صفحة 1 من 1

وداعا محمود درويش

مرسل: الأحد أغسطس 17, 2008 11:59 am
بواسطة نهاد
محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احي هود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ إلى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا إلى فلسطين وبقي في قرية دير الأسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الأم –البروة)

تعليمه:
أكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الأسد متخفيا ، فقد كان تخشى أن يتعرض للنفي من جديد إذا كشف أمر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، أما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).

حياته:
انضم محمود درويش إلى الحزب الشيوعي في إسرائيل ، وبعد إنهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي أصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .

لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل أكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق بأقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح إلى مصر وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجا على اتفاق أوسلو.

شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، وأقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث انه دخل إلى إسرائيل بتصريح لزيارة أمه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.

وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها:
• جائزة لوتس عام 1969.
• جائزة البحر المتوسط عام 1980.
• درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
• لوحة أوروبا للشعر عام 1981.
• جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
• جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.

شعره:
يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينية ، ومر شعره بعدة مراحل .
وفى محاكاته للأنثى والتي كانت بعيدة بعض الشيء عن اهتماماته الشعرية أصدر ديوان في صدر عام 1999 بعنوان" سرير الغريبة" كأنه كان يبحث عن صوت المرأة بداخله ولكنه لم يستطيع أن يجسدها كغيره من الشعراء على سبيل المثال نزار قباني والذي كان يستعير صوت الأنثى بشراسة العارف بأحوالها ، أما درويش فقد استعار صوتها كطفل تائه متلعثم الخطوات كي يرتدى أردان امرأة لم يلج تماما إلى عوالمها الخاصة في الماضي الذي أخذته فيه الخطوات إلى منابر الاحتجاج ، والثورة ، والمنفى ، والحنين إلى قهوة أمه.

وتحضرني بعض المقولات والتي انتقيتها من هذا الديوان:-
أي الأغاني تحبين ..... أي الأغاني؟
أتلك التي تتحدث عن عطش الحب ... أم عن زمان مضى؟

ويخاطب أنثاه قائلا:
"لعلك،حين تديرين ظلك لي، تمنحين المجاز وقائع معنى لما يحدث عما قليل..."

ويظل الصوت المستعار للمرأة واضحا، وغائبا في حنجرة محمود درويش الشعرية الأنثوية فيقول:
" أضمك ،حتى أعود إلى عدمي
زائرا زائلا، لا حياة ولا موت في ما أحس به طائرا عابرا ما وراء الطبيعة ، حين أضمك..."

ومن قصائده التي أعجبتني :

قطار الساعة الواحدة


رجل و امرأة يفترقان
ينفضان الورد عن قلبيهما ،
ينكسران .
يخرج الظلّ من الظلّ
يصيران ثلاثة :
رجلا
و امرأة
و الوقت ...
لا يأتي القطار
فيعودان إلى المقهى
يقولان كلاما آخرا ،
ينسجمان
و يحبّان بزوغ الفجر من أوتار جيتار
و لا يفترقان ...
.. و تلفت أجيل الطرف في ساحات هذا القلب .
ناداني زقاق ورفاق يدخلون القبو و النسيان في مدريد .
لا أنسى من المرأة إلّا وجهها أو فرحي ...
أنساك أنساك و أنساك كثيرا
لو تأخّرنا قليلا
عن قطار الواحدة .
لو جلسنا ساعة في المطعم الصيني ،
لو مرّت طيور عائدة .
لو قرأنا صحف الليل
لكنّا
رجلا و امرأة يلتقيان ...


Re: وداعا محمود درويش

مرسل: الأربعاء أغسطس 20, 2008 12:51 pm
بواسطة الـمــ مـحـمـد ــسـنـد
يعطيك العافيه ومعلومات من جد قيمه عن محمود درويش والله يرحمه

Re: وداعا محمود درويش

مرسل: الاثنين أغسطس 25, 2008 2:13 am
بواسطة عبد العزيز ناصر الصويغ
رحل ما يقال عنه شاعر وأفضى إلى ربه لكن يجب أنعلم أنه لم يقدم شيء لوطنه سوى كلمات .

Re: وداعا محمود درويش

مرسل: الثلاثاء أغسطس 26, 2008 7:59 pm
بواسطة د.أحمد وهبان
ما أ روعه من رجل وما أروعها من قصيدة ،،، شكرا جزيلا على الطرح نهاد

Re: وداعا محمود درويش

مرسل: الأربعاء أغسطس 27, 2008 8:14 pm
بواسطة نهاد
مشكور دكتور أحمد ويكفينا إهتمامك بقراءة موضوعاتنا المتواضعة وتعليقك عليها,,,,,

Re: وداعا محمود درويش

مرسل: الاثنين سبتمبر 01, 2008 4:58 am
بواسطة مثايل القحطاني
على هذه الأرض مايستحق الحياة<<<أحد مقولاته الرائعة.....

(( قد تكون هنالك في بعض الأحيان كلمات تحفز على فعل الأفعال))...

تشكري أخت نهاد عالموضوع....