناء حديقة تشونغقوانتسون للعلوم والتكنولوجيا لتكون حديقة علمية
الاقتصاد
بكين هي المركز الدولي والمحلي للتعاملات الأول في الـصين، تعدا تأثيرها الاقتصادي دائرة السوق المحلية، ليشمل الأسواق الخارجية المجاورة لها أيضا. حتى تجلب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وضعت حكومة بكين سلسلة من السياسات التفضيلية، كما تم تسهيل وتبسيط الإجراءات الإدارية، وتزايدت وتيرة تحديث الإدارة المحلية عن طريق إدخال التكنولوجيا والكمبيوتر. تتخذ معظم الأجهزة المصرفية الوطنية الصينية وكبرى مجموعات الاستثمار المحلية والدولية من بكين مقرا لها.
تقع منطقة التجارة الدولية المركزية (CBD) في حي تشاويانغ بجوار منطقة السفارات. تحتوي المنطقة على مراكز للمعارض والمؤتمرات وعديد الفنادق والمساكن ومرافق الثقافة والتسلية. تتواجد فيها أجهزة البحوث والتطوير والمكاتب التمثيلية والمقرات الإقليمية لكثير من الشركات المتعددة الجنسيات.
تستثمر 158 شركة من بين أكبر 500 شركة في العالم في الصين، وقد تجاوز عدد الأجهزة التمثيلية لدوائر الأعمال الأجنبية في بكين 9500 جهازا، وتغطي أعمالها تطوير الإنتاج والتجارة والخدمات والاستشارات والاستثمار وشحن البضائع بالوكالة ومقاولة المشروعات.
الصناعة
من بين المنظومة الصناعية المتكاملة التي أقيمت خلال عشرات السنين الماضية، يمتلك قطاع الإلكترونيات والماكينات والصناعة الكيماوية والطب والأدوية تفوقا وطنيا. أصبحت صناعات التكنولوجيا العالية والحديثة نواة اقتصاد العاصمة اليوم. أقامت بكين منطقة تنمية اقتصادية وتكنولوجية تجذب إليها العديد من الشركات المتعددة الجنسيات.
الألعاب الأولمبية
استضافت بكين الألعاب الأولمبية -عام2008 م- بعد أن اقامت العديد من المنشآت والمرافق الجديدة. وفقا لخطة بكين إنشائت 32 ملعبا لاحتضان فعاليات الدورة الأولمبية، كما قمت بتطوير وتجديد المطار الرئيسي ومحطات السكة الحديد والطرق ونظم الاتصالات والمركز الإعلامي وغيرها من المنشآت الأساسية. وإقامة القرية الأولمبية والمرافق المساعدة وغيرها من المشروعات المتوسطة والصغيرة. أولت الحكومة لمشكل البيئة اهتماما كبيرا، وقد تم رصد مبلغ 45 مليار يوان من أجل تحقيق شعار "الألعاب الأولمبية الخضراء".