هل ستتبع امريكا سياستها مع ايران مثل سياستها مع العراق

[احمد العواجي 1]

نعم . هذه السياسة واضحة فبالتالي لا تعتبر سرا حتى ولو لم يقولوا ذلك . فقد فعلوا ذلك مع العراق وبفعلون ذلك مع حركة حماس والان مع ايران . وهذه السياسة سياسة كهن . فهم يتجنبون المواجهة المباشرة معهم . ولكنهم يحدثون شرخا في العلاقة بين القيادة والشعب . وذلك عندما يجد الناس انهم محرومون من ابسط احتباجاتهم لان قيادتهم عرضت نفسها لموقف دولي صعب . فبالتالي تصبح القيادة هي المشكلة وليس المبدأ السياسي . فمن سأل مثلا عن عدالة احتلال العراق ونهب ثرواته و ابادته ؟ لان المهم اصبح عند العراقيين ان تزول القيادة المشكلة . ولم يعد مهما عدالة موقف صدام من عدمه . فالمبدأ الذي ادى الى الحصار قد لا يكون سليما ومع ذلك فقد فقد اهميته . وجركة حماس لم يحبها احد لتطرفها الديني . ولكن لم يعد مهما ان اسباب وجودها اصلا هو السياسة الاسرائيلية التي تتبنى الاستيطان والقتل كسياسة رسمية تباركها امريكا . فقد اعتبرت الادارة الامريكية حتى الجناح السياسي لحماس ارهابيا . وهو ما سمح لاسرائيل ان تغتال قيادات حماس والتي بعضها كوادر مدنية لا تعرف شيئا في الحرب اكثر مما تعرفه جدتي . ومع ذلك فقد طبق هذا الحصار في عهد اغبى اغبياء الرؤساء الامريكيين جورج بوش الذي لم يكن بفرق بين الكنافة والعضو التناسلي للثور . وطوال هذه السنين ورغم الحصار فقد عجزت اسرائيل عن تقديم حلول منطقية للمشكلة وكلما احكمت الحصار كلما ازداد الاستبطان والتهويد وعمليات الاغتيال . وهذا الحصار جائر لانه لولا تدخل المجتمع الدولي لقضوا على مليوني شخص من الجوع والبرد والمرض في اكبر جريمة انسانية . ونفس السياسة الان مع ايران . المشكلة ليست ايران بقدر ماهي اصلا مشكلة امريكية . فالتعامل مع امريكا بشكل نستثني فيه الصهيونية تقريبا مستحيل . فكل ما يتعارض مع الصهيونية هو عداء للسامية وكره لليهود واعداء لامريكا وارهابيين . وتتعامل امريكا في هذا الوضع بعنصرية شديدة ويتصرفون بما يشبه تصرفات الاطفال دون ادنى احساس بالمسؤولية . فكل المشكلة ان اسرائيل احدثت سباق تسلح نووي في الشرق الاوسط . وخاصة عندما ادركت دول المنطقة ان القوة الاسرائيلية النووية هي ليست لحماية المنجزات بل لحماية الانتهاكات . فهم يريدون ان بصنعوا بالفلسطينيين وباراضيهم وبالدول المجاورة ما يشاؤون دون ان يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم . وزاد الطين بلة ان الاقتصاد الايراني اصلا ضعيف والبترول الايراني لن يكفي احدا فكان الخيار التوجه للنووي . ولكن اسرائيل و جدت في ذلك عائقا كبيرا امام طموحاتها في المنطقة . لان النووي سلاح رادع . فكما ضربت المفاعل النووي للعراق وسوريا ارادت ان تقوم بما يشبه ذلك في ايران . ولكن ايران تختلف قليلا . فهي تملك القدرة على القيام بعمليات كبيرة في حال ضربها وخاصة لو ان لديها قنابل تووية سرية . فاي صاروخ ايراني واحد فقط يجمل رأسا نوويا يعتبر يوم القيامة في اسرائيل او الرياض او قطر . كما ان مئات الالاف من الجنود الامريكيين يتواجدون بين افغانستان والعراق وهؤلاء قد يثبتون انهم في النهاية ثمن اي ضربة لايران . وهذا غير احتمال ضرب مراكز انتاج النفط في الخليج مما يجعل سعر البرميل الواحد اكثر من الف دولار اذا وجد اصلا . فمالحل ؟ الحصار . هل بستطيعون ان يناقشوا اسرائيل في امتلاكها النووي الذي تسبب في هذا السباق النووي ؟ لا طبعا . فعضو الكونغرس الامريكي والعياذ بالله ان يكونوا مرتشين مستعد ان يترك زوجته واولاده ولا يتنازل عن اسرائيل العجوز الشمطاء قيد انملة .
الهدف الثانوي للحصار هو ان تصير الاسلحة قديمة وصدئة لا تنفع للحرب .