- الاثنين مايو 30, 2011 1:05 am
#37549
إن دخول إيران على خط هذا الصراع لم يكن موفقا بحال، سواء بتغيير مذهب قلة من الزيود هناك إلى المذهب الجعفري، أم بتسليح القوم. لكن الأسوأ هو الخطاب السياسي الذي تابع الملف، والذي انطوى على تدخل واضح في الحرب، الأمر الذي استنفر حساسيات كثيرة، ولاسيما بعد الدخول السعودي على الخط. حدث ذلك بالطبع لأنه أعاد تقديم إيران للعالم العربي بوصفها ممثلة مذهب، تريد استثماره في تحقيق التوسع، الأمر الذي يسيء بالطبع للأقليات الشيعية في المنطقة ويقدمها بوصفها حصان طروادة الذي ستستخدمه إيران لتوسيع نفوذها.
وعندما تضطر أكثر الدول العربية قربا من إيران (سوريا) إلى مجاملة السعودية في حربها ضد الحوثيين، فهذا يعني أن إيران قد بدأت تصعّب الموقف على حلفائها، ولا ننسى التناقض القائم بين البلدين (أعني سوريا وإيران) في الملف العراقي، حيث تدعم كل واحدة طرفا في الصراع، ولعل ذلك يشكل جزءا من أسباب تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين تركيا وسوريا خلال العامين الأخيرين، وهي علاقات لا تنظر إليها طهران بعين الارتياح.
كل ذلك يعيدنا بالضرورة إلى الوضع العربي البائس الذي ساهم في منح إيران دفقة من غرور القوة، وربما ساهم في اقترافها كل تلك الأخطاء، ولو كان الوضع العربي يعيش بعض العافية، وعلى رأسه مصر، لحسبت له إيران ألف حساب، ولما كان بوسعها أن تلعب في العراق وحدها بتلك الطريقة على سبيل المثال.
لو كان الوضع العربي يعيش قدرا معقولا من العافية، لفرض على إيران التواضع في طموحاتها من جهة، ولدفعها أيضا إلى حوار يأخذ القواسم المشتركة للطرفين بنظر الاعتبار، بخاصة في ظل صحوة تركيا الجيدة خلال العامين الأخيرين، وإن بقيت تراوح بين التزاماتها الأوروبية والغربية، وعلاقاتها مع الدولة العبرية، وبين طموحاتها في التمدد على المستوى الإسلامي.
"
الذين يتخصصون في الشحن المذهبي في الطرف السني، ينبغي أن يجيبوا على سؤال الكيفية التي يقترحونها للتعامل مع إيران من جهة وشيعة المنطقة من جهة أخرى، بينما على الطرف الآخر أن يجيب عن ما إذا كان بوسعه تحدي غالبية الأمة أم لا؟
"
على أن بؤس الوضع العربي الرسمي لا ينبغي أن يدفع إيران إلى تجاهل البعد الشعبي، وبالطبع حتى لا تتركه بسبب أخطائها نهبا لخطاب يشيطنها ويجعلها أكثر خطرا على الأمة والمنطقة من المشروع الأميركي الصهيوني، مع أننا قلنا وسنظل نقول إنها ليست كذلك، وأن الحوار بينها وبين جيرانها يمكن أن يحلّ كثيرا من الإشكالات القائمة إذا جرى استبعاد الشيطان الأميركي من عقل الأنظمة.
ويبقى دور القوى الحية في الأمة التي ينبغي أن يكون لها دورها في ترشيد الخطاب الشعبي من جهة، وقبل ذلك دفع الطرفين الإيراني والعربي الرسمي إلى حوار يحافظ على مصالح الأمة في مواجهة أعدائها الذين لا يريدونها إلا متناحرة يضرب بعضها رقاب بعض.
أما الذين يتخصصون في الشحن المذهبي في الطرف السني، فينبغي أن يجيبوا على سؤال الكيفية التي يقترحونها للتعامل مع إيران من جهة وشيعة المنطقة من جهة أخرى، بينما على الطرف الآخر أن يجيب عن ما إذا كان بوسعه تحدي غالبية الأمة أم لا؟ ولما كانت الإجابة هي لا أكيدة، فإن الحل هو الحوار بعد تقديم كل طرف لما عليه من استحقاقات الحوار والتفاهم، ومن ثم التعاون لمواجهة العدو المشترك.
وعندما تضطر أكثر الدول العربية قربا من إيران (سوريا) إلى مجاملة السعودية في حربها ضد الحوثيين، فهذا يعني أن إيران قد بدأت تصعّب الموقف على حلفائها، ولا ننسى التناقض القائم بين البلدين (أعني سوريا وإيران) في الملف العراقي، حيث تدعم كل واحدة طرفا في الصراع، ولعل ذلك يشكل جزءا من أسباب تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين تركيا وسوريا خلال العامين الأخيرين، وهي علاقات لا تنظر إليها طهران بعين الارتياح.
كل ذلك يعيدنا بالضرورة إلى الوضع العربي البائس الذي ساهم في منح إيران دفقة من غرور القوة، وربما ساهم في اقترافها كل تلك الأخطاء، ولو كان الوضع العربي يعيش بعض العافية، وعلى رأسه مصر، لحسبت له إيران ألف حساب، ولما كان بوسعها أن تلعب في العراق وحدها بتلك الطريقة على سبيل المثال.
لو كان الوضع العربي يعيش قدرا معقولا من العافية، لفرض على إيران التواضع في طموحاتها من جهة، ولدفعها أيضا إلى حوار يأخذ القواسم المشتركة للطرفين بنظر الاعتبار، بخاصة في ظل صحوة تركيا الجيدة خلال العامين الأخيرين، وإن بقيت تراوح بين التزاماتها الأوروبية والغربية، وعلاقاتها مع الدولة العبرية، وبين طموحاتها في التمدد على المستوى الإسلامي.
"
الذين يتخصصون في الشحن المذهبي في الطرف السني، ينبغي أن يجيبوا على سؤال الكيفية التي يقترحونها للتعامل مع إيران من جهة وشيعة المنطقة من جهة أخرى، بينما على الطرف الآخر أن يجيب عن ما إذا كان بوسعه تحدي غالبية الأمة أم لا؟
"
على أن بؤس الوضع العربي الرسمي لا ينبغي أن يدفع إيران إلى تجاهل البعد الشعبي، وبالطبع حتى لا تتركه بسبب أخطائها نهبا لخطاب يشيطنها ويجعلها أكثر خطرا على الأمة والمنطقة من المشروع الأميركي الصهيوني، مع أننا قلنا وسنظل نقول إنها ليست كذلك، وأن الحوار بينها وبين جيرانها يمكن أن يحلّ كثيرا من الإشكالات القائمة إذا جرى استبعاد الشيطان الأميركي من عقل الأنظمة.
ويبقى دور القوى الحية في الأمة التي ينبغي أن يكون لها دورها في ترشيد الخطاب الشعبي من جهة، وقبل ذلك دفع الطرفين الإيراني والعربي الرسمي إلى حوار يحافظ على مصالح الأمة في مواجهة أعدائها الذين لا يريدونها إلا متناحرة يضرب بعضها رقاب بعض.
أما الذين يتخصصون في الشحن المذهبي في الطرف السني، فينبغي أن يجيبوا على سؤال الكيفية التي يقترحونها للتعامل مع إيران من جهة وشيعة المنطقة من جهة أخرى، بينما على الطرف الآخر أن يجيب عن ما إذا كان بوسعه تحدي غالبية الأمة أم لا؟ ولما كانت الإجابة هي لا أكيدة، فإن الحل هو الحوار بعد تقديم كل طرف لما عليه من استحقاقات الحوار والتفاهم، ومن ثم التعاون لمواجهة العدو المشترك.