منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By سعيد العنزي 11
#36687
مقال / عبدالله الكعيد / جريدة الرياض / العدد 15678

من حسنات المؤسسة العامة للبريد أن جعلتنا نبتسم كل صباح. نعم نبتسم على خلاف المعتاد إذ تجد معظم الناس مقطّبة الجبين صباحاً وخط الابتسامة مقوّس نحو الأسفل.

حسناً ....

دعونا نبدأ حكاية اليوم، فقد تعودت كل صباح على فتح صندوق جريدة الرياض المجاور لصندوق البريد (تجاوزاً) الذي لم أفتحه على الإطلاق منذ تم تركيبه خِلسة على جدار منزلي. وعلى طريقة الكوميديان عادل إمام( أصلاً أنا ما عنديش مفتاح) للصندوق. سرّ الابتسامة الصباحية هو تخيلي وجود حسد فيما بين الصندوقين لعدة أسباب. فصندوق في نشاط يوميّ مُتجدد ومحل اهتمام أهل البيت جميعاً. وآخر منسي بل يعتبر كالزائدة الدودية على الجدار لا نفع ولا فائدة تُرجى منه. صندوق تقف عنده سيارة صباح كل يوم ليضع سائقها في جوفه وسيلة للمعرفة والثقافة والرأي. وآخر جوفه فارغ ككهف مُظلم قد تخرج منه السحالي والعناكب وكل آفة.

صندوق الجريدة يفتح صدره كل صباح بكل ترحاب ، وصندوق البريد(زعماَ) صدره مقفل يوحي بالاكتئاب والعُزلة. قيل بأن للصناديق أسرار يكشفها الزمن، ولكن لا أحد استطاع حتى اليوم معرفة سرّ وجود صندوق البريد عديم الفائدة والجدوى. كما أن النظرية القائلة بالتفكير خارج الصندوق ربما لا تنطبق على هذا الصندوق لأنه خارج دوائر التفكير والزمن بسبب وقوعه خارج نطاق الخدمة دائماً. حتى في حالة مقارنة منافع صندوق البريد الذي يتربع عنوة على جدار بيتي مع صندوق جدتي يفوز الأخير باكتساح وبنسبة 99,9% كعادة نتائج انتخابات (بعض الناس).

يبدو أن سرّ الابتسامة كل صباح أصبحت الآن واضحة . ألا يحق لنا إذاً أن نشكر المؤسسة العامة للبريد على هذه المنحة المجّانية؟ إنما النكتة الكُبرى التي لا تجعلنا نبتسم فقط بل نضحك ملء الأشداق هي أننا كمستخدمين للبريد نشدّ الرحال إلى دكاكين بعيدة عن الحيّ كي نستلم بريدنا في زمن البريد الإلكتروني...!