واجب العلاقات الدوليه التلخيص سوري دكتور على التأخير
مرسل: الأحد يونيو 15, 2008 7:13 am
وقد تميز النسق الدولي الجديد جمله من الخصائص مغايرة لخصائص السابقة
ويأتي في مقدمة هذه الخصائص كون العالم الآن بصدد نسق دولي أحادي القطب
(الولايات المتحدة الأمريكية) وهي القوة التي باتت بزوال الاتحاد السوفيتي
وتنفرد بتقرير مصير النسق الدولي . وعليه راح بعض الباحثين يطلقون على هذا النسق (مسمى النظام العالمي الجديد).
وفي ظل التراجع الكبير لظاهرة الصراع الأيديولوجي التي سادت حقبة الثنائية القطبية . برز الاهتمام بفكرة جديدة وهي (صدام الحضارات ونهاية التاريخ ).
وبزوال الاتحاد السوفيتي تخلي الجميع عن الماركسية كنظام سياسي ومنهج حياة.
وانتهى أضخم صراع أيديولوجي عرفه التاريخ الحديث. الذي قسم العالم الى معسكرين أيديولوجيين . أولهما الولايات المتحدة وتعتنق الفكر الليبرالي
والأخر الاتحاد السوفيتي وتعتنق الفكر الماركسي وبزوال الاتحاد السوفيتي وتخليه عن الماركسية راح الأمريكان وحلفاؤهم يعلنون انتصارهم أيديولوجيا وتنظيميا وسياسيا على معسكر السوفييت لكي يفسح المجال لصراع فكري عقائدي جديد أطلق عليه هنتنغتون (صدام الحضارات) في حين رأى فوكوياما أننا بصدد نهاية التاريخ وهي أن الإنسان قد أدرك نمط الحياة الأمثل (المتمثل في الليبرالية) والتي تمثل الحقيقة المطلقة . وذروة التقدم الإنساني. وأعلي مراحل الكمال البشري في التنظيم السياسي والاقتصادي والاجتماعي....
وارتباطا بما تقدم انتقل السجال العقائدي من منطقة الصراع الأيديولوجي (الليبرالي – الماركسي) إلى منطقة صدام الحضارات , وأبدل بالحديث في الغرب الليبرالي عن الخطر الأحمر (الشيوعي) الحديث عن الخطر الأخضر (الإسلام). وبالنظر إلى أن الإسلام في تصور العديد من المفكرين والساسة الغربيين بات يشكل العدو الجديد لنمط الحياة الغربي بعد تراجع الماركسية بمختلف تطبيقاتها . وعليه فسرعان ما ظهر في أفق الفكر الغربي- لاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر- مصطلح جديد هو ( (الإسلاموفوبيا) بمعني الخوف من الإسلام. وفي ظل أجواء كهذه باتت الفكر المسيطر على كثير من المفكرين العرب والمسلمين أن الهوية العربية والإسلامية أضحت في خطر , على اعتبار أن الغرب إنما يستهدف هذه الهوية بالتشويه والإقصاء. بل بالسعي إلى طمسها, متدثرة في ذلك بدثار الحرب على الإرهاب حينا, والتدخل لفرض الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان لاسيما ( حقوق المرأة) وحقوق الأقليات أحيانا أخرى..
ولا يفوتنا في إطار الحديث عن الصراع الهويات هذا أن نشير إلى ظاهرة ذات صلة بة ألا وهي استشراء الحركات العرقية وتنامي دورها في عالم ما بعد الحرب الباردة إنها الحركات التي شجعها تفكك الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا على السعي إلى الحصول لجماعاتها العرقية على حق تقرير المصيـــر من خلال دول مستقلة تجسد هوياتها وتعبر عن ذاتياتها. وبالتالي انتهت النظرة التقليدية لتلك الصراعات باعتبارها شؤونا داخلية يجب على الآخرين عدم التدخل فيها ...
ولقد صاحبت كل ما تقدم خاصية جديدة عظيمة الخطر والأهمية. اتسمت بها البيئة الصراعية الدولية في عالم ما بعد الحرب الباردة . وتتمثل هذه الخاصية في تراجع مبدأي (السيادة) و(عدم التدخل الشؤون الداخلية للدولة). والتي أقرتها معاهدة وستفاليا العام(1648( .
وأخيراً وليس أخرا, شهدت البيئة الصراعات لعالم ما بعد الحرب الباردة ظهور قوى نوويه جديدة . إذ تأكد منذ مايو 1998 امتلاك كل من الهند وباكستان للسلاح النووي ثم كوريا الشمالية عام 2006 , كما أن هناك شكوك عميقة تساور القوى الكبرى حول إمكانية امتلاك إيران لذالك السلاح في القريب العاجل .
أولا: مفهوم إدارة الصراع الدولي في الأدبيات المعاصرة:
ليس هناك اتفاق بين الباحثين المعاصرين حول مفهوم الصراع الدولي . وذلك بأن الصراع الدولي كما يقول إسماعيل صبري (أنها ظاهرة تنفرد عن غيرها من الظواهر العلاقات الدولية بأنها ظاهرة متناهية التعقيد, ومتعددة الأبعاد, وتتداخل مسبباتها ومصادرها, وتشابك تفاعلاتها وتأثيراتها المباشر والغير مباشر....
وأن لفظ الصراع كما يقول mitchel تتداخل من حيث مدلولها مع المنافسة, والتوتر, والعداء, والكفاح, والتنافر, والخصومة, والانقسام والنزاع. ثم أن الصراع الدولي يحمل في بطنه مفهوم الأزمة الدولية, على اعتبار أن الأزمة كما يقول holsti هي أحدى مراحل الصراع.
ويضاف إلى التعقيدات التي تجابه تحديد مفهوم الصراع الدولي هو ظهور لاعبين دوليين ولاسيما في ظل مرحلة ما بعد نهاية الحرب الباردة قد تزايد عددهم
وتنوعت أنماطهم..
وكان الاختلاف بائنا بين الباحثين بصدد تحديد مفهوم الصراع الدولي, وبالتالي بصدد تحديد مفهوم إدارة الصراع الدولي, وعلى الجملة فإنه يتعين أن نميز بين اتجاهين رئيسيين بصدد تعريف ذينك المفهومين:
الاتجاه الأول: ينظر إلى الصراع الدولي بأنه ظاهرة طبيعية, بحسبان أن الأصل في العلاقات بين الدول هو طبيعتها الصراعية, فهي صراع من أجل القوة, صراع بين قوى متفاعلة على المصالح المتنافرة أن كل دولة هي بالضرورة في صراع دائم من أجل مع العالم الخارجي من أجل تحقيق أهدافها بوسيلتين رئيسيتين هما الدبلوماسية والعنف(الحرب). أو كما يقول Waltz أن الطبيعة للبيئة الدولية هي بيئة فوضوية لا توجد بها سلطة عليا يفرض القانون بها.
الاتجاه الثاني: فهو يعكس الاتجاه الأكثر شيوعاً في دراسة ظاهرة الصراع الدولي وهو أن الصراع الدولي حالة مرضية,, بمعنى أن الصراعات الدولية هي علاقات أو واقف أو أوضاع دولية تنطوي على مشكلات يتعين إيجاد الحلول لها..
وليس هناك أتفاق بين أصحاب هذه النظرة وتلك الدراسات حول مدلول واحد لعبارة إدارة الصراع الدولي, وهذا الاختلاف هو لعدم الاتفاق على تعريف موحد للصراع الدولي من جهة, وتداخل مفهوم إدارة الصراع الدولي مع مفاهيم أخرى وهي: مفهوم حل الصراع ومفهوم ضبط الصراع ومفهوم منع الصراع و مفهوم تجنب الصراع...
وارتباطا بما تقدم تختلف الرؤى , فيرىDixon أن الصراع الدولي ينشأ من الإدراك المتبادل لتناقض المصالح المادية والقيم الأساسية بين طرفين دوليين أو أكثر, وهو مسألة قد تتعلق بالسيادة ,أو الأمن القومي, أو الهوية, وهو يعرف إدارة الصراع بأنها(جملة الجهود التي تستهدف تحقيق السلام بين أطراف الصراع.(
ويعرف Watkinsو Rosegrant إدارة الصراع الدولي بأنها عملية يقوم بها طرف دولي ما يسمى الطرف الثالث يتدخل من خلالها بين أطراف صراع دولي قائم بغية تجنب التصعيد ونزع فتيل التوتر, ومنع تفاقم ذالك الصراع.
وينفرد كل من said-lerche باستخدام عبارة ضبط الصراع تعبيرا عن مضمون إدارة الصراع وهما يحددان وسائل ضبط الصراع في ما يلي :
1) و سائل سلمية و هي قد تكون سياسية: كالتفاوض والوساطة والتوفيق...
2) إجراءات إكراهية : كاستدعاء الدبلوماسيين أو طردهم....
3) استخدام القوة وتعني الحرب...
وهناك ثمة استراتيجيات لمفهوم إدارة الصراع وهي:
1) استراتيجيه تجنب الصراع...
2) استراتيجيه منع الصراع....
3) استراتيجيه تثبيت الصراع...
4) استراتيجيه حل الصراع...
وقدم BURTON نظرية لحل الصراع من خلال إزالة المشكلة المسببة له فيما يلي
1) التعرف على أطراف الصراع ومرماه...
2) إجلاس إطراف الصراع إلى طاولة المفاوضات لمناقشة العلاقات.....
3) الاختيار بين بدائل الحلول الممكنة للمشكلة ....
بعض الخبراء يرون أن عملية إدارة الصراع تستهدف ثلاث أهداف:
1) منع انفجار صراع مدمر .....
2) تيسير الانتقال بالصراع القائم من مرحلة التراشق بالسلاح إلى التراشق بالكلمات.
3) التمكن للتحول بعلاقات الأطراف المتصارعة من مرحلة الصراع إلى مرحلة السلام الدائم ......
ثانياً: الاتجاهات المعاصرة في دراسة أساليب إدارة الصراع الدولي:
1) الاتجاهات التي تركز على الوسائل في إدارة الصراع :
تجرى عملية إدارة الصراع الدولي في معظم الأحوال من خلال تدخل طرف ثالث يسعى إما إلى منع الصراع, أو ضبطه, أوحله, أو تحقيق السلام بين أطراف الصراع.....
وأيا كانت أهداف القائمين على أدارة الصراع , فإنهم يلجأون في سبيل تحقيق هذه لأهداف إلى وسائل عديدة ومتنوعة. ويلاحظ أن الوسائل التي حظيت باهتمام الباحثين المعاصرين تتمثل في:
1) الوسائل الدبلوماسية( التفاوض- المساومة-الوساطة(
2) العقوبات الاقتصادية.
(3 التهديد باستخدام القوة والاستخدام الفعلي لها.
وفي ما يلي محاولة لتقديم تصنيف للاتجاهات المعاصرة في دراسة إدارة الصراع الدولي استنادا إلى أساليب إدارة الصراع الدولي التي تركز عليها.
1) الوسائل الدبلوماسية في إدارة الصراع:يلاحظ أن الوسائل الدبلوماسية في إدارة الصراع الدولي قد استأثرت بالجانب الأكبر من اهتمام الباحثين المعاصرين, حيث تعددت وتنوعت الدراسات التي عني أصحابها بهذه الوسائل, ويرى Watkins أن التفاوض هو أفضل الطرق لتطويق الصراع. والوصول إلى الترتيبات والأوضاع الدولية المرغوبة.ويدللان على ذلك بنجاح المفاوضين الأمريكيين في حشد التحالف في مواجهة العراق غداة غزو الكويت في أغسطس 1990, ونجاح الدبلوماسية الأمريكية في احتواء الموقف الكوري الشمالي, وجعلها تقبل بإخضاع منشأتها النووية للتفتيش الدولي....
ويعرف foster—التفاوض بأنه العملية التي من خلالها تنحو التوجيهات والأفكار والآراء المتعارضة لأطراف الصراع إلى التغيير في اتجاه التقارب بما يهيئ لزيادة احتمالات الوصول إلى نتائج ترضيه لجميع الأطراف, ويضيفون إلى أن المساومة لا تستند فقط إلى مجرد التفاوض, وإنما كذالك إلى التلويح باستخدام القوة لتدعيم موقف المفاوض في الوصول إلى أهدافه من عملية التفاوض.
ويرى إسماعيل صبري بأن المساومة قد تكون تصالحيه وقد تكون إكراهية, فأما المصالحة التصالحيه فتقوم على قاعدة الأخذ والعطاء بين أطرافها ووعيهم بالمزايا المشتركة بينهم, وتكون عملية المساومة بينهم في إدارة الصراع منطلقة من منطلق المصالح المشتركة,وأما الإكراهية فهي التي تجري في مناخ من التهديد, والإرهاب, ولتخويف, وعروض القوة والابتزاز والتي تمارسه الدول القوية على الضعيفة وذلك بغيت إملاء شروط مجحفة عليها, وهذه المساومة تنحو إلى تركيز على دائرة المصالح المتنازع عليها.
ويوجز Schelling أهمية المساومة في عبارة تركيزه قوامها: إن الدبلوماسية هــــــــــــي المساومة..
الدبلوماسية الوقائية:
احتل مفهوم الدبلوماسية الوقائية مكانا مرموقا في الدراسات المعاصرة المعنية بالصراع الدولي, وتنحدر تحت استراتيجيه منع الصراع .
وقد ورد مفهوم الدبلوماسية الوقائية في تقرير السكرتير العام للأمم المتحدة كما يقول السيد أيمن شلبي أن الدبلوماسية الوقائية هي أكثر الأساليب الدبلوماسية فعالية,كما إن الحاجة إليها أصبح أكثر إلحاحا, حيث أنها تستهدف تخفيض التوتر قبل أن يترتب عليه صراع فعلي.
ويقول George عن الدبلوماسية الوقائية في ظل ما بعد الحرب الباردة وتزايد عدد الصراعات الداخلية أصبح من الغير الممكن التعامل مع هذه الصراعات بقواعد الحرب الباردة, وبالتالي بات من المتعين على صانعي القرار والباحثين على حد سواء- العمل نحو تطوير معرفه جديدة, واستحداث طرق جديدة لتعامل مع هذه الصراعات قبل أن تنفجر وتتحول إلى صراعات مسلحة واسعة النطاق.
ويرى George أنه يجب التعامل مع المشكلة النووية الكورية الشمالية كصراع كامن من خلال الدبلوماسية الوقائية وإلا قد نصبح بصدد حالة من الفرص الضائعة كتلك التي شهدنا ها في صراعات عديدة حال الأزمة الصومالية ...
وساطة الطرف الثالث وإدارة الصراع الدولي:
تتبنى المؤسسة الأمريكية لإدارة الصراع تعريفا للوساطة قوامها: بأنها عملية يقوم من خلالها طرف ثالث محايد)يعرف بالوسيط( بالتعامل مع أطراف صراع ما, ومساعدتهم على إيجاد حل لصراعهم. والطرف الثالث قد يكون دولة, أو مجموعة دول, أو منظمة دولية أو إقليمية, أو منظمة غير حكومية, أو حتى فرد من أو مجموعة ما من الأفراد..
ويعرفهTERRIS-MAOZ الوساطة بأنها مجموعة من الإجراءات يتخذها طرف دولي ما إزاء صراع على المصالح بين طرفين آخرين بقصد حل الصراع بالوسائل السلمية,وقد انتهى الباحثان إلى أن نجاح الوساطة يتوقف على عدة عوامل:
(1 هوية الطرف الثالث القائمة بالوساطة
(2 الإستراتيجية التي يتبعها في هذا الصدد
(3 طبيعة الرابط أو العلاقات التي تربط الطرف الثالث وطرفي الصراع
(4 تاريخ عميلة الوساطة السابقة في هذا الصراع
(5 مدى رغبة أطراف الصراع في نجاح الواسطة
ويقول KLEIDOER إن الوساطة هي أسلوب من أساليب إدارة الصراع الدولي يقنع بمقتضاه طرف ثالث أو اثنين أو أكثر من الأطراف المتصارعة بإيجاد حل للصراع يحول دون اللجوء إلى استخدام القوة. وهو يرى أن نجاح الوساطة وفعاليتها في الصراع ما أنما يتوقفان على خصائص تتعلق بطبيعة الصراع وهي:
1) مدى تجذر الصراع..
(2 مدى التوتر الذي ينطوي عليه الصراع ....
(3طبيعة وأهمية الأهداف أ, القضايا التي يدور حولها الصراع ...
كما يتوقف نجاح وفعالية الوساطة على عدة خصائص وهي :
1)هوية أطراف الصراع الحقيقيين .....
2)مدى انغماسهم بالصراع ....
3) طبيعة النظم السياسية لهذا الصراع ....
(4دوافع أطراف الصراع لقبول الوساطة....
5) طبيعة العلاقات السابقة بين هذه الأطراف....
6) توازن القوى فيما بين أطراف الصراع.....
وعلى صعيد التوقيت تدخل الأطراف الثالثة بالوساطة يرى SEAVER أنه يجب أن تبدأ الوساطة مبكرا بقدر الإمكان في إدارة الصراع, في حين يرى كل من
THORSON - KRIESBERG أنه يجب التدخل في المراحل المتأخرة...
ويقدم ROTHMAN استراتيجيه لإدارة الصراع العرقي(من خلال أسلوب تدخل طرف ثالث) يحدد من خلالها ثلاث مراحل يجب أن يلتزمها الطرف الثالث حتى تأتي وساطته فعالة.
وتتمثل هذه المرحلة في:
(1 تشجيع أطراف الصراع على وضع حد زمني لإنهاء الأعمال العدائية...
(2إيجاد أرضية مشتركة وتصور مبدئي بين أطراف الصراع لشتى الجوانب والقضايا المتعلقة به...
(3 دخول الأطراف في عملية مساومة بغية التواصل إلى حل نهائي للصراع...
2) العقوبات الاقتصادية: تعني العقوبات الاقتصادية –كما يقول Naylor مجموعة من الإجراءات العقابية ذات الطابع الاقتصادي يتخذها طرف دولي ما(منظمة دولية أو دولة) في مواجهة طرف دولي آخر, وتتمثل أهو هذه الإجراءات بالحصار, الحظر, وهي تستخدم عادة بغية تحقيق أهداف سياسية لطرف المستخدم لها- في معظم الأحيان- على تغيير التوجهات السياسية لطرف الخاضع للعقوبات, بما يتماشى مع رغبة ومصلحة الطرف المستخدم لها.
ويرى كلاً من luttwak وnester أنه بانتهاء الحرب الباردة تضائله دور الأداة العسكرية وقوت نيران المدافع أمام قوة رأس المال وتعاظم القوة الاقتصادية.
كذالك يرىConroy بأن عقد التسعينات هي بحق عقد العقوبات الاقتصادية.
في المقابل نجد دراسات عديدة تشكك فعلاً في فعالية العقوبات الاقتصادية بوصفها أداة لإدارة الصراع الدولي,,, فمثلاً يرى Pape أن العقوبات الاقتصادية في معظم الأحيان ليس في مقدورها في معظم الأحيان أن تحقق أهداف سياسية طموحا, كما استخدام القوة العسكرية في مواجهتهم, ويضرب مثال على ذلك حرب الخليج الثانية والعقوبات الاقتصادية التي فرضه على العراق وتسببت في مقتل 567ألف طفل عراقي وهذا ما لم تسببه الحرب العسكرية والتي راح فيها 40 ألف من العسكريين وخمسة آلاف من المدنيين,ويرى pape إيضا أنه في ظل ضعف العقوبات الاقتصادية فهذا لا يعني استخدم القوة العسكرية مباشره, ذلك لأن استخدام القوة قد يفشل في بعض الأحيان كما حدث في كل من فيتنام والصومال. وعليه فعلى صانع القرار أن يقيم في كل موقف صراعي على حده, أفضلية أي من الوسائل الدبلوماسية أم استخدام القوة المسلحة في إدارة الموقف..
ويقول غسان سلامه أن فعالية العقوبات الاقتصادية في إدارة الصراع الدولي أصبحت محل شك...
ويرى Nicholson أن العقوبات الاقتصادية لا غنى عنها كأسلوب لإدارة الصراع الدولي غير أن فعاليتها قد لا تظهر في بعض الموقف الدولية وهذا لعدة أسباب:
1) عدم التزام بعض دول الاقتصادية الكبرى (سواء في السر أو في العلن) بتطبيق العقوبات.
2) أن اقتصاديات الدول التي تتعرض للعقوبات قد تكون من المرونة بحيث تستوعب بصورة أو بأخرى الآثار السلبية الناجمة عن تلك العقوبات.
(3 أن وطأة العقوبات غالبا تقع على الشعوب دون الحكومات وبالتالي لا تتأثر بها القيادات السياسية لا سيما بالنظم الاستبدادية التي لا تهتم بالصعوبات التي تواجهها شعوبهم.
2) فيرى أصحابه أن العقوبات الاقتصادية هي أداة غير فعالة في إدارة الصراع الدولي, كما أ، لها آثار سلبية خطيرة على المواطنين العاديين (من دون الحكومات) في الدول المعرضة لها, ذلك إلى جانب أنها قد تضر بمصالح دول أخرى لها علاقات اقتصادية معه مع الدول الواقعة تحت وطأة هذه العقوبات.
3) فيؤكد أصحاب هذا الاتجاه إن العقوبات الاقتصادية هي أداة لا غنى عنها في إدارة الصراع الدولي ولكـــــــــــــن بشرط أن يراعى في تصميمها واستخدامها أن تحقق الأهداف السياسية المتوخاة من ورائها من دون الإضرار بالمدنيين, وكذالك من دون الأضرار بمصالح الدول الأخرى التي تربطها بالدولة الخاضعة للعقوبات بمصالح اقتصادية مهمة.
(3 القوة , إدارة الصراع الدولي في الأدبيات المعاصرة:
يقع استخدام القوى في إدارة الصراعات الدولية على وجهين:
1) التهديد باستخدامها وهذا يمثل عملا من أعمال الدبلوماسية وتكون القوة هنا داعما للموقف التفاوضي للطرف المهدد باستخدامها.
2) استخدام الفعلي للقوة المسلحة من خلال الانغماس العسكري المباشر في الصراع.
أو على حد تعبيرART فأن استخدام القوة قد يكون سلميا وقد يكون فعليا..
الاستخدام الفعلي للقوة هي القيام بعمليات عسكرية فعلية في مواجهة الخصوم ..
أما الاستخدام السلمي فتعني مجرد التلويح باستخدام القوة لإجبار الخصوم على الامتثال لإرادة الدولة المهددة, إن التهديد باستخدام القوى يمثل الخطوة الثانية للعمل الدبلوماسي, في حين أن الاستخدام الفعلي للقوة فإنه يعد الملاذ الأخير في حال فشل كل الأساليب الأخرى. ويرى FEARON أن التهديد باستخدام القوة غالبا ما يكون فعالا في أدارة الصراعات والأزمات الدولية وبالتالي لا تضطر الدولة إلى الاستخدام الفعلي للقوة.
هذا ويعول العديد من الباحثين المعاصرين على فعالية استخدام القوة في إدارة الصراعات الدولية من خلال التدخل المباشر في حل هذه الصراعات القوة. فنجد أن الدراسات راحت تؤكد أهمية التدخل العسكري لأغراض إنسانية أم ما يطلق علية بالدبلوماسية التدخل الإنساني. والتدخل العسكري هنا يستهدف الدفاع عن حقوق الإنسان. أو حقوق الأقليات, أو وقف عمليات تطهير عرقي.
وراحت بعض الدراسات تركز على التغيير الذي حدث في الفكر الاستراتيجي الأمريكي في عالم ما بعد الحرب الباردة ة انفراد الولايات المتحدة بموقع القوة القطبية, حيث تحول هذا الفكر عن مبدأ كاسبار واينبرجر الذي قدمه عام 1984 والذي قوامه أن القوة يجب أن تستخدم كملاذ لحماية مصالح أمريكية. أما التهديد باستخدام القوة فلا يتعين أن يكون جزاء من العمل الدبلوماسي.
وقد تغير هذا الفكرة الاستراتيجي في ظل المستجدات في التسعينات وزوال الإتحاد السوفيتي في ظل شعور عارم بالتفوق العسكري القوات المسلحة الأمريكية التي أضحت الأكثر عددا والأعظم تفوقا من الناحية التدريبية, والأكمل إعدادا, والممتلكة لأعظم ترسانة تسليحيه كما وتقنية. كان من الطبيعي أن يتحول الفكر الأمريكي من مبدأ واينبرجر حيث راح العديد من المفكرين الأمريكيين وعلى رأسهم كولن باول ( وزير الخارجية السابق) وليس أسبن ( وزير الخارجية الأسبق) يؤكدون على فكرة استخدام القوة في إدارة الصراعات الدولية حيث باول على أن أي استخدام القوة من جانب الولايات المتحدة من شأنه إنجاز أهدافها بسرعة, وكما أنها لن تتحمل إلا الحد الأدنى من الخسائر في الجنود الأمريكيين.
وانطلاقا من هذا الفكر الأمريكي الجديد كان تدخل الولايات المتحدة في البوسنة من خلال الفترة 992 إلى 1996, حيث استخدم أسلوب التهديد بالقوة, ثم أسلوب العمليات العسكرية في هاييتي من عام 1994 إلى 1996.
وكذلك استخدم الأمريكيون أسلوب التلويح بالقوة في مواجهة كوريا الشمالية خلال الفترة 1995 إلى 1996بغية إجبارها على القبول بتفتيش دولي لمنشأتها النووية, كما قامت الولايات المتحدة بغارات جوية محدودة النطاق في مواجهة العراق عام 1999 بهدف إضعاف نظام صدام حسين.
كذالك فإن ثمة دراسة على قدر من الأهمية بصدد ما تقدم وهي Condoleezza –RICE أستاذ العلوم السياسية ومستشارة الرئيس الأمريكي جور بوش الأب لشؤون الأمن القومي سابقا ووزيرة الخارجية حالياً, وهي التي تمثل أول تبشير بمبدأ الحرب الاستباقيه الذي يتبناه الأمريكيون حالياً, حيث أكدت رايس من خلال دراستها هذه على أن الولايات المتحدة لابد لها في ظل تحديات عالم ما بعد الحرب الباردة أن تبرهن على قوتها المسلحة قادرة على الردع بل وخوض الحروب من أجل الدفاع عن المصالح الأمريكية في حال فشل الردع. وهي ترى ضرورة أن تتعامل الولايات المتحدة بكل حزم مع ما تطرحه- من تحديات- النظم الشريرة التي هي قوى معادية تسعى إلى امتلاك أسلحة دمار شامل وتعتمد في سياستها الخارجية على الإرهاب حال العراق وكوريا التي تسعي إلى امتلاك السلاح النووي وإيران التي تتبني الإرهاب وتسعي إلى امتلاك دمار شامل وتهدد إسرائيل.
وفي يرى nester أنه على الرغم من أن الأمم المتحدة قد تخلصت الآن من كثير من خلال التدخل العسكري لا تزال أقل بكثير مما يجب.فعلى سبيل المثال حققت المنظمة الدولية في إدارة الصراعات دولية حال حدوثها من خلال التدخل العسكري في مواجهة العراق1991, إلا أنها وقفت مكتوفة الأيدي إزاء صراعات أخرى مثل المشكلة الشيشانية1994-1996_1999-2003 وذلك نظراً بطبيعة الحال أن روسيا قوة كبرى ونووية ناهيك عن امتلاكها حق الاعتراض داخل مجلس الأمن..
وجملة القول في شأن موقف الاتجاهات الفكرية المعاصرة من مسألة استخدام القوة والتلويح باستخدامها في إدارة الصراع الدولي أن الأدبيات المعاصرة قد تناولت جوانب عديدة في هذا الصدد, فثمة اتجاهات يمثلها الفكر الاستراتيجي الأمريكي الرسمي في عالم ما بعد الحرب الباردة وهو الفكر الذي يؤكد أن استخدام القوة من خلال أسلوب التدخل العسكري المباشر في إدارة الصراع هو أكثر الوسائل فعالية في هذا المجال, وهو كذلك الفكر الذي يمكن أن نطلق عليه مبدأ باول ورايس.
وكذلك ثمة دراسات ركزت على فكرة التدخل العسكري لفرض الديمقراطية, وأخرى عديدة انصبت على فكرة التدخل العسكري لأغراض إنسانيه, في حين أن ثمة دراسات أخرى أكدت أن استخدام القوة العسكري يتعين أن يكون في خدمة الدبلوماسية التي هي الأسلوب الرئيسي لإدارة الصراع الدولي.
ويأتي في مقدمة هذه الخصائص كون العالم الآن بصدد نسق دولي أحادي القطب
(الولايات المتحدة الأمريكية) وهي القوة التي باتت بزوال الاتحاد السوفيتي
وتنفرد بتقرير مصير النسق الدولي . وعليه راح بعض الباحثين يطلقون على هذا النسق (مسمى النظام العالمي الجديد).
وفي ظل التراجع الكبير لظاهرة الصراع الأيديولوجي التي سادت حقبة الثنائية القطبية . برز الاهتمام بفكرة جديدة وهي (صدام الحضارات ونهاية التاريخ ).
وبزوال الاتحاد السوفيتي تخلي الجميع عن الماركسية كنظام سياسي ومنهج حياة.
وانتهى أضخم صراع أيديولوجي عرفه التاريخ الحديث. الذي قسم العالم الى معسكرين أيديولوجيين . أولهما الولايات المتحدة وتعتنق الفكر الليبرالي
والأخر الاتحاد السوفيتي وتعتنق الفكر الماركسي وبزوال الاتحاد السوفيتي وتخليه عن الماركسية راح الأمريكان وحلفاؤهم يعلنون انتصارهم أيديولوجيا وتنظيميا وسياسيا على معسكر السوفييت لكي يفسح المجال لصراع فكري عقائدي جديد أطلق عليه هنتنغتون (صدام الحضارات) في حين رأى فوكوياما أننا بصدد نهاية التاريخ وهي أن الإنسان قد أدرك نمط الحياة الأمثل (المتمثل في الليبرالية) والتي تمثل الحقيقة المطلقة . وذروة التقدم الإنساني. وأعلي مراحل الكمال البشري في التنظيم السياسي والاقتصادي والاجتماعي....
وارتباطا بما تقدم انتقل السجال العقائدي من منطقة الصراع الأيديولوجي (الليبرالي – الماركسي) إلى منطقة صدام الحضارات , وأبدل بالحديث في الغرب الليبرالي عن الخطر الأحمر (الشيوعي) الحديث عن الخطر الأخضر (الإسلام). وبالنظر إلى أن الإسلام في تصور العديد من المفكرين والساسة الغربيين بات يشكل العدو الجديد لنمط الحياة الغربي بعد تراجع الماركسية بمختلف تطبيقاتها . وعليه فسرعان ما ظهر في أفق الفكر الغربي- لاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر- مصطلح جديد هو ( (الإسلاموفوبيا) بمعني الخوف من الإسلام. وفي ظل أجواء كهذه باتت الفكر المسيطر على كثير من المفكرين العرب والمسلمين أن الهوية العربية والإسلامية أضحت في خطر , على اعتبار أن الغرب إنما يستهدف هذه الهوية بالتشويه والإقصاء. بل بالسعي إلى طمسها, متدثرة في ذلك بدثار الحرب على الإرهاب حينا, والتدخل لفرض الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان لاسيما ( حقوق المرأة) وحقوق الأقليات أحيانا أخرى..
ولا يفوتنا في إطار الحديث عن الصراع الهويات هذا أن نشير إلى ظاهرة ذات صلة بة ألا وهي استشراء الحركات العرقية وتنامي دورها في عالم ما بعد الحرب الباردة إنها الحركات التي شجعها تفكك الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا على السعي إلى الحصول لجماعاتها العرقية على حق تقرير المصيـــر من خلال دول مستقلة تجسد هوياتها وتعبر عن ذاتياتها. وبالتالي انتهت النظرة التقليدية لتلك الصراعات باعتبارها شؤونا داخلية يجب على الآخرين عدم التدخل فيها ...
ولقد صاحبت كل ما تقدم خاصية جديدة عظيمة الخطر والأهمية. اتسمت بها البيئة الصراعية الدولية في عالم ما بعد الحرب الباردة . وتتمثل هذه الخاصية في تراجع مبدأي (السيادة) و(عدم التدخل الشؤون الداخلية للدولة). والتي أقرتها معاهدة وستفاليا العام(1648( .
وأخيراً وليس أخرا, شهدت البيئة الصراعات لعالم ما بعد الحرب الباردة ظهور قوى نوويه جديدة . إذ تأكد منذ مايو 1998 امتلاك كل من الهند وباكستان للسلاح النووي ثم كوريا الشمالية عام 2006 , كما أن هناك شكوك عميقة تساور القوى الكبرى حول إمكانية امتلاك إيران لذالك السلاح في القريب العاجل .
أولا: مفهوم إدارة الصراع الدولي في الأدبيات المعاصرة:
ليس هناك اتفاق بين الباحثين المعاصرين حول مفهوم الصراع الدولي . وذلك بأن الصراع الدولي كما يقول إسماعيل صبري (أنها ظاهرة تنفرد عن غيرها من الظواهر العلاقات الدولية بأنها ظاهرة متناهية التعقيد, ومتعددة الأبعاد, وتتداخل مسبباتها ومصادرها, وتشابك تفاعلاتها وتأثيراتها المباشر والغير مباشر....
وأن لفظ الصراع كما يقول mitchel تتداخل من حيث مدلولها مع المنافسة, والتوتر, والعداء, والكفاح, والتنافر, والخصومة, والانقسام والنزاع. ثم أن الصراع الدولي يحمل في بطنه مفهوم الأزمة الدولية, على اعتبار أن الأزمة كما يقول holsti هي أحدى مراحل الصراع.
ويضاف إلى التعقيدات التي تجابه تحديد مفهوم الصراع الدولي هو ظهور لاعبين دوليين ولاسيما في ظل مرحلة ما بعد نهاية الحرب الباردة قد تزايد عددهم
وتنوعت أنماطهم..
وكان الاختلاف بائنا بين الباحثين بصدد تحديد مفهوم الصراع الدولي, وبالتالي بصدد تحديد مفهوم إدارة الصراع الدولي, وعلى الجملة فإنه يتعين أن نميز بين اتجاهين رئيسيين بصدد تعريف ذينك المفهومين:
الاتجاه الأول: ينظر إلى الصراع الدولي بأنه ظاهرة طبيعية, بحسبان أن الأصل في العلاقات بين الدول هو طبيعتها الصراعية, فهي صراع من أجل القوة, صراع بين قوى متفاعلة على المصالح المتنافرة أن كل دولة هي بالضرورة في صراع دائم من أجل مع العالم الخارجي من أجل تحقيق أهدافها بوسيلتين رئيسيتين هما الدبلوماسية والعنف(الحرب). أو كما يقول Waltz أن الطبيعة للبيئة الدولية هي بيئة فوضوية لا توجد بها سلطة عليا يفرض القانون بها.
الاتجاه الثاني: فهو يعكس الاتجاه الأكثر شيوعاً في دراسة ظاهرة الصراع الدولي وهو أن الصراع الدولي حالة مرضية,, بمعنى أن الصراعات الدولية هي علاقات أو واقف أو أوضاع دولية تنطوي على مشكلات يتعين إيجاد الحلول لها..
وليس هناك أتفاق بين أصحاب هذه النظرة وتلك الدراسات حول مدلول واحد لعبارة إدارة الصراع الدولي, وهذا الاختلاف هو لعدم الاتفاق على تعريف موحد للصراع الدولي من جهة, وتداخل مفهوم إدارة الصراع الدولي مع مفاهيم أخرى وهي: مفهوم حل الصراع ومفهوم ضبط الصراع ومفهوم منع الصراع و مفهوم تجنب الصراع...
وارتباطا بما تقدم تختلف الرؤى , فيرىDixon أن الصراع الدولي ينشأ من الإدراك المتبادل لتناقض المصالح المادية والقيم الأساسية بين طرفين دوليين أو أكثر, وهو مسألة قد تتعلق بالسيادة ,أو الأمن القومي, أو الهوية, وهو يعرف إدارة الصراع بأنها(جملة الجهود التي تستهدف تحقيق السلام بين أطراف الصراع.(
ويعرف Watkinsو Rosegrant إدارة الصراع الدولي بأنها عملية يقوم بها طرف دولي ما يسمى الطرف الثالث يتدخل من خلالها بين أطراف صراع دولي قائم بغية تجنب التصعيد ونزع فتيل التوتر, ومنع تفاقم ذالك الصراع.
وينفرد كل من said-lerche باستخدام عبارة ضبط الصراع تعبيرا عن مضمون إدارة الصراع وهما يحددان وسائل ضبط الصراع في ما يلي :
1) و سائل سلمية و هي قد تكون سياسية: كالتفاوض والوساطة والتوفيق...
2) إجراءات إكراهية : كاستدعاء الدبلوماسيين أو طردهم....
3) استخدام القوة وتعني الحرب...
وهناك ثمة استراتيجيات لمفهوم إدارة الصراع وهي:
1) استراتيجيه تجنب الصراع...
2) استراتيجيه منع الصراع....
3) استراتيجيه تثبيت الصراع...
4) استراتيجيه حل الصراع...
وقدم BURTON نظرية لحل الصراع من خلال إزالة المشكلة المسببة له فيما يلي
1) التعرف على أطراف الصراع ومرماه...
2) إجلاس إطراف الصراع إلى طاولة المفاوضات لمناقشة العلاقات.....
3) الاختيار بين بدائل الحلول الممكنة للمشكلة ....
بعض الخبراء يرون أن عملية إدارة الصراع تستهدف ثلاث أهداف:
1) منع انفجار صراع مدمر .....
2) تيسير الانتقال بالصراع القائم من مرحلة التراشق بالسلاح إلى التراشق بالكلمات.
3) التمكن للتحول بعلاقات الأطراف المتصارعة من مرحلة الصراع إلى مرحلة السلام الدائم ......
ثانياً: الاتجاهات المعاصرة في دراسة أساليب إدارة الصراع الدولي:
1) الاتجاهات التي تركز على الوسائل في إدارة الصراع :
تجرى عملية إدارة الصراع الدولي في معظم الأحوال من خلال تدخل طرف ثالث يسعى إما إلى منع الصراع, أو ضبطه, أوحله, أو تحقيق السلام بين أطراف الصراع.....
وأيا كانت أهداف القائمين على أدارة الصراع , فإنهم يلجأون في سبيل تحقيق هذه لأهداف إلى وسائل عديدة ومتنوعة. ويلاحظ أن الوسائل التي حظيت باهتمام الباحثين المعاصرين تتمثل في:
1) الوسائل الدبلوماسية( التفاوض- المساومة-الوساطة(
2) العقوبات الاقتصادية.
(3 التهديد باستخدام القوة والاستخدام الفعلي لها.
وفي ما يلي محاولة لتقديم تصنيف للاتجاهات المعاصرة في دراسة إدارة الصراع الدولي استنادا إلى أساليب إدارة الصراع الدولي التي تركز عليها.
1) الوسائل الدبلوماسية في إدارة الصراع:يلاحظ أن الوسائل الدبلوماسية في إدارة الصراع الدولي قد استأثرت بالجانب الأكبر من اهتمام الباحثين المعاصرين, حيث تعددت وتنوعت الدراسات التي عني أصحابها بهذه الوسائل, ويرى Watkins أن التفاوض هو أفضل الطرق لتطويق الصراع. والوصول إلى الترتيبات والأوضاع الدولية المرغوبة.ويدللان على ذلك بنجاح المفاوضين الأمريكيين في حشد التحالف في مواجهة العراق غداة غزو الكويت في أغسطس 1990, ونجاح الدبلوماسية الأمريكية في احتواء الموقف الكوري الشمالي, وجعلها تقبل بإخضاع منشأتها النووية للتفتيش الدولي....
ويعرف foster—التفاوض بأنه العملية التي من خلالها تنحو التوجيهات والأفكار والآراء المتعارضة لأطراف الصراع إلى التغيير في اتجاه التقارب بما يهيئ لزيادة احتمالات الوصول إلى نتائج ترضيه لجميع الأطراف, ويضيفون إلى أن المساومة لا تستند فقط إلى مجرد التفاوض, وإنما كذالك إلى التلويح باستخدام القوة لتدعيم موقف المفاوض في الوصول إلى أهدافه من عملية التفاوض.
ويرى إسماعيل صبري بأن المساومة قد تكون تصالحيه وقد تكون إكراهية, فأما المصالحة التصالحيه فتقوم على قاعدة الأخذ والعطاء بين أطرافها ووعيهم بالمزايا المشتركة بينهم, وتكون عملية المساومة بينهم في إدارة الصراع منطلقة من منطلق المصالح المشتركة,وأما الإكراهية فهي التي تجري في مناخ من التهديد, والإرهاب, ولتخويف, وعروض القوة والابتزاز والتي تمارسه الدول القوية على الضعيفة وذلك بغيت إملاء شروط مجحفة عليها, وهذه المساومة تنحو إلى تركيز على دائرة المصالح المتنازع عليها.
ويوجز Schelling أهمية المساومة في عبارة تركيزه قوامها: إن الدبلوماسية هــــــــــــي المساومة..
الدبلوماسية الوقائية:
احتل مفهوم الدبلوماسية الوقائية مكانا مرموقا في الدراسات المعاصرة المعنية بالصراع الدولي, وتنحدر تحت استراتيجيه منع الصراع .
وقد ورد مفهوم الدبلوماسية الوقائية في تقرير السكرتير العام للأمم المتحدة كما يقول السيد أيمن شلبي أن الدبلوماسية الوقائية هي أكثر الأساليب الدبلوماسية فعالية,كما إن الحاجة إليها أصبح أكثر إلحاحا, حيث أنها تستهدف تخفيض التوتر قبل أن يترتب عليه صراع فعلي.
ويقول George عن الدبلوماسية الوقائية في ظل ما بعد الحرب الباردة وتزايد عدد الصراعات الداخلية أصبح من الغير الممكن التعامل مع هذه الصراعات بقواعد الحرب الباردة, وبالتالي بات من المتعين على صانعي القرار والباحثين على حد سواء- العمل نحو تطوير معرفه جديدة, واستحداث طرق جديدة لتعامل مع هذه الصراعات قبل أن تنفجر وتتحول إلى صراعات مسلحة واسعة النطاق.
ويرى George أنه يجب التعامل مع المشكلة النووية الكورية الشمالية كصراع كامن من خلال الدبلوماسية الوقائية وإلا قد نصبح بصدد حالة من الفرص الضائعة كتلك التي شهدنا ها في صراعات عديدة حال الأزمة الصومالية ...
وساطة الطرف الثالث وإدارة الصراع الدولي:
تتبنى المؤسسة الأمريكية لإدارة الصراع تعريفا للوساطة قوامها: بأنها عملية يقوم من خلالها طرف ثالث محايد)يعرف بالوسيط( بالتعامل مع أطراف صراع ما, ومساعدتهم على إيجاد حل لصراعهم. والطرف الثالث قد يكون دولة, أو مجموعة دول, أو منظمة دولية أو إقليمية, أو منظمة غير حكومية, أو حتى فرد من أو مجموعة ما من الأفراد..
ويعرفهTERRIS-MAOZ الوساطة بأنها مجموعة من الإجراءات يتخذها طرف دولي ما إزاء صراع على المصالح بين طرفين آخرين بقصد حل الصراع بالوسائل السلمية,وقد انتهى الباحثان إلى أن نجاح الوساطة يتوقف على عدة عوامل:
(1 هوية الطرف الثالث القائمة بالوساطة
(2 الإستراتيجية التي يتبعها في هذا الصدد
(3 طبيعة الرابط أو العلاقات التي تربط الطرف الثالث وطرفي الصراع
(4 تاريخ عميلة الوساطة السابقة في هذا الصراع
(5 مدى رغبة أطراف الصراع في نجاح الواسطة
ويقول KLEIDOER إن الوساطة هي أسلوب من أساليب إدارة الصراع الدولي يقنع بمقتضاه طرف ثالث أو اثنين أو أكثر من الأطراف المتصارعة بإيجاد حل للصراع يحول دون اللجوء إلى استخدام القوة. وهو يرى أن نجاح الوساطة وفعاليتها في الصراع ما أنما يتوقفان على خصائص تتعلق بطبيعة الصراع وهي:
1) مدى تجذر الصراع..
(2 مدى التوتر الذي ينطوي عليه الصراع ....
(3طبيعة وأهمية الأهداف أ, القضايا التي يدور حولها الصراع ...
كما يتوقف نجاح وفعالية الوساطة على عدة خصائص وهي :
1)هوية أطراف الصراع الحقيقيين .....
2)مدى انغماسهم بالصراع ....
3) طبيعة النظم السياسية لهذا الصراع ....
(4دوافع أطراف الصراع لقبول الوساطة....
5) طبيعة العلاقات السابقة بين هذه الأطراف....
6) توازن القوى فيما بين أطراف الصراع.....
وعلى صعيد التوقيت تدخل الأطراف الثالثة بالوساطة يرى SEAVER أنه يجب أن تبدأ الوساطة مبكرا بقدر الإمكان في إدارة الصراع, في حين يرى كل من
THORSON - KRIESBERG أنه يجب التدخل في المراحل المتأخرة...
ويقدم ROTHMAN استراتيجيه لإدارة الصراع العرقي(من خلال أسلوب تدخل طرف ثالث) يحدد من خلالها ثلاث مراحل يجب أن يلتزمها الطرف الثالث حتى تأتي وساطته فعالة.
وتتمثل هذه المرحلة في:
(1 تشجيع أطراف الصراع على وضع حد زمني لإنهاء الأعمال العدائية...
(2إيجاد أرضية مشتركة وتصور مبدئي بين أطراف الصراع لشتى الجوانب والقضايا المتعلقة به...
(3 دخول الأطراف في عملية مساومة بغية التواصل إلى حل نهائي للصراع...
2) العقوبات الاقتصادية: تعني العقوبات الاقتصادية –كما يقول Naylor مجموعة من الإجراءات العقابية ذات الطابع الاقتصادي يتخذها طرف دولي ما(منظمة دولية أو دولة) في مواجهة طرف دولي آخر, وتتمثل أهو هذه الإجراءات بالحصار, الحظر, وهي تستخدم عادة بغية تحقيق أهداف سياسية لطرف المستخدم لها- في معظم الأحيان- على تغيير التوجهات السياسية لطرف الخاضع للعقوبات, بما يتماشى مع رغبة ومصلحة الطرف المستخدم لها.
ويرى كلاً من luttwak وnester أنه بانتهاء الحرب الباردة تضائله دور الأداة العسكرية وقوت نيران المدافع أمام قوة رأس المال وتعاظم القوة الاقتصادية.
كذالك يرىConroy بأن عقد التسعينات هي بحق عقد العقوبات الاقتصادية.
في المقابل نجد دراسات عديدة تشكك فعلاً في فعالية العقوبات الاقتصادية بوصفها أداة لإدارة الصراع الدولي,,, فمثلاً يرى Pape أن العقوبات الاقتصادية في معظم الأحيان ليس في مقدورها في معظم الأحيان أن تحقق أهداف سياسية طموحا, كما استخدام القوة العسكرية في مواجهتهم, ويضرب مثال على ذلك حرب الخليج الثانية والعقوبات الاقتصادية التي فرضه على العراق وتسببت في مقتل 567ألف طفل عراقي وهذا ما لم تسببه الحرب العسكرية والتي راح فيها 40 ألف من العسكريين وخمسة آلاف من المدنيين,ويرى pape إيضا أنه في ظل ضعف العقوبات الاقتصادية فهذا لا يعني استخدم القوة العسكرية مباشره, ذلك لأن استخدام القوة قد يفشل في بعض الأحيان كما حدث في كل من فيتنام والصومال. وعليه فعلى صانع القرار أن يقيم في كل موقف صراعي على حده, أفضلية أي من الوسائل الدبلوماسية أم استخدام القوة المسلحة في إدارة الموقف..
ويقول غسان سلامه أن فعالية العقوبات الاقتصادية في إدارة الصراع الدولي أصبحت محل شك...
ويرى Nicholson أن العقوبات الاقتصادية لا غنى عنها كأسلوب لإدارة الصراع الدولي غير أن فعاليتها قد لا تظهر في بعض الموقف الدولية وهذا لعدة أسباب:
1) عدم التزام بعض دول الاقتصادية الكبرى (سواء في السر أو في العلن) بتطبيق العقوبات.
2) أن اقتصاديات الدول التي تتعرض للعقوبات قد تكون من المرونة بحيث تستوعب بصورة أو بأخرى الآثار السلبية الناجمة عن تلك العقوبات.
(3 أن وطأة العقوبات غالبا تقع على الشعوب دون الحكومات وبالتالي لا تتأثر بها القيادات السياسية لا سيما بالنظم الاستبدادية التي لا تهتم بالصعوبات التي تواجهها شعوبهم.
2) فيرى أصحابه أن العقوبات الاقتصادية هي أداة غير فعالة في إدارة الصراع الدولي, كما أ، لها آثار سلبية خطيرة على المواطنين العاديين (من دون الحكومات) في الدول المعرضة لها, ذلك إلى جانب أنها قد تضر بمصالح دول أخرى لها علاقات اقتصادية معه مع الدول الواقعة تحت وطأة هذه العقوبات.
3) فيؤكد أصحاب هذا الاتجاه إن العقوبات الاقتصادية هي أداة لا غنى عنها في إدارة الصراع الدولي ولكـــــــــــــن بشرط أن يراعى في تصميمها واستخدامها أن تحقق الأهداف السياسية المتوخاة من ورائها من دون الإضرار بالمدنيين, وكذالك من دون الأضرار بمصالح الدول الأخرى التي تربطها بالدولة الخاضعة للعقوبات بمصالح اقتصادية مهمة.
(3 القوة , إدارة الصراع الدولي في الأدبيات المعاصرة:
يقع استخدام القوى في إدارة الصراعات الدولية على وجهين:
1) التهديد باستخدامها وهذا يمثل عملا من أعمال الدبلوماسية وتكون القوة هنا داعما للموقف التفاوضي للطرف المهدد باستخدامها.
2) استخدام الفعلي للقوة المسلحة من خلال الانغماس العسكري المباشر في الصراع.
أو على حد تعبيرART فأن استخدام القوة قد يكون سلميا وقد يكون فعليا..
الاستخدام الفعلي للقوة هي القيام بعمليات عسكرية فعلية في مواجهة الخصوم ..
أما الاستخدام السلمي فتعني مجرد التلويح باستخدام القوة لإجبار الخصوم على الامتثال لإرادة الدولة المهددة, إن التهديد باستخدام القوى يمثل الخطوة الثانية للعمل الدبلوماسي, في حين أن الاستخدام الفعلي للقوة فإنه يعد الملاذ الأخير في حال فشل كل الأساليب الأخرى. ويرى FEARON أن التهديد باستخدام القوة غالبا ما يكون فعالا في أدارة الصراعات والأزمات الدولية وبالتالي لا تضطر الدولة إلى الاستخدام الفعلي للقوة.
هذا ويعول العديد من الباحثين المعاصرين على فعالية استخدام القوة في إدارة الصراعات الدولية من خلال التدخل المباشر في حل هذه الصراعات القوة. فنجد أن الدراسات راحت تؤكد أهمية التدخل العسكري لأغراض إنسانية أم ما يطلق علية بالدبلوماسية التدخل الإنساني. والتدخل العسكري هنا يستهدف الدفاع عن حقوق الإنسان. أو حقوق الأقليات, أو وقف عمليات تطهير عرقي.
وراحت بعض الدراسات تركز على التغيير الذي حدث في الفكر الاستراتيجي الأمريكي في عالم ما بعد الحرب الباردة ة انفراد الولايات المتحدة بموقع القوة القطبية, حيث تحول هذا الفكر عن مبدأ كاسبار واينبرجر الذي قدمه عام 1984 والذي قوامه أن القوة يجب أن تستخدم كملاذ لحماية مصالح أمريكية. أما التهديد باستخدام القوة فلا يتعين أن يكون جزاء من العمل الدبلوماسي.
وقد تغير هذا الفكرة الاستراتيجي في ظل المستجدات في التسعينات وزوال الإتحاد السوفيتي في ظل شعور عارم بالتفوق العسكري القوات المسلحة الأمريكية التي أضحت الأكثر عددا والأعظم تفوقا من الناحية التدريبية, والأكمل إعدادا, والممتلكة لأعظم ترسانة تسليحيه كما وتقنية. كان من الطبيعي أن يتحول الفكر الأمريكي من مبدأ واينبرجر حيث راح العديد من المفكرين الأمريكيين وعلى رأسهم كولن باول ( وزير الخارجية السابق) وليس أسبن ( وزير الخارجية الأسبق) يؤكدون على فكرة استخدام القوة في إدارة الصراعات الدولية حيث باول على أن أي استخدام القوة من جانب الولايات المتحدة من شأنه إنجاز أهدافها بسرعة, وكما أنها لن تتحمل إلا الحد الأدنى من الخسائر في الجنود الأمريكيين.
وانطلاقا من هذا الفكر الأمريكي الجديد كان تدخل الولايات المتحدة في البوسنة من خلال الفترة 992 إلى 1996, حيث استخدم أسلوب التهديد بالقوة, ثم أسلوب العمليات العسكرية في هاييتي من عام 1994 إلى 1996.
وكذلك استخدم الأمريكيون أسلوب التلويح بالقوة في مواجهة كوريا الشمالية خلال الفترة 1995 إلى 1996بغية إجبارها على القبول بتفتيش دولي لمنشأتها النووية, كما قامت الولايات المتحدة بغارات جوية محدودة النطاق في مواجهة العراق عام 1999 بهدف إضعاف نظام صدام حسين.
كذالك فإن ثمة دراسة على قدر من الأهمية بصدد ما تقدم وهي Condoleezza –RICE أستاذ العلوم السياسية ومستشارة الرئيس الأمريكي جور بوش الأب لشؤون الأمن القومي سابقا ووزيرة الخارجية حالياً, وهي التي تمثل أول تبشير بمبدأ الحرب الاستباقيه الذي يتبناه الأمريكيون حالياً, حيث أكدت رايس من خلال دراستها هذه على أن الولايات المتحدة لابد لها في ظل تحديات عالم ما بعد الحرب الباردة أن تبرهن على قوتها المسلحة قادرة على الردع بل وخوض الحروب من أجل الدفاع عن المصالح الأمريكية في حال فشل الردع. وهي ترى ضرورة أن تتعامل الولايات المتحدة بكل حزم مع ما تطرحه- من تحديات- النظم الشريرة التي هي قوى معادية تسعى إلى امتلاك أسلحة دمار شامل وتعتمد في سياستها الخارجية على الإرهاب حال العراق وكوريا التي تسعي إلى امتلاك السلاح النووي وإيران التي تتبني الإرهاب وتسعي إلى امتلاك دمار شامل وتهدد إسرائيل.
وفي يرى nester أنه على الرغم من أن الأمم المتحدة قد تخلصت الآن من كثير من خلال التدخل العسكري لا تزال أقل بكثير مما يجب.فعلى سبيل المثال حققت المنظمة الدولية في إدارة الصراعات دولية حال حدوثها من خلال التدخل العسكري في مواجهة العراق1991, إلا أنها وقفت مكتوفة الأيدي إزاء صراعات أخرى مثل المشكلة الشيشانية1994-1996_1999-2003 وذلك نظراً بطبيعة الحال أن روسيا قوة كبرى ونووية ناهيك عن امتلاكها حق الاعتراض داخل مجلس الأمن..
وجملة القول في شأن موقف الاتجاهات الفكرية المعاصرة من مسألة استخدام القوة والتلويح باستخدامها في إدارة الصراع الدولي أن الأدبيات المعاصرة قد تناولت جوانب عديدة في هذا الصدد, فثمة اتجاهات يمثلها الفكر الاستراتيجي الأمريكي الرسمي في عالم ما بعد الحرب الباردة وهو الفكر الذي يؤكد أن استخدام القوة من خلال أسلوب التدخل العسكري المباشر في إدارة الصراع هو أكثر الوسائل فعالية في هذا المجال, وهو كذلك الفكر الذي يمكن أن نطلق عليه مبدأ باول ورايس.
وكذلك ثمة دراسات ركزت على فكرة التدخل العسكري لفرض الديمقراطية, وأخرى عديدة انصبت على فكرة التدخل العسكري لأغراض إنسانيه, في حين أن ثمة دراسات أخرى أكدت أن استخدام القوة العسكري يتعين أن يكون في خدمة الدبلوماسية التي هي الأسلوب الرئيسي لإدارة الصراع الدولي.