صفحة 1 من 1

تحية لسياسة اوباما الخارجية ..

مرسل: السبت مايو 28, 2011 6:29 pm
بواسطة عبدالرحمن الدوسري 9
أن أدارة ألرئيس أوباما قد أظهرت بعض من ألسذاجة ألمشحونة بالخطورة في أطار تعاملها في ألشؤون ألعربية ألاسرائيلية مما قادني ألى ابداء قلقي في الحديث عن الفشل ألسياسي المذهل لهذه ألادارة مستقبلاً. ولكن هناك مبادرة صدرت في سياستها مؤخرا يستحق التقدير والاشارة أليه.

بدلاً من تنازلات أسرائيلية أُحادية ألجانب للفلسطينين, اشاررنيس ألوزراء ألاسرائيلي بنيامين ناتنياهو ألى ضرورة "جذب ألبلاد ألعربية الى دائرة ألسلام". وفي أطار التركيز على هذه ألملاحظة بالذات, عمل ألمبعوث الامريكي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل ووزير الدفاع ألاسرائيلي ايهود باراك على تطوير مشاريع لجمع هذه ألبلاد ألعربية في ألعملية ألدبلوماسية. في منتصف تموز أكدت وزيرة ألخارجية الامريكية هيلاري كلنتون على " أن البلاد ألعربية لديها مسؤولية....اتخاذ الخطوات ألمناسبة لتحسين علاقتها باسرائيل وتوعية جماهيرها لقبول ألسلام وموقع اسرائيل في ألمنطقة".

صرح باراك أوباما بعد شهرعن امله " سنرى ليس فقط تحرك أسرائيلي, ولكن تحرك من جانب ألفلسطينين حول أمور ألتحريض وألأمن من بلاد عربية لها رغبة في جذب أسرائيل." على حد تعبير ألمتحدثة بالشؤون ألخارجية لورا روزين_ وتاكد بعد ذلك من ألبيت ألابيض_ أن أوباما " بعث بما لا يقل عن سبع رسائل الى بلاد عربية وخليجية في طلب خطوات لبناء ألثقة تجاه أسرائيل." ( تشمل ألبحرين, مصر, ألاردن, المغرب, ألسعودية, و ألامارات العربية المتحدة).

في أحدى هذه ألرسائل أُرسلت في ألسابع من تموز ألى ملك ألمغرب محمد ألسادس, اعرب أوباما عن امله في اتخاذ ألبلاد ألعربية خطوات لأنهاء 'عزلة' أسرائيل في ألشرق الاوسط وان تكون" ألمغرب في مركز ألقيادة في سد الثغرات بين ألعالم ألعربي و أسرائيل ." من امثلة خطوات بناء ألثقة فتح ألبلاد ألعربية مكاتب تجارية في أسرائيل , ألسماح للطيران الاسرائيلي ألمرور عبر اجواء دولها, تأشيرات سياحية للأسرائيليين, ومقابلات بين مسؤولين عرب و قادة أسرائيل.

قُوبل هذا ألنداء بردود فعل عربية مختلفة. من ألجانب الايجابي, صرح ولي عهد ألبحرين, سلمان بن حامد أل خليفة " ان على جميع ألأطراف أتخاذ عمل متزامن وبنية صادقة لأعطاء ألسلام فرصة ", و صرح وزير الخارجية ألاردني ناصر جودة عن عزم حكومته " على تهيئة ألجو ألمناسب" ودعم الرؤية ألامريكية. وعربي دبلومسي غير مُصرح بأسمه عرض " في مقابل تنازلات أسرأيلية رمزية في مسالة المستطوتنات, فان بعض ألدول العربية ستكون مستعدة للرد بمواقف مماثلة".

'لى العكس من أعلاه, رفض العاهل ألسعودي ألملك عبد الله دعوة أوباما لخطوات بناء ألثقة مع اسرائيل اثناء الزيارة ألرئاسية في اوائل حزيران. صرحت روزين ان ألعاهل ألسعودي " ِشن أنتقاداً خلال لقاءه ألطويل في ألرياض ." لدرجة أن بعض ألمسؤولين ألسعوديين " أعتذروا بعدها عن تصرف ألعاهل ." كذلك تسائل وزير ألخارجية ألمصري احمد أبو ألغيط بنوع من ألتكلف, :" هل ممكن تطبيع ألعلاقات مع أستمرار بناء ألمستوطنات ؟ ألجواب كلا طبعاً."أما أمين ألجامعة العربية عمر موسى فقد أستنتج ان " من ألأستحالة ألكلام عن ألتطبيع مع رفض أسرائيل لأي تحرك ذو معنى."

على ألرغم من ردود ألفعل ألسلبية فان مشاركة الدول ألعربية ألتي بأمكانها توفير بعض ألمصالح لأسرائيل, قد يؤدي من ألحد من أي ضرر ناتج من عملية سلام ذو نية حسنة.

منذ عقدين من ألزمان أشرت في مقالة نُشرت في صحيفة وول ستريت في حزيران 1990, أن ما يبغيه ألفلسطنيون من أسرائيل مطابق لما تُطالب به أسرائيل من ألدول ألعربية: ألاعتراف وألشرعية. لذلك فأن ما يطلبه ألفلسطينيون من تنازلات من أسرائيل مشابه لما تطلبه أسرائيل من تنازلات من جانب ألدول ألعربية.

أقترحت وقتها على ضرورة تزاوج هذا ألفشل ألمتوازي من ألجانبين ألمتمثل "بعدم قدرة أسرائيل بالحصول من ألدول ألعربية, وعدم قدرة ألفلسطينيون بالحصول ما يبغوه من أسرائيل ." أقترحت وقتها كذلك ان على الادارة الامريكية " ربط أي تنازلات لأسرائيل من جانب ألدول العربية بتنازلات من جانب أسرائيل لصالح ألفلسطينيين." "اي بمعنى في حال حصول أسرائيل على مطلب من الدول ألعربية, فحين ذاك فقط, على أسرائيل ان تقدم شيء بالمقابل للجانب الفلسطيني."

على سبيل ألمثال, أقترحت في حال وقف ألسعودية مقاطعتها الاقتصادية لاسرائيل, فأن على أسرائيل بألمقابل زيادة توصل ألفلسطينينون للمياه ألجوفية في الضفة ألغربية. أن هذه ألمعادلة " تظع أولوية ألمبادرة على عاتق ألدول العربية حيث يجب أن تكون."

بعد جولات من مباحاثات أسرائيلية_فلسطينية عقيمة بحد ذاتها, لا بد من ألشعور بألرضى رؤية محاولة جادة لجلب الدول ألعربية ألى ألمباحثات. لأ أزال اؤكد على ضرورة هزيمة ألفلسطينيون قبل أجراء مباحثات مفيدة, ولكن تواجد بلاد عربية في ألمفاوضات يزيد من التوازن ويحد من أي ضرر قد ينتج نتيجة ذلك.
http://ar.danielpipes.org/article/7658