منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#36684
من ترجمتي لكتاب (Foundations of Comparative Politics)
للكاتبين (Kenneth Newton, Jan W. van Deth –)
Cambridge University Press (2009)
من خلال مادة النظم السياسية المقارنة التي يدرسها سعادة الدكتور / عبدالسلام نوير . وقد كان الفصل المطلوب هو في جماعات الضغط والمنظمات الاجتماعية .
جماعات الضغط والأحزاب السياسية
عالم جماعات الضغط يتقاطع مع الأحزاب السياسية ولكن من الملائم وضع خطوط بينهما لأنهم في العادة يلعبون دوراً مختلفاً في السياسة :
جماعات الضغط ترغب في التأثير في الحكومة ، والأحزاب ترغب في أن تصبح هي الحكومة. نقابات التجارة ومنظمات الأعمال ترغب في أن تحتفظ بقدم في باب الحكومة لكنها لاترغب في أن تصبح جزءاً منها.
معظم جماعات الضغط تهتم بقضية سياسية واحدة ، وبرامج الأحزاب تغطي كل أو معظم القضايا . فجماعات الرعاية الاجتماعية تهتم بالرعاية الاجتماعية ، وجماعات الفنون تهتم بالفنون . وهي أيضاً ليس لها أي اهتمام بالسياسة الخارجية .
الأحزاب هي سياسية أولاً ، بينما جماعات الضغط ليست كذلك . فالأحزاب تتكون لتفوز بالسلطة بترشيح أحد أعضائها لمنصب عام أو للتنافس في الانتخابات. أما جمعيات مزارعي أزهار الروز فلاتهتم بالسياسة إلا إذا أجبرت على ذلك .
الأحزاب تخوض الانتخابات بينما معظم جماعات الضغط لا تفعل ذلك .
هذه ليست اختلافات ثابتة . فأحزاب العمل في أستراليا والمملكة المتحدة أنشأت بواسطة علماء الاجتماع والعمال وجماعات الضغط للمنظمات التجارية . بعض جماعات الضغط تنحاز لأحزاب أو تتحد لتكون أحزاباً ، خصوصاً في نظام الحزب الواحد المسيطر مثل اليابان وفي بعض الانتخابات التنافسية ، رفعاً لشعبيتها وليس سعياً للفوز. هناك جماعات ضغط تعمل كأحزاب (الأحزاب الزراعية في الدول الاسكندنافية والجماعات الدينية في إسرائيل) أو تتحول إلى أحزاب (حزب الخضر) لكن معظمها تلتزم بكونها جماعات . بعضها بطبيعته يكون جماعات منحازة – منظمات الأعمال مع أحزاب اليمين ، ومنظمات التجارة مع أحزاب اليسار. في معظم الحالات تحاول الجماعات البقاء في حالة عدم الانحياز حتى تستطيع العمل مع أي حزب أو تحالف يصل للسلطة.
الحركات الاجتماعية
الحركات الاجتماعية أيضاً تتشابه مع الأحزاب وجماعات الضغط في كثير من النواحي ، لكنها تختلف في بعضها. فالحركات الاجتماعية :
تجمع بين مجموعة من المنظمات والجمعيات وتعمل معها على نحو حر . وهي لا تنتظم في بناء روتيني مثل جماعات الضغط والأحزاب .
لديها مجال في المصالح السياسية أوسع من معظم الجمعيات التطوعية لكنه أضيق من معظم الأحزاب السياسية. تهتم الحركات الاجتماعية بمنطقة خاصة من حياة العامة تتمثل في مصالح الطبقة العاملة أو مجموعات الأقليات أو القضايا الدينية.
ربما أن أفضل مثال فردي على الحركات الاجتماعية هو تحالف الطبقة العاملة الذي تشكل في القرن التاسع عشر في دول عديدة لحماية وترقية اهتمامات الطبقة العاملة . فالجمعيات التعاونية ونوادي التوفير ومنظمات تعليم العاملين والمنظمات الاجتماعية من كل نوع شكلت في البداية تحالفاً واسعاً من القوى . لاحقاً شكل العديد منها أحزابهم السياسية ، لذلك هم صنعوا التحول من الجماعات إلى الحركات إلى الأحزاب .المطالبون بحق اقتراع المرأة هم أيضاً حركة اجتماعية مبكرة على الرغم من أنهم نادراً ما يشكلون أحزاباً لهم .
في العالم الجديد نسمع كثيراً عن الحركات الاجتماعية الجديدة (NSMs) . وهذه تختلف عن المنظمات التطوعية والأحزاب في طرق عديدة. فهذه لها :
- أجندة سياسية من نوع مختلف بحيث انها مكافحة للثقافة ومناهضة للسياسات ومعادية للدولة .
- لها نطاق أوسع من الاهتمامات (حقوق الإنسان ، جماعات الأقلية ، البيئة ، السلام) عن معظم الجماعات لكنه أضيق من الأحزاب .
- أعضاؤها أوسع نطاقاً من معظم الجماعات ، لكنه أضيق من الأحزاب الكبرى . بعض الحركات الاجتماعية سميت (تحالف قوس قزح) لانها حاولت ربط جماعات اجتماعية ومنظمات تحت مظلة سياسية واحدة.
- شكل تنظيمي أكثر مرونة وأكثر لامركزية من الجماعات والأحزاب – فقد وصفت بأنها شبكات الشبكات . المنظمات القديمة هرمية وبيروقراطية وتدار بمهنية ، بينما الجديد فيستند على مشاركة القاعدة الشعبية من المتطوعين .
- الطرق السياسية والتي غالباً ماتكون ابتكارية وغير تقليدية تنطوي على عمل سياسي مباشر ومشاركة مجتمع وفي بعض الأحيان احتجاج او حتى عنف .
الحركات البيئية توضح هذه النقاط جيداً . فهم غالباً يسعون إلى وعي ذاتي لأسلوب سياسي مختلف عن الأحزاب التقليدية وجماعات الضغط ولديهم أجندة أوسع من معظم الجماعات مع مدى واسع وجذاب من الأنواع الاجتماعية . معظم الجماعات تنشد أنواعاً محددة من الأفراد لأنواع محددة من الأنشطة كالأندية الرياضية أو الجوقات أو أندية متسلقي الجبال . الحركات البيئية هي غالباً شبكات للإهتمامات التي تكون معاً تحالفات متماسكة ومرنة عن كونها منظمة هرمية و منظمات مركزية روتينية ، لذلك تسمى حركات . والحركات البيئية كذلك غالباً ما تستخدم طرقاً سياسية غير تقليدية تشمل الفعل المباشر والمشاركة الشعبية والاحتجاجات اللافتة للنظر .
الحركات الاجتماعية ليست جديدة . فحركة إبطال العبودية وحركة حق المرأة في الاقتراع التي كانت في القرن التاسع عشر تبعت في خمسينيات القرن العشرين في بريطانيا بحملة نزع السلاح النووي. كذلك ستينيات وسبعينيات القرن العشرين شهدت موجة لحركات اجتماعية جديدة تهتم بالبيئة والسلام وحقوق المرأة والقوة النووية والأسلحة وحقوق الأقلية وحقوق الحيوان والتمييز العنصري . الأمثلة تشمل أصدقاء الأرض والسلام الأخضر وحركة القوة السوداء في الولايات المتحدة الأمريكية وحركات زراعة وإصلاح الأرض في جنوب أمريكا وحركة التحرر من الإنحياز لليمين وجماعات التمييز العنصري في اوروبا .
مبدئياً يمكن القول أن هذه الحركات الاجتماعية الجديدة هددت كيان الدولة وأحزابها التقليدية وجماعات الضغط . الأسباب التي طوروها ليست دائماً جديدة لكن الطرق التي استخدموها كانت في الغالب مباشرة وغير تقليدية . لكن في المقابل فإن الحركات الاجتماعية الجديدة لديها الكثير من الخصائص المشتركة مع الحركات الاجتماعية القديمة والأحزاب السياسية والجماعات . كلُ منها حاول سرقة ثياب الآخر . القديم تبنى بعض الأهداف السياسية للجديد ، وخلال سعيهم للسلطة قام الجديد في بعض الأحيان بالتكيف والتسوية مع العالم بتبني طرق تقليدية وبراجماتية أكثر . شكل الخضر أحزاباً سياسية للتنافس في الانتخابات ، وبينما هم مبدئياً يعارضون هرمية الأحزاب القديمة ويحاولون العمل مع قيادات متناوبة ، فإن بعضهم تدريجياً استسلم للطرق القديمة في عمل الأشياء وابقاء قادتهم في السلطة . وفي الوقت نفسه ومع إدراك الأحزاب القديمة من أين تهب الرياح ، بدأت بالتكيف مع سياسات الخضر المعدلة لدرء تهديدها في الانتخابات .
جماعات الضغط والحركات الاجتماعية في قلب الحدث
شكلت جماعات الضغط والحركات الاجتماعية دورين سياسيين رئيسيين :
- تجميع المصالح ، وهو تشكيل برنامج سياسي من مجموعة من مختلف المصالح والرؤى . منظمات الطلاب عليها تجميع مصالح مختلف الطلاب من مختلف الشهادات العليا أو الأولية ، فنون ، علوم اجتماعية وعلوم طبيعية محلياً وعالمياً ، صغاراً وناضجين ، أغنياء وفقراء . جماعات الضغط لها دور مهم في فرز وغربلة الآراء وتقديمها كحزمة واحدة .
- التعبير عن المصالح ، التعبير والاعلان عن السياسات للتأثير في فعل الحكومة . هذا هو فعل أصواتهم في محاولة لجعل وجهة نظرهم تسمع في وسط التناقض الكبير من الضوضاء التي تعملها جميع الجماعات بالتساوي وتهتم بها لتأكيد وجهة نظرهم .
الجماعات والحركات تستخدم طرقاً عدة ومختلفة من التعبير عن مصالحهم – من سياسيي اللوبي والبيروقراطيين وانتاج الكتيبات وعمل الأبحاث وتنظيم العرائض وتنظيم الاعتراضات والاعتصامات وعدم التعاون وأعمال الشغب والعنف وتدرج الأحداث الدعائية . لكن هناك قاعدتين عامتين لاختيار واحد من أو الجمع بين هذه الطرق :
الأول : محاولة الدخول في اجراءات التشكيل السياسي مبكراً قدر الامكان ، حيث تكون الاختيارات مفتوحة وحيث لاتكون الأحزاب قد أخذت موقفاً شعبياً وحيث لم تقرر الحكومة بعد.
الثاني : العمل على أعلى مستوى حكومي يمكن الوصول اليه ، لأن هذه هي أفضل طريقة لتحقيق أكبر قدر من التأثير بأقل قدر من التكلفة والجهد .
من المؤكد أن القول أسهل من الفعل لأن على المجموعات أن تأخذ في الاعتبار مجموعتين من القيود القوية التي تحدد كيفية عملها في النظام السياسي وكم قدر القوة والتأثير الذي تملكه . المجموعة الأولى من القيود تهتم بطبيعة المجموعات ومصالحها ، والثانية تخص طبيعة البيئة السياسية التي تعمل بها .