صفحة 1 من 1

المنظمات التطوعية

مرسل: السبت مايو 28, 2011 9:05 am
بواسطة سعيد العنزي 11
من ترجمتي لكتاب (Foundations of Comparative Politics)
للكاتبين (Kenneth Newton, Jan W. van Deth –)
Cambridge University Press (2009)
من خلال مادة النظم السياسية المقارنة التي يدرسها سعادة الدكتور / عبدالسلام نوير . وقد كان الفصل المطلوب هو في جماعات الضغط والمنظمات الاجتماعية .
المنظمات التطوعية وجماعات الضغط
الحكومات الحديثة حكومات كبيرة لها أنشطة تصل تقريباً لكل جزء في الحياة ولها تأثير في الحياة اليومية لمواطنيها بطرق مختلفة . لذلك فإن للمجموعات الاجتماعية حافز في تنظيم أنفسهم للدفاع عن مصالحهم والتأثير في السياسات الحكومية التي يتأثرون بها . جمعيات الأعمال والجمعيات المهنية والنقابات التجارية ربما هي الأكثر وضوحا ربما لأنها في الغالب كبيرة جدا ، غنية ، نشطة وتتمتع بقوة هائلة و تمثل الناس في حياتهم العملية . كثير من هذه الجماعات – والتي تعرف بجماعات المصالح – تحاول باستمرار تشكيل السياسات الاقتصادية للحكومة والمسائل التي تؤثر على وظائفها .
الجمعيات المهنية والنقابات التجارية وهي تمثل بيروقراطية الدولة بإمكانها أن تكون جماعات مصالح قوية ، والجيش في كثير من الدول – على الرغم من أنه غير مصنف كجماعة مصالح – يستطيع أيضاً ان يعمل تأثيراً قوياً على السياسات الدفاعية .
الجماعات المهنية ليست وحدها شكلاً لجماعات الضغط . بعيداً عنها ، هناك أيضاً أعداد كبيرة ومتنوعة من جماعات أخرى تعرف بجماعات السبب (Cause Groups) التي تقاتل من أجل الأهداف غيرالمهنية لها . فالكنائس مثلاً نشطة في الأمور الأخلاقية والتعليم والقضايا الاجتماعية ، وجمعيات المجتمع تتعامل مع مدى واسع من الشئون المحلية . جماعات البيئة لها أسبابها الخاصة ، وكذلك جماعات الفنون والثقافة والأندية الرياضية والشبابية والجمعيات العلمية ومنظمات التقاعد والجماعات النسائية وجمعيات الثقافة والفنون ومنظمات الرعاية الاجتماعية وجماعات المواصلات وجمعيات المستهلك والجماعات الإنسانية وهكذا حيث لاتنتهي القائمة ومن الصعب المبالغة في عددها وتنوعها.
النتيجة أنه في أي لحظة وفي أي قضية ، تشارك هذه الجماعات والجمعيات المنظمة مع بعضها البعض ومع الحكومة في الصراع السياسي للتأثير في السياسات العامة . وهذا الأمر مهم جداً في الحياة السياسية لأن الحدث السياسي المنظم هو أحد الطرق الرئيسية التي من خلاها يستطيع المواطنون التأثير في حكوماتهم ، ومساءلتها وجعلها تستجيب للمطالب الشعبية .
الديموقراطيات تختلف اختلافاً كبيراً في عدد وتنوع وتأثير جماعات الضغط . فالديموقراطيات المؤسسة بتاريخ طويل من حرية الجمعيات وعقود من الثبات الاجتماعي والسياسي تكون أكثر ميلاً لوجود كثافة عالية من الجمعيات التطوعية النشطة سياسياً عنها في الديموقراطيات الحديثة بينما لا تسمح الحكومات الاستبدادية أو الشمولية ولا تشجع وجود الجمعيات الحرة. على سبيل المثال يوضح الاستبيان العالمي للقيم 1999-2004 أنه في أفضل (11) ديموقراطية تأسيسية في غرب أوروبا وشمال أمريكا هناك 5,5% من الشعب أعضاء في جماعات محلية سياسية بالمقارنة مع 2,4% في ديموقراطيات البحر الأبيض المتوسط (اليونان، ايطاليا ، البرتغال وأسبانيا) ، و 2,2% في ثمانية من الدول الشيوعية السابقة في وسط أوروبا ، و 3,7% في الأربع دول الديموقراطية من الموجه الثالثة لأمريكا اللاتينية (الأرجنتين ، تشيلي ، المكسيك وبيرو) . في الديموقراطيات الحديثة تكون الجماعات أقل كثافة في التنظيم وتاريخياً هناك مايدل على سيطرة الحكومة عليها بدلاً من كونها ممثلاً سياسياً مستقلاً .
من وجهة نظر الحكومات هناك ثلاثة أنواع رئيسية لجماعات الضغط :
الجماعات العرضية (Episodic Groups) : وهي جماعات عادةً لا تكون نشطة سياسياً ، ولكنها تنشط عند الحاجة . فمعظم الجمعيات التطوعية لا تهتم بالقضايا العامة وتتجنب السياسة قدر الإمكان لانها قضايا جدلية وتسبب صعوبات بين الناس . فالأندية المحلية لكرة القدم ونادي السينما لاحاجة لها للمشاركة في السياسة في الظروف العادية ، لكن لو تعرض النادي أو السينما لعملية هدم لإنشاء طريق فربما ينظمون حملة لحماية متعتهم وفقط حتى تنتهي قضيتهم. اهميتهم تكمن في حقيقة انه بينما معظم الجماعات غير سياسية في أكثر الأوقات إلا أنها جاهزة للتنظيم وتستطيع الإنتقال سريعاً للدفاع عن مصالحها متى ما استدعى الأمر.
جماعات لواء النار (Fire Brigade Groups) : وهي جماعات تتشكل خصيصاً لمواجهة قضية أو حملة سياسية معينة ثم تستبعد بعد تسوية القضية . فعلى سبيل المثال من الممكن أن تنشأ جماعة حدث محلي لإبقاء حديقة كمكان مفتوح ثم تستبعد هذه المجموعة بعد الفوز بالقضية أو خسارتها.
الجماعات السياسية (Political Groups) : بعض الجماعات تنشأ للخوض في السياسة . فعلى سبيل المثال فإن أحد أهم الأغراض لنقابات التجارة وجمعيات الأعمال هو الخوض في السياسة والتأثير في المدى العريض للسياسة العامة التي لها تأثير في مصالحها .
عند هذه النقطة ، من المساعد جداً توضيح أمر فعلي خالص . هذا الجزء يشير إلى أن المنظمات التطوعية من جميع الأنواع التي تلعب دوراً سياسياً هي جماعات ضغط . ويستخدم مصطلح جماعات المصالح ليشير إلى تلك الأنواع من جماعات الضغط التي تمثل الناس في المحيط المهني الذي هو الأعمال والمهن ونقابات التجارة التي هي بالذات مهمة في عالم جماعات الضغط . كل الجماعات فيما عدا الجماعات المهنية تعتبر جماعات سببية (مسببة) (cause groups). جماعات المصالح وجماعات السبب معاً تشكل عالم جماعات الضغط بشكله الكامل . وليس هذا هو كيفية استخدام المصطلحات في بعض الدراسات التي تشير إلى المجموعات النشطة سياسياً بكل أنواعها بأنها جماعات مصالح . لكنه على كل حال أمر متناقض لأنه يتركنا في طريق لايميز بين الجماعات المهنية وغيرها من الجماعات.