- الاثنين مايو 30, 2011 12:06 am
#37508
جيل يرفض الاحتلال
ربيع الثورات العربية ظاهرة متحركة ممتدة استوقفت السياسة الداخلية والسياسة الخارجية معاً. الربيع هنا يعني حركة تغيير ، ووصف التغيير بالربيع يعني أن القادم جميل ورائع للوطن العربي وللمواطن العربي ، ولكن ربيع العرب هو غيظ وقيظ لأعداء العرب وكارهيهم. وأحسب أن دولة الاحتلال الصهيوني لفلسطين تتزعم قائمة الكارهين للتغيير فضلاً عن العداوة المتأصلة لأجيال المستقبل.
قبل أن يتحدث نتنياهو في الكونجرس ويعلن عن لاءاته الموروثة ، ويكشف عن عقم مشروع المفاوضات ، كان الرئيس الأمريكي أوباما قد نبهه في خطابه الذي ألقاه أمام (الايباك) قائلاً: إن الحاجة أصبحت ملحة لإقرار تسوية مع الفلسطينيين ؛ لأن ربيع الثورات العربية كشف عن جيل جديد لا يقبل ببقاء الاحتلال ، وعلى (إسرائيل) أن تأخذ حركة الجيل الجديد وحركة التغيير المتحركة بالحسبان.
وإذا رجعنا إلى الوراء قليلاً وبالتحديد قبل عام واحد وفي مؤتمر (ايباك) كانت هيلاري كلنتون قد دعت نتنياهو والايباك إلى الدعوة نفسها ، وعندها حذرت (إسرائيل) من خطر التكنولوجيا ، وخطر الديموغرافيا ، وقالت: إن بقاء الحال على ما هو عليه مستحيل ، والمستقبل يعمل بغير صالح الاحتلال وعلى (إسرائيل) مسئولية صنع تسوية مع محمود عباس.
ما قالته (كلينتون) قبل عام ، قاله أوباما اليوم وفي المكان نفسه وأضاف إليه الجيل الجديد ، وربيع الثورات ، وقال شيئاً مهماً آخر: إن (إسرائيل) لا تملك إلا التعامل مع محيطها العربي . إن قراءة التنبيهات الأمريكية لـ(إسرائيل) ، وإن جاءت على شكل نصائح تمثل ولا شك قراءة استشرافية ذكية ، ولكن ينقصها القرار والعدالة ؛ لأن أوباما أعلن في الوقت نفسه عن تمسكه بأمن (إسرائيل) ، وبتفوقها العسكري على جيرانها ، وطالب الجانب الفلسطيني بمزيد من التنازلات.
إنه في ضوء معرفتنا العميقة للفكر الصهيوني ، ولموقف (إسرائيل) ، وللفكر الأمريكي وموقف الإدارة السياسية في واشنطن ندرك أن معادلة التغيير تتحرك لا من تل أبيب ولا من واشنطن وإنما من داخل مدن وقرى فلسطين المحتلة ، ومن داخل القيادة الفلسطينية وما يسندها من عواصم عربية.
فلسطين يجدر بها أن تعتمد بشكل قوي على جيل الشباب الذي يملأ ساحات التغيير في العالم العربي ، وعليها أن تعتمد على حركة التغيير المتحركة الممتدة التي لن تقف عند عاصمة بعينها . لا أحد في العالم يمكنه إيقاف حركة التغيير بعد أن خرج الشباب إلى الساحات وأدركوا عظم قوة الرأي العام على التغيير.
ما قاله أوباما عن جيل الشباب الجديد الرافض للاحتلال هو قول دقيق وثاقب ، و(إسرائيل) تدرك ما هية هذا القول وإن أغلقت أذنيها عنه ، وأوقفت تصرفها بموجبه ، وأحسب أن ما يشجعها على هذا الموقف (اللامبالي) يكمن في خيار عباس استئناف المفاوضات والتردد في تبني خيارات الشعب الأخرى.
بقلم: د. يوسف رزقة
ربيع الثورات العربية ظاهرة متحركة ممتدة استوقفت السياسة الداخلية والسياسة الخارجية معاً. الربيع هنا يعني حركة تغيير ، ووصف التغيير بالربيع يعني أن القادم جميل ورائع للوطن العربي وللمواطن العربي ، ولكن ربيع العرب هو غيظ وقيظ لأعداء العرب وكارهيهم. وأحسب أن دولة الاحتلال الصهيوني لفلسطين تتزعم قائمة الكارهين للتغيير فضلاً عن العداوة المتأصلة لأجيال المستقبل.
قبل أن يتحدث نتنياهو في الكونجرس ويعلن عن لاءاته الموروثة ، ويكشف عن عقم مشروع المفاوضات ، كان الرئيس الأمريكي أوباما قد نبهه في خطابه الذي ألقاه أمام (الايباك) قائلاً: إن الحاجة أصبحت ملحة لإقرار تسوية مع الفلسطينيين ؛ لأن ربيع الثورات العربية كشف عن جيل جديد لا يقبل ببقاء الاحتلال ، وعلى (إسرائيل) أن تأخذ حركة الجيل الجديد وحركة التغيير المتحركة بالحسبان.
وإذا رجعنا إلى الوراء قليلاً وبالتحديد قبل عام واحد وفي مؤتمر (ايباك) كانت هيلاري كلنتون قد دعت نتنياهو والايباك إلى الدعوة نفسها ، وعندها حذرت (إسرائيل) من خطر التكنولوجيا ، وخطر الديموغرافيا ، وقالت: إن بقاء الحال على ما هو عليه مستحيل ، والمستقبل يعمل بغير صالح الاحتلال وعلى (إسرائيل) مسئولية صنع تسوية مع محمود عباس.
ما قالته (كلينتون) قبل عام ، قاله أوباما اليوم وفي المكان نفسه وأضاف إليه الجيل الجديد ، وربيع الثورات ، وقال شيئاً مهماً آخر: إن (إسرائيل) لا تملك إلا التعامل مع محيطها العربي . إن قراءة التنبيهات الأمريكية لـ(إسرائيل) ، وإن جاءت على شكل نصائح تمثل ولا شك قراءة استشرافية ذكية ، ولكن ينقصها القرار والعدالة ؛ لأن أوباما أعلن في الوقت نفسه عن تمسكه بأمن (إسرائيل) ، وبتفوقها العسكري على جيرانها ، وطالب الجانب الفلسطيني بمزيد من التنازلات.
إنه في ضوء معرفتنا العميقة للفكر الصهيوني ، ولموقف (إسرائيل) ، وللفكر الأمريكي وموقف الإدارة السياسية في واشنطن ندرك أن معادلة التغيير تتحرك لا من تل أبيب ولا من واشنطن وإنما من داخل مدن وقرى فلسطين المحتلة ، ومن داخل القيادة الفلسطينية وما يسندها من عواصم عربية.
فلسطين يجدر بها أن تعتمد بشكل قوي على جيل الشباب الذي يملأ ساحات التغيير في العالم العربي ، وعليها أن تعتمد على حركة التغيير المتحركة الممتدة التي لن تقف عند عاصمة بعينها . لا أحد في العالم يمكنه إيقاف حركة التغيير بعد أن خرج الشباب إلى الساحات وأدركوا عظم قوة الرأي العام على التغيير.
ما قاله أوباما عن جيل الشباب الجديد الرافض للاحتلال هو قول دقيق وثاقب ، و(إسرائيل) تدرك ما هية هذا القول وإن أغلقت أذنيها عنه ، وأوقفت تصرفها بموجبه ، وأحسب أن ما يشجعها على هذا الموقف (اللامبالي) يكمن في خيار عباس استئناف المفاوضات والتردد في تبني خيارات الشعب الأخرى.
بقلم: د. يوسف رزقة