بريطانيا والاستماتة من أجل أفريقيا
مرسل: السبت مايو 28, 2011 4:19 am
بريطانيا والاستماتة من أجل أفريقيا
في سنة 1875 كان أهم دولتين أوروبيتين مسيطرتين في أفريقيا هما فرنسا التي كانت تسيطر على الجزائر وبريطانيا التي كانت تسيطر على مستعمرة كيب. في سنة 1914 فقط أثيوبيا والجمهورية الليبيرية بقيتا خارج السيطرة الأوروبية الرسمية. في الأمم الأوروبية أخذ التحول من سيطرة " إمبراطورية غير رسمية " من خلال التحكم الاقتصادي إلى سيطرة مباشرة شكل "الاستماتة" من أجل الأرض. حاولت بريطانيا عدم التدخل في هذه الاستماتة المبكرة لكونها إمبراطورية تجارية أكثر من كونها إمبراطورية استعمارية مع ذلك أصبح من الواضح لاحقا أن عليها الحصول على إمبراطوريتها الأفريقية الخاصة للحفاظ على توازن القوى. كما هدد الفرنسيون نشاط البلجيكيين والبرتغاليين في منطقة منخفض نهر الكنغو بعمل اختراق منظم لأفريقيا الاستوائية، صوت مؤتمر برلين في سنة 1884- 85 بتنظيم المنافسة بين القوى بواسطة تعريف "الاحتلال الفعلي " كمعيار للاعتراف الدولي بالمطالب الإقليمية، فأدت هذه الصياغة إلى ضرورة اللجوء الروتيني إلى القوى المسلحة ضد الدول والشعوب المحلية. ساهم الاحتلال العسكري البريطاني لمصر في سنة 1882 (حيث أثار الاحتلال ذاته الاهتمام بقناة السويس) في الانشغال المسبق بضمان مراقبة وادي النيل، مما أدى إلى غزو جارتها السودان في عام 1896- 98 وإلى مواجهة التوسع العسكري الفرنسي في فاشودا (سبتمبر 1898) في سنة 1899 أكملت بريطانيا سيطرتها على ما يسمى اليوم بجنوب أفريقيا. بدأ هذا بضم كيب في سنة 1795 وأكمل بغزو جمهورية بوير في أواخر القرن التاسع عشر، بعد حرب البوير الثانية. كان سيسل رودس رائدا في التوسعات البريطانية شمالا باتجاه أفريقيا مع ما يملكه من شركة جنوب أفريقيا البريطانية. توسع رودس إلى أرض شمال جنوب أفريقيا وأسس روديسيا. كان حلم رودس بإنشاء سكة حديدية تصل مدينة كيب بالإسكندرية مرورا أفريقيا البريطانية وتغطي القارة هو الذي أدى إلى ضغط شركته على الحكومة للمزيد من التوسعات باتجاه أفريقيا. حفز كسب البريطانيين في جنوب وشرق أفريقيا رودس والفريد ملنير، أعلى مفوض لبريطانيا في جنوب أفريقيا، إلى الحث على عمل سكة حديدية تصل بين إمبراطورية " كيب إلى القاهرة " كقناة ذات أهمية إستراتيجية إلى الجنوب الغني بالمعادن، بالرغم من منع الاحتلال ألمانيا لتانجانيكا من التحقيق حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. في سنة 1903 ربطت كل خط أحمر لنظام التلجراف مع الأجزاء الأساسية من الإمبراطورية. على النقيض ظهرت بريطانيا، المدافع القوي عن التجارة الحرة، في سنة 1914 ليس فقط كأكبر إمبراطورية لما وراء البحار وذلك بفضل تواجدها القديم في الهند، لكن أيضا الربح الضخم في "الاستماتة من أجل أفريقيا"، مما يعكس مكانتها المتميزة في بدايتها. بين عامي 1885 و 1914 حصلت بريطاني على 30% تقريبا من سكان أفريقيا تحت سيطرتها، بالمقارنة مع 15% لفرنسا و 9% لألمانيا و 7% لبلجيكا و 1% لإيطاليا : ساهمت نيجيريا بمفردها بـ 15 مليون من الرعية، أكثر ممن هم في كل غرب أفريقيا الفرنسية أو في كل إمبراطورية المستعمرة الألمانية.
في سنة 1875 كان أهم دولتين أوروبيتين مسيطرتين في أفريقيا هما فرنسا التي كانت تسيطر على الجزائر وبريطانيا التي كانت تسيطر على مستعمرة كيب. في سنة 1914 فقط أثيوبيا والجمهورية الليبيرية بقيتا خارج السيطرة الأوروبية الرسمية. في الأمم الأوروبية أخذ التحول من سيطرة " إمبراطورية غير رسمية " من خلال التحكم الاقتصادي إلى سيطرة مباشرة شكل "الاستماتة" من أجل الأرض. حاولت بريطانيا عدم التدخل في هذه الاستماتة المبكرة لكونها إمبراطورية تجارية أكثر من كونها إمبراطورية استعمارية مع ذلك أصبح من الواضح لاحقا أن عليها الحصول على إمبراطوريتها الأفريقية الخاصة للحفاظ على توازن القوى. كما هدد الفرنسيون نشاط البلجيكيين والبرتغاليين في منطقة منخفض نهر الكنغو بعمل اختراق منظم لأفريقيا الاستوائية، صوت مؤتمر برلين في سنة 1884- 85 بتنظيم المنافسة بين القوى بواسطة تعريف "الاحتلال الفعلي " كمعيار للاعتراف الدولي بالمطالب الإقليمية، فأدت هذه الصياغة إلى ضرورة اللجوء الروتيني إلى القوى المسلحة ضد الدول والشعوب المحلية. ساهم الاحتلال العسكري البريطاني لمصر في سنة 1882 (حيث أثار الاحتلال ذاته الاهتمام بقناة السويس) في الانشغال المسبق بضمان مراقبة وادي النيل، مما أدى إلى غزو جارتها السودان في عام 1896- 98 وإلى مواجهة التوسع العسكري الفرنسي في فاشودا (سبتمبر 1898) في سنة 1899 أكملت بريطانيا سيطرتها على ما يسمى اليوم بجنوب أفريقيا. بدأ هذا بضم كيب في سنة 1795 وأكمل بغزو جمهورية بوير في أواخر القرن التاسع عشر، بعد حرب البوير الثانية. كان سيسل رودس رائدا في التوسعات البريطانية شمالا باتجاه أفريقيا مع ما يملكه من شركة جنوب أفريقيا البريطانية. توسع رودس إلى أرض شمال جنوب أفريقيا وأسس روديسيا. كان حلم رودس بإنشاء سكة حديدية تصل مدينة كيب بالإسكندرية مرورا أفريقيا البريطانية وتغطي القارة هو الذي أدى إلى ضغط شركته على الحكومة للمزيد من التوسعات باتجاه أفريقيا. حفز كسب البريطانيين في جنوب وشرق أفريقيا رودس والفريد ملنير، أعلى مفوض لبريطانيا في جنوب أفريقيا، إلى الحث على عمل سكة حديدية تصل بين إمبراطورية " كيب إلى القاهرة " كقناة ذات أهمية إستراتيجية إلى الجنوب الغني بالمعادن، بالرغم من منع الاحتلال ألمانيا لتانجانيكا من التحقيق حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. في سنة 1903 ربطت كل خط أحمر لنظام التلجراف مع الأجزاء الأساسية من الإمبراطورية. على النقيض ظهرت بريطانيا، المدافع القوي عن التجارة الحرة، في سنة 1914 ليس فقط كأكبر إمبراطورية لما وراء البحار وذلك بفضل تواجدها القديم في الهند، لكن أيضا الربح الضخم في "الاستماتة من أجل أفريقيا"، مما يعكس مكانتها المتميزة في بدايتها. بين عامي 1885 و 1914 حصلت بريطاني على 30% تقريبا من سكان أفريقيا تحت سيطرتها، بالمقارنة مع 15% لفرنسا و 9% لألمانيا و 7% لبلجيكا و 1% لإيطاليا : ساهمت نيجيريا بمفردها بـ 15 مليون من الرعية، أكثر ممن هم في كل غرب أفريقيا الفرنسية أو في كل إمبراطورية المستعمرة الألمانية.