صفحة 1 من 1

الكنيسة الرومانية الكاثوليكية

مرسل: السبت مايو 28, 2011 7:41 pm
بواسطة سعد محمد السهلي 1-8

الكنيسة الرومانية الكاثوليكية (باللاتينية: Ecclesia Catholica Romana) هي أكبر الكنائس المسيحية، رأسها هو البابا أسقف روما وبحسب تقليدها الكنسي خليفة بطرس تلميذ يسوع المسيح. لقبها الرسمي هو الكنيسة المقدسة الكاثوليكية والرسولية. مثلت هذه الكنيسة القوة الروحية الأساسية في تاريخ الحضارة الغربية، إلى جانب الأرثوذكسية الشرقية والبروتستانتية. تتبعها في الشرق كنائس عديدة في شركة كاملة معها تعرف بالكنائس الكاثوليكية الشرقية. على مر القرون طورت الكنيسة الكاثوليكية منظومة لاهوتية معقدة وثبتت بنية إدارية فريدة تحكمها البابوية أقدم ملكية مطلقة مستمرة في العالم. رأيسها الحالي هو البابا بينيدكتوس السادس عشر.

تسميتها/
عرف هذه الكنيسة بالرومانية بسبب جذورها التاريخية التي ترجع لمدينة روما، وبشكل عام فأن مصطلح "الرومانية الكاثوليكية" بدأ استخدامه في بريطانيا في القرن التاسع عشر وذلك للتمييز بين كنيسة روما والكنائس الأخرى التي تدعوا نفسها كاثوليكية أيضاً. وعبارة "الكنيسة الرومانية" تستعمل رسمياً للحديث عن أسقفية روما. أما لفظة "الكاثوليكية" فتعني باليونانية (الجامعة) ويعتبر إغناطيوس الأنطاكي أول آباء الكنيسة استعمالاً لهذا المصطلح. ويمكن تعريف الرومان الكاثوليك ببساطة على أنهم مسيحيين في شركة أيمانية مع البابا.

تاريخها/
اسس يسوع المسيح الكنيسة واعطى بطرس الرسول قيادة الرسل ومنح لكنيسته السلطة الالهية والحماية من أبواب جهنم والحكمة لقيادة شعبه "أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماوات، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السماوات" (متى 16/18 - 19)

ساهمت الكنيسة في بداية تاريخها بتنظيم عمل الكنيسة والكرازة بانجيل المسيح بين اليهود وجميع امم الأرض وعقد مجمع القدس لحل بعض الاشكاليات التي واجهت الرسل وثم حافظ اباء الكنيسة على تقاليد الرسل وكتاباتهم وحفظوها

اول من اطلق لقب الكاثوليك على المسيحيين هو إغناطيوس أحد تلاميذ بطرس واحد اباء الكنيسة وبطريارك انطاكية وذلك في الإشارة إلى الكنيسة الجامعة

تعرضت الكنيسة إلى اضطهاد شديد من قبل الامبراطورية الرومانية إلى انها بالنهاية وبمعجزة تحولت إلى ديانة الدولة وانتهت معاناة الكنيسة

اختارت الكنيسة الاناجيل الاربع لتوافقها مع التقاليد التي تسلمتها من الرسل كذلك اعتمدت كتاب اليهود اليونانيين على كتاب اليهود العبرانيين لأقدمية نسخته على النسخة العبرية التي كتبت في اواخر القرن الأول ولأستخدام المسيح والرسل لكتب تشملها الترجمة اليونانية خلال وعظهم بينما لم تشمل الترجمة العبرانية تلك الكتب التي وعظ بها رسله

نظمت الكنيسة عقائد المسيحية الاساسية كالثالوث وطبيعة المسيح وشرح قانون الايمان المسيحي وهو مايؤمن به أغلب المسيحيين الآن


حدث الانشقاق الكبير الذي شق الكنيسة الكاثوليكية إلى قسمين قسم ارثدوكسي وقسم روماني كاثوليكي عام 1054 لأسباب سياسية وشخصية أكثر منها لاهوتية لكن بعض الكنائس الشرقية حافظت أو اعادت وحدتها مع الكنيسة الام مثل كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك والكنيسة المارونية والكنيسة السريانية الكاثوليكيةوالكنيسة القبطية الكاثوليكيةوغيرها من الكنائس

تصدت الكنيسة إلى الغزو الإسلامي على أوروبا في بلاط الشهداء وشجعت حركات الاسترداد في الاندلس واعلنت الحروب الصليبية لمساعدة الارثودوكس الذين هزموا في معركة ملاذكرد امام السلاجقة وللدفاع عن المسيحيين بالشرق الأوسط خصوصا بعد هدم كنيسة القيامة على يد المسلمين ويعتبر البعض ان تلك من النقاط السوداء في تاريخها لكن اخرون اعتبروه مجرد رد فعل ودفاع عن النفس من التهديد الإسلامي

في 1516 قام مارتن لوثر بثورة على الكنيسة كان من أهم نتائجها تاسيس الكنيسة اللوثرية وهو فتح الباب لظهور 28 الف كنيسة جديدة بروتستانتية ومن عجائب القول ان مارتن لوثر أثناء قداس في روما امتدح سلطة البابا واعتبره سلطة محمية من الله وان هذه السلطة ساهمت بحماية المسيحية من الهرطقات والانحرافات قبل أن يعلن عدائه للبابا ويدعوه ضد المسيح.

قامت الكنيسة الكاثوليكية باعادة إصلاح نفسها من الداخل في فترة لاحقة وقامت بتبشير الهنود الحمر والازتك إلى يسوع المسيح وهو ما أدى إلى انتشار المسيحية إلى العالم الجديد

إيمانها/
تشترك الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بالمعتقدات الدينية الأساسية نفسها للكنائس المسيحية الأخرى، خصوصاً الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والمشرقية. بما في ذلك قبول تعاليم الكتاب المقدس (بحسب فهمها له) وقبول العقائد المقررة في المجامع الكنسية خلال القرون الميلادية الأربعة الأولى (نيقية 325 والقسطنطينية 381). على ذلك فلعقيدة الخلافة الرسولية أهمية عظمى في الإيمان الكاثوليكي، لأنها تؤكد أن البابا (ممثل المسيح على الأرض) والأساقفة يمتلكون – بدرجات مختلفة – السلطة الروحية التي وهبها يسوع لتلاميذه. فما يقرره البابا منفرداً أو مع بقية أساقفته في المجامع الكنسية يعتبر معصوماً عندما يتعلق بقضايا التعليم العقائدي أو الأخلاقي.

التعاليم الجوهرية للكنيسة الكاثوليكية هي: حقيقة وجود الله، اهتمام الله بالكائن البشري الذي يستطيع بدوره الدخول في علاقة مع الله (عن طريق الصلاة)، الثالوث، لاهوت يسوع المسيح، خلود أرواح جميع البشر، كل إنسان مسؤل عن أعماله الخاصة وسيكافئ عنها بعد موته بالملكوت أو الجحيم، قيامة الموتى، تاريخية الإنجيل والتكليف الإلهي للكنيسة. وتنفرد الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بعقائد خاصة كالمطهر والعصمة البابوية والحبل بلا دنس وغيرها.

تعلم الكنيسة أن الدافع الرئيسي للسلوك الأخلاقي يجب أن يكون محبة الله. وأن لا شيء مما خلقه الله هو شرير بذاته ولكن يمكن أن يستخدم في خدمة الشر. وفيما يتعلق بغير الكاثوليك فأن الله قد جعل في كل شخص القدرة على بلوغ الخلاص، فقط إن تمسك بالخير الذي يعلمه إياه إيمانه بغض النظر عن جهله. ولكن هؤلاء الذين يداومون على مايعتبرونه شراً سوف يلعنون، ومن بينهم الأشخاص الذين يقاومون الكنيسة وهم يعلمون بأنها الكنيسة الوحيدة الحقيقية. تعتقد الكنيسة بوجود نوعين من الخطايا: خطايا أو زلات عرضية وخطايا خطرة تعرف بالخطايا السبع المميتة

العبادة/
تعتقد الكنيسة بأنها تمتلك نظام يسمح لها بنقل نعمة الله مباشرة للبشرية بما يعرف بأسرار الكنيسة. فيمارس الكاثوليكي العادي سر التوبة والاعتراف (مرة واحدة على الأقل في السنة) الإفخارستيا (على الأقل زمن عيد القيامة)، ويعتبر هذا السر مركز العبادة الجماعية بما يعرف بالقداس. وللصلوات الخاصة والتأمل أيضاً أهمية كبيرة، وينتظر من كل مؤمن أن يكرس يومياً بعضاً من وقته للصلاة التي هي أكثر من مجرد طلب للخيرات. والكنيسة تقبل طرق مختلفة للصلاة (المسبحة الوردية والرياضات الروحية...إلخ)، يعتبر إنكار الذات جزءاً مهماُ فيها.