- السبت مايو 28, 2011 4:20 am
#36531
تكبر إمبراطورية بريطانيا كل الإمبراطوريات في تاريخ العالم حتى الآن، فلم تكن مجرد قوة عظمى بل هي من أوائل القوى في العالم ولفترة طويلة. وقد كانت نتاج عصر الاستكشاف الأوروبي الذي بدأ مع الاكتشافات البحرية العالمية للدول الأيبيرية في أواخر القرن الخامس عشر مما أدى إلى تدشين عصر الإمبراطوريات العالمية الأوروبية. في سنة 1913 بسطت الإمبراطورية البريطانية سلطتها على تعداد سكاني يقارب 458 مليون شخص، أي حوالي ربع سكان العالم.[1] وغطت تقريبا 33 مليون كيلومتر مربع (14.2 مليون ميل مربع) ،[2]، أي حوالي ربع مناطق الأرض. بالرغم من أن معظمها نشأ في الكومنولث، بقي التأثير البريطاني قويا في جميع نواحي العالم : في التطبيق الاقتصادي والأنظمة القانونية والحكومية والمجتمع والرياضة (مثل الكريكت وكرة القدم)، وفي اللغة الإنجليزية نفسها، وهذا غيض من فيض. وبسبب اتساع حجمها في أوج قوتها ،قيل أنها " الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" ويؤكد اتساع الإمبراطورية على طول العالم أن الشمس كانت تشرق دائما على واحدة على الأقل من مستعمراتها العديدة.
الإمبراطورية الإنجليزية
نمو إمبراطورية ما وراء البحار
رسخت السياسات البحريه الرائدة للملك الإنجليزي هنري السابع الذي حكم من 1485 إلى 1509 إمبراطورية ما وراء البحار البريطانية (بما يتعلق بالاستكشافات البريطانية للمحيط والاستيطان خارج أوروبا وخارج الجزر البريطانية). تعزز عمل الصلات التجارية لتجارة الصوف خلال حكم سلفه، الملك ريتشارد الثالث، فأسس هنري النظام الإنجليزي الحديث للتجارة البحرية، الذي وسع بشكل هائل كلا من صناعة السفن والإبحار. وكذلك زودت تجارة البحرية الأساس للمؤسسات التجارية التي لعبت دورا حساسا في إنجلترا وبعد الوحدة مع سكوتلاندا في سنة 1707، لتكون الإمبراطورية البريطانية المشتركة، المتضمنة لشركة خليج ماساشوستس وشركة شرق الهند البريطانية. أدت إصلاحات هنري المالية لإيجاد خزينة الدولة الإنجليزية لقضاء الديون، التي ساعدت في تأمين التطور للتجارة البحرية. كذلك اصدر هنري أوامره لبناء أول ميناء إنجليزي، في بورتسماوث، ولتطوير أسطول إنجلترا الصغير. وعلاوة على ذلك تكفل هنري برحلات البحار الإيطالي جون كابوت في سنتيّ 1496 و 1497 مما أدى إلى إيجاد أول مستعمرة ما وراء البحار لإنجلترا– مستوطنة الصيد – في نيوفاوندلاند التي طالب بها كابوت لصالح هنري.[بحاجة لمصدر]
اتسعت تأسيسات القوة البحرية التي وضعت تدريجيا خلال حكم هنري السابع لتحمي التجارة الإنجليزية ولتفتح طرقا جديدة. أوجد الملك هنري الثامن الأسطول الإنجليزي الحديث عبر خطط لموانئ جديدة، وإنشاء شبكات الإنارة والمنارات التي سهلت بشكل كبير الإبحار من الشواطئ لكل من التجار البحارة الإنجليز والأجانب. لذلك أسس هنري قاعدة ذخائر الأسطول الملكي الذي تمكن من إيقاف الأسطول الحزبي الإسباني ارمدا في سنة 1588، ووضعت اختراعاته البذور الأولى للأسطول الإمبريالي بعد عدة أيام.
أيرلندا
انبثقت أول الإنجازات الجوهرية للإمبراطورية الاستعمارية من قرار اللقب الملكي الذي أقره البرلمان الايرلندي في سنة 1541. حول هذا التمثال ايرلندا من سيادة خاضعة للعرش الإنجليزي إلى مملكة لها حقها المستقل. فكانت نقطة البداية لإعادة غزو تيودور لايرلندا. تم في سنة 1550 اعتماد سياسة الالتزام لمستعمرات البلاد التي بلغت اوجها في مزرعة الستر في سنة 1610 بعد سنوات الحرب التسعة من 1595 إلى 1603. في أثناء هذا الوقت شكلت مزارع ايرلندا نماذج للإمبراطورية وانخرط العديد من الناس في هذه المشاريع فكان لهم اليد في تكوين بداية المستعمرات في شمال أمريكا مثل : همفري جلبرت ووالتر ريلاي وفرانسيس دريك ورالف لين.
العصر الايليزابيثي
أبحر السير برانسيس دريك حول العالم في الأعوام من 1577 إلى 1580 خلال فترة حكم تيدور الملكة اليزابيث الأولى، فكان الثاني في تحقيق هذا الإنجاز بعد بعثة فيرديناند ماجلان. في سنة 1579 رسى دريك في مكان ما في كاليفورنيا الشمالية فضم للعرش الإنجليزي ما اسماه ب Nova Albion ("الالبيون الجديد " حيث الالبيون هو اسم قديم لإنجلترا)، ومع انه لم يعقب هذا الانضمام مستوطنة. أوضحت الخرائط فيما بعد تواجد Nova Albion على طول شمال إسبانية الجديدة. لذلك تزايد اهتمام إنجلترا تدريجيا بما هو خارج أوروبا، بتحفيز من جون دي الذي سك عبارة " الإمبراطورية البريطانية ". كان خبيرا في البحرية وزاره العديد من المستكشفين الإنجليز قبل وبعد حملاتهم. كان من سكان ويلز وكان استخدامه للفظ "بريطاني" مناسبا لعائلة تيودور اليزابيث ذات الأصول التابعة لويلز ،و قد استمد تصوراته للإمبراطورية من كتاب دانتي "الملك". تابع همفري جيلبرت ما ضمه كابوت عندما أبحر إلى نيوفو في عام 1583 وأعلنها كمستعمرة إنجليزية في الخامس من أغسطس/ آب في شارع جون. نظم السيد والتر ريلاي المستعمرة الأولى في شمال كارولينا في سنة 1587 في جزيرة روانوك. استمرت كل من مستوطنة نيوفاوندلاند لجيلبرت ومستعمرة روانوك لفترة قصيرة من الزمن ومن جهة أخرى قد هجرتا بسبب نقص في الغذاء وقساوة الطقس وتحطم السفن والمواجهات العنيفة مع شعوب القبائل في قارة أمريكا الشمالية. أدى اتساع أسطول هنري الثامن إلى اعتماد العصر الاليزابيثي على الأسس الإمبريالية للقرن الماضي، وعلى تطوير البحارة الإنجليز للاستكشافات الأطلسية بالإضافة إلى تشجيع التجارة البحرية وخاصة مع هولندا ومع الرابطة الهانزية. وسرعان ما تحولت الحروب الانجلو إسبانية التي دامت لعشرين سنة تقريبا (1585-1604) والتي بدأت لصالح إنجلترا والاستيلاء على كاديز والتصدي للارمدا الأسبانية، لصالح إسبانيا التي كبدتها العديد من الهزائم الشديدة التي أدت إلى انحدار الأسطول الملكي وسمحت لأسبانيا بالاحتفاظ بسيطرة قوية على ممرات البحر الأطلسي، معترضا الآمال الإنجليزية في بناء مستعمرات في شمال أمريكا. مع ذلك منح هذا فعلا البحارة وبنائي السفن الإنجليز تجارب حية.
عصر ستيوارت
في سنة 1604 قام الملك جيمس الأول ملك إنجلترا بمفاوضات معاهدة لندن، لإنهاء العنف مع إسبانيا، وتبعتها أول مستوطنة إنجليزية في سنة 1607 في مدينة جيمس في فيرجينيا. بسطت إنجلترا خلال القرون الثلاثة التالية نفوذها إلى ما وراء البحار وعززت تقدمها السياسي في الوطن مع قرارات الاتحاد في سنة 1707، حيث اتحد برلمان إنجلترا وبرلمان الاسكتلنديين في ويستمنستر في لندن تحت عنوان برلمان بريطانيا العظمى مما أدى بدوره لولادة مملكة بريطانيا العظمى.
الدور الاسكتلندي
كان هناك العديد من المحاولات قبل هذا الاتحاد لتكوين دول ما وراء البحار الاسكتلندية، مع وجود العديد من المستوطنات الاسكتلندية شمال وجنوب أمريكا. ربما كانت نوفا سكوتيا أعظم فرصة لاسكتلندا لتكوين تواجد دائم في أمريكا، لكن سمعتها السيئة كانت من سوء حظ خطة دارين التي حاولوا من خلالها إنشاء مستعمرة ومحطة تجارية في باناما لتنمية التجارة بين اسكتلندا والشرق الأقصى. بعد قرار الإتحاد في سنة 1707 تولى العديد من الاسكتلنديين خاصة في كندا وجامايكا والهند وأستراليا ونيوزيلندا مناصب كمدراء وأطباء ومحامين ومدرسين في ما سمي بالإمبراطورية البريطانية. أدى التقدم في اسكتلندا خلال فترة الازدهار الاسكتلندي إلى تطورات في جميع أنحاء الإمبراطورية. استقر الاسكتلنديون في الإمبراطورية كما قامت بتطوير وبناء مجتمعاتهم الخاصة مثل دنيدن في نيوزلندا.
الاستعمار
في عام 1583 ضم همفري جيلبرت جزيرة نيوفاوندلاند كجزيرة تابعة لإنجلترا تحت حكم اليزابيث الأولى، معززا بذلك ضم جون كابوت للجزيرة سابقا في سنة 1497، تحت حكم هنري السابع كأول مستعمرة ما وراء البحار. منع تحطم سفينة جلبرت من تكوين مستوطنة في نيوفاوندلاند غير أن صيادي سمك القد الموسميين كانوا يترددون على الجزيرة منذ سنة 1497. مع ذلك تمكن مستعمرو مدينة جيمس بقيادة الكابتن جون سميث من التغلب على الحرمان الشديد في الشتاء في سنة 1607 لإيجاد أول مستوطنة دائمة في ما وراء البحار. وهكذا تشكلت الإمبراطورية في أوائل القرن السابع عشر مع الاستيطان الإنجليزي في المستعمرات الشرقية لشمال أمريكا التي أصبحت لاحقا تعرف بالولايات المتحدة و[[مقاطعات كندا على المحيط الأطلسي]] واستعمار الجزر الصغيرة في البحر الكاريبي مثل سانت كيتس وباربادوس وجامايكا. كانت مستعمرات البحر الكريبي المنتجة للسكر والتي أصبح الاسترقاق فيها جزء أساسيا في اقتصادها من أكثر مستعمرات إنجلترا أهمية وربحا.ما قدمته المستعمرات الأمريكية من التبغ والقطن والأرز في الجنوب ومن المعدات والتجهيزات العسكرية البحرية والفرو في الشمال كان أقل نجاحا من الناحية المالية لكن امتلاكها لمساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة جذب أعدادا كبيرة من المهاجرين الإنجليز.
وسعت الحروب والمستعمرات من الإمبراطورية الأمريكية التابعة لإنجلترا ببطء، تمكنت إنجلترا من السيطرة على نيوأمستردام (ولاحقا نيويورك) من خلال المفاوضات التي تبعت الحرب الانجلو هولندية الثانية. وحث تنامي المستعمرات الأمريكية غربا على البحث عن أراضي زراعية جديدة. هزم البريطانيون الفرنسيين أثناء سنوات الحرب السبعة في سهول أبرا هام واستولت على فرنسا الجديدة جميعها في سنة 1760 مما أعطى بريطانيا سيطرة على الأجزاء الكبيرة من شمال أمريكا. أدى الانتصار البريطاني على الفرنسيين في سنوات الحرب السبعة إلى حركة استقلال في الجزء الشمالي من المستعمرات الأمريكية، حيث شعر الكثير من المستعمرين بعدم الحاجة إلى الحماية البريطانية عقب خروج الفرنسيين من شمال أمريكا. لاحقا شكلت مستوطنة أستراليا (بدأ من المعتقلات من سنة 1788) ونيوزيلندا (تحت الحكم من 1840) منطقة رئيسية لهجرة البريطانيين. ضمت القارة الأسترالية جميعها إلى بريطانيا عندما اكتشف ماثيو فلنديرز هولندا الجديدة وجنوب ويلز الجديد ليكون الشاطئ الوحيد بعد إكمال إبحاره حوله في سنة 1803. ثم أصبحت المستعمرات لاحقا مستعمرات ذات حكم ذاتي وأصبحت مصدر تصدير مربح للصوف والذهب.
التراث
احتفظت بريطانيا بسيطرتها على ما يزيد على أربعة عشر دولة خارج الجزر البريطانية تسمى بمجموعها بأراضي ما وراء البحار البريطانية. يشكل معظم المستعمرات البريطانية السابقة (وواحدة من مستعمرات البرتغال السابقة) أعضاء في كمونولث الأمم, ويعتبر غير سياسي بل تجمع تطوعي لأعضاء متساوين. وبالرغم من أن رئيس الكمونويلث حاليا هو ذاتها الرئيسة البريطانية للدولة ،الملكة إيزابيل الثانية، حيث أن وريثها لن يخلفها أوتوماتيكيا، ولا تملك بريطانيا أي امتياز داخل الكمونويلث. فقد تتابع خمس عشرة عضوا في الكمنويلث في مشاركة رؤساء الدولة لديهم مع بريطانيا، عوالم الكمونويلث.
الإمبراطورية الإنجليزية
نمو إمبراطورية ما وراء البحار
رسخت السياسات البحريه الرائدة للملك الإنجليزي هنري السابع الذي حكم من 1485 إلى 1509 إمبراطورية ما وراء البحار البريطانية (بما يتعلق بالاستكشافات البريطانية للمحيط والاستيطان خارج أوروبا وخارج الجزر البريطانية). تعزز عمل الصلات التجارية لتجارة الصوف خلال حكم سلفه، الملك ريتشارد الثالث، فأسس هنري النظام الإنجليزي الحديث للتجارة البحرية، الذي وسع بشكل هائل كلا من صناعة السفن والإبحار. وكذلك زودت تجارة البحرية الأساس للمؤسسات التجارية التي لعبت دورا حساسا في إنجلترا وبعد الوحدة مع سكوتلاندا في سنة 1707، لتكون الإمبراطورية البريطانية المشتركة، المتضمنة لشركة خليج ماساشوستس وشركة شرق الهند البريطانية. أدت إصلاحات هنري المالية لإيجاد خزينة الدولة الإنجليزية لقضاء الديون، التي ساعدت في تأمين التطور للتجارة البحرية. كذلك اصدر هنري أوامره لبناء أول ميناء إنجليزي، في بورتسماوث، ولتطوير أسطول إنجلترا الصغير. وعلاوة على ذلك تكفل هنري برحلات البحار الإيطالي جون كابوت في سنتيّ 1496 و 1497 مما أدى إلى إيجاد أول مستعمرة ما وراء البحار لإنجلترا– مستوطنة الصيد – في نيوفاوندلاند التي طالب بها كابوت لصالح هنري.[بحاجة لمصدر]
اتسعت تأسيسات القوة البحرية التي وضعت تدريجيا خلال حكم هنري السابع لتحمي التجارة الإنجليزية ولتفتح طرقا جديدة. أوجد الملك هنري الثامن الأسطول الإنجليزي الحديث عبر خطط لموانئ جديدة، وإنشاء شبكات الإنارة والمنارات التي سهلت بشكل كبير الإبحار من الشواطئ لكل من التجار البحارة الإنجليز والأجانب. لذلك أسس هنري قاعدة ذخائر الأسطول الملكي الذي تمكن من إيقاف الأسطول الحزبي الإسباني ارمدا في سنة 1588، ووضعت اختراعاته البذور الأولى للأسطول الإمبريالي بعد عدة أيام.
أيرلندا
انبثقت أول الإنجازات الجوهرية للإمبراطورية الاستعمارية من قرار اللقب الملكي الذي أقره البرلمان الايرلندي في سنة 1541. حول هذا التمثال ايرلندا من سيادة خاضعة للعرش الإنجليزي إلى مملكة لها حقها المستقل. فكانت نقطة البداية لإعادة غزو تيودور لايرلندا. تم في سنة 1550 اعتماد سياسة الالتزام لمستعمرات البلاد التي بلغت اوجها في مزرعة الستر في سنة 1610 بعد سنوات الحرب التسعة من 1595 إلى 1603. في أثناء هذا الوقت شكلت مزارع ايرلندا نماذج للإمبراطورية وانخرط العديد من الناس في هذه المشاريع فكان لهم اليد في تكوين بداية المستعمرات في شمال أمريكا مثل : همفري جلبرت ووالتر ريلاي وفرانسيس دريك ورالف لين.
العصر الايليزابيثي
أبحر السير برانسيس دريك حول العالم في الأعوام من 1577 إلى 1580 خلال فترة حكم تيدور الملكة اليزابيث الأولى، فكان الثاني في تحقيق هذا الإنجاز بعد بعثة فيرديناند ماجلان. في سنة 1579 رسى دريك في مكان ما في كاليفورنيا الشمالية فضم للعرش الإنجليزي ما اسماه ب Nova Albion ("الالبيون الجديد " حيث الالبيون هو اسم قديم لإنجلترا)، ومع انه لم يعقب هذا الانضمام مستوطنة. أوضحت الخرائط فيما بعد تواجد Nova Albion على طول شمال إسبانية الجديدة. لذلك تزايد اهتمام إنجلترا تدريجيا بما هو خارج أوروبا، بتحفيز من جون دي الذي سك عبارة " الإمبراطورية البريطانية ". كان خبيرا في البحرية وزاره العديد من المستكشفين الإنجليز قبل وبعد حملاتهم. كان من سكان ويلز وكان استخدامه للفظ "بريطاني" مناسبا لعائلة تيودور اليزابيث ذات الأصول التابعة لويلز ،و قد استمد تصوراته للإمبراطورية من كتاب دانتي "الملك". تابع همفري جيلبرت ما ضمه كابوت عندما أبحر إلى نيوفو في عام 1583 وأعلنها كمستعمرة إنجليزية في الخامس من أغسطس/ آب في شارع جون. نظم السيد والتر ريلاي المستعمرة الأولى في شمال كارولينا في سنة 1587 في جزيرة روانوك. استمرت كل من مستوطنة نيوفاوندلاند لجيلبرت ومستعمرة روانوك لفترة قصيرة من الزمن ومن جهة أخرى قد هجرتا بسبب نقص في الغذاء وقساوة الطقس وتحطم السفن والمواجهات العنيفة مع شعوب القبائل في قارة أمريكا الشمالية. أدى اتساع أسطول هنري الثامن إلى اعتماد العصر الاليزابيثي على الأسس الإمبريالية للقرن الماضي، وعلى تطوير البحارة الإنجليز للاستكشافات الأطلسية بالإضافة إلى تشجيع التجارة البحرية وخاصة مع هولندا ومع الرابطة الهانزية. وسرعان ما تحولت الحروب الانجلو إسبانية التي دامت لعشرين سنة تقريبا (1585-1604) والتي بدأت لصالح إنجلترا والاستيلاء على كاديز والتصدي للارمدا الأسبانية، لصالح إسبانيا التي كبدتها العديد من الهزائم الشديدة التي أدت إلى انحدار الأسطول الملكي وسمحت لأسبانيا بالاحتفاظ بسيطرة قوية على ممرات البحر الأطلسي، معترضا الآمال الإنجليزية في بناء مستعمرات في شمال أمريكا. مع ذلك منح هذا فعلا البحارة وبنائي السفن الإنجليز تجارب حية.
عصر ستيوارت
في سنة 1604 قام الملك جيمس الأول ملك إنجلترا بمفاوضات معاهدة لندن، لإنهاء العنف مع إسبانيا، وتبعتها أول مستوطنة إنجليزية في سنة 1607 في مدينة جيمس في فيرجينيا. بسطت إنجلترا خلال القرون الثلاثة التالية نفوذها إلى ما وراء البحار وعززت تقدمها السياسي في الوطن مع قرارات الاتحاد في سنة 1707، حيث اتحد برلمان إنجلترا وبرلمان الاسكتلنديين في ويستمنستر في لندن تحت عنوان برلمان بريطانيا العظمى مما أدى بدوره لولادة مملكة بريطانيا العظمى.
الدور الاسكتلندي
كان هناك العديد من المحاولات قبل هذا الاتحاد لتكوين دول ما وراء البحار الاسكتلندية، مع وجود العديد من المستوطنات الاسكتلندية شمال وجنوب أمريكا. ربما كانت نوفا سكوتيا أعظم فرصة لاسكتلندا لتكوين تواجد دائم في أمريكا، لكن سمعتها السيئة كانت من سوء حظ خطة دارين التي حاولوا من خلالها إنشاء مستعمرة ومحطة تجارية في باناما لتنمية التجارة بين اسكتلندا والشرق الأقصى. بعد قرار الإتحاد في سنة 1707 تولى العديد من الاسكتلنديين خاصة في كندا وجامايكا والهند وأستراليا ونيوزيلندا مناصب كمدراء وأطباء ومحامين ومدرسين في ما سمي بالإمبراطورية البريطانية. أدى التقدم في اسكتلندا خلال فترة الازدهار الاسكتلندي إلى تطورات في جميع أنحاء الإمبراطورية. استقر الاسكتلنديون في الإمبراطورية كما قامت بتطوير وبناء مجتمعاتهم الخاصة مثل دنيدن في نيوزلندا.
الاستعمار
في عام 1583 ضم همفري جيلبرت جزيرة نيوفاوندلاند كجزيرة تابعة لإنجلترا تحت حكم اليزابيث الأولى، معززا بذلك ضم جون كابوت للجزيرة سابقا في سنة 1497، تحت حكم هنري السابع كأول مستعمرة ما وراء البحار. منع تحطم سفينة جلبرت من تكوين مستوطنة في نيوفاوندلاند غير أن صيادي سمك القد الموسميين كانوا يترددون على الجزيرة منذ سنة 1497. مع ذلك تمكن مستعمرو مدينة جيمس بقيادة الكابتن جون سميث من التغلب على الحرمان الشديد في الشتاء في سنة 1607 لإيجاد أول مستوطنة دائمة في ما وراء البحار. وهكذا تشكلت الإمبراطورية في أوائل القرن السابع عشر مع الاستيطان الإنجليزي في المستعمرات الشرقية لشمال أمريكا التي أصبحت لاحقا تعرف بالولايات المتحدة و[[مقاطعات كندا على المحيط الأطلسي]] واستعمار الجزر الصغيرة في البحر الكاريبي مثل سانت كيتس وباربادوس وجامايكا. كانت مستعمرات البحر الكريبي المنتجة للسكر والتي أصبح الاسترقاق فيها جزء أساسيا في اقتصادها من أكثر مستعمرات إنجلترا أهمية وربحا.ما قدمته المستعمرات الأمريكية من التبغ والقطن والأرز في الجنوب ومن المعدات والتجهيزات العسكرية البحرية والفرو في الشمال كان أقل نجاحا من الناحية المالية لكن امتلاكها لمساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة جذب أعدادا كبيرة من المهاجرين الإنجليز.
وسعت الحروب والمستعمرات من الإمبراطورية الأمريكية التابعة لإنجلترا ببطء، تمكنت إنجلترا من السيطرة على نيوأمستردام (ولاحقا نيويورك) من خلال المفاوضات التي تبعت الحرب الانجلو هولندية الثانية. وحث تنامي المستعمرات الأمريكية غربا على البحث عن أراضي زراعية جديدة. هزم البريطانيون الفرنسيين أثناء سنوات الحرب السبعة في سهول أبرا هام واستولت على فرنسا الجديدة جميعها في سنة 1760 مما أعطى بريطانيا سيطرة على الأجزاء الكبيرة من شمال أمريكا. أدى الانتصار البريطاني على الفرنسيين في سنوات الحرب السبعة إلى حركة استقلال في الجزء الشمالي من المستعمرات الأمريكية، حيث شعر الكثير من المستعمرين بعدم الحاجة إلى الحماية البريطانية عقب خروج الفرنسيين من شمال أمريكا. لاحقا شكلت مستوطنة أستراليا (بدأ من المعتقلات من سنة 1788) ونيوزيلندا (تحت الحكم من 1840) منطقة رئيسية لهجرة البريطانيين. ضمت القارة الأسترالية جميعها إلى بريطانيا عندما اكتشف ماثيو فلنديرز هولندا الجديدة وجنوب ويلز الجديد ليكون الشاطئ الوحيد بعد إكمال إبحاره حوله في سنة 1803. ثم أصبحت المستعمرات لاحقا مستعمرات ذات حكم ذاتي وأصبحت مصدر تصدير مربح للصوف والذهب.
التراث
احتفظت بريطانيا بسيطرتها على ما يزيد على أربعة عشر دولة خارج الجزر البريطانية تسمى بمجموعها بأراضي ما وراء البحار البريطانية. يشكل معظم المستعمرات البريطانية السابقة (وواحدة من مستعمرات البرتغال السابقة) أعضاء في كمونولث الأمم, ويعتبر غير سياسي بل تجمع تطوعي لأعضاء متساوين. وبالرغم من أن رئيس الكمونويلث حاليا هو ذاتها الرئيسة البريطانية للدولة ،الملكة إيزابيل الثانية، حيث أن وريثها لن يخلفها أوتوماتيكيا، ولا تملك بريطانيا أي امتياز داخل الكمونويلث. فقد تتابع خمس عشرة عضوا في الكمنويلث في مشاركة رؤساء الدولة لديهم مع بريطانيا، عوالم الكمونويلث.