منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#37185

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد اما بعد ,,,

اخترت لكم هذا الموضوع من كتاب .. التربية الروحية ..
القناعة باب من ابواب الرضا بما منحه الله تعالى لعباده من الرزق
وهو لون من الوان الشكر لله وهو يحكي عن غنى النفس والغنى
عما في ايدي الناس وهو راحة للنفس والقناعة في حد ذاتها (كنز لا يفنى ):
واقنع ففي بعض القناعة راحة ... واليأس عما فات فهو المطلب
والقناعة ضد الحرص , وهو ملكة للنفس توجب الاكتفاء بقدر الحاجة
والضرورة من المال من دون سعي وتعب في طلب زائد عنه وهي من
الصفات الفاضلة ..
وقد تحدث القرآن الكريم والسنة المطهرة عن القناعة وفضلها :-
اولا :- ما ورد في النصوصو القرآنية الكريمة :-
1- ( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا ).
سورة طه ..
2- ( فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ ). سورة التوبة ..
3- (قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو
حَظٍّ عَظِيمٍ ). سورة القصص ..
4- ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ). سورة الكهف ..
5- ( الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ
وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ ). سورة ابراهيم ..

ثانيا :- ما ورد من نصوص السنةالشريفة :-
اولا : قال امير المؤمنين علي عليه السلام ..
( يا ابن آدم ان كنت تريد من الدنيا ما يكفيك فان ايسر ما فيها يكفيك وان
كنت تريد من الدنيا ما لا يكفيك فان كل ما فيها لا يكفيك ).
ثانيا : قال رسول الله صل الله عليه واله وسلم ..
( نفث روح القدس في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا
الله واجملوا في الطلب ).
ثالثا : قال رسول الله صل الله عليه واله وسلم ..
( كن ورعا تكن اعبد الناس وكن قانعا تكن اشكر الناس ).
رابعا : روي ان موسى عليه السلام سأل ربه تعالى وقال :
اي عبادك اغنى ؟
قال : اقنعهم لما اعطيتهم ).
خامسا : قال الامام الصادق عليه السلام ..
( من رضي من الله باليسير من المعاش رضى الله منه باليسير من العمل ).
وقال عليه السلام ..
( ان الله عزوجل يقول : يحزن عبدي المؤمن ان اقترت عليه وذلك اقرب له
مني ويفرح عبدي المؤمن ان وسعت عليه وذلك ابعد له مني ) .
وقال عليه السلام ايضا ..
( كلما ازداد العبد ايمانا ازداد ضيقا في معيشته ).
يظهر من خلال ما ورد من النصوص القرآنية والسنة الشريفة ان القناعة
والكفاف من العيش والزهد شعار الصالحين وصفات يحبها الله تعالى وان لاينظر الانسان الى من هو فوقه بل ينظر الى من هو دونه في النعيم .
قال ابوذر رحمة الله عليه .. اوصاني خليلي رسول الله صل الله عليه واله وسلم
ان انظر الى من هو دوني لا الى من هو فوقي في الدنيا ..
ونستنج ان القناعة تعد غذاء روحيا للانسان وسلاحا يعتمد عليه في الابتعاد
عن الحرص وحب الدنيا لأن حب الدناي راس كل خطيئة كما ورد فلا ينبغي
على العاقل المتبصر ان يجعل الدنيا كل همه لأن الدنيا بمثابة الجيفة كما ورد
عن امير المؤمنين علي عليه السلام فعلى الانسان ان يأخذ منها ما يكفيه ويسد
رمقه لأن حلالها وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب .
والقناعة هي عين الشكر وبخلافها يحاسب الانسان على ما قسم له وقدر وعلى
الانسان ان يضع عينه بعين الله تعالى ويطلب منه ما يريد لأنه مصدر الخير والرزق
وهو مسبب الاسباب والرزاق منة واذى بل يرزق من يشاء بغير حساب ..