أين التنمية؟
مرسل: الاثنين مايو 30, 2011 2:14 pm
يوسف القبلان
ما حدث ويحدث من تغيير في المنطقة العربية لم يحدث بسبب الفيسبوك أو التويتر فهذه وسائل اتصالات حديثة ساعدت على تفعيل التواصل وتبادل المعلومات. فهي الأدوات التي استخدمت لتساعد في إحداث التغيير ولكنها ليست الأسباب التي أدت إلى التغيير.
على سبيل المثال تجربة ليبيا. ليبيا تنتظر الإصلاح لأكثر من (42) سنة، وبعد هذا الانتظار الطويل الحافل بالوعود والشعارات يأتي الإصلاح متمثلًا في تغيير العلم وتأليف نشيد وطني جديد، وربما تغيير مسمى الدولة ليكون الجمهورية الثانية.
مثل هذه التغيّرات تؤدي في النتيجة إلى استفزاز الناس وإهانة عقولهم، هذه الإهانة لا تتوقف عند ذلك الحد بل تتعداه إلى الإهانة المباشرة للناس، ووصفهم بأنهم جرذان، فئران وجراثيم، وأنهم يستخدمون حبوب الهلوسة. وتستمر الإهانة حين يقال إن المطالبة بالتغيير هي مؤامرة خارجية، وإن المواطنين خونة وعملاء، يتلقون الأوامر مرة من القاعدة ، ومرة من أمريكا ، وثالثة من دول عربية!!. كل تلك القوى الخارجية تسعى للتغيير في ليبيا ما عدا المواطن المغرر به.
المواطن الليبي يجد فجوة بين ما يقال، وما يتحقق على أرض الواقع فكل المشاريع أصبحت مشاريع وهمية وعلى رأسها النهر الصناعي العظيم.
وهذا يقودنا إلى ملاحظة عامة وهي أن لغة خطاب القذافي ويشترك معه فيها آخرون هي لغة إنشائية تردد مصطلحات مثل ( الثورة، المجد، الإنجازات، المؤامرات، الحرية، التنمية، الديمقراطية، الخ) وحين تبحث عن لغة حقائق وأرقام كمؤشرات على وجود ما يتضمنه ذلك الخطاب فإن النتيجة تكون محبطة.
ولو أن حكومة القذافي اتجهت منذ بدايتها الأولى الى التنمية الحقيقية التي تنعكس آثارها الإيجابية على حياة المواطن لما كان القذافي بحاجة إلى إلقاء الخطابات، ولا إلى تأليف الكتب ولتحدثت الأعمال عن نفسها لكن ذلك لم يحصل.
وبلغة الواقع فإنّ الأوضاع التنموية في ليبيا غير جيدة مقارنة بما لديها من ثروات، وهناك فجوة كبيرة جدا بين خطابات (الزعيم)، وبين منجزاته الحقيقية التي يستفيد منها المواطن. ومع تراكم الأخطاء، واختفاء المشاريع التنموية والإنجازات كانت شخصية (الزعيم) تكبر، وجنون العظمة ينمو بوسائل استغلال الأحداث السياسية في المنطقة العربية والقفز من موقف إلى آخر حسب طلبات المشاهدين المتابعين لوسائل إعلام تعمل بلا ضوابط ولا أخلاقيات مهنية.
على صعيد السياسة الخارجية تعلّق بالوحدة العربية لغرض كسب الجمهور، وتعامل مع العرب بفوقية، وتحول إلى عنصر مشاغب في المؤتمرات العربية، وتناقض في مواقفه السياسية وانتقل من (ثائر) الى (مساير) خاصة بعد رحيل صدام حيث تنازل عن برنامج نووي مزعوم، وقابل الغرب ذلك بتجاوز مغامرات القذافي الخارجية والأعمال الإرهابية المتهم بالوقوف وراءها ومن أبرزها لوكربي.
رغم كل هذا التاريخ فإن الزعيم في خطابه هو المجد، وبلده الذي جنى عليه وظلمه هو الذي يقود أفريقيا، والعالم الثالث وأمريكا اللاتينية، بل العالم كله.
أما هو فهو الزعيم، القائد، المناضل، الثائر، الفيلسوف، المفكر، عميد حكام العرب، ملك ملوك أفريقيا، وإمام المسلمين ... إلخ!
أما الشعب الليبي فلا تهمه تلك الألقاب وإنما يبحث عن إجابة سؤال واحد هو أين التنمية؟
ما حدث ويحدث من تغيير في المنطقة العربية لم يحدث بسبب الفيسبوك أو التويتر فهذه وسائل اتصالات حديثة ساعدت على تفعيل التواصل وتبادل المعلومات. فهي الأدوات التي استخدمت لتساعد في إحداث التغيير ولكنها ليست الأسباب التي أدت إلى التغيير.
على سبيل المثال تجربة ليبيا. ليبيا تنتظر الإصلاح لأكثر من (42) سنة، وبعد هذا الانتظار الطويل الحافل بالوعود والشعارات يأتي الإصلاح متمثلًا في تغيير العلم وتأليف نشيد وطني جديد، وربما تغيير مسمى الدولة ليكون الجمهورية الثانية.
مثل هذه التغيّرات تؤدي في النتيجة إلى استفزاز الناس وإهانة عقولهم، هذه الإهانة لا تتوقف عند ذلك الحد بل تتعداه إلى الإهانة المباشرة للناس، ووصفهم بأنهم جرذان، فئران وجراثيم، وأنهم يستخدمون حبوب الهلوسة. وتستمر الإهانة حين يقال إن المطالبة بالتغيير هي مؤامرة خارجية، وإن المواطنين خونة وعملاء، يتلقون الأوامر مرة من القاعدة ، ومرة من أمريكا ، وثالثة من دول عربية!!. كل تلك القوى الخارجية تسعى للتغيير في ليبيا ما عدا المواطن المغرر به.
المواطن الليبي يجد فجوة بين ما يقال، وما يتحقق على أرض الواقع فكل المشاريع أصبحت مشاريع وهمية وعلى رأسها النهر الصناعي العظيم.
وهذا يقودنا إلى ملاحظة عامة وهي أن لغة خطاب القذافي ويشترك معه فيها آخرون هي لغة إنشائية تردد مصطلحات مثل ( الثورة، المجد، الإنجازات، المؤامرات، الحرية، التنمية، الديمقراطية، الخ) وحين تبحث عن لغة حقائق وأرقام كمؤشرات على وجود ما يتضمنه ذلك الخطاب فإن النتيجة تكون محبطة.
ولو أن حكومة القذافي اتجهت منذ بدايتها الأولى الى التنمية الحقيقية التي تنعكس آثارها الإيجابية على حياة المواطن لما كان القذافي بحاجة إلى إلقاء الخطابات، ولا إلى تأليف الكتب ولتحدثت الأعمال عن نفسها لكن ذلك لم يحصل.
وبلغة الواقع فإنّ الأوضاع التنموية في ليبيا غير جيدة مقارنة بما لديها من ثروات، وهناك فجوة كبيرة جدا بين خطابات (الزعيم)، وبين منجزاته الحقيقية التي يستفيد منها المواطن. ومع تراكم الأخطاء، واختفاء المشاريع التنموية والإنجازات كانت شخصية (الزعيم) تكبر، وجنون العظمة ينمو بوسائل استغلال الأحداث السياسية في المنطقة العربية والقفز من موقف إلى آخر حسب طلبات المشاهدين المتابعين لوسائل إعلام تعمل بلا ضوابط ولا أخلاقيات مهنية.
على صعيد السياسة الخارجية تعلّق بالوحدة العربية لغرض كسب الجمهور، وتعامل مع العرب بفوقية، وتحول إلى عنصر مشاغب في المؤتمرات العربية، وتناقض في مواقفه السياسية وانتقل من (ثائر) الى (مساير) خاصة بعد رحيل صدام حيث تنازل عن برنامج نووي مزعوم، وقابل الغرب ذلك بتجاوز مغامرات القذافي الخارجية والأعمال الإرهابية المتهم بالوقوف وراءها ومن أبرزها لوكربي.
رغم كل هذا التاريخ فإن الزعيم في خطابه هو المجد، وبلده الذي جنى عليه وظلمه هو الذي يقود أفريقيا، والعالم الثالث وأمريكا اللاتينية، بل العالم كله.
أما هو فهو الزعيم، القائد، المناضل، الثائر، الفيلسوف، المفكر، عميد حكام العرب، ملك ملوك أفريقيا، وإمام المسلمين ... إلخ!
أما الشعب الليبي فلا تهمه تلك الألقاب وإنما يبحث عن إجابة سؤال واحد هو أين التنمية؟