صفحة 1 من 1

الرئيس السوري يستخدم دباباته لاخماد الاضطرابات (مقال 12)

مرسل: الاثنين مايو 30, 2011 12:53 am
بواسطة سند الشيباني (9)
11تحليل- الرئيس السوري يستخدم دباباته لاخماد الاضطرابات

لندن 11 مايو ايار (رويترز) - توغلت الدبابات في بلدات سورية واعتلى قناصة اسطح المباني وأخذوا يطلقون الرصاص على كل ما يتحرك واعتقلت قوات الامن محتجين.مشهد المدرعات الثقيلة مألوف في
العالم العربي كما حدث حين دخلت الدبابات الامريكية العاصمة العراقية بغداد عام 2003 أو حين اجتاحت الدبابات الإسرائيلية جنوب لبنان عام 2006 . ولكن الدبابات هذه المرة سورية وتستهدف محتجين سوريين يطالبون بسقوط الرئيس بشار الاسد. ووعد الاسد (45 عاما) باصلاحات حين خلف والده في عام 2000 عقب أربعة عقود من حكم الاقلية العلوية الشيعية ولكنه اختار الدبابات والرصاص بدلا من التغيير وتقديم تنازلات حقيقية لمعالجة مظالم المحتجين. وفي انحاء سوريا من درعا في الجنوب إلى بانياس في الشمال تشتد قبضة حركة القمع وتزداد عزلة البلدات التي كانت في قلب الانتفاضة. واضحى تحرك المحتجين والنشطاء الذين يستلهمون انتفاضتين اطاحتا برئيسي تونس ومصر أكثر صعوبة. واعتقل عدد كبير منهم او كممت افواههم. وطوق الجيش وقوات الامن المدن الرئيسية بالدبابات واقام المتاريس على الطرق ومنع الوصول لبعض البلدات وعزلت عن بقية البلاد بقطع خدمات الهاتف والانترنت. ويقول سكان يتسن الاتصال بهم بشكل متقطع عن طريق الهاتف او موقعي تويتر وفيسبوك على الانترنت انهم يسمعون عن الاضطرابات في مدن اخرى من المحطات التلفزيونية الفضائية العربية وما يتردد على الالسن. وقال باتريك سيل الذي كتب سيرة الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والد بشار "يوحد النظام صفوفه ويحاول سحق المعارضة. "اري النظام يفقد شعبيته بشكل متزايد ويلجأ لاساليب وحشية ولكنه سينجو هذه المرة." ومع الاستعانة بالجيش ضد محتجين غير مسلحين وغياب احتمال حدوث نفس نوعية التدخل العسكري في محاولة لوقف هجمات الزعيم الليبي معمر القذافي على شعبه تشير التوقعات الى ان اليد العليا ستظل للاسد في الاونة الحالية ما لم يتمرد الضباط السنة عليه. ولكن ثمن البقاء في السلطة يرتفع يوميا. وقال سيل "طالما بقى الجيش وقوات الامن على ولائهما لبشار سيبقى ولكن على حساب تضرر سمعته." وقال نديم حوري مدير منظمة هيومان رايتس ووتش في بيروت "بغض النظر عن سحق الجيش وقوات الامن الاحتجاجات من الواضح ان شيئا ما كسر بشكل جوهري في سوريا بين النظام وقطاع كبير من المواطنين. "لا يمكن اصلاح الاوضاع بالقمع. النظام يخدع نفسه بالاعتقاد بان الدبابات يمكن ان تحل المشكلة. ربما يسحق الاحتجاجات ولكن لن ينجح في علاج المشاكل الكامنة." ومع حظر وسائل الاعلام العالمية في سوريا فان الاتصالات الهاتفية مع السكان ولقطات الفيديو التي يصورها هواة هما الشاهد الوحيد على الحملة ضد المدنيين الذين قرروا ان من حقهم ايضا تنسم رياح الحرية التي ينشرها "الربيع العربي". وحين تشاهد التلفزيون السوري او تستمع لوسائل الاعلام الرسمية يصعب ان تصدق ان ثمة خطبا خطيرا في سوريا فيما عدا هجمات عشوائية على الامن والجيش يعزوها مسؤولون لعصابات مسلحة مجهولة وعملاء اجانب ومتشددين اسلاميين. ولا توجد أي صلة بين رواية السلطات عن الاحداث والتجربة القاسية التي يتعرض لها من نزلوا للشوارع للاحتجاج. وتقول جماعات حقوقية سورية ان ما يصل إلى 800 شخص قتل واعتقل الالاف منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس آذار. ومنذ ذلك الحين لم يوجه الاسد كلمه مباشرة للامة بل ظهر على شاشة التلفزيون وهو يتحدث امام مجلس الشعب والحكومة. وقال سيل "يعتقد البعض ان هناك من حل محل وانه فقد السلطة لصالح المتشددين في العائلة. "لم يوجه كلمة للأمة. لم يقل ماذا يريد ان يفعل. ترك الامر لقوات الأمن. يمكن ان يستخلص المرء انه ربما لا يمسك بزمام الامور كليا." ولا زالت العواصم الغربية في حيرة من امرها بشأن من يسير الامور في سوريا. هل هو بشار أم شقيقه الاصغر ماهر قائد الحرس الجمهوي والفرقة الميكانيكية الرابعة وغالبية جنودها من العلويين ام آصف شوكت زوج شقيقة بشار وهو مدير المخابرات العسكرية سابقا ونائب رئيس اركان الجيش حاليا؟ وعند فرض العقوبات الاوروبية التي تستهدف افراد اسرته كان غياب اسم بشار لافتا للنظر ويبدو ان صناع القرار في الغرب لازالوا يعتقدون ان الرئيس السوري يحتمل ان يكون اصلاحيا ولكن يكبحه المتشددون من افراد حاشيته. ولكن كما يشير خبراء فان القضية الرئيسية ليست هزيمة بشار لشعبه ولكن ما إذا كان الحل العسكري يمكن ان يدوم دون اصلاحات حقيقية لاخماد الشرارة التي أشعلت الاحتجاجات في المقام الأول. ويقولون ان المواطنين مثلما حدث في العواصم العربية الاخرى يتمردون على غياب الحرية والفرص. كما يثير حنقهم الفساد الذي اثرى الصفوة بينما يعيش ثلث السوريين تحت خط الفقر. ويحيط اصحاب المليارات بالعائلة الحاكمة بينما تجمد الدخل القومي طوال عقود في اقتصاد لا يزال شديد الانغلاق. وقال حوري "خرج الجني من القمقم. لا يمكن بناء اصلاحات على اساس قمعي. كلما تنامى العنف المستخدم كلما تضاءلت فرص قبول الاصلاحات." ويقول المراقبون انه لا ينبغي على الاسد ان يأمل بالافلات بنفس الوحشية التي انتهجها والده الذي قمع انتفاضة اسلامية في حماه في عام 1982 بالدبابات والمدفعية وسوى بالارض مساحات شاسعة من المدينة وازهق ما بين 20 و30 ألف روح. وقال حوري "اذا اعتقد اي شخص ان بوسعه ان يفلت بحماة اخرى فانه يعاني من قصر نظر. ستنتشر المعلومات في عصر ويكيليكس ووسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة." ويعتقد اخرون انه بسبب موقع سوريا المحوري في الشرق الاوسط - كحليف لايران وحزب الله اللبناني في ذات الوقت الذي تنتهج فيه سلوكا براجماتيا في تعاملاها مع إسرائيل - سيواصل العالم ودول المنطقة التعامل مع الاسد. ورغم مابذل السوريون من ارواح للاحتجاج على سنوات من القمع والمعاناة الاقتصادية والفساد بين الصفوة فان قلة من الطلبة السوريين يعتقدون ان الاقلية العلوية ستنفذ الاصلاحات التي وعدت بها منذ فترة طويلة. ويبلغ تعداد سكان سوريا نحو 20 مليون نسمة ويمثل السنة 75 في المئة. وذكروا ان اي اصلاحات ذات معنى تنطوي على انتخابات حرة وسيادة القانون والمحاسبة تعني الاطاحة بعائلة الاسد. وقال سيل "انه حكم اقلية اذا نفذ اصلاحات سياسية حقيقية مثل اجراء انتخابات حقيقية فانه يخاطر بالاطاحة به من السلطة. يخشى التعرض لمذبحة. لا زالت سحابة حماة تظلل الافق." ويعزو البعض الفضل للاسد في محاولة تحرير الاقتصاد وتحديث سوريا ولكن الزيادة السكانية الكبيرة -تصل حاليا لحوالي 2.4 في المئة سنويا- فاقت كثيرا قدرة الاقتصاد على توفير فرص عمل على مدار العقود الثلاثة الماضية. غير ان كثيرين من السوريين والدول المجاورة على حد سواء يقولون ان اي رغبة في رحيل الاسد يكبحها خوف اكبر من تفجر صراع طائفي على غرار ما حدث في العراق عقب الاطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين. والمجتمع السوري مزيج من العلويين والسنة والمسيحيين والاكراد والدروز. ويقول سوريون كثر انهم يفضلون بقاء الاسد على المخاطرة بمواجهة تبعات رحيله. لكن باستثناء الاقليات واقارب الاسد ورفاق العائلة وطبقة جديدة من الرأسماليين المقربين من نظام الحكم وغيرهم من المستفيدين من الشرطة السرية إلى ميليشيات الشبيحة العلوية فان من يريدون التغيير اكثر عددا بكل تأكيد. وقال الناشط علي الاتاسي "سوريا عند نقطة مفصلية ولا يمكنها الرجوع للور