تقويض برنامج إيران النووي "2"
مرسل: الاثنين مايو 30, 2011 1:09 am
وفي ذات السياق، نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية نقلا عن مسؤولي استخبارات حاليين وسابقين مطلعين على هذا البرنامج السري، الذي يحمل عنوان "تصفية الأدمغة" أنه أطلق بأمر من البيت الأبيض في عام 2005 بهدف تقويض برنامج إيران النووي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية أن السي آي أي لم تتصل مباشرة بالأشخاص المحتمل فرارهم، بل استخدمت أشخاصا آخرين جندتهم داخل إيران للاتصال بالراغبين في الفرار والتنسيق معهم.
ورغم تأكيدها على موقعها الإلكتروني أن البرنامج لم يحقق حتى الآن سوى نجاح محدود حيث إن أقل من ستة إيرانيين يصعب الادعاء بأنهم على صلة بالبرنامج النووي لبلادهم هم فقط من فروا إلى الغرب إذ لم يتمكن أي منهم من توفير أي معلومات ذات قيمة ملموسة عن ذلك البرنامج، لم تستبعد الصحيفة استمرار هذا البرنامج السري بل واتساعه ليشمل اختطاف مسؤولين حكوميين أو قادة عسكريين إيرانيين مستندة في ذلك إلى تقارير تؤكد وقوف السي آي أي وراء فرار علي رضا أصغري نائب وزير الدفاع الإيراني السابق الذي فقد في شهر فبراير/ شباط من عام 2007 أثناء زيارة كان يقوم بها لتركيا.
في غضون ذلك، بدأت تتوالى حوادث اختفاء علماء نوويين إيرانيين في الآونة الأخيرة، من خلال الاغتيال أو الاختطاف والترحيل إلى خارج إيران. ففي عام 2007 اغتيل عالم نووي يدعى أرديشير حسين بور (44 عاما) نتيجة اختناقه بغاز سام، وهو الذي كان يعمل في محطة أصفهان لإنتاج غاز سادس فلوريد اليورانيوم المستخدم في أنشطة تخصيب اليورانيوم الجارية في محطة نطنز، وهو يعد من أفضل العلماء في الحقل التقني العسكري الإيراني حيث كان يدير مركز الدراسات الكهرومغناطيسية النووية الذي أسس عام 2005، وشارك في تأسيس مركز البحوث النووية في أصفهان.
وعقب الإعلان عن وفاة بور، نقلت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في حينها عن مصدر استخباري بريطاني أن من المرجح أن يكون الموساد هو من أقدم على اغتيال بور. وأشارت الصحيفة إلى أن رضا بهالا من مؤسسة ستارتفور، وهي مؤسسة أميركية خاصة تعمل في مجال الاستخبارات، أكد أن الموساد استهدف بور وأن لديه معلومات استخبارية قوية للغاية تفيد بأن العالم الإيراني اغتيل على يد الإسرائيليين الذين هددوا مرارا بالعمل على منع إيران من إنتاج قنبلة نووية.
وفي شهر يونيو/حزيران من العام الماضي، اختفى العالم النووي الإيراني شهرام أميري في السعودية أثناء أدائه العمرة. وعلى الفور، اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة باختطافه مؤكدة أن بحوزتها دلائل ومعلومات تؤكد صحة هذا الاتهام، كما نحت باللائمة على السلطات السعودية متهمة إياها بالتواطؤ في عملية الاختطاف هذه عبر تسهيل تسليم أميري، الذي تدعي طهران أنه يقبع في السجون الأميركية مع 11 إيرانيا آخرين، لدوائر استخبارية أميركية بالمملكة، وهو ما نفته الرياض.
وقبل أيام قلائل, لقي العالم النووي الإيراني مسعود محمدي، أستاذ الفيزياء النووية للنيوترونات في جامعة طهران، حتفه في انفجار دراجة مفخخة وضعت قرب منزله شمالي العاصمة طهران وتم تفجيرها بالتحكم عن بعد لدى مروره قربها.
"
في حالة ما إذا باتت الإستراتيجية الإسرائيلية الأميركية في استهداف الكوادر نهجا جديدا موازيا لتقويض القدرات النووية الإيرانية، فإنها ستضاعف، لا محالة، من أعباء ومثالب نظام منع الانتشار النووي
"
وفي حين نشرت وكالة أسوشيتد برس أن العالم النووي الراحل محسوب على المعارضة الإصلاحية حيث كان اسمه ضمن قائمة تضم 240 أستاذا جامعيا أعلنوا تأييدهم للمرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة مير حسين موسوي، تؤكد مصادر حكومية إيرانية أن محمدي محسوب على التيار المحافظ من دون تأكيد ما إذا كان مرتبطا بالبرنامج النووي الإيراني، وإن كان اتهام الخارجية الإيرانية واشنطن وتل أبيب ومن وصفتهم بـ"عملائهما المأجورين" في إيران بالتورط في حادث الاغتيال ثم تأكيدها أن مثل هذه الأفعال الإرهابية والتصفية الواضحة لعلماء البلاد النوويين لن تعطل البرنامج النووي الإيراني بل على العكس ستعمل على تسريعه، يشي بوجود صلة لمحمدي بهذا البرنامج ولو بدرجة ما.
وفي حالة ما إذا باتت هذه الإستراتيجية الإسرائيلية الأميركية نهجا جديدا موازيا لتقويض القدرات النووية الإيرانية، فإنها ستضاعف، لا محالة، من أعباء ومثالب نظام منع الانتشار النووي، لكونها تطوي بين ثناياها مخاطر عديدة على السلم والأمن الدوليين.
ذلك أن اعتمادها أساليب ملتوية تجافي الأخلاق والمواثيق الدولية، سيزيد من هشاشة الآليات القانونية والسياسية التي ارتضاها المجتمع الدولي لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل بقدر ما سيؤجج من سباق التسلح الإستراتيجي لاسيما إذا ما لجأت إيران أو أية دولة أخرى تستهدفها تلك الإستراتيجية إلى الانتقام والإصرار على معاودة أنشطتها النووية بأي ثمن أيا كانت التداعيات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية أن السي آي أي لم تتصل مباشرة بالأشخاص المحتمل فرارهم، بل استخدمت أشخاصا آخرين جندتهم داخل إيران للاتصال بالراغبين في الفرار والتنسيق معهم.
ورغم تأكيدها على موقعها الإلكتروني أن البرنامج لم يحقق حتى الآن سوى نجاح محدود حيث إن أقل من ستة إيرانيين يصعب الادعاء بأنهم على صلة بالبرنامج النووي لبلادهم هم فقط من فروا إلى الغرب إذ لم يتمكن أي منهم من توفير أي معلومات ذات قيمة ملموسة عن ذلك البرنامج، لم تستبعد الصحيفة استمرار هذا البرنامج السري بل واتساعه ليشمل اختطاف مسؤولين حكوميين أو قادة عسكريين إيرانيين مستندة في ذلك إلى تقارير تؤكد وقوف السي آي أي وراء فرار علي رضا أصغري نائب وزير الدفاع الإيراني السابق الذي فقد في شهر فبراير/ شباط من عام 2007 أثناء زيارة كان يقوم بها لتركيا.
في غضون ذلك، بدأت تتوالى حوادث اختفاء علماء نوويين إيرانيين في الآونة الأخيرة، من خلال الاغتيال أو الاختطاف والترحيل إلى خارج إيران. ففي عام 2007 اغتيل عالم نووي يدعى أرديشير حسين بور (44 عاما) نتيجة اختناقه بغاز سام، وهو الذي كان يعمل في محطة أصفهان لإنتاج غاز سادس فلوريد اليورانيوم المستخدم في أنشطة تخصيب اليورانيوم الجارية في محطة نطنز، وهو يعد من أفضل العلماء في الحقل التقني العسكري الإيراني حيث كان يدير مركز الدراسات الكهرومغناطيسية النووية الذي أسس عام 2005، وشارك في تأسيس مركز البحوث النووية في أصفهان.
وعقب الإعلان عن وفاة بور، نقلت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في حينها عن مصدر استخباري بريطاني أن من المرجح أن يكون الموساد هو من أقدم على اغتيال بور. وأشارت الصحيفة إلى أن رضا بهالا من مؤسسة ستارتفور، وهي مؤسسة أميركية خاصة تعمل في مجال الاستخبارات، أكد أن الموساد استهدف بور وأن لديه معلومات استخبارية قوية للغاية تفيد بأن العالم الإيراني اغتيل على يد الإسرائيليين الذين هددوا مرارا بالعمل على منع إيران من إنتاج قنبلة نووية.
وفي شهر يونيو/حزيران من العام الماضي، اختفى العالم النووي الإيراني شهرام أميري في السعودية أثناء أدائه العمرة. وعلى الفور، اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة باختطافه مؤكدة أن بحوزتها دلائل ومعلومات تؤكد صحة هذا الاتهام، كما نحت باللائمة على السلطات السعودية متهمة إياها بالتواطؤ في عملية الاختطاف هذه عبر تسهيل تسليم أميري، الذي تدعي طهران أنه يقبع في السجون الأميركية مع 11 إيرانيا آخرين، لدوائر استخبارية أميركية بالمملكة، وهو ما نفته الرياض.
وقبل أيام قلائل, لقي العالم النووي الإيراني مسعود محمدي، أستاذ الفيزياء النووية للنيوترونات في جامعة طهران، حتفه في انفجار دراجة مفخخة وضعت قرب منزله شمالي العاصمة طهران وتم تفجيرها بالتحكم عن بعد لدى مروره قربها.
"
في حالة ما إذا باتت الإستراتيجية الإسرائيلية الأميركية في استهداف الكوادر نهجا جديدا موازيا لتقويض القدرات النووية الإيرانية، فإنها ستضاعف، لا محالة، من أعباء ومثالب نظام منع الانتشار النووي
"
وفي حين نشرت وكالة أسوشيتد برس أن العالم النووي الراحل محسوب على المعارضة الإصلاحية حيث كان اسمه ضمن قائمة تضم 240 أستاذا جامعيا أعلنوا تأييدهم للمرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة مير حسين موسوي، تؤكد مصادر حكومية إيرانية أن محمدي محسوب على التيار المحافظ من دون تأكيد ما إذا كان مرتبطا بالبرنامج النووي الإيراني، وإن كان اتهام الخارجية الإيرانية واشنطن وتل أبيب ومن وصفتهم بـ"عملائهما المأجورين" في إيران بالتورط في حادث الاغتيال ثم تأكيدها أن مثل هذه الأفعال الإرهابية والتصفية الواضحة لعلماء البلاد النوويين لن تعطل البرنامج النووي الإيراني بل على العكس ستعمل على تسريعه، يشي بوجود صلة لمحمدي بهذا البرنامج ولو بدرجة ما.
وفي حالة ما إذا باتت هذه الإستراتيجية الإسرائيلية الأميركية نهجا جديدا موازيا لتقويض القدرات النووية الإيرانية، فإنها ستضاعف، لا محالة، من أعباء ومثالب نظام منع الانتشار النووي، لكونها تطوي بين ثناياها مخاطر عديدة على السلم والأمن الدوليين.
ذلك أن اعتمادها أساليب ملتوية تجافي الأخلاق والمواثيق الدولية، سيزيد من هشاشة الآليات القانونية والسياسية التي ارتضاها المجتمع الدولي لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل بقدر ما سيؤجج من سباق التسلح الإستراتيجي لاسيما إذا ما لجأت إيران أو أية دولة أخرى تستهدفها تلك الإستراتيجية إلى الانتقام والإصرار على معاودة أنشطتها النووية بأي ثمن أيا كانت التداعيات.