سوريا.. بأي اتجاه تسير؟!
مرسل: الأحد مايو 29, 2011 9:18 pm
أول وطن رفع شعار القومية والأمة العربية من خلال مفكريها وأحزابها، والأولى التي قادت أول انقلاب عسكري على السلطة القائمة بأسماء ودول خارجية مختلفة، والأولى المنادية بالوحدة العربية ونفذتها مع مصر ثم انقلبت عليها، إنها سوريا قلب الوطن العربي وصاحبة مختلف الأولويات..
خاضت العديد من الحروب مع إسرائيل، وأدارت معارك في لبنان والأردن والعراق، ودخلت في تحالفات مع قوى اليمين واليسار، وتأزمت مواقفها مع تركيا بسبب الزعيم الكردي «عبدالله أوجلان» لدرجة أعلن فيها التعبئة العامة للقوات المسلحة التركية، لكن دخول مصر على الخط أوقف نشوب حرب مجهولة العواقب..
هذه بعض المواضيع في سجل سوريا الكبير، وحالة مسارها منذ الاستقلال، وقد كان الأسد الأب من طراز فريد في إدارة المواقف وكسبها في مرحلة كانت فيها لبنان تغرق بحرب أهلية، وإسرائيل تريد افتعال أي مشكلة لتحديد ما تريد عمله، وتركيا على خلاف معها ولم تخف تحالفها مع إسرائيل، وحتى في الداخل كان الرئيس حافظ يواجه حالات اضطراب عديدة مع الفلسطينيين والإسلاميين، وقد كان المبادر في رفض الحرب العراقية - الإيرانية، والمبارك للإسهام في تحرير الكويت، والمناقض لسلوك الحكومات الثورية الأخرى كلها..
الآن والظروف تتجه إلى حالات تسخين الشارع مع الدولة، متأثرة بما يجري من ثورات عربية متصاعدة، فهل تستطيع دمشق حل المواجهات بفلسفة الأرباح والخسائر قبل أن تهب العواصف؟ بمعنى محدد؛ هل تسمع صوت المعارضة بآذان وقلوب مفتوحة، وهل تنسى أو تتناسى فرض حالة الطوارئ والحزب الأوحد، وتحجم عن رفع شعارات أن الإصلاحات مرتبطة بزوال الخطر المحيط بسوريا؟ فالمواجهة تتطلب فهم طبيعة الحركة الدائرة عالمياً وعربياً، وفهم أدوات التحريك التي لم تعد وسائل قوى خارجية أو دوافع لقوى إقليمية، أو رهناً لتعليمات حزبية تؤخذ كقانون مطلق، فهي الآن وسائل علمية لها تأثير مباشر في كل حركة..
الجيل العربي الجديد أخذ المبادرة ولا يمكن كسر إرادته أو التعامي عن مطالبه، وسوريا تبقى دولة محور في موقعها الإستراتيجي، لكنها لا تستطيع تثبيت سياسة تقليدية تقوم على وهم التورية والمواجهة، وسوريا تملك رصيداً من التجارب في إدارة المعارك السياسية والدبلوماسية، لكن الوضع الجديد لا يقبل القسمة على احتمالات مفترضة خصوصاً وإن كانت المطالب مشروعة، وكفاءة أي حكم ليست في إطلاق حزمة من المبررات أمام مواطن ذكي حدد سقف مطالبه، والسلطة تعي ما جرى في البلدان العربية بدءاً بتونس وليس انتهاءً باليمن، وليبيا، وعملية أن لا تكون هناك حريات وحلول للبطالة، وتقويم تام لمراحل الحكم خلال الثلاثة عقود الماضية، واستيعاب الحالة بردود أفعال عملية، فكل الاحتمالات ترشح سوريا لحالات اضطراب قد تكون الأعنف، لكن العقل يفرض التعاطي مع القضايا بالأسلوب المرن وتصحيح المسار بما يتفق ورغبات الجماهير..
منقول من جريدة الرياض عدد 15639
خاضت العديد من الحروب مع إسرائيل، وأدارت معارك في لبنان والأردن والعراق، ودخلت في تحالفات مع قوى اليمين واليسار، وتأزمت مواقفها مع تركيا بسبب الزعيم الكردي «عبدالله أوجلان» لدرجة أعلن فيها التعبئة العامة للقوات المسلحة التركية، لكن دخول مصر على الخط أوقف نشوب حرب مجهولة العواقب..
هذه بعض المواضيع في سجل سوريا الكبير، وحالة مسارها منذ الاستقلال، وقد كان الأسد الأب من طراز فريد في إدارة المواقف وكسبها في مرحلة كانت فيها لبنان تغرق بحرب أهلية، وإسرائيل تريد افتعال أي مشكلة لتحديد ما تريد عمله، وتركيا على خلاف معها ولم تخف تحالفها مع إسرائيل، وحتى في الداخل كان الرئيس حافظ يواجه حالات اضطراب عديدة مع الفلسطينيين والإسلاميين، وقد كان المبادر في رفض الحرب العراقية - الإيرانية، والمبارك للإسهام في تحرير الكويت، والمناقض لسلوك الحكومات الثورية الأخرى كلها..
الآن والظروف تتجه إلى حالات تسخين الشارع مع الدولة، متأثرة بما يجري من ثورات عربية متصاعدة، فهل تستطيع دمشق حل المواجهات بفلسفة الأرباح والخسائر قبل أن تهب العواصف؟ بمعنى محدد؛ هل تسمع صوت المعارضة بآذان وقلوب مفتوحة، وهل تنسى أو تتناسى فرض حالة الطوارئ والحزب الأوحد، وتحجم عن رفع شعارات أن الإصلاحات مرتبطة بزوال الخطر المحيط بسوريا؟ فالمواجهة تتطلب فهم طبيعة الحركة الدائرة عالمياً وعربياً، وفهم أدوات التحريك التي لم تعد وسائل قوى خارجية أو دوافع لقوى إقليمية، أو رهناً لتعليمات حزبية تؤخذ كقانون مطلق، فهي الآن وسائل علمية لها تأثير مباشر في كل حركة..
الجيل العربي الجديد أخذ المبادرة ولا يمكن كسر إرادته أو التعامي عن مطالبه، وسوريا تبقى دولة محور في موقعها الإستراتيجي، لكنها لا تستطيع تثبيت سياسة تقليدية تقوم على وهم التورية والمواجهة، وسوريا تملك رصيداً من التجارب في إدارة المعارك السياسية والدبلوماسية، لكن الوضع الجديد لا يقبل القسمة على احتمالات مفترضة خصوصاً وإن كانت المطالب مشروعة، وكفاءة أي حكم ليست في إطلاق حزمة من المبررات أمام مواطن ذكي حدد سقف مطالبه، والسلطة تعي ما جرى في البلدان العربية بدءاً بتونس وليس انتهاءً باليمن، وليبيا، وعملية أن لا تكون هناك حريات وحلول للبطالة، وتقويم تام لمراحل الحكم خلال الثلاثة عقود الماضية، واستيعاب الحالة بردود أفعال عملية، فكل الاحتمالات ترشح سوريا لحالات اضطراب قد تكون الأعنف، لكن العقل يفرض التعاطي مع القضايا بالأسلوب المرن وتصحيح المسار بما يتفق ورغبات الجماهير..
منقول من جريدة الرياض عدد 15639