صفحة 1 من 1

الكونجرس يصفق

مرسل: السبت مايو 28, 2011 2:32 pm
بواسطة فراس الشويرخ 8-4-1
يوسف القبلان :

يقول الرئيس الأمريكي أوباما للشعب الفلسطيني دولتكم حدودها (67) و لكن يمنع عليكم الذهاب إلى مجلس الأمن للحصول على الاعتراف الدولي بهذه الدولة.

هي دولة ورقية فقط لأن الوضع على الأرض تغيّر فإسرائيل مستمرة في بناء المستوطنات، و ترفض الانسحاب إلى حدود (67).

لكن الرئيس أعلن في خطابه عن الشرق الأوسط أنه مع دولة فلسطينية بحدود (67) و انتقل بعد ذلك ليخاطب (ايباك) بطريقة رمادية تؤكد للمرة المليون أن سيطرة (ايباك) على القرارالامريكي لم تتغير، كما يؤكد ان امريكا التي تعلن انها تنحاز لمطالب الشعوب تتجاهل هذه المطالب عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني.

القصة ليست جديدة، هي متكررة في فصولها و إن اختلف ابطالها و أحد أبطالها كان جورج بوش الابن الذي سبق ان اعلن ان دولة فلسطين سوف تعلن في (2005).

الموقف الامريكي إذن لم يتغير بل انه اصبح غير قادر على التأثير في سياسات اسرائيل و مشاريعها التوسعية، وهذا ما اعترف به رئيس أمريكا عندما اعلن ان امريكا غير قادرة على ايقاف بناء المستوطنات.

في ظل هذه الظروف المحبطة، و العراقيل التي يضعها ناتنياهو في طريق السلام يأتي هذا (المسالم) بكل تاريخه الدموي فيخاطب الكونجرس و يقول ان بعض المستوطنات ستكون خارج حدود اسرائيل (ياللذكاء) مؤكداً أنه سيكون (كريما) في تحديد حجم الدولة الفلسطينية وهو بهذا (الكرم) ينفي صفة المحتل ويزعم ان التغييرات على الأرض التي حدثت منذ عام (67) هي تغييرات طفيفة، وهي عبارة عن مساحات صغيرة (لكنها مليئة بالسكان). أما القدس فهي لابد (حسب رأي نتنياهو) ان تستمرعاصمة لاسرائيل.

كل هذه العقبات التي يضعها رئيس وزراء اسرائيل قابلها الكونجرس الأمريكي بالحفاوة والتصفيق.

إن هذا التصفيق هو دعم و تكريس للظلم، و تأكيد لغياب العدالة، و ترسيخ للمعايير المزدوجة في سياسة أمريكا الخارجية.

إنه تصفيق لايستند إلى عمق ثقافي أو نظرة سياسية منطقية أو واقعية و لكن أين لنا بسياسة فيها منطق، و أي منطق لسياسة تريد فرض فكرها و رؤيتها على الآخرين بالقوة.

إنها سياسة بلا منطق، ومنطق بلا سياسة وتصفيق تمليه مصالح ضيقة تتناقض مع القيم التي تتفاخر بها الأمة الأمريكية.

لقد صفق الكونجرس للفشل الأمريكي، صفق لخطاب يتلاعب بالكلمات، و كنا نظن أن الكونجرس كيان لاتؤثر فيه الكلمات ، و أن أمريكا لا تتأثر سياساتها بالخطابات. لقد صفق الكونجرس للكذب و الاحتيال و الاحتلال و قتل الأبرياء.

إن الوحدة الفلسطينية هي الرد على هذه المغالطات بشرط الاتفاق على رؤية موحدة للقضية ورسالة موحدة للتعامل مع العالم هي رسالة السلام العادل الشامل.