By محمد ابراهيم الخضير - الأحد مايو 29, 2011 2:04 pm
- الأحد مايو 29, 2011 2:04 pm
#37258
كريمة حسن ١٩/ ٥/ ٢٠٠٦
في بداية ثلاثينيات القرن الماضي تحديدا في فبراير ١٩٣٢، خرج شاب يبلغ من العمر ٢١ عامًَا ليدعو إلي مشروع قومي صناعي كبير، يعرف بمشروع القرش، والذي يشارك فيه كل أفراد الشعب المصري، حيث يتبرع كل فرد بقرش صاغ لتكون الحصيلة رأس مال قومي يكفي لإنشاء مصانع، ولم يكن هذا الشاب سوي أحمد حسين مؤسس حزب «مصر الفتاة»، ولم يكن المشروع القومي الذي دعا لإنشائه سوي مصنع للطرابيش.
قال أحمد حسين في دوافع هذا المشروع: أوليس من العار أن شعبًا ناهضًا يصنع له شعاره القومي في الخارج في بلاد لا تعرف الطربوش ولا يلبسه أهلها؟ واليوم نقول أوليس من العار أن تصنع لنا سجادة الصلاة وفانوس رمضان في بلاد لا تعرف هذه الأدوات ولا تستخدمها، هذا ما قاله أحمد حسين دفاعًا عن الصناعة الوطنية في مصر، ولعله يلقي بظلاله علي ما يحدث اليوم، فها نحن نستورد الجلاليب وسجاد الصلاة والمسابح والفوانيس التي تغني «بالعربي» من الصين، ونحن كسالي سوي عن الكلام.
حسين قال أيضا: إن الاستقلال السياسي لا يتحقق إلا بالاستقلال الاقتصادي، وتحدث بأس عن حال الصناعة الوطنية غير القادرة علي الصمود والمنافسة مع الصناعة الأجنبية، فماذا لو عاش زماننا هذا.
يقول حسين: الهيمنة الاقتصادية الأجنبية لا تقل خطورة عن استعمار مصر بجيش ومحتل، المهم أنه بمجرد أن أعلن أحمد حسين عن مشروعه هذا إذا ببعض الأصوات راحت تستخف به وتصف فكرته بالخيال والجنون، غير أنه راح يخطب في كل مكان.
ويقول عبدالعزيز الدسوقي في كتابه «أحمد حسين» كان يسري في البلاد جميعها من الإسكندرية حتي أسوان تيارًا جارفًا وروحًا جديدة وانطلق الشبان في كل مكان يوزعون الشارات ويجمعون القروش حتي اكتمل لهم رأس مال أنشأوا به مصنعا للطرابيش ودارت عجلة المصنع وانطلق دوي الماكينات، وغمرت الطرابيش المصرية الصميمة السوق ووقف أحمد حسين الشاب الصغير يخطب والدموع تملأ عينيه، ويجيب لماذا اخترنا الطرابيش لتكون أول صرح من صروح القرش، أو بمعني أصح لتكون أول حجر في بناء استقلالنا الاقتصادي الذي يسعي لأجله مشروع القرش.
وبعد النجاح الساحق لمشروع القرش أعلن أربعة من شباب مصر بزعامة أحمد حسين تكوين جمعية «مصر الفتاة» وذلك في ١٢ أكتوبر ٣٣ وفي ٢١ أكتوبر ٣٣ خرجت مجلة الصرخة تحمل هذا النداء يا شعب مصر يا أمجد شعب في الوجود وأعظمه، لقد حانت ساعة اليقظة لقد حانت ساعة العمل وكان ظهور أحمد حسين وحركته شيئا جديدًا علي عقلية الجيل القديم في كل شيء، فقد تألفت القمصان الخضراء وهي كتائب عسكرية منظمة ترتدي القميص الأخضر الجميل تزينه شارة مثلثه جميلة وسرعان ونجذب الشباب المثقف نحو هذه الحركة وانضووا تحت لوائها وكان منظر هذه الكتائب من القمصان الخضراء وهي تسير في خطوات عسكرية رتيبة في الشوارع، يبعث في النفوس الحنين إلي شيء مجهول وبرزت جمعية مصر الفتاة كتيار سياسي يقف علي يسار حزب الوفد في مطالبة الوطنية والاجتماعية، تيار لا يقف عند حدود الاستقلال السياسي و الدستور، ويتجاوز الصيغة السياسية لثورة ١٩١٩ من عدة جوانب.
والسمة الثانية لـ مصر الفتاة بعد أن قرن الدين بالوطن ربطهما بمجموعة من الأهداف الاجتماعية والاقتصادية فطالب في برنامجه بإلغاء الامتيازات الأجنبية والمحاكم المختلطة وتمصير الشركات الأجنبية والقضاء علي أمية الفلاح المصري والارتقاء بالثروة الزراعية واستصلاح الأراضي وفرض الحماية الجمركية للصناعات المصرية وتمصير التجارة الداخلية بعدم التعامل إلا مع التجار المصريين، وإنشاء بنك مركزي وتمصير كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في حياة المصريين.
وفي نوفمبر سنة ٣٣ خرجت «الصرخة» تحمل مقالاً ثوريا عنيفًا يدعو إلي الانتفاض العالم الطاغي «يا شباب سنة ٣٣ كن كشباب سنة ١٩» وكان المقال بقلم أحمد حسين وفي ١٢ نوفمبر سنة ٣٣ تم القبض علي أحمد حسين ورفيقيه فتحي رضوان وحافظ محمود ولكن أحمد حسين كان يقول: إن السجن يجب أن يذهب إليه المجاهد، كما يذهب الرجل إلي عروسه.
وفي ١٤ نوفمبر سنة ٣٥ قامت مظاهرة عارمة قام بها شباب الجامعة، احتجاجًا علي بقاء الإنجليز في مصر، خرج هؤلاء الشبان يهتفون أيها الإنجليز اخرجوا من بلادنا، وقابلهم الإنجليز علي كوبري عباس بالمدافع يحصدون أرواحهم وسقط في هذه المعركة شهداء أبرار من مصر الفتاة ماتوا وهم يهتفون «المجد لمصر» شعار مصر الفتاة.
أما المرحلة الثالثة في تاريخ مصر الفتاة تقع تقريبًا بين ١٩٣٦ وبدايات الحرب العالمية الثانية وهي تتميز بصعود التوجه الإسلامي لدي الحزب إلي ما يعتبر قمة ما وصل إليه مصر الفتاة في الدعوة السياسية الدينية ففي مارس ٣٥ حج أحمد حسين حجته الأولي وفي سنة ٣٩ قام بعض الشبان من مصر الفتاة بتحطيم الحانات في مختلف أنحاء البلاد وقامت قائمة الشبان ضد مظاهر الانحلال وضد البغاء، وسقط الشهيد عبداللطيف عبدالغني مضرحا في دمائه في إحدي هذه المظاهرات وفي سنة ٣٩ حج أحمد حسين مرة أخري وتجاوب هناك في المؤتمر الإسلامي الأكبر مع المسلمين فاستقر عزمه علي أن يطلق بعد عودته من الحجاز علي حزبه اسم «الحزب الوطني الإسلامي»، وفي مارس ١٩٤٠ تم ذلك وتضمنت أهم أهدافه تحرير مصر والسودان وتحقيق الوحدة العربية بين جميع الدول وإلغاء الحواجز الجمركية بينها، وإحياء مجد الإسلام ونشر رسالته وأن وسيلة الحزب هي تحقيق هذه الغايات خلال خمس سنوات من الوصول إلي الحكم بالطرق المشروعة،
وكذلك نشر العدالة الاجتماعية بين طبقات الشعب متخذا لذلك الشريعة الإسلامية وأحكامها السامية أساساً لهذا البناء» وعرض البرنامج لتعديل التشريعات والدستور بأن تستمد القوانين كل أصولها من الشريعة أو بما لا يتعارض معها، وميزة هذا البرنامج أنه لم يقصر دعوته الإسلامية علي أهداف عامة ومجردة تتعلق بتطبيق الشريعة بصورة عامة، ولكن ربط هذه الدعوة بمجمل الأهداف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تمس الأوضاع الراهنة وقتها وهو برنامج يدور في الإطار الذي بدأت به حركة «مصر الفتاة»، وهو اقتران الدين بالوطنية بالعدالة الاجتماعية، وقد انتهت هذه المرحلة بما عاناه الحزب من ضغوط الأحكام العرفية التي فرضت مع قيام الحرب العالمية وتعقب السلطات لأحمد حسين وقادة الحزب ورجاله بإجراءات القمع والمطاردة فاعتقل كثير من رجال الحزب وظلوا وراء القضبان طوال مدة الحرب.
وفي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية إلي قيام ثورة ٢٣ يوليو ٥٢، وهي فترة تصاعد حركات التحرر الوطني العربي الآسيوي كانت المرحلة الثالثة لحزب مصر الفتاة مع انتشار الفكر الاشتراكي بين حركات التحرر، وفي هذه الأثناء كان أحمد حسين قد خرج من الاعتقال، وعادت مصر الفتاة من جديد تمارس نشاطها وتنشر برامجها وكان شعار مصر الفتاة من قبل «الله ـ الوطن ـ الملك» فعدل الحزب الاشتراكي عن هذا الشعار إلي «الله ـ الشعب» وفي تبنيه للاشتراكية لم يبتعد عن نزعته الدينية وإنما قرن الاثنين، كما قرن من قبل الوطنية بالدين فذكر أن الاشتراكية هي من صميم الإسلام وأن عبادة الله تتجلي في خدمة الشعب وتحريره من الخوف والجهل والمرض والعوز.
وبعد حريق القاهرة في ٢٦ يناير ٥٢ وجد الملك الفرصة سانحة للقضاء علي أحمد حسين قضاء مبرماً واتهم أحمد حسين وستة من رفاقه بحرق القاهرة، وطالب النائب العام بإعدامهم، وكانت النيابة قبل ذلك اتهمته بالعيب في الذات الملكية وظلت القضية منظورة أمام القضاء واستمات المحامون لإنقاذ رقبة أحمد حسين من حبل المشنقة حتي سقط الملك في ٢٦ يوليو، وأفرج عنه ثوار يوليو ٥٢.
المصدر : http://www.almasry-alyoum.com/article2. ... ssueID=274
في بداية ثلاثينيات القرن الماضي تحديدا في فبراير ١٩٣٢، خرج شاب يبلغ من العمر ٢١ عامًَا ليدعو إلي مشروع قومي صناعي كبير، يعرف بمشروع القرش، والذي يشارك فيه كل أفراد الشعب المصري، حيث يتبرع كل فرد بقرش صاغ لتكون الحصيلة رأس مال قومي يكفي لإنشاء مصانع، ولم يكن هذا الشاب سوي أحمد حسين مؤسس حزب «مصر الفتاة»، ولم يكن المشروع القومي الذي دعا لإنشائه سوي مصنع للطرابيش.
قال أحمد حسين في دوافع هذا المشروع: أوليس من العار أن شعبًا ناهضًا يصنع له شعاره القومي في الخارج في بلاد لا تعرف الطربوش ولا يلبسه أهلها؟ واليوم نقول أوليس من العار أن تصنع لنا سجادة الصلاة وفانوس رمضان في بلاد لا تعرف هذه الأدوات ولا تستخدمها، هذا ما قاله أحمد حسين دفاعًا عن الصناعة الوطنية في مصر، ولعله يلقي بظلاله علي ما يحدث اليوم، فها نحن نستورد الجلاليب وسجاد الصلاة والمسابح والفوانيس التي تغني «بالعربي» من الصين، ونحن كسالي سوي عن الكلام.
حسين قال أيضا: إن الاستقلال السياسي لا يتحقق إلا بالاستقلال الاقتصادي، وتحدث بأس عن حال الصناعة الوطنية غير القادرة علي الصمود والمنافسة مع الصناعة الأجنبية، فماذا لو عاش زماننا هذا.
يقول حسين: الهيمنة الاقتصادية الأجنبية لا تقل خطورة عن استعمار مصر بجيش ومحتل، المهم أنه بمجرد أن أعلن أحمد حسين عن مشروعه هذا إذا ببعض الأصوات راحت تستخف به وتصف فكرته بالخيال والجنون، غير أنه راح يخطب في كل مكان.
ويقول عبدالعزيز الدسوقي في كتابه «أحمد حسين» كان يسري في البلاد جميعها من الإسكندرية حتي أسوان تيارًا جارفًا وروحًا جديدة وانطلق الشبان في كل مكان يوزعون الشارات ويجمعون القروش حتي اكتمل لهم رأس مال أنشأوا به مصنعا للطرابيش ودارت عجلة المصنع وانطلق دوي الماكينات، وغمرت الطرابيش المصرية الصميمة السوق ووقف أحمد حسين الشاب الصغير يخطب والدموع تملأ عينيه، ويجيب لماذا اخترنا الطرابيش لتكون أول صرح من صروح القرش، أو بمعني أصح لتكون أول حجر في بناء استقلالنا الاقتصادي الذي يسعي لأجله مشروع القرش.
وبعد النجاح الساحق لمشروع القرش أعلن أربعة من شباب مصر بزعامة أحمد حسين تكوين جمعية «مصر الفتاة» وذلك في ١٢ أكتوبر ٣٣ وفي ٢١ أكتوبر ٣٣ خرجت مجلة الصرخة تحمل هذا النداء يا شعب مصر يا أمجد شعب في الوجود وأعظمه، لقد حانت ساعة اليقظة لقد حانت ساعة العمل وكان ظهور أحمد حسين وحركته شيئا جديدًا علي عقلية الجيل القديم في كل شيء، فقد تألفت القمصان الخضراء وهي كتائب عسكرية منظمة ترتدي القميص الأخضر الجميل تزينه شارة مثلثه جميلة وسرعان ونجذب الشباب المثقف نحو هذه الحركة وانضووا تحت لوائها وكان منظر هذه الكتائب من القمصان الخضراء وهي تسير في خطوات عسكرية رتيبة في الشوارع، يبعث في النفوس الحنين إلي شيء مجهول وبرزت جمعية مصر الفتاة كتيار سياسي يقف علي يسار حزب الوفد في مطالبة الوطنية والاجتماعية، تيار لا يقف عند حدود الاستقلال السياسي و الدستور، ويتجاوز الصيغة السياسية لثورة ١٩١٩ من عدة جوانب.
والسمة الثانية لـ مصر الفتاة بعد أن قرن الدين بالوطن ربطهما بمجموعة من الأهداف الاجتماعية والاقتصادية فطالب في برنامجه بإلغاء الامتيازات الأجنبية والمحاكم المختلطة وتمصير الشركات الأجنبية والقضاء علي أمية الفلاح المصري والارتقاء بالثروة الزراعية واستصلاح الأراضي وفرض الحماية الجمركية للصناعات المصرية وتمصير التجارة الداخلية بعدم التعامل إلا مع التجار المصريين، وإنشاء بنك مركزي وتمصير كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في حياة المصريين.
وفي نوفمبر سنة ٣٣ خرجت «الصرخة» تحمل مقالاً ثوريا عنيفًا يدعو إلي الانتفاض العالم الطاغي «يا شباب سنة ٣٣ كن كشباب سنة ١٩» وكان المقال بقلم أحمد حسين وفي ١٢ نوفمبر سنة ٣٣ تم القبض علي أحمد حسين ورفيقيه فتحي رضوان وحافظ محمود ولكن أحمد حسين كان يقول: إن السجن يجب أن يذهب إليه المجاهد، كما يذهب الرجل إلي عروسه.
وفي ١٤ نوفمبر سنة ٣٥ قامت مظاهرة عارمة قام بها شباب الجامعة، احتجاجًا علي بقاء الإنجليز في مصر، خرج هؤلاء الشبان يهتفون أيها الإنجليز اخرجوا من بلادنا، وقابلهم الإنجليز علي كوبري عباس بالمدافع يحصدون أرواحهم وسقط في هذه المعركة شهداء أبرار من مصر الفتاة ماتوا وهم يهتفون «المجد لمصر» شعار مصر الفتاة.
أما المرحلة الثالثة في تاريخ مصر الفتاة تقع تقريبًا بين ١٩٣٦ وبدايات الحرب العالمية الثانية وهي تتميز بصعود التوجه الإسلامي لدي الحزب إلي ما يعتبر قمة ما وصل إليه مصر الفتاة في الدعوة السياسية الدينية ففي مارس ٣٥ حج أحمد حسين حجته الأولي وفي سنة ٣٩ قام بعض الشبان من مصر الفتاة بتحطيم الحانات في مختلف أنحاء البلاد وقامت قائمة الشبان ضد مظاهر الانحلال وضد البغاء، وسقط الشهيد عبداللطيف عبدالغني مضرحا في دمائه في إحدي هذه المظاهرات وفي سنة ٣٩ حج أحمد حسين مرة أخري وتجاوب هناك في المؤتمر الإسلامي الأكبر مع المسلمين فاستقر عزمه علي أن يطلق بعد عودته من الحجاز علي حزبه اسم «الحزب الوطني الإسلامي»، وفي مارس ١٩٤٠ تم ذلك وتضمنت أهم أهدافه تحرير مصر والسودان وتحقيق الوحدة العربية بين جميع الدول وإلغاء الحواجز الجمركية بينها، وإحياء مجد الإسلام ونشر رسالته وأن وسيلة الحزب هي تحقيق هذه الغايات خلال خمس سنوات من الوصول إلي الحكم بالطرق المشروعة،
وكذلك نشر العدالة الاجتماعية بين طبقات الشعب متخذا لذلك الشريعة الإسلامية وأحكامها السامية أساساً لهذا البناء» وعرض البرنامج لتعديل التشريعات والدستور بأن تستمد القوانين كل أصولها من الشريعة أو بما لا يتعارض معها، وميزة هذا البرنامج أنه لم يقصر دعوته الإسلامية علي أهداف عامة ومجردة تتعلق بتطبيق الشريعة بصورة عامة، ولكن ربط هذه الدعوة بمجمل الأهداف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تمس الأوضاع الراهنة وقتها وهو برنامج يدور في الإطار الذي بدأت به حركة «مصر الفتاة»، وهو اقتران الدين بالوطنية بالعدالة الاجتماعية، وقد انتهت هذه المرحلة بما عاناه الحزب من ضغوط الأحكام العرفية التي فرضت مع قيام الحرب العالمية وتعقب السلطات لأحمد حسين وقادة الحزب ورجاله بإجراءات القمع والمطاردة فاعتقل كثير من رجال الحزب وظلوا وراء القضبان طوال مدة الحرب.
وفي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية إلي قيام ثورة ٢٣ يوليو ٥٢، وهي فترة تصاعد حركات التحرر الوطني العربي الآسيوي كانت المرحلة الثالثة لحزب مصر الفتاة مع انتشار الفكر الاشتراكي بين حركات التحرر، وفي هذه الأثناء كان أحمد حسين قد خرج من الاعتقال، وعادت مصر الفتاة من جديد تمارس نشاطها وتنشر برامجها وكان شعار مصر الفتاة من قبل «الله ـ الوطن ـ الملك» فعدل الحزب الاشتراكي عن هذا الشعار إلي «الله ـ الشعب» وفي تبنيه للاشتراكية لم يبتعد عن نزعته الدينية وإنما قرن الاثنين، كما قرن من قبل الوطنية بالدين فذكر أن الاشتراكية هي من صميم الإسلام وأن عبادة الله تتجلي في خدمة الشعب وتحريره من الخوف والجهل والمرض والعوز.
وبعد حريق القاهرة في ٢٦ يناير ٥٢ وجد الملك الفرصة سانحة للقضاء علي أحمد حسين قضاء مبرماً واتهم أحمد حسين وستة من رفاقه بحرق القاهرة، وطالب النائب العام بإعدامهم، وكانت النيابة قبل ذلك اتهمته بالعيب في الذات الملكية وظلت القضية منظورة أمام القضاء واستمات المحامون لإنقاذ رقبة أحمد حسين من حبل المشنقة حتي سقط الملك في ٢٦ يوليو، وأفرج عنه ثوار يوليو ٥٢.
المصدر : http://www.almasry-alyoum.com/article2. ... ssueID=274