صفحة 1 من 1

الهند وأفريقيا وأسيا والمحيط الهادئ والكاريبي

مرسل: السبت مايو 28, 2011 4:21 am
بواسطة رائد القريشان 14
الهند وأفريقيا وأسيا والمحيط الهادئ والكاريبي أدرك العديدون بعد أزمة ما بعد الحرب الاقتصادية في عام 1947 أن حكومة العمال لكليمينت أتليي يتوجب عليها ترك المحاولة البريطانية في استعادة جميع مستعمراتها في ما وراء البحار. اعتبرت الإمبراطورية بشكل متزايد كاستنزاف غير مجدي للموارد المالية من قبل السياسيين والخدمة المدنية، إن لم يكن الشعب برمته.
أنهى استقلال الهند في سنة 1947 صراع الكونجرس الوطني الهندي الذي دام أربعون سنة، أولا للحصول على حكومة ذاتية ولاحقا الحصول على سيادة تامة، على الرغم من أن تقسيم الأرض إلى الهند وباكستان أدى إلى العنف الذي كلف مئات الألوف من الأرواح. تقبل بريطانيا وغيرها من دول السيادة تبني الهند للوضع الجمهوري في سنة 1950 اعتبر الآن كبداية لكمونويلث جديد. وبسبب هذا التصريح فإن 53 من جمهوريات الكمونويلث هي أعضاء في الكمونويلث.
في كل من الكاريبي وأفريقيا وآسيا والباسيفيك تم إتمام فك مستعمرات ما بعد الحرب بسرعة غير ملائمة في وجه القوة المتزايدة (وفي بعض الأحيان الصراع المتبادل) للحركة القومية حيث كانت بريطانيا تقاتل قليلا لاستعادة أي أرض. عرضت أزمة قناة السويس لسنة 1956 الحدود البريطانية إلى درجة مخزية حيث عارضت الولايات المتحدة تدخل كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في مصر، بادية كمغامرة مشؤومة عرضت الاهتمامات الأمريكية للخطر في الشرق الأوسط.
استقلت سنغافورة على مرحلتين. لم يعتقد البريطانيون أن سنغافورة كبيرة بما يكفي لتدافع عن نفسها ضد الآخرين منفردة. لذلك انضمت سنغافورة مع مالايو وسراواك وشمال بورنيو ليشكلوا ماليزيا إلى حين الاستقلال عن الإمبراطورية. فكت هذه الوحدة التي دامت لفترة قصيرة في سنة 1965 عندما طردت ماليزيا سنغافورة لتحقق استقلالا كاملا.
حققت بورما استقلالها في سنة 1948 لتخرج عن الكمونويلث ؛ فكانت بورما أول مستعمرة تقطع جميع صلاتها مع البريطانيين ؛ سيلون في سنة 1948 وملايو في سنة 1957 داخلها. انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين في سنة 1948 بانسحابها وإشعال الحرب بين المستعمرين اليهود والسكان العرب. في البحر الأبيض المتوسط شن القبارصة اليونانيون حرب العصابات وهم أنصار الاتحاد مع اليونان الذي انتهى سنة 1960 باستقلال قبرص، وبالرغم من استعادة بريطانيا لقاعدتين عسكريتين هما أكروتيريا وديكيليا. استقلت جزيرتي مالطا وجوزو في البحر المتوسط عن بريطانيا في سنة 1964.
صاحب نهاية الإمبراطورية البريطانية تسارع استثنائي، مما ترك الدول حديثة الاستقلال بتجهيزات ضعيفة لا تمكنها من مواجهة تحديات السيادة : كان استقلال غانا في سنة (1957) بعد عشر سنين من الحملة القومية السياسية تبعتها استقلال كل من نيجيريا والصومال في سنة (1960)، وسيراليون وتانجانيكا في عام (1961)، وأوغندة في سنة (1962) وكينيا وزانزيبار في سنة (1963) وغامبيا سنة (1965) وليسوثو (باسوتولاند سابقا) في سنة (1966) وبوتسوانا (بيتشونالاند سابقا) في سنة (1967) وسويزيرلاند في سنة (1968). تكمن الصعوبة في الانسحاب البريطاني من الأجزاء الجنوبية والغربية من أفريقيا بوجود السكان البيض في المنطقة : أعطت كينيا مثلا واضحا في ماو بتزايد الصراع العنيف في ماو حيث تفاقم بسبب وجود ملاك الأرض البيض ورفض الإذعان لحكم الأغلبية. بقي حكم الأقلية البيض في جنوب أفريقيا مصدرا للإزعاج في الكمونويلث إلى أن غادر اتحاد جنوب أفريقيا الكمونويلث في سنة 1961. على الرغم من انتهاء سيادة البيض للاتحاد الفدرالي لروديسيا ونياسالاند باستقلال مالاوي (نياسالاند سابقا) وزامبيا (روديسيا الشمالية سابقا) في سنة 1964، أعلن الأقلية البيض في جنوب روديسيا (مستعمرة مستقلة منذ 1923) الاستقلال مع UDI على أن تستسلم للحكم المباشر للأغلبية السود من الأفارقة. ساعد دعم حكومة جنوب أفريقيا المتحيزة للبيض وحكم البرتغاليين لأنغولا وموزنبيق في مساندة حكم الروديسيين حتى سنة 1979، عندما توصل الاتفاق إلى حكم الأغلبية منهيا حرب بروش الروديسية وإيجاد دولة جديدة في زيمبابوي.
اختيرت معظم أراضي بريطانيا الكاريبية لتستقل منفصلة بشكل نهائي بعد فشل اتحاد جزر الهند الغربية سنة (1958-62):في حين تبعت جمايكا وترينيداد وتوباجو في سنة (1962) باربادوس لتصبح دولة في سنة (1966) وكذلك الجزر الصغيرة للكاريبي الشرقي في سنة (1970 و 1980). أصبحت هوندوراس البريطانية وهي مستعمرة بريطاني الأخيرة في الجزيرة الأمريكية مستعمرة ذات حكم مستقل في سنة 1964 وأعيدت تسميتها ليصبح اسمها بيليز في الأول من شهر حزيران في سنة 1973 لتحقق استقلالها التام في سنة 1981. وقد تعرضت أراضي الباسيفيك البريطانية الغربية لعملية استقلال مشابهة مثل جزر جيلبرت (والتي شهدت آخر محاولة في الاستعمار الإنساني ضمن الإمبراطورية – مخطط مستوطنة جزر الفونكس).
باستجماع الدول المتحررة من الاستعمار والحرب الباردة لقوتها خلال سنة 1950 لم يتبقى للملكة المتحدة سوى صخرة غير مأهولة في المحيط الأطلنطي تدعى روكول. وبتخوف البريطانيين من استخدام الاتحاد السوفيتي للصخرة في تجسسهم على اختبارات الأسلحة البريطانية قامت بريطانيا بتشجيع الأسطول البحري لهبوط حزب وتسمية الصخرة رسميا باسم الملكة في عام 1955. في سنة 1972 أدى قانون روكول للجزيرة إلى دمج هذه الجزيرة رسميا مع المملكة المتحدة.
في سنة 1982 وضع قرار بريطانيا في الدفاع عن ما تبقى لها من أراضي تحت الاختبار حين قامت الأرجنتين بغزو جزر الفلكلاند معتمدين في ذلك على إدعائهم العودة للإمبراطورية الإسبانية. استجابة القوى البريطانية الناجحة في نهاية المطاف لتحرير الجزر خلال فترة ما بعد حرب الفلكلاند مما حرض الصحف الأمريكية لأن تكتب في عناوينها الرئيسية بأن " الإمبراطورية ترد الهجوم"، مما ظهر للعديدين أنه ساهم في قلب التوجه التراجعي في مكانة إنجلترا كدولة عظمى.
في سنة 1984, أنهت بريطانيا وضعها كحامية لبروني، وذلك على الرغم من الجيش البريطاني قام بالحماية للسلطنة تحت طلب من حكومة بروني. وفي سنة 1997, وقد أصبحت آخر مستعمرة بريطانية في ما وراء البحار وهي هون كونج كمنطقة إدارية خاصة للصين الشعبية خاضع لما يسمى بإعلان صيني بريطاني مشترك تم الموافقة عليه قبل ثلاثين سنة.