صفحة 1 من 1

ميزان الصبر الجميل

مرسل: السبت مايو 28, 2011 7:02 pm
بواسطة سعد الخثران 8-4
فى رحلة تأمل الميزان الجميل الذى زان الله به مشاعرنا، توقفت كثيراً عند الصبر، وشعرت أن قلوب شتى تقف على بابه، فهناك من نفعه صبره، وهناك من ضاق به أمره،
وهناك من يرى أن أمره سواء صبر أو راح فى سعيه.

كم هو جميل الصبر فى بعض القلوب، وكم هو مر وقاسى فى أخرى، ربما اتهم الصابرون بالضعف، وربما اتهموا بقلة الحيلة، وربما كان الصبر بطولة، وغاية نبيلة، وربما كان السر وراء كل نجاح، فالصبر على العلم سر العلماء، والصبر على الفهم سر العقلاء، والصبر على مر القضاء سر الأتقياء.

فهناك من صبر واغتنى، وهناك من افتقر رغم الصبر، وبين هذا وذاك يحتار الإنسان، ما أحوج القلوب للصدق بتلك اللحظة، حين تسأل نفسها لمن تصبر؟ وعلى ما تصبر؟ وما أحوجها إن وجدت إجابتها إلى أن تعترف بقيمة ما تصبر من أجله وهل حقاً سيغنيها فى نهاية المطاف؟

إن صدق اليقين له علاقة وثيقة بالصبر، فيقينك من صدق العنوان وأن نهاية طريقك سيوصلك إلى سكنك الحقيقى، هو الذى يجعلك تتحمل كل صعوبات طريقك، ولا تتنازل عنه مهما لقيت فى سعيك من عقبات، فمن كان صبره لغنى لا يغنيه، ومكسب لا يعنيه، فأى صبر حينها يكفيه؟ فكلما زاد من مكاسب ما كان يرجوا فيه الغنى، أيقن من أن صبره عليه لم يكن هو الغنى، وأنه ثمة طريق آخر لعنوان جديد فيه صدق الوعد وصدق الغنى.

فحينها عليه أن يمزق هذا العنوان الكاذب، لم يكن اليقين به إلا خداع، والوثوق به إلا ضياع، والأمان به إلا قلق وارتباك، لا تستبعد طريق البداية، فقد بدأته فعلا حين علمت أن سعيك بلا غاية، عليك أن تسأل عن الحقيقة عن أصل البداية، كانت من رب عظيم أمر بوجودك، فأصبحت موجوداً، أعطاك تكوينك، أعطاك عقلك أعطاك تفكيرك، أعطاك خيال، أعطاك وجدان، إن صدقت رؤيتك ستحبه الآن، إن كان صبرك لربك، وله كل سعيك، فما أجمل صبرك، ستجد كل حياتك تؤكد يقينك، ستحسن له علمك وتدبيرك، ستحيى راضياً بما قسمه لك، ستعمر الأرض وتزرع الأشجار، سترفض الفساد ولو كان به نفعك، ستنقى الأنهار من فساد إهمالك، ستصلح كل ما فسد من طيش أعمالك، إن كان سعيك لربك فقد صدق عنوانك.