- السبت مايو 28, 2011 6:24 pm
#36945
حدث الكثير من التطورات في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن , كانت بداية أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 مـ والتي كان لها الكثير من التداعيات والنتائج, حيث شهدت السنوات التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر تطورات هامة تركت آثار هامة على منطقة الشرق الأوسط.
فهذه الأحداث أدت إلى تغيير جذري في سياسة الولايات المتحدة الخارجية, وأعطت فرصة للمحافظين الجدد كي يفرضوا رؤيتهم وسياساتهم المتعلقة بالحرب على الإرهاب والحرب الاستباقية واعتبار التطرف الإسلامي هو الذي يهدد أمن الولايات المتحدة, نتج عن ذلك إتباع سياسة هجومية متطرفة أدت إلى اجتياح أفغانستان ومن ثم احتلال العراق والانتقال إلى تهديد إيران وسوريا بتغيير النظام القائم فيها والضغط على الأنظمة العربية وجعلها تختار الوقوف مع الولايات المتحدة أو اعتبارها عدوًا داعمًا للإرهاب ولذلك أطلقت الولايات المتحدة ما يعرف بنشر الديمقراطية حيث اعتبرت الولايات المتحدة " أن الإرهاب الإسلامي " هو نتاج السياسة القمعية للأنظمة القائمة وبالتالي فإن نشر الديمقراطية من شأنها المساعدة على احتواء العنف والغضب الذين يولدان الإرهاب.
كان من تبعات ونتائج سياسة الولايات المتحدة تلك, أنها أدت وبشكل غير مباشر إلى تقوية إيران, فاستطاعت الأخيرة أن تستفيد من الارتفاع الحاد في أسعار النفط والذي ضخ مليارات الدولارات لخزينة الدولة, مما أدى إلى بروز إيران على الساحة الإقليمية والبحث عن أماكن للنفوذ والهيمنة .
كذلك التغيير الحاصل في السياسة الأمريكية خلال ولاية الرئيس السابق جورج بوش بعد الحادي عشر من سبتمبر, أن أدت إلى تبني إسرائيل سياسة أكثر تطرفًا, حيث تشجعت إسرائيل على قتل العملية السلمية على المسار الفلسطيني وشنت حربًا على لبنان في صيف 2006 مـ وعلى غزة 2008 ومطلع العام 2009 مـ .
لذلك يمكن القول بأن السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين شهدت تغييرات جذرية في منطقة الشرق الأوسط .
هذه الخلفية دفعت أوباما التفكير مليًا بأن سياسة بوش قد حققت انكسارات ومسّت بالأمن القومي الأمريكي وأضرّت بالمصالح الوطنية العليا للشعب الأمريكي, لذلك رفع أوباما شعاره الشهير " التغيير من أجل الأمل " .
في الحقيقة كان لا بد وأن يكون هناك تغيير في السياسة الأمريكية تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط, هذا التغيير مرتبط بعدة متغيرات وعلى رأس تلك التغيرات يأتي التحول الكبير الحاصل في هيكل وبنيان النظام الدولي, صحيح أن الولايات المتحدة لا تزل قوة عظمى مسيطرة ولكنها أصبحت واحدة من خمس قوى تسيطر على النظام الدولي, فإلى جانبها برزت روسيا والصين واليابان والإتحاد الأوروبي.
هذا التحول في النظام الدولي يقتضي بالضرورة تغييرًا جوهريًَا في السياسة الخارجية تجاه العديد من القضايا الدولية وقضايا منطقة الشرق الأوسط , هذا فضلاً عن عامل آخر يتمثل بالانهيار المالي الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمر الذي جعل الحكومة الأمريكية نفسها تتدخل وتضخ المليارات إلى السوق الأمريكية عملاً منها لإنقاذ النظام الرأسمالي, هذا الأمر انعكس وسوف ينعكس مستقبلاً على أبعاد وحجم الدور الأمريكي في العالم والمنطقة.
كل ما تقدم كان بمثابة دافع للإدارة الأمريكية الجديد إلى إعادة النظر في أولوياتها ومواقفها تجاه قضايا الشرق الأوسط الحيوية.
قلنا في مقالات سابقة بأن أهداف السياسة الخارجية الأمريكية لا تتغير, فهي تُرسم وتُوظف لخدمة المصالح الوطنية الأمريكية والإعلاء من الأمن القومي الأمريكي, ولكن هناك تغير وتحول في أدوات تلك السياسة.
معظم مراكز الأبحاث الأمريكية التي تسمى Think-Tank, نصحت الإدارة الأمريكية باستخدام الوسائل والأدوات الدبلوماسية وما يُعرف باسم السياسة الناعمة Soft-Policy تجاه قضايا العالم بدلاً من إتباع سياسة السياسة الصلبة Hard-Policy .
تقع قضية العراق وانسحاب القوات الأمريكية منها على سلم أولويات وأجندة الإدارة الأمريكية, وهذا الانسحاب يتطلب توافق أمريكي - إيراني حتى لا يقع العراق كله تحت رحمة النفوذ الإيراني, لهذا لامسنا في خطابات الإدارة الأمريكية وعلى لسان الرئيس الأمريكي نفسه تغييرًا تجاه إيران , حيث وجَّه الرئيس أوباما العديد من الرسائل بنفسه جديدة وجادة للإيرانيين, هذه الرسائل لها أهميتها وأبعادها, فهي تأتي قبل الانتخابات الإيرانية والمنوي عقدها في يونيو القادم, فهذه الرسائل موجهة للشعب الإيراني أكثر من القادة, حيث أدرك أوباما بأن سياسة سلفه بوش هي المسئولة عن حالة العسكرة والتجييش الحاصلة في المنطقة, فإنه لا بد من إتباع سياسة ناعمة تجاه إيران والتي ستقود حتمًا إلى نزع فتيل العسكرة وذلك يصب في إطار إعادة الهدوء إلى النظام الإقليمي وبالتالي سهولة السيطرة عليه من جديد, لذلك فإن أوباما يعتقد من خلال هذه السياسة وكأنه يقنع الشعب الإيراني لنبذ المتشددين والمتطرفين وانتخاب الإصلاحيين.
في حالة فوز الإصلاحيين فإن ذلك سوف ينعكس حتمًا على سلوك وتحالفات إيران الإقليمية, لهذا نعتقد بأن أجندة أوباما ترتكز على التخلص من المتشددين وتولي جماعة الإصلاحيين, حيث أصبحت الولايات المتحدة أكثر اقتناعًا بأن التهديدات الأمريكية وسياسة بوش السابقة باستخدام القوة العسكرية وقلب النظام بالقوة عملت على زيادة أسهم المتشددين داخل إيران وتضفي صورة حسنة لإيران عند الشعوب العربية والإسلامية, علاوة على ما سبق, فلقد أدت هذه السياسة إلى زيادة أسعار النفط, وهذا بدوره أدى إلى توفير الأموال اللازمة لإيران لاستكمال برنامجها النووي, ودعم حلفاء إيران في الشرق الأوسط والتي أدى بدوره إلى تقوية النظام الإقليمي القائم وبروز لاعبين أو أطراف فاعلة غير حكومية, مثل حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين.
لهذا يمكن القول بأن هناك تغييرًا حاصل في أدوات السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه قضايا المنطقة من أجل تحقيق مصالح الولايات المتحدة وإعلاء الأمن القومي الأمريكي .
وبكلمات أخرى تحقيق ما أراد بوش تحقيقه, لكن باستخدام أدوات لينة وناعمة بدلاً من الأدوات العنيفة والصلبة , فالأسابيع القليلة القادمة سوف تثبت مدى صحة الأقوال من عدمها .
فهذه الأحداث أدت إلى تغيير جذري في سياسة الولايات المتحدة الخارجية, وأعطت فرصة للمحافظين الجدد كي يفرضوا رؤيتهم وسياساتهم المتعلقة بالحرب على الإرهاب والحرب الاستباقية واعتبار التطرف الإسلامي هو الذي يهدد أمن الولايات المتحدة, نتج عن ذلك إتباع سياسة هجومية متطرفة أدت إلى اجتياح أفغانستان ومن ثم احتلال العراق والانتقال إلى تهديد إيران وسوريا بتغيير النظام القائم فيها والضغط على الأنظمة العربية وجعلها تختار الوقوف مع الولايات المتحدة أو اعتبارها عدوًا داعمًا للإرهاب ولذلك أطلقت الولايات المتحدة ما يعرف بنشر الديمقراطية حيث اعتبرت الولايات المتحدة " أن الإرهاب الإسلامي " هو نتاج السياسة القمعية للأنظمة القائمة وبالتالي فإن نشر الديمقراطية من شأنها المساعدة على احتواء العنف والغضب الذين يولدان الإرهاب.
كان من تبعات ونتائج سياسة الولايات المتحدة تلك, أنها أدت وبشكل غير مباشر إلى تقوية إيران, فاستطاعت الأخيرة أن تستفيد من الارتفاع الحاد في أسعار النفط والذي ضخ مليارات الدولارات لخزينة الدولة, مما أدى إلى بروز إيران على الساحة الإقليمية والبحث عن أماكن للنفوذ والهيمنة .
كذلك التغيير الحاصل في السياسة الأمريكية خلال ولاية الرئيس السابق جورج بوش بعد الحادي عشر من سبتمبر, أن أدت إلى تبني إسرائيل سياسة أكثر تطرفًا, حيث تشجعت إسرائيل على قتل العملية السلمية على المسار الفلسطيني وشنت حربًا على لبنان في صيف 2006 مـ وعلى غزة 2008 ومطلع العام 2009 مـ .
لذلك يمكن القول بأن السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين شهدت تغييرات جذرية في منطقة الشرق الأوسط .
هذه الخلفية دفعت أوباما التفكير مليًا بأن سياسة بوش قد حققت انكسارات ومسّت بالأمن القومي الأمريكي وأضرّت بالمصالح الوطنية العليا للشعب الأمريكي, لذلك رفع أوباما شعاره الشهير " التغيير من أجل الأمل " .
في الحقيقة كان لا بد وأن يكون هناك تغيير في السياسة الأمريكية تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط, هذا التغيير مرتبط بعدة متغيرات وعلى رأس تلك التغيرات يأتي التحول الكبير الحاصل في هيكل وبنيان النظام الدولي, صحيح أن الولايات المتحدة لا تزل قوة عظمى مسيطرة ولكنها أصبحت واحدة من خمس قوى تسيطر على النظام الدولي, فإلى جانبها برزت روسيا والصين واليابان والإتحاد الأوروبي.
هذا التحول في النظام الدولي يقتضي بالضرورة تغييرًا جوهريًَا في السياسة الخارجية تجاه العديد من القضايا الدولية وقضايا منطقة الشرق الأوسط , هذا فضلاً عن عامل آخر يتمثل بالانهيار المالي الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمر الذي جعل الحكومة الأمريكية نفسها تتدخل وتضخ المليارات إلى السوق الأمريكية عملاً منها لإنقاذ النظام الرأسمالي, هذا الأمر انعكس وسوف ينعكس مستقبلاً على أبعاد وحجم الدور الأمريكي في العالم والمنطقة.
كل ما تقدم كان بمثابة دافع للإدارة الأمريكية الجديد إلى إعادة النظر في أولوياتها ومواقفها تجاه قضايا الشرق الأوسط الحيوية.
قلنا في مقالات سابقة بأن أهداف السياسة الخارجية الأمريكية لا تتغير, فهي تُرسم وتُوظف لخدمة المصالح الوطنية الأمريكية والإعلاء من الأمن القومي الأمريكي, ولكن هناك تغير وتحول في أدوات تلك السياسة.
معظم مراكز الأبحاث الأمريكية التي تسمى Think-Tank, نصحت الإدارة الأمريكية باستخدام الوسائل والأدوات الدبلوماسية وما يُعرف باسم السياسة الناعمة Soft-Policy تجاه قضايا العالم بدلاً من إتباع سياسة السياسة الصلبة Hard-Policy .
تقع قضية العراق وانسحاب القوات الأمريكية منها على سلم أولويات وأجندة الإدارة الأمريكية, وهذا الانسحاب يتطلب توافق أمريكي - إيراني حتى لا يقع العراق كله تحت رحمة النفوذ الإيراني, لهذا لامسنا في خطابات الإدارة الأمريكية وعلى لسان الرئيس الأمريكي نفسه تغييرًا تجاه إيران , حيث وجَّه الرئيس أوباما العديد من الرسائل بنفسه جديدة وجادة للإيرانيين, هذه الرسائل لها أهميتها وأبعادها, فهي تأتي قبل الانتخابات الإيرانية والمنوي عقدها في يونيو القادم, فهذه الرسائل موجهة للشعب الإيراني أكثر من القادة, حيث أدرك أوباما بأن سياسة سلفه بوش هي المسئولة عن حالة العسكرة والتجييش الحاصلة في المنطقة, فإنه لا بد من إتباع سياسة ناعمة تجاه إيران والتي ستقود حتمًا إلى نزع فتيل العسكرة وذلك يصب في إطار إعادة الهدوء إلى النظام الإقليمي وبالتالي سهولة السيطرة عليه من جديد, لذلك فإن أوباما يعتقد من خلال هذه السياسة وكأنه يقنع الشعب الإيراني لنبذ المتشددين والمتطرفين وانتخاب الإصلاحيين.
في حالة فوز الإصلاحيين فإن ذلك سوف ينعكس حتمًا على سلوك وتحالفات إيران الإقليمية, لهذا نعتقد بأن أجندة أوباما ترتكز على التخلص من المتشددين وتولي جماعة الإصلاحيين, حيث أصبحت الولايات المتحدة أكثر اقتناعًا بأن التهديدات الأمريكية وسياسة بوش السابقة باستخدام القوة العسكرية وقلب النظام بالقوة عملت على زيادة أسهم المتشددين داخل إيران وتضفي صورة حسنة لإيران عند الشعوب العربية والإسلامية, علاوة على ما سبق, فلقد أدت هذه السياسة إلى زيادة أسعار النفط, وهذا بدوره أدى إلى توفير الأموال اللازمة لإيران لاستكمال برنامجها النووي, ودعم حلفاء إيران في الشرق الأوسط والتي أدى بدوره إلى تقوية النظام الإقليمي القائم وبروز لاعبين أو أطراف فاعلة غير حكومية, مثل حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين.
لهذا يمكن القول بأن هناك تغييرًا حاصل في أدوات السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه قضايا المنطقة من أجل تحقيق مصالح الولايات المتحدة وإعلاء الأمن القومي الأمريكي .
وبكلمات أخرى تحقيق ما أراد بوش تحقيقه, لكن باستخدام أدوات لينة وناعمة بدلاً من الأدوات العنيفة والصلبة , فالأسابيع القليلة القادمة سوف تثبت مدى صحة الأقوال من عدمها .