الجماعات والقضايا - طبيعة الحكومة
مرسل: السبت مايو 28, 2011 9:13 am
من ترجمتي لكتاب (Foundations of Comparative Politics)
للكاتبين (Kenneth Newton, Jan W. van Deth –)
Cambridge University Press (2009)
من خلال مادة النظم السياسية المقارنة التي يدرسها سعادة الدكتور / عبدالسلام نوير . وقد كان الفصل المطلوب هو في جماعات الضغط والمنظمات الاجتماعية .
الجماعات والقضايا
بعض الجماعات لديها وضع داخلي مميز يعطيهم وصولاً مباشراً لأعلى مستوى من المسئولين الحكوميين . في بعض الأحيان تعتمد جماعات الداخل (Insider groups) والحكومة علي بعضها البعض وتكون على اتصال وثيق ومستمر: الجماعات تريد التأثير في السياسات واستقبال تحذير مسبق عنها : والحكومات تعتمد في بعض الأحيان على الجماعات لمعلوماتها وخبراتها الفنية ولتعاونها في التنفيذ السلس للسياسة . اتفاق الأعمال الكبير بين الجماعات والحكومة لا يشمل قضايا السياسة الكبرى بل الأمور الفنية والتفاصيل : بعض الجماعات تستشار بصورة روتينية عن ذلك ، لكن للمحافظة على حالتها الداخلية فعليها أن لا تعكر صفو العلاقة بعمل طلبات مبالغ فيها او مهاجمة الحكومة علناً . الجمعية المهنية للأطباء ربما تكون مهتمة بالقضايا الصحية ولديها معلومات مهمة تريد ان تغذي فيها دوائر صنع السياسات الحكومية ، فعلى سبيل المثال فإن الأطباء يمثلون مجموعة مهنية ذات هيبة بحيث تستمع لهم الحكومة وهناك غالباً لجان استشارية خاصة لتمكينهم من الاجتماع بشكل دوري مع مسئولي الصحة لتبادل وجهات النظر .
العديد من مجموعات الداخل التي تمثل مصالح عملية ومهنية - لـصناعيين ، مزارعين ، أطباء ، موظفي بنوك ، منتجي غذاء – تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد . هذا يعطيهم تأثيراً سياسياً . في بعض الدول تتعزز العلاقة القريبة بين الحكومة والمصالح الخاصة بواسطة خلفيات نخبوية مماثلة – اوكسفورد وجامعة كامبريدج ونوادي لندن في بريطانيا ، المدارس الثانوية في باريس ، مدرسة قانون طوكيو و مدارس القانون والأعمال في هارفارد ويال . في بريطانيا واليابان فإن من المألوف أن يقوم الوزراء وكبار الموظفين الذين يتركون الخدمة العامة بالعمل في الأعمال والمنظمات التي كانت منظمة في عهدهم بما يسمى " الباب الدوار " في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية أو " النزول من السماء " كما يسمى في اليابان .
جماعات الخارج (Outsider groups) ليس لها هذه العلاقة الخاصة . فهم مستبعدون من الاستشارات القريبة لانهم يفتقرون لمهارة المساومة على السلطة ، وحرجين جداً للحكومة وفي العامة غير شعبيين ، أو لأنهم يفضلون البقاء في الخارج ومستقلين عن الحكومة . بينما تعتمد جماعات الداخل اعتماداً كبيراً على اتصالاتهم القريبة من الحكومة ، فإن جماعات الخارج تستخدم طرقاً أخرى من الاحتجاج والعمل المباشر والدعاية الجاذبة للمظاهرة . إحدى مفارقات سياسات جماعة الضغط أن جماعات الداخل القوية تستطيع العمل بشكل سلس وهاديء بعيداً عن أعين العامة بينما جماعات الخارج ومع كل الضجيج الحاصل لحملاتهم العامة إلا أنهم أقل قوة وتأثيراً : الاحتجاج على السياسات سلاح الأضعف. ربما أن (نيلسون مانديلا 1918- ) هو أكثر سياسيي (الخارج) المعروفين بالاحتجاج في العالم ، وكذلك (مارتن لوثر كنج 1929-1968) ، مما يجعل أن الاحتجاج على السياسات في بعض الأحيان يكون سلمياً وناجحاً .
طبيعة الحكومة
الطريقة التي تعمل بها جماعات الضغط تتأثر كثيراً بطبيعة النظام السياسي الذي تتعامل معه وموقع السلطة داخله .
الطرق المباشرة
بقدر الإمكان تبدأ المجموعات بالفاعلين الأقوى :
- التنفيذيون : في النظم الرئاسية هم أفضل من يقترب من الرئيس أو أحد الأعضاء ، وفي النظام البرلماني هناك رئيس الوزراء أو المجلس الوزاري . وبينما هناك جماعات خاصة وقليلة لها مثل هذا الوصول العالي المستوى فإن البقية تقترب من نقاط أضعف قوة تستطيع الوصول إليها .
- المجالس التشريعية : الجماعات التي لا تستطيع الوصول لتنفيذيي سياستها ربما تبدأ بمجلسها التشريعي ، والذي في العادة يجذب اتفاقا جيداً من نشاط جماعات الضغط خصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية التي تكون فيها الأحزاب ضعيفة ، وتكون الانتخابات المتكررة والممثلين المنتخبين حساسة لحساب حملات مصالح خاصة وصناديق . الجماعات القوية لا تضيع الوقت في لوبي الهيئة التشريعية فلديها اتصالات مميزة في اللجان والهيئات الاستشارية للحكومة وتفضل استخدامها بدلاً من الضغط على المجلس التشريعي المزدحم بكثير من الجماعات المختلفة التي تحاول الفوز بأذن السياسيين الذين لديهم نظرة واضحة عن سياستهم . بعض الجماعات تختار أن توظف لوبيين محترفين وبعضها تشتري تأثيرها من خلال المساهمة في تمويل الحملات .
- الادارات الحكومية : في الغالب فإن من المؤثر أن تبدأ بأعلى البيروقراطيين في الادارات الحكومية خصوصاُ إذا كان النظام السياسي مسدوداً بأحزاب ضعيفة ومجزأة أو كان هناك تعارض بين المجلس التشريعي والتنفيذي . وعلى الأرجح أيضاً أن من الأفضل أن تبدأ بالبيروقراطيين في الأمور التقنية لانهم على الأرجح سيعالجونها في النهاية . إيجاد صديق أو حليف من طبقة الموظفين العامين العليا مفيد جداً كما هو الحال في الباب الدوار أو السقوط من السماء بتقديم مسئول متقاعد مع معرفة خاصة واتصالات في جانبك .
- الدولة والحكومة المحلية : العديد من جماعات الضغط تتعامل مع أحداث محلية لذلك فإن هدفهم الطبيعي هو الدولة والحكومة المحلية .
الطرق غير المباشرة
مع أن العديد من الجماعات ليس لها وصول جيد لمسئولي الحكومة المعينين أو المنتخبين ، لذلك فهم يجربون طرقاً ملتوية لكسب التأثير :
الأحزاب السياسية : الجماعات المنحازة لديها اتصالات مميزة وودية مع الأحزاب السياسية بينما الباقون يشترون تأثيرهم من خلال المساهمة في تمويل الحملات. في نفس الوقت فإن من الصعب على الأحزاب التي أخذت موقفاً شعبياً في قضية معينة أن تتحول عنه ، لذا من الأفضل أن تدخل مبكراً قبل أن يتم التفكير في هذا الأمر .
الحملات العامة : الطرق الحديثة والنشر المكتبي وطلقات بريد الكمبيوتر جعلت الحملات العامة أكثر جاذبية لكنها مازالت مكلفة نسبياً ، ومضيعة للوقت وهم غير متأكدين من تأثيرهم . هناك الكثير من الجماعات في الساحة السياسية من الصعب على أي منها أن تكون مؤثرة بشكل كبير ، لكن إن كان للجماعة رأي شعبي من طرفها فإن من المرجح أن تتعامل الحكومات معها بكل احترام .
وسائل الإعلام العامة : العديد من الجماعات تغازل الدعاية مع الصحف والأحداث . التقارير الجديدة ربما تكون أرخص وأكثر تأثيراً من الإعلانات ، لكن قنوات الاتصالات العامة مزدحمة كثيراً وغالباً يكون من الصعب الحصول على انتباه الإعلام . مظاهرة كبير أو حيلة دعائية ملفتة للنظر قد تفعل الخدعة لكن في هذه الايام ليس هناك حاجة لكل ذلك .
جماعات المحاكم : تستطيع تحقيق أهدافها من خلال المحاكم ، خصوصاً وأنها الآن تلعب دوراً سياسياً مهماً ومتزايداً . الطبيعة التنازعية للمجتمع الأمريكي تعني أن جماعات الضغط في المحكمة باستمرار ، لكن في بلاد أخرى فإن المحاكم هي الملاذ الأخير لأن الإجراء القانوني بطيء وغالي وغير مؤكد .
الحكومات الدولية ومتعددة الجنسيات : جماعات الضغط تعمل بتزايد في المجال الدولي ومجالس الضغط (اللوبيات) مثل الأمم والمتحدة والاتحاد الأوروبي . الاختلاف بين جماعات الداخل وجماعات الخارج يعمل هنا أيضاً.
للكاتبين (Kenneth Newton, Jan W. van Deth –)
Cambridge University Press (2009)
من خلال مادة النظم السياسية المقارنة التي يدرسها سعادة الدكتور / عبدالسلام نوير . وقد كان الفصل المطلوب هو في جماعات الضغط والمنظمات الاجتماعية .
الجماعات والقضايا
بعض الجماعات لديها وضع داخلي مميز يعطيهم وصولاً مباشراً لأعلى مستوى من المسئولين الحكوميين . في بعض الأحيان تعتمد جماعات الداخل (Insider groups) والحكومة علي بعضها البعض وتكون على اتصال وثيق ومستمر: الجماعات تريد التأثير في السياسات واستقبال تحذير مسبق عنها : والحكومات تعتمد في بعض الأحيان على الجماعات لمعلوماتها وخبراتها الفنية ولتعاونها في التنفيذ السلس للسياسة . اتفاق الأعمال الكبير بين الجماعات والحكومة لا يشمل قضايا السياسة الكبرى بل الأمور الفنية والتفاصيل : بعض الجماعات تستشار بصورة روتينية عن ذلك ، لكن للمحافظة على حالتها الداخلية فعليها أن لا تعكر صفو العلاقة بعمل طلبات مبالغ فيها او مهاجمة الحكومة علناً . الجمعية المهنية للأطباء ربما تكون مهتمة بالقضايا الصحية ولديها معلومات مهمة تريد ان تغذي فيها دوائر صنع السياسات الحكومية ، فعلى سبيل المثال فإن الأطباء يمثلون مجموعة مهنية ذات هيبة بحيث تستمع لهم الحكومة وهناك غالباً لجان استشارية خاصة لتمكينهم من الاجتماع بشكل دوري مع مسئولي الصحة لتبادل وجهات النظر .
العديد من مجموعات الداخل التي تمثل مصالح عملية ومهنية - لـصناعيين ، مزارعين ، أطباء ، موظفي بنوك ، منتجي غذاء – تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد . هذا يعطيهم تأثيراً سياسياً . في بعض الدول تتعزز العلاقة القريبة بين الحكومة والمصالح الخاصة بواسطة خلفيات نخبوية مماثلة – اوكسفورد وجامعة كامبريدج ونوادي لندن في بريطانيا ، المدارس الثانوية في باريس ، مدرسة قانون طوكيو و مدارس القانون والأعمال في هارفارد ويال . في بريطانيا واليابان فإن من المألوف أن يقوم الوزراء وكبار الموظفين الذين يتركون الخدمة العامة بالعمل في الأعمال والمنظمات التي كانت منظمة في عهدهم بما يسمى " الباب الدوار " في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية أو " النزول من السماء " كما يسمى في اليابان .
جماعات الخارج (Outsider groups) ليس لها هذه العلاقة الخاصة . فهم مستبعدون من الاستشارات القريبة لانهم يفتقرون لمهارة المساومة على السلطة ، وحرجين جداً للحكومة وفي العامة غير شعبيين ، أو لأنهم يفضلون البقاء في الخارج ومستقلين عن الحكومة . بينما تعتمد جماعات الداخل اعتماداً كبيراً على اتصالاتهم القريبة من الحكومة ، فإن جماعات الخارج تستخدم طرقاً أخرى من الاحتجاج والعمل المباشر والدعاية الجاذبة للمظاهرة . إحدى مفارقات سياسات جماعة الضغط أن جماعات الداخل القوية تستطيع العمل بشكل سلس وهاديء بعيداً عن أعين العامة بينما جماعات الخارج ومع كل الضجيج الحاصل لحملاتهم العامة إلا أنهم أقل قوة وتأثيراً : الاحتجاج على السياسات سلاح الأضعف. ربما أن (نيلسون مانديلا 1918- ) هو أكثر سياسيي (الخارج) المعروفين بالاحتجاج في العالم ، وكذلك (مارتن لوثر كنج 1929-1968) ، مما يجعل أن الاحتجاج على السياسات في بعض الأحيان يكون سلمياً وناجحاً .
طبيعة الحكومة
الطريقة التي تعمل بها جماعات الضغط تتأثر كثيراً بطبيعة النظام السياسي الذي تتعامل معه وموقع السلطة داخله .
الطرق المباشرة
بقدر الإمكان تبدأ المجموعات بالفاعلين الأقوى :
- التنفيذيون : في النظم الرئاسية هم أفضل من يقترب من الرئيس أو أحد الأعضاء ، وفي النظام البرلماني هناك رئيس الوزراء أو المجلس الوزاري . وبينما هناك جماعات خاصة وقليلة لها مثل هذا الوصول العالي المستوى فإن البقية تقترب من نقاط أضعف قوة تستطيع الوصول إليها .
- المجالس التشريعية : الجماعات التي لا تستطيع الوصول لتنفيذيي سياستها ربما تبدأ بمجلسها التشريعي ، والذي في العادة يجذب اتفاقا جيداً من نشاط جماعات الضغط خصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية التي تكون فيها الأحزاب ضعيفة ، وتكون الانتخابات المتكررة والممثلين المنتخبين حساسة لحساب حملات مصالح خاصة وصناديق . الجماعات القوية لا تضيع الوقت في لوبي الهيئة التشريعية فلديها اتصالات مميزة في اللجان والهيئات الاستشارية للحكومة وتفضل استخدامها بدلاً من الضغط على المجلس التشريعي المزدحم بكثير من الجماعات المختلفة التي تحاول الفوز بأذن السياسيين الذين لديهم نظرة واضحة عن سياستهم . بعض الجماعات تختار أن توظف لوبيين محترفين وبعضها تشتري تأثيرها من خلال المساهمة في تمويل الحملات .
- الادارات الحكومية : في الغالب فإن من المؤثر أن تبدأ بأعلى البيروقراطيين في الادارات الحكومية خصوصاُ إذا كان النظام السياسي مسدوداً بأحزاب ضعيفة ومجزأة أو كان هناك تعارض بين المجلس التشريعي والتنفيذي . وعلى الأرجح أيضاً أن من الأفضل أن تبدأ بالبيروقراطيين في الأمور التقنية لانهم على الأرجح سيعالجونها في النهاية . إيجاد صديق أو حليف من طبقة الموظفين العامين العليا مفيد جداً كما هو الحال في الباب الدوار أو السقوط من السماء بتقديم مسئول متقاعد مع معرفة خاصة واتصالات في جانبك .
- الدولة والحكومة المحلية : العديد من جماعات الضغط تتعامل مع أحداث محلية لذلك فإن هدفهم الطبيعي هو الدولة والحكومة المحلية .
الطرق غير المباشرة
مع أن العديد من الجماعات ليس لها وصول جيد لمسئولي الحكومة المعينين أو المنتخبين ، لذلك فهم يجربون طرقاً ملتوية لكسب التأثير :
الأحزاب السياسية : الجماعات المنحازة لديها اتصالات مميزة وودية مع الأحزاب السياسية بينما الباقون يشترون تأثيرهم من خلال المساهمة في تمويل الحملات. في نفس الوقت فإن من الصعب على الأحزاب التي أخذت موقفاً شعبياً في قضية معينة أن تتحول عنه ، لذا من الأفضل أن تدخل مبكراً قبل أن يتم التفكير في هذا الأمر .
الحملات العامة : الطرق الحديثة والنشر المكتبي وطلقات بريد الكمبيوتر جعلت الحملات العامة أكثر جاذبية لكنها مازالت مكلفة نسبياً ، ومضيعة للوقت وهم غير متأكدين من تأثيرهم . هناك الكثير من الجماعات في الساحة السياسية من الصعب على أي منها أن تكون مؤثرة بشكل كبير ، لكن إن كان للجماعة رأي شعبي من طرفها فإن من المرجح أن تتعامل الحكومات معها بكل احترام .
وسائل الإعلام العامة : العديد من الجماعات تغازل الدعاية مع الصحف والأحداث . التقارير الجديدة ربما تكون أرخص وأكثر تأثيراً من الإعلانات ، لكن قنوات الاتصالات العامة مزدحمة كثيراً وغالباً يكون من الصعب الحصول على انتباه الإعلام . مظاهرة كبير أو حيلة دعائية ملفتة للنظر قد تفعل الخدعة لكن في هذه الايام ليس هناك حاجة لكل ذلك .
جماعات المحاكم : تستطيع تحقيق أهدافها من خلال المحاكم ، خصوصاً وأنها الآن تلعب دوراً سياسياً مهماً ومتزايداً . الطبيعة التنازعية للمجتمع الأمريكي تعني أن جماعات الضغط في المحكمة باستمرار ، لكن في بلاد أخرى فإن المحاكم هي الملاذ الأخير لأن الإجراء القانوني بطيء وغالي وغير مؤكد .
الحكومات الدولية ومتعددة الجنسيات : جماعات الضغط تعمل بتزايد في المجال الدولي ومجالس الضغط (اللوبيات) مثل الأمم والمتحدة والاتحاد الأوروبي . الاختلاف بين جماعات الداخل وجماعات الخارج يعمل هنا أيضاً.