- السبت مايو 28, 2011 8:16 pm
#37002
فى تصريحات له أكد وزير الخارجية المصرى د. نبيل العربى، أن إيران ليست عدوا، كما أبدى كذلك استعداده الكامل لرفع التمثيل الدبلوماسى مع إيران إلى مستوى السفراء،
فى حال قبول الجانب الإيرانى لذلك، مؤكدا فى الوقت نفسه استعداد مصر الكامل لفتح صفحة جديدة مع كافة الأطراف، ولم يكن التصريح المصرى هو الأول فى هذا الإطار، حيث سبقه تصريح من جانب وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى، والذى اعتبر فيه أن النظام السابق كان العائق الرئيسى أمام علاقات طبيعية بين البلدين، مؤكدا نية بلاده إعادة العلاقات المصرية الإيرانية إلى سابق عهدها قبل الثورة الايرانية عام 1979.
لقد كانت الرؤية المصرية للدور الإيرانى بالشرق الأوسط إبان النظام السابق قد قامت على أساس تنافسى، على اعتبار أن إيران تسعى لتقديم نفسها كدولة قائدة بالمنطقة بديلة لمصر، من ناحية أخرى كان هناك قلق مصرى مما سمى بتمدد النفوذ الشيعى، خاصة وأن مصر– بلد الأزهر الشريف– تعد مركزا للإسلام السنى فى العالم العربى، وقد كانت تلك الرؤية سببا رئيسيا لرفض النظام السابق لأى دور إيرانى بالمنطقة، محملا إياه مسئولية عدم الاستقرار الأمنى، داخل العديد من الدول العربية، وتهديد أمنها فى سبيل توسيع النفوذ الإيرانى بالمنطقة.
ولكن بعد سقوط النظام المصرى، وبداية مرحلة جديدة يثور التساؤل حول الكيفية التى يمكن من خلالها صياغة العلاقات المصرية–الايرانية فى المرحلة المقبلة، خاصة مع وجود خلافات عميقة فى الرؤى السياسية بين البلدين تجاه مختلف قضايا المنطقة، منها على سبيل المثال استراتيجية التعامل مع إسرائيل، فى ظل تبنى إيران لمنهج المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، ودعمها كذلك لجماعات المقاومة المسلحة داخل العديد من الدول العربية مثل حزب الله اللبنانى، وحركة حماس بفلسطين مما يهدد فى كثير من الأحيان استقرار هذه الدول، كما أن لغة التهديد التى اعتادت إيران استخدامها، فى السنوات الأخيرة، تجاه جيرانها الخليجيين، تعد سببا رئيسيا لتهديد أمن منطقة الخليج، والتى تعد عمقا استراتيجيا لمصر.
أعتقد أنه من الصعب جدا أن تكون هناك علاقات مصرية إيرانية قوية فى ظل وجود صراع عربى– فارسى، خاصة وأن مصر جزء من محيطها العربى، وبالتالى فإن أمن مصر هو جزء مما يسمى بـ"الأمن القومى العربى"، وهنا تظهر الحاجة إلى أمرين فى غاية الأهمية، وهما:
الأول: توحيد الصف العربى من خلال إيجاد رؤية عربية مشتركة تجاه كافة قضايا المنطقة، بحيث يتم التوافق على تلك الرؤية، ليس فقط بين الحكومات، إنما تمتد إلى إشراك كافة الفصائل والطوائف الفاعلة داخل كافة الدول العربية.
الثانى: أن تظهر إيران حسن نواياها تجاه جيرانها العرب، وأن تكف عن لغة التهديد التى تستخدمها تجاههم، وبالتالى تخفيف القلق العربى مما يسمى طموح إيران التوسعى، وهو ما يفتح الباب أمام نشاط عربى، يمكن أن تقوده الجامعة العربية، للتوصل إلى صيغة عربية – إيرانية مشتركة، تجاه كافة القضايا بالمنطقة بما فيها الصراع العربى الإسرائيلى والمسألة النووية وغير ذلك.
إن تطبيع العلاقات المصرية الإيرانية سيكون مفيدا للغاية من عدة جوانب، لعل أهمها هو تغيير توجهات الدبلوماسية المصرية، نحو مزيد من الاستقلالية بعد عقود من التبعية للولايات المتحدة وحلفائها، أدت إلى تحييد وتهميش الدور المصرى تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وهو ما أدى إلى تهديد حقيقى للأمن القومى المصرى خلال السنوات الماضية.
فى حال قبول الجانب الإيرانى لذلك، مؤكدا فى الوقت نفسه استعداد مصر الكامل لفتح صفحة جديدة مع كافة الأطراف، ولم يكن التصريح المصرى هو الأول فى هذا الإطار، حيث سبقه تصريح من جانب وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى، والذى اعتبر فيه أن النظام السابق كان العائق الرئيسى أمام علاقات طبيعية بين البلدين، مؤكدا نية بلاده إعادة العلاقات المصرية الإيرانية إلى سابق عهدها قبل الثورة الايرانية عام 1979.
لقد كانت الرؤية المصرية للدور الإيرانى بالشرق الأوسط إبان النظام السابق قد قامت على أساس تنافسى، على اعتبار أن إيران تسعى لتقديم نفسها كدولة قائدة بالمنطقة بديلة لمصر، من ناحية أخرى كان هناك قلق مصرى مما سمى بتمدد النفوذ الشيعى، خاصة وأن مصر– بلد الأزهر الشريف– تعد مركزا للإسلام السنى فى العالم العربى، وقد كانت تلك الرؤية سببا رئيسيا لرفض النظام السابق لأى دور إيرانى بالمنطقة، محملا إياه مسئولية عدم الاستقرار الأمنى، داخل العديد من الدول العربية، وتهديد أمنها فى سبيل توسيع النفوذ الإيرانى بالمنطقة.
ولكن بعد سقوط النظام المصرى، وبداية مرحلة جديدة يثور التساؤل حول الكيفية التى يمكن من خلالها صياغة العلاقات المصرية–الايرانية فى المرحلة المقبلة، خاصة مع وجود خلافات عميقة فى الرؤى السياسية بين البلدين تجاه مختلف قضايا المنطقة، منها على سبيل المثال استراتيجية التعامل مع إسرائيل، فى ظل تبنى إيران لمنهج المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، ودعمها كذلك لجماعات المقاومة المسلحة داخل العديد من الدول العربية مثل حزب الله اللبنانى، وحركة حماس بفلسطين مما يهدد فى كثير من الأحيان استقرار هذه الدول، كما أن لغة التهديد التى اعتادت إيران استخدامها، فى السنوات الأخيرة، تجاه جيرانها الخليجيين، تعد سببا رئيسيا لتهديد أمن منطقة الخليج، والتى تعد عمقا استراتيجيا لمصر.
أعتقد أنه من الصعب جدا أن تكون هناك علاقات مصرية إيرانية قوية فى ظل وجود صراع عربى– فارسى، خاصة وأن مصر جزء من محيطها العربى، وبالتالى فإن أمن مصر هو جزء مما يسمى بـ"الأمن القومى العربى"، وهنا تظهر الحاجة إلى أمرين فى غاية الأهمية، وهما:
الأول: توحيد الصف العربى من خلال إيجاد رؤية عربية مشتركة تجاه كافة قضايا المنطقة، بحيث يتم التوافق على تلك الرؤية، ليس فقط بين الحكومات، إنما تمتد إلى إشراك كافة الفصائل والطوائف الفاعلة داخل كافة الدول العربية.
الثانى: أن تظهر إيران حسن نواياها تجاه جيرانها العرب، وأن تكف عن لغة التهديد التى تستخدمها تجاههم، وبالتالى تخفيف القلق العربى مما يسمى طموح إيران التوسعى، وهو ما يفتح الباب أمام نشاط عربى، يمكن أن تقوده الجامعة العربية، للتوصل إلى صيغة عربية – إيرانية مشتركة، تجاه كافة القضايا بالمنطقة بما فيها الصراع العربى الإسرائيلى والمسألة النووية وغير ذلك.
إن تطبيع العلاقات المصرية الإيرانية سيكون مفيدا للغاية من عدة جوانب، لعل أهمها هو تغيير توجهات الدبلوماسية المصرية، نحو مزيد من الاستقلالية بعد عقود من التبعية للولايات المتحدة وحلفائها، أدت إلى تحييد وتهميش الدور المصرى تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وهو ما أدى إلى تهديد حقيقى للأمن القومى المصرى خلال السنوات الماضية.