صفحة مشرقة في تاريخ الدبلوماسية الروسية
مرسل: السبت مايو 28, 2011 4:31 pm
في العاشر من فبراير من كل عام، تحتفل وزارة الخارجية الروسية بعيد الدبلوماسي الروسي، الذي اصبح تقليدا سنويا يحتفى به منذ عام 2000 ،عندما أصدر الرئيس فلاديمير بوتين مرسوما رئاسيا بذلك بمناسبة مرور مئتي عام على استحداث هذه الوزارة .
لكن تاريخ الدبلوماسية الروسية يعود الى ابعد من ذلك بكثير، وحسب الوثائق التاريخية المختلفة فقد بدأت روسيا القديمة بإقامة الاتصالات مع العالم الخارجي
في عام 838 الميلادي حين توجهت اول بعثة دبلوماسيةالى القسطنطينية والتي أثمر عملها عن توقيع اول إتفاقية سلام مع الامبراطورية البيزنطية.
لكن القرن السادس عشر شهد طفرة في النشاط الدبلوماسي الروسي، مما دعى مجلسُ النبلاء في الامارة الروسية آنذاك لتعيين سفراء يمثلون البلاد في الخارج، وبسبب عدم وجود إختصاصين في هذا الشأن فقد تمت الاستعانة بداية الأمر بالأجانب العاملين لحساب موسكو. لكن ذلك لم يستمر طويلا فقد حل الروس مكان الأجانب في عهد الامير المعظم فاسيلي الثالث، إلا أن القيصر إيفان الرهيب اصدر عام 1549 مرسوما بتشكيل أول هيئة ترعى شؤون السياسة الخارجية في الدولة الروسية وكلف برئاستها الدبلوماسي الروسي إيفان فيسكوفاتي.
لكن التغيرات الكثيرة التي عصفت بالإمبراطورية الروسية في عهد القيصر بطرس الاكبر ، التي تم الاعتراف بنتيجتها بروسيا كدولة عظمى، تطلبت منه نشاطا
أوسع للانفتاح على العالم الخارجي، الأمر الذي استدعى افتتاح ممثليات دبلوماسية دائمة في مناطق مختلفة من العالم وبشكل خاص في الدول الاوروبية الكبرى آنذاك وكذلك لدى الدولة العثمانية.
بدأ الانفتاح الروسي على الشرق بعد انتهاء الحرب الروسية التركية عام 1768-1774، التي منحت البعثات الروسية الفرصة للوصول الى الاراضي العربية وتحديدا الى كل من الإسكندرية ودمشق وبيروت. وبموجب مرسوم أصدرته يكاترينا الثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1784 عين كوندراتي فون تونوس اول قنصل روسي في الاسكندرية ، ومنذ ذلك الوقت توجد لدى روسيا ممثلية دائمه في مصر.
لكن ميلاد القنصلية الروسية يعود حسب الوثائق الرسمية الى العام 1809 عندما اصدر الامبراطرر الكسندر الاول مرسوما بإستحداث الخدمة القنصلية .
إلا أن تعقد السياسه الدولية عموما وفي الشرق خصوصا دفع وزارة الخارجية حينها الى إحداث تغيرات كثيرة في عملها فأسست في عام 1818 دائرة آسيا التي اوكلت اليها مهمة تفعيل وتنشيط علاقة روسيا مع منطقة الشرق الاوسط والعالم العربي وهو ما تطلب فتح قسم خاص عام 1823 لتحضير الكوادر والاختصاصين في شؤون تلك المنطقة . وخلال مئة سنة استطاع هذا القسم إعداد مئتين وخمسين اختصاصي بشؤون الشرق تطلب اعدادهم دعوة اختصاصين بهذه اللغات من الخارج خاصة من الاقطار العربية ، حيث استدعي عام 1838 الأستاذ في جامعة الأزهر الشيخ محمد الطنطاوي الذي عاش الى آخر ايامة في روسيا ودفن في أحدى مقابر مدينة بطرسبوغ.
إذن يعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية الروسية حسب الوثائق التاريخية المختلفة الى قرابة الألف ومئة وخمسين عاما، اي أن روسيا تعتبر من أولى الدول التي أقامت علاقات مختلفة مع شعوب العالم والفضل في ذلك بلا شك يعود إلى خريجي وزارة الخارجية الروسية، التي ترعى اليوم وبمهارة الدفاع عن المصالح الوطنية للبلاد على الساحة الدولية من خلال اكتسابها الخبرة العالية ووضعها المفاهيم الأساسية في سياسة روسيا الخارجية التي تعتبر أكثر توازنا في معالجة المعضلات المعقدة في عالمنا المعاصر.
المصدر: مقال للدكتور حسن نصر
لكن تاريخ الدبلوماسية الروسية يعود الى ابعد من ذلك بكثير، وحسب الوثائق التاريخية المختلفة فقد بدأت روسيا القديمة بإقامة الاتصالات مع العالم الخارجي
في عام 838 الميلادي حين توجهت اول بعثة دبلوماسيةالى القسطنطينية والتي أثمر عملها عن توقيع اول إتفاقية سلام مع الامبراطورية البيزنطية.
لكن القرن السادس عشر شهد طفرة في النشاط الدبلوماسي الروسي، مما دعى مجلسُ النبلاء في الامارة الروسية آنذاك لتعيين سفراء يمثلون البلاد في الخارج، وبسبب عدم وجود إختصاصين في هذا الشأن فقد تمت الاستعانة بداية الأمر بالأجانب العاملين لحساب موسكو. لكن ذلك لم يستمر طويلا فقد حل الروس مكان الأجانب في عهد الامير المعظم فاسيلي الثالث، إلا أن القيصر إيفان الرهيب اصدر عام 1549 مرسوما بتشكيل أول هيئة ترعى شؤون السياسة الخارجية في الدولة الروسية وكلف برئاستها الدبلوماسي الروسي إيفان فيسكوفاتي.
لكن التغيرات الكثيرة التي عصفت بالإمبراطورية الروسية في عهد القيصر بطرس الاكبر ، التي تم الاعتراف بنتيجتها بروسيا كدولة عظمى، تطلبت منه نشاطا
أوسع للانفتاح على العالم الخارجي، الأمر الذي استدعى افتتاح ممثليات دبلوماسية دائمة في مناطق مختلفة من العالم وبشكل خاص في الدول الاوروبية الكبرى آنذاك وكذلك لدى الدولة العثمانية.
بدأ الانفتاح الروسي على الشرق بعد انتهاء الحرب الروسية التركية عام 1768-1774، التي منحت البعثات الروسية الفرصة للوصول الى الاراضي العربية وتحديدا الى كل من الإسكندرية ودمشق وبيروت. وبموجب مرسوم أصدرته يكاترينا الثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1784 عين كوندراتي فون تونوس اول قنصل روسي في الاسكندرية ، ومنذ ذلك الوقت توجد لدى روسيا ممثلية دائمه في مصر.
لكن ميلاد القنصلية الروسية يعود حسب الوثائق الرسمية الى العام 1809 عندما اصدر الامبراطرر الكسندر الاول مرسوما بإستحداث الخدمة القنصلية .
إلا أن تعقد السياسه الدولية عموما وفي الشرق خصوصا دفع وزارة الخارجية حينها الى إحداث تغيرات كثيرة في عملها فأسست في عام 1818 دائرة آسيا التي اوكلت اليها مهمة تفعيل وتنشيط علاقة روسيا مع منطقة الشرق الاوسط والعالم العربي وهو ما تطلب فتح قسم خاص عام 1823 لتحضير الكوادر والاختصاصين في شؤون تلك المنطقة . وخلال مئة سنة استطاع هذا القسم إعداد مئتين وخمسين اختصاصي بشؤون الشرق تطلب اعدادهم دعوة اختصاصين بهذه اللغات من الخارج خاصة من الاقطار العربية ، حيث استدعي عام 1838 الأستاذ في جامعة الأزهر الشيخ محمد الطنطاوي الذي عاش الى آخر ايامة في روسيا ودفن في أحدى مقابر مدينة بطرسبوغ.
إذن يعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية الروسية حسب الوثائق التاريخية المختلفة الى قرابة الألف ومئة وخمسين عاما، اي أن روسيا تعتبر من أولى الدول التي أقامت علاقات مختلفة مع شعوب العالم والفضل في ذلك بلا شك يعود إلى خريجي وزارة الخارجية الروسية، التي ترعى اليوم وبمهارة الدفاع عن المصالح الوطنية للبلاد على الساحة الدولية من خلال اكتسابها الخبرة العالية ووضعها المفاهيم الأساسية في سياسة روسيا الخارجية التي تعتبر أكثر توازنا في معالجة المعضلات المعقدة في عالمنا المعاصر.
المصدر: مقال للدكتور حسن نصر