مقومات الجماعة
مرسل: السبت مايو 28, 2011 9:16 am
من ترجمتي لكتاب (Foundations of Comparative Politics)
للكاتبين (Kenneth Newton, Jan W. van Deth –)
Cambridge University Press (2009)
من خلال مادة النظم السياسية المقارنة التي يدرسها سعادة الدكتور / عبدالسلام نوير . وقد كان الفصل المطلوب هو في جماعات الضغط والمنظمات الاجتماعية .
مقومات الجماعة :
تُعرف الجماعات من خلال من خلال ثمانية طرق:
الدخل : بعض الجماعات ذات ثراء ولها مكاتب وقوة عاملة وبعضها فقيرة وتعتمد على قليل من العمل التطوعي . وغالباً ما تكون الجماعات الربحية أكثر ثراءً من الجماعات الفكرية حيث أنها تمثل الفوائد الاقتصادية لأعضائها الذين يملكون الحوافز المشجعة لدفع الاشتراكات.
حجم العضوية : إن الجماعات الكبيرة تستطيع جمع اشتراكات العضوية من معظم الناس وتستخدم دخلها في التسديد لقوتها العاملة للحصول على مزيد من المال. ومع ذلك فإن الحجم ليس دائماً ذا قيمة فالجماعات الصغيرة المتماسكة تحقق انتصاراً على الكبيرة المنقسمة. بعض الجماعات الصغيرة في الحقيقة ذات غنىً واضح.
مزايا التنظيم : بعض الجماعات الاجتماعية يسهل تنظيمها أكثر من الأخرى - مقارنة الكبار بالأطفال ، المنتجين مع المستهلكين ، الأطباء مع المرضى ، الأصحاء وذوو الأمراض المزمنة وأعضاء هيئة التدريس مع الطلاب والأغنياء مع الفقراء ، ملاك المساكن مع الذين لا سكن لهم والموظفين مع العاطلين .
كثافة العضوية والتوظيف : المجموعة التي تمثل معظم أعضائها الكامنين تكون ذات أثر أكثر من التي تمثل شريحة صغيرة من أعضائها. ذوو المهن (الأطباء ، المحامون ، أطباء الأسنان، الموسيقيون ) يجعلون جمعياتهم إلزامية لذا تكون عضويتهم بنسبة 100%. جمعيات المزارعين تكون أكثر كثافة. وفي المقابل فجمعيات من لا سكن لهم تعتمد على نشطاء متفانين ومعظمهم لا يحملون الصفة.
الجماعات المنقسمة :إن الجماعات المتحدة لها تأثير أكثر من المنقسمة والجمعيات التي تملك مجالها لها تأثير أكثر من المتنافسة لتحقيق نفس الأهداف. الجماعات المتحدة على هدف عام تكون أحياناً متناسقة على مظلة واحدة لمنظمات أو جمعيات بالغة الذروة.
المراسيم والقرارات : بعض الجماعات لها قرارات فاعلة. جماعات الأعمال التي باستطاعتها تحويل رأسمالها للخارج ، الهيئات المهنية التي تستطيع استعادة تعاونها مع الحكومة والتي تملك تعاطفاً جماهيرياً يمكنها استدرار المصوتين لها. بعض الجماعات لها قرارات ضعيفة وقد لايكون لها تأثير – الأطفال لا يستطيعون الإضراب ، المرضى لا يستطيعون رفض المعالجة ، من لا مساكن لهم لا يستطيعون الامتناع عن دفع الإيجار. الفقراء لا يمكنهم الوصول للمحامين. ودائما ما تقتصر أهمية الجماعات في الاقتصاد وقوتها التكوينية من خلاله (القرار).
القيادة : القيادة الجاذبة ( نيلسون مانديلا ، مارتن لوثر كنج) تكون مصدر قوة .
الحكومات والأحزاب يكون لها دائماً أراء حول المسائل الخلافية العامة الكبرى. والكثير من الجماعات تختار العمل وفق التفاصيل السياسية والتقنيات.
المحيط السياسي :
هناك خمس عوامل أساسية في المحيط السياسي لها تأثير في نجاح مجموعة الضغط :
الجماعات النافذة وغير النافذة : إن الجماعات النافذة تكون أقوى من غير النافذة، لاستطاعتها الوصول لكبار متخذي القرار مما يكسبها قوة ونفوذ على أعلى المستويات في النظام السياسي.
الرأي العام : الحكومات تضع في الاعتبار الجماعات المدعومة جماهيرياً. وإذا عملت خلاف ذلك فإنها تخاطر بالدعم الانتخابي.
الشرعية : الجماعات التي تمثل فوائد مشروعة في المجتمع ( الأطباء ، المحامون ، المعلمون ، رجال الأعمال ، قادة الكنيسة ) تملك تأثيراً أكثر من الجماعات الهامشية (مدمني المخدرات ، العاهرات ، المجرمون السابقون ، الأقليات ، والجماعات الراديكالية المتنوعة ).
الأحزاب السياسية : الجماعات المتحالفة مع أحزاب في الحكومة تكون نافذة وتفقد هذا النفوذ حين تخرج أحزابها من الحكومة.
القوى الموازية : الجماعات التي لها حقها تكون أكثر تأثيرا من التي تواجه معارضة. وأحياناً تلغي بعض الجماعات بعضها بالتنافس حول المسائل ( بعمل فيتو على بعضها البعض ) . وتقول إحدى النظريات أن عالم مجموعة الضغط يُعتبر نظام مجموعة فيتو بحيث تستطيع جماعات قليلة من خلاله الحصول على ما تريد لأن الجماعات الأخرى تملك القدرة لإيقافها من التعدي على حقوقها.
ليس من الصعوبة تخيل حالة توضح تأثير المجموعة والعوامل السياسية في نجاح أي حملة لمجموعة ضغط . كتخيل حملة طلابية للحصول على منح إعاشة كبيرة من الحكومة.
إن كتلة الطلاب في الكثير من البلاد كبيرة ولكن نظراً لعدم ثراء هذه الفئة فإن اتحاداتهم الممثلة لهم لا تملك قدراً كبيراً من المال رغم احتوائها على قوة صغيرة ذات خبرة وحماس يمكنانها من تنظيم حملة سياسية.
مما يؤسف له أن الكتل الطلابية دائماً منقسمة بحسب ما تمثله من جماعات مختلفة اجتماعياً وسياسياً ، بالإضافة لاختلاف المصالح السياسية وتباين نوعية مستويات دراستها.
والأكثر أسفاً أن الطلاب لا يملكون قراراً، وإضراباتهم رمزية ولا تهدد بتحويل استثمارات ولا إغلاق مصانع أو إعاقة للاقتصاد ولا يوجد تأثير من سحب تعاونها مع الحكومة ومسئوليها.
ومن الجانب السياسي فإن التمثيل الطلابي لا يمكن نفي نفوذه حيث يوجد بينهم جماعات نافذة ذات اعتبار وقوة ، وصورتهم في معظم الدول لا تكسبهم تعاطفاً جمهورياً .
الطلاب يأتون من أطيافٍ مختلفة وأحجامٍ سياسيةٍ متنوعةٍ وعليه من المشكوك فيه حصول ممثليهم على أصوات كثيرة في الانتخابات الوطنية .
وفي حالة وجود حملة لإنفاق محدود على التعليم العالي فإنه من الممكن فوز مدراء الجامعات والأساتذة . وإذا كانت الحملة لإنفاق على خدمات عامة فإن الأطباء، رجال الأعمال، والنقابيين والمزارعين وبناة الطرق والعمال الاجتماعين والمتقاعدون سيفوزون.
للكاتبين (Kenneth Newton, Jan W. van Deth –)
Cambridge University Press (2009)
من خلال مادة النظم السياسية المقارنة التي يدرسها سعادة الدكتور / عبدالسلام نوير . وقد كان الفصل المطلوب هو في جماعات الضغط والمنظمات الاجتماعية .
مقومات الجماعة :
تُعرف الجماعات من خلال من خلال ثمانية طرق:
الدخل : بعض الجماعات ذات ثراء ولها مكاتب وقوة عاملة وبعضها فقيرة وتعتمد على قليل من العمل التطوعي . وغالباً ما تكون الجماعات الربحية أكثر ثراءً من الجماعات الفكرية حيث أنها تمثل الفوائد الاقتصادية لأعضائها الذين يملكون الحوافز المشجعة لدفع الاشتراكات.
حجم العضوية : إن الجماعات الكبيرة تستطيع جمع اشتراكات العضوية من معظم الناس وتستخدم دخلها في التسديد لقوتها العاملة للحصول على مزيد من المال. ومع ذلك فإن الحجم ليس دائماً ذا قيمة فالجماعات الصغيرة المتماسكة تحقق انتصاراً على الكبيرة المنقسمة. بعض الجماعات الصغيرة في الحقيقة ذات غنىً واضح.
مزايا التنظيم : بعض الجماعات الاجتماعية يسهل تنظيمها أكثر من الأخرى - مقارنة الكبار بالأطفال ، المنتجين مع المستهلكين ، الأطباء مع المرضى ، الأصحاء وذوو الأمراض المزمنة وأعضاء هيئة التدريس مع الطلاب والأغنياء مع الفقراء ، ملاك المساكن مع الذين لا سكن لهم والموظفين مع العاطلين .
كثافة العضوية والتوظيف : المجموعة التي تمثل معظم أعضائها الكامنين تكون ذات أثر أكثر من التي تمثل شريحة صغيرة من أعضائها. ذوو المهن (الأطباء ، المحامون ، أطباء الأسنان، الموسيقيون ) يجعلون جمعياتهم إلزامية لذا تكون عضويتهم بنسبة 100%. جمعيات المزارعين تكون أكثر كثافة. وفي المقابل فجمعيات من لا سكن لهم تعتمد على نشطاء متفانين ومعظمهم لا يحملون الصفة.
الجماعات المنقسمة :إن الجماعات المتحدة لها تأثير أكثر من المنقسمة والجمعيات التي تملك مجالها لها تأثير أكثر من المتنافسة لتحقيق نفس الأهداف. الجماعات المتحدة على هدف عام تكون أحياناً متناسقة على مظلة واحدة لمنظمات أو جمعيات بالغة الذروة.
المراسيم والقرارات : بعض الجماعات لها قرارات فاعلة. جماعات الأعمال التي باستطاعتها تحويل رأسمالها للخارج ، الهيئات المهنية التي تستطيع استعادة تعاونها مع الحكومة والتي تملك تعاطفاً جماهيرياً يمكنها استدرار المصوتين لها. بعض الجماعات لها قرارات ضعيفة وقد لايكون لها تأثير – الأطفال لا يستطيعون الإضراب ، المرضى لا يستطيعون رفض المعالجة ، من لا مساكن لهم لا يستطيعون الامتناع عن دفع الإيجار. الفقراء لا يمكنهم الوصول للمحامين. ودائما ما تقتصر أهمية الجماعات في الاقتصاد وقوتها التكوينية من خلاله (القرار).
القيادة : القيادة الجاذبة ( نيلسون مانديلا ، مارتن لوثر كنج) تكون مصدر قوة .
الحكومات والأحزاب يكون لها دائماً أراء حول المسائل الخلافية العامة الكبرى. والكثير من الجماعات تختار العمل وفق التفاصيل السياسية والتقنيات.
المحيط السياسي :
هناك خمس عوامل أساسية في المحيط السياسي لها تأثير في نجاح مجموعة الضغط :
الجماعات النافذة وغير النافذة : إن الجماعات النافذة تكون أقوى من غير النافذة، لاستطاعتها الوصول لكبار متخذي القرار مما يكسبها قوة ونفوذ على أعلى المستويات في النظام السياسي.
الرأي العام : الحكومات تضع في الاعتبار الجماعات المدعومة جماهيرياً. وإذا عملت خلاف ذلك فإنها تخاطر بالدعم الانتخابي.
الشرعية : الجماعات التي تمثل فوائد مشروعة في المجتمع ( الأطباء ، المحامون ، المعلمون ، رجال الأعمال ، قادة الكنيسة ) تملك تأثيراً أكثر من الجماعات الهامشية (مدمني المخدرات ، العاهرات ، المجرمون السابقون ، الأقليات ، والجماعات الراديكالية المتنوعة ).
الأحزاب السياسية : الجماعات المتحالفة مع أحزاب في الحكومة تكون نافذة وتفقد هذا النفوذ حين تخرج أحزابها من الحكومة.
القوى الموازية : الجماعات التي لها حقها تكون أكثر تأثيرا من التي تواجه معارضة. وأحياناً تلغي بعض الجماعات بعضها بالتنافس حول المسائل ( بعمل فيتو على بعضها البعض ) . وتقول إحدى النظريات أن عالم مجموعة الضغط يُعتبر نظام مجموعة فيتو بحيث تستطيع جماعات قليلة من خلاله الحصول على ما تريد لأن الجماعات الأخرى تملك القدرة لإيقافها من التعدي على حقوقها.
ليس من الصعوبة تخيل حالة توضح تأثير المجموعة والعوامل السياسية في نجاح أي حملة لمجموعة ضغط . كتخيل حملة طلابية للحصول على منح إعاشة كبيرة من الحكومة.
إن كتلة الطلاب في الكثير من البلاد كبيرة ولكن نظراً لعدم ثراء هذه الفئة فإن اتحاداتهم الممثلة لهم لا تملك قدراً كبيراً من المال رغم احتوائها على قوة صغيرة ذات خبرة وحماس يمكنانها من تنظيم حملة سياسية.
مما يؤسف له أن الكتل الطلابية دائماً منقسمة بحسب ما تمثله من جماعات مختلفة اجتماعياً وسياسياً ، بالإضافة لاختلاف المصالح السياسية وتباين نوعية مستويات دراستها.
والأكثر أسفاً أن الطلاب لا يملكون قراراً، وإضراباتهم رمزية ولا تهدد بتحويل استثمارات ولا إغلاق مصانع أو إعاقة للاقتصاد ولا يوجد تأثير من سحب تعاونها مع الحكومة ومسئوليها.
ومن الجانب السياسي فإن التمثيل الطلابي لا يمكن نفي نفوذه حيث يوجد بينهم جماعات نافذة ذات اعتبار وقوة ، وصورتهم في معظم الدول لا تكسبهم تعاطفاً جمهورياً .
الطلاب يأتون من أطيافٍ مختلفة وأحجامٍ سياسيةٍ متنوعةٍ وعليه من المشكوك فيه حصول ممثليهم على أصوات كثيرة في الانتخابات الوطنية .
وفي حالة وجود حملة لإنفاق محدود على التعليم العالي فإنه من الممكن فوز مدراء الجامعات والأساتذة . وإذا كانت الحملة لإنفاق على خدمات عامة فإن الأطباء، رجال الأعمال، والنقابيين والمزارعين وبناة الطرق والعمال الاجتماعين والمتقاعدون سيفوزون.