ضحايا الطلاق
مرسل: الاثنين مايو 30, 2011 5:14 pm
ابحاث ضحايا الطلاق
حين تتعرَّض الحياة الزوجية للانهيار، وتتحطَّم جميع الوسائل الإصلاحية وتصبح الحياة شقاء وعذاباً لجميع أفراد الأسرة، يأتي الطلاق كآخر وسيلة علاجية ليرتفع الضرر وينتهي الشقاق. ولكن يجب أن تؤخذ هذه المسألة بعين الاعتبار والجد لا بالهزل والاستهتار، فالطلاق له آثاره الخطيرة على الزوجين، والأطفال؛ فهم الضحايا الذين يفتقدون دفء الأسرة والجو العائلي.. ويواجهون صعوبات كثيرة تؤثر سلباً على توافقهم النفسي والاجتماعي.
وقد يؤدي الطلاق إلى اختلال نمو شخصية الطفل، وضعف الثقة بنفسه، وتسيطر عليه مشاعر القلق وانخفاض الطموح وقلة الرغبة في العمل والإنجاز، وضعف التحصيل الدراسي. ويستمر تأثير الطلاق على الأطفال في مرحلة المراهقة، حيث إنَّهم لا يثقون بأنفسهم ولا بالوالدين، ويغلب عليهم الشك والتشاؤم، ويبالغون في التمرد والسلبية وأحلام اليقظة.
إن الهدف الأساسي هو تخفيف المعاناة العاطفية التي تحدث لهؤلاء الأطفال، والطريقة الأساسية لتحقيق ذلك هي مساعدة الطفل على الحفاظ على علاقة وطيدة ومستمرة مع كلا والديه، والتوصيات التالية تساعد ـ بإذن الله تعالى ـ على تحقيق ذلك:
* التأكيد للأطفال بأنهم محبوبون من كلا والديهم: يجب التوضيح للأطفال أنه على الرغم من الخلاف وعدم الاتفاق بين الوالدين على أشياء كثيرة إلا أن الشيء الذي يتفقان عليه تماماً هو حبهما لأطفالهما، ويجب أن يبرهن كل منهما على ذلك بقضاء وقت كاف مع الأطفال، لا سيما الصغار الذين لم يبلغوا سن المدرسة، حيث يحتاجون إلى المزيد من العطف والحنان والاحتضان من كلا الوالدين.
* الحفاظ على استقرار الطفل: يجب أن يبقى الطفل في نفس المنزل أو بالقرب منه، وكلما كان التغيير طفيفاً تمكن الطفل على التأقلم بقدر أكبر مع محنة طلاق والديه، وإن لم يكن ذلك ممكناً، فعلى الأقل يجب ترك الطفل في نفس المدرسة مع مدرسيه وأصدقائه ولو بصفة مؤقتة، ويجب أن تؤكدي للطفل أنه قد ينخفض مستوى معيشته مع محاولة توفير الأساسيات الضرورية له من طعام وملبس ومأوى.
* طمأنة الطفل: فالطفل يحتاج إلى كلا والديه، ويصاب الأطفال الصغار بالاضطراب عند طلاق والديهم، خشية أن يهجرهم أي منهما؛ لذا يجب التأكيد لهم بأنهم سوف يظلون دائماً على اتصال بكليهما، يجب تحديد وقت معلوم وثابت للزيارة، وعلى القائم بالوصاية على الأطفال من الوالدين أن يدعم هذا التوجه بقوة، ويفضل قضاء يوم كامل كل أسبوع أو أسبوعين مع الطفل على الزيارات الخاطفة المتكررة المستعجلة. حاولي ألا تنشغلي بالعديد من الأشياء في هذا اليوم، وإذا كان هناك أكثر من طفل واحد، فيتحتم على الزائر من الوالدين أن يقضي وقتاً متساوياً مع كل طفل؛ حتى لا يكون هناك شعور بتفضيل أحدهم على الآخر. سوف يتطلع الأطفال إلى هذه الزيارات؛ لذا يجب الالتزام بها وعدم الإخلال بها، بالإضافة إلى تذكر الأعياد والحفلات والمناسبات الأخرى الخاصة بالطفل، ويجب أن يعمل كلا الوالدين على أن تكون هذه الزيارات سعيدة وممتعة للطفل، كما يجب أن تسمحي للطفل بأن يخبرك عن مشاعره السعيدة للوقت الممتع الذي قضاه مع أحد والديه. يجب أن يحصل الطفل على رقم الهاتف الخاص بالمنفصل (غير الوصي) من والديه؛ وتشجيعه على الاتصال به في مواعيد منتظمة.
* البحث عن بديل: اطلبي من الأقارب أو من أحد الإخوة أو الأخوات الكبار أن يتطوعوا لقضاء بعض الوقت مع الطفل في حالة عدم اهتمام المنفصل من الوالدين بالأطفال، وعليك أن تبيني للطفل أن والده (أو أمه) ليس بإمكانه زيارته في الوقت الحالي، نظراً لانشغاله بحل بعض المشاكل الخاصة به، وليس بوسعك أن تفعلي أي شيء لتغيير ذلك.
* مساعدة الطفل على التحدث عن مشاعره المؤلمة : فعند انفصال الوالدين يصاب العديد من الأطفال بالقلق والاضطراب والاكتئاب، وتصبح دموعهم قريبة، ويقل نومهم ويصابون بآلام بالبطن، ويتدنى مستوى أدائهم الدراسي، ويجب تشجيع الأطفال للتحدث عن مشاعرهم، والتجاوب لذلك بالتفهم والتأييد؛ لمساعدتهم على التغلب على تلك المشاعر المؤلمة، كما أن تناول حالات الطلاق بالنقاش الجماعي في المدرسة قد يخرج هؤلاء الأطفال من العزلة، ويخلصهم من الخجل الناجم من هذا الوضع.
* التأكيد للأطفال أنهم ليسوا مسؤولين عن طلاق والديهم: يشعر الأطفال غالباً بالذنب، معتقدين أنهم بطريقة ما قد تسببوا في طلاق والديهم، ويحتاجون في هذه الحالة إلى طمأنتهم والتأكيد لهم بأنه ليس لهم علاقة بحدوث هذا الطلاق، وأن ذلك أفضل من استمرار العلاقة مع المشاكل.
* إقناع الطفل بأن الطلاق هو شيء نهائي: حيث قد يتعلق بعض الأطفال بأمل أنه من الممكن رجوع العلاقة بين والديهم، ويعتبر أن هذا الانفصال حالة مؤقتة، ولكن توضيح الأمر للطفل بأن الطلاق أمر نهائي يساعد الطفل على تقبل الأمر بسرعة والتعايش معه بواقعية.
* حماية مشاعر الطفل الإيجابية نحو والديه: يجب على الوالد الذي يقوم برعاية الطفل والوصاية عليه أن يذكر الخصال الحميدة في الطرف الآخر (المنفصل)، ولا داعي لإطلاع الطفل على المشاعر السيئة السلبية تجاه هذا الطرف (حيث يمكن التنفيس عن هذه المشاعر لأحد الكبار وليس مع الأطفال)، فالحط من قدر الطرف الآخر واحتقاره أمام الطفل يقلل من اعتزاز الطفل وثقته بنفسه، ويضعه تحت كبت وضغوط أكبر.
ولا ينبغي دفع الطفل للتحيز إلى أحد الجانبين، حيث يجب أن يكون باراً بوالديه دون تحيز، وعليه أن يحب كليهما حتى إن كان الوالدان لا يحب أحدهما الآخر.
* الحفاظ على التربية الطبيعية في كلا المنزلين: يحتاج الأطفال إلى نظام تربوي ثابت ومطرد، فإن التدليل المفرط والتساهل الكبير من قبل أحد الوالدين يجعل تربية الطفل وتهذيبه صعباً على الطرف الآخر؛ فالتنافس المستمر لكسب محبة الطفل بمنحه الهدايا والامتيازات الخاصة قد يفسد سلوك الطفل.
* يجب عدم محاورة الطرف الآخر حول شؤون الطفل في حضوره: يصاب الأطفال بالحزن عندما يرون شجار والديهما، ومن المهم عدم الجدال حول الأمور التي تتعلق بزيارة الطفل أو حضانته أو نفقته في حضوره.
* محاولة تجنب النزاعات التي قد تنشب حول حضانة الطفل: الطفل بأمس الحاجة إلى الشعور بالاستقرار؛ لذا يجب عدم النزاع على حضانة الطفل إلا إذا كان الطرف الآخر الذي يقع الطفل تحت وصايته يتسبب في أضرار واضحة أو مضايقات متكررة للطفل، أما الاتهامات الباطلة بإلحاق الضرر بالطفل بدنياً أو جنسياً؛ فهي تتسبب في جرح مشاعر الطفل بشدة، وإذا كان بالإمكان فلا يُفرق بين الإخوة (أي بذهاب بعضهم مع أحد الوالدين والبقية مع الآخر) إلا بعد بلوغهم سن المراهقة، وتعبيرهم بوضوح عن تفضيلهم العيش مع طرف دون الآخر
الطلاق.. والكثير من المشاعر المتناقضة!
الحقيقة التي لا يعرفها الكثير هي أن نصف حالات الزواج على مستوى العالم تنتهي بالطلاق وسواء حدث الطلاق في منزلك أو لأحد أصدقائك فان الإنسان يتأثر بذلك بطريقة أو بأخرى، لكن بما أن الطلاق يعد جزءا من ثقافتنا المعاصرة فمن الواجب أن نتساءل ما هو تأثير الطلاق علينا كأشخاص وكعائلة أو حتى كمجتمع؟
من وجهه نظر المطلقات من النساء فان مشاعر الغضب تجتاحهن في البداية وقد لا يكون الغضب بسبب الطلاق نفسه بل أحيانا بسبب إدراك المرأة مدى سوء اختيارها لشريك حياتها والذي تبين انه غير مناسب على الإطلاق.
كذلك تشعر المرأة أن جميع المحيطين بها يعتبرونها ضعيفة وتمر بأزمة نفسية بحيث تحيط بها مشاعر الشفقة أينما ذهبت مما يولد لديها مشاعر بالدونية وبأنها أصبحت مخلوقا ضعيفا مهما بلغت درجة استقلاليتها وقوة شخصيتها.
بالنسبة للأطفال فالأمر مختلف فحال حدوث الطلاق يبدأ الطفل بالشعور انه مدار منافسة بين الأبوين للفوز به مما يعني أن كل منهما في محاولة السعي لكسبه إلى جانبه سيحاول إرضائه بجميع الطرق مما يؤثر سلبا في صحته النفسية ويبدأ بالتصرف بانعزالية بالنسبة لاقرانه لانه سيشعر انه مختلف بطريقة لا يمكنه إدراكها.
الطفل يكون دائم التساؤل حول السبب الذي يمنع والدية من أن يعيشا في نفس المنزل وأحيانا قد يشعر بالذنب لاعتقاده انه قد يكون السبب في هذا النزاع.
وبحسب الأطباء النفسيين فان الخاسر الأكبر في أي حالة طلاق يكون الأطفال إذ تشير الدراسات أن نسبة عالية من الأطفال الذين ينشئون في اسر يكون الأبوين فيها مطلقين يكونون غير قادرين على الحفاظ على حياتهم الزوجية وعادة ما تنتهي علاقاتهم الزوجية بالطلاق أيضا.
هذا ومن جانب آخر، تشكل رعاية الأطفال بعد طلاق ذويهم مشكلة صعبة بالنسبة للمحاكم. وتحتار المحاكم بين أن تعهد بالمسؤولية عن هؤلاء إلى الآباء أو تسمح للام بنقلهم إلى الأماكن التي ستقيم فيها. وينبغي على الآباء والقضاة إدراك أثار الطلاق على الأطفال، بحسب ما يقول الخبراء.
يقول الباحث وليام فابريكس، عالم نفس في جامعة ولاية أريزونا، "أنها أصعب مشكلة تواجه المحاكم. اسألوا أي قاض وسيقول لكم ذلك". وقد نشرت الدراسة في مجلة علم النفس العائلي".
ويصف الباحث دراسته هذه بمثابة جرس الإنذار بالنسبة للآباء والأمهات الذين يعتقدون أن بإمكانهم الانفصال دون التأثير على أطفالهم".
الأطفال الذين ينتقلون من منازلهم بسبب الطلاق حزينون
اشتملت الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها على طلاب السنة الأولى، فرع علم النفس حيث ملا الطلاب استمارة مفصلة وسئل الطلاب بالإضافة إلى أشياء أخرى حول ما إذا انتقلوا إلى أماكن تبعد بالسيارة ساعة واحدة عن منزلهم الأصلي.
كذلك وجهت عدة أسئلة إلى الطلاب لتحديد درجة العدوانية لديهم، السعادة أو عدمها، وحول الصحة التي يتمتعون بها بالإضافة إلى المدى الذي أثر فيه الطلاق على نظراتهم إلى الحياة بشكل عام.
وكان حوالي 600 طالب من أصل 2067 شملتهم الدراسة لأبوين مطلقين. وأفاد هؤلاء بأن الانفصال بين آبائهم وأمهاتهم كان ضارا بهم في معظم مناحي حياتهم.
وكان هؤلاء الطلاب يتميزون عن غيرهم بما يلي:
- زيادة صفة العدوانية لديهم
- وصف المسؤولين الجدد عنهم بأنهم سيئون ولا يشكلون مصدر دعم لهم.
- أفاد الطلاب بأن آبائهم وأمهاتهم لم يكونوا يطيقون بعضهم البعض.
- وصف الطلاب حياتهم بشكل عام بأنها أقل كفاية من حياة الأطفال الآخرين الذين بقوا مع آبائهم وأمهاتهم.
- كانت صحة هؤلاء الطلاب أسوأ من زملائهم.
وأضاف الباحث أنه حين انتقل الأب من المنزل بعد الطلاق، فإن أثر ذلك على الأطفال كان نفسه.
قال فابريكس، "ومع ذلك لم يكن لدى المحاكم وسائل يستطيعون بها وقف الآباء غير الأوصياء على أبنائهم عن الرحيل عن المنزل".
وتقول نادين كاسلو، أستاذة علم النفس والعلوم السلوكية في جامعة إيموري "إن الطلاق شيء صعب على الأطفال مهما كانت الظروف".
وأضافت ،"يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا متنبهين لردود الفعل العاطفية لدى أطفالهم. وعلى افتراض عدم وجود عنف أو إساءة للأطفال في المنزل فكلما كان هؤلاء قريبين من آباءهم وأمهاتهم، كلما كان ذلك أفضل".
ما هو الأفضل بالنسبة للطفل؟
في عام 1996 ، أصدرت المحكمة العليا في ولاية كاليفورنيا قرارا مثل سابقة للولايات الأخرى يسمح للوصي على الأطفال بالانتقال بعيدا عنهم.
وبحسب فابيريكس فإن ذلك سهل على الكثير من الأوصياء على الأطفال في الولايات الأخرى الانتقال دون أطفالهم.
وفي تلك الحالة، وازن الخبراء وعلماء القانون آراءهم وجادلوا بأن من مصلحة الأطفال في كثير من الأحيان الانتقال إلى مكان آخر إذا كان ذلك في مصلحة الأوصياء.
وقال هؤلاء إن ما هو في مصلحة الآباء أو الأمهات الأوصياء على الأطفال يعتبر في مصلحة الأطفال مما يعني بصورة ضمنية أن المنزل المعتنى به أهم من الاتصال بين الأوصياء من الآباء والأمهات والأطفال.
لكن الانتقال قد يكون مفيدا
إن الطريقة التي يتخذ بها قرار الانتقال إلى مكان آخر ينبغي أن يعتمد إلى حد ما على عمر الطفل، بحسب ما أفادت به كاسلو.
فإذا كان الطفل في المرحلة الثانوية يمكن له أن ينتقل إلى مكان آخر بسلام أكثر من الطفل الأصغر سنا . وتنصح كاسلو الآباء والأمهات بالتحدث إلى الأطفال حول الأسباب التي تقف وراء الانتقال دون مفاجأتهم بها.
وتؤكد على الآباء والأمهات بالتحدث إلى الأطفال حول الأسباب التي تقف وراء الانتقال دون مفاجأتهم بها.
وتؤكد على الآباء والأمهات أن يشركوا أطفالهم في العملية والذهاب معهم لاختيار المنزل الجديد الذي سيعشون فيه كذلك، ينبغي على الطفل التحدث مع ذويه يوميا سواء بالهاتف أو عبر البريد الإلكتروني إن وجد لان ذلك من شأنه التقليل من آثار الطلاق عليهم
حين تتعرَّض الحياة الزوجية للانهيار، وتتحطَّم جميع الوسائل الإصلاحية وتصبح الحياة شقاء وعذاباً لجميع أفراد الأسرة، يأتي الطلاق كآخر وسيلة علاجية ليرتفع الضرر وينتهي الشقاق. ولكن يجب أن تؤخذ هذه المسألة بعين الاعتبار والجد لا بالهزل والاستهتار، فالطلاق له آثاره الخطيرة على الزوجين، والأطفال؛ فهم الضحايا الذين يفتقدون دفء الأسرة والجو العائلي.. ويواجهون صعوبات كثيرة تؤثر سلباً على توافقهم النفسي والاجتماعي.
وقد يؤدي الطلاق إلى اختلال نمو شخصية الطفل، وضعف الثقة بنفسه، وتسيطر عليه مشاعر القلق وانخفاض الطموح وقلة الرغبة في العمل والإنجاز، وضعف التحصيل الدراسي. ويستمر تأثير الطلاق على الأطفال في مرحلة المراهقة، حيث إنَّهم لا يثقون بأنفسهم ولا بالوالدين، ويغلب عليهم الشك والتشاؤم، ويبالغون في التمرد والسلبية وأحلام اليقظة.
إن الهدف الأساسي هو تخفيف المعاناة العاطفية التي تحدث لهؤلاء الأطفال، والطريقة الأساسية لتحقيق ذلك هي مساعدة الطفل على الحفاظ على علاقة وطيدة ومستمرة مع كلا والديه، والتوصيات التالية تساعد ـ بإذن الله تعالى ـ على تحقيق ذلك:
* التأكيد للأطفال بأنهم محبوبون من كلا والديهم: يجب التوضيح للأطفال أنه على الرغم من الخلاف وعدم الاتفاق بين الوالدين على أشياء كثيرة إلا أن الشيء الذي يتفقان عليه تماماً هو حبهما لأطفالهما، ويجب أن يبرهن كل منهما على ذلك بقضاء وقت كاف مع الأطفال، لا سيما الصغار الذين لم يبلغوا سن المدرسة، حيث يحتاجون إلى المزيد من العطف والحنان والاحتضان من كلا الوالدين.
* الحفاظ على استقرار الطفل: يجب أن يبقى الطفل في نفس المنزل أو بالقرب منه، وكلما كان التغيير طفيفاً تمكن الطفل على التأقلم بقدر أكبر مع محنة طلاق والديه، وإن لم يكن ذلك ممكناً، فعلى الأقل يجب ترك الطفل في نفس المدرسة مع مدرسيه وأصدقائه ولو بصفة مؤقتة، ويجب أن تؤكدي للطفل أنه قد ينخفض مستوى معيشته مع محاولة توفير الأساسيات الضرورية له من طعام وملبس ومأوى.
* طمأنة الطفل: فالطفل يحتاج إلى كلا والديه، ويصاب الأطفال الصغار بالاضطراب عند طلاق والديهم، خشية أن يهجرهم أي منهما؛ لذا يجب التأكيد لهم بأنهم سوف يظلون دائماً على اتصال بكليهما، يجب تحديد وقت معلوم وثابت للزيارة، وعلى القائم بالوصاية على الأطفال من الوالدين أن يدعم هذا التوجه بقوة، ويفضل قضاء يوم كامل كل أسبوع أو أسبوعين مع الطفل على الزيارات الخاطفة المتكررة المستعجلة. حاولي ألا تنشغلي بالعديد من الأشياء في هذا اليوم، وإذا كان هناك أكثر من طفل واحد، فيتحتم على الزائر من الوالدين أن يقضي وقتاً متساوياً مع كل طفل؛ حتى لا يكون هناك شعور بتفضيل أحدهم على الآخر. سوف يتطلع الأطفال إلى هذه الزيارات؛ لذا يجب الالتزام بها وعدم الإخلال بها، بالإضافة إلى تذكر الأعياد والحفلات والمناسبات الأخرى الخاصة بالطفل، ويجب أن يعمل كلا الوالدين على أن تكون هذه الزيارات سعيدة وممتعة للطفل، كما يجب أن تسمحي للطفل بأن يخبرك عن مشاعره السعيدة للوقت الممتع الذي قضاه مع أحد والديه. يجب أن يحصل الطفل على رقم الهاتف الخاص بالمنفصل (غير الوصي) من والديه؛ وتشجيعه على الاتصال به في مواعيد منتظمة.
* البحث عن بديل: اطلبي من الأقارب أو من أحد الإخوة أو الأخوات الكبار أن يتطوعوا لقضاء بعض الوقت مع الطفل في حالة عدم اهتمام المنفصل من الوالدين بالأطفال، وعليك أن تبيني للطفل أن والده (أو أمه) ليس بإمكانه زيارته في الوقت الحالي، نظراً لانشغاله بحل بعض المشاكل الخاصة به، وليس بوسعك أن تفعلي أي شيء لتغيير ذلك.
* مساعدة الطفل على التحدث عن مشاعره المؤلمة : فعند انفصال الوالدين يصاب العديد من الأطفال بالقلق والاضطراب والاكتئاب، وتصبح دموعهم قريبة، ويقل نومهم ويصابون بآلام بالبطن، ويتدنى مستوى أدائهم الدراسي، ويجب تشجيع الأطفال للتحدث عن مشاعرهم، والتجاوب لذلك بالتفهم والتأييد؛ لمساعدتهم على التغلب على تلك المشاعر المؤلمة، كما أن تناول حالات الطلاق بالنقاش الجماعي في المدرسة قد يخرج هؤلاء الأطفال من العزلة، ويخلصهم من الخجل الناجم من هذا الوضع.
* التأكيد للأطفال أنهم ليسوا مسؤولين عن طلاق والديهم: يشعر الأطفال غالباً بالذنب، معتقدين أنهم بطريقة ما قد تسببوا في طلاق والديهم، ويحتاجون في هذه الحالة إلى طمأنتهم والتأكيد لهم بأنه ليس لهم علاقة بحدوث هذا الطلاق، وأن ذلك أفضل من استمرار العلاقة مع المشاكل.
* إقناع الطفل بأن الطلاق هو شيء نهائي: حيث قد يتعلق بعض الأطفال بأمل أنه من الممكن رجوع العلاقة بين والديهم، ويعتبر أن هذا الانفصال حالة مؤقتة، ولكن توضيح الأمر للطفل بأن الطلاق أمر نهائي يساعد الطفل على تقبل الأمر بسرعة والتعايش معه بواقعية.
* حماية مشاعر الطفل الإيجابية نحو والديه: يجب على الوالد الذي يقوم برعاية الطفل والوصاية عليه أن يذكر الخصال الحميدة في الطرف الآخر (المنفصل)، ولا داعي لإطلاع الطفل على المشاعر السيئة السلبية تجاه هذا الطرف (حيث يمكن التنفيس عن هذه المشاعر لأحد الكبار وليس مع الأطفال)، فالحط من قدر الطرف الآخر واحتقاره أمام الطفل يقلل من اعتزاز الطفل وثقته بنفسه، ويضعه تحت كبت وضغوط أكبر.
ولا ينبغي دفع الطفل للتحيز إلى أحد الجانبين، حيث يجب أن يكون باراً بوالديه دون تحيز، وعليه أن يحب كليهما حتى إن كان الوالدان لا يحب أحدهما الآخر.
* الحفاظ على التربية الطبيعية في كلا المنزلين: يحتاج الأطفال إلى نظام تربوي ثابت ومطرد، فإن التدليل المفرط والتساهل الكبير من قبل أحد الوالدين يجعل تربية الطفل وتهذيبه صعباً على الطرف الآخر؛ فالتنافس المستمر لكسب محبة الطفل بمنحه الهدايا والامتيازات الخاصة قد يفسد سلوك الطفل.
* يجب عدم محاورة الطرف الآخر حول شؤون الطفل في حضوره: يصاب الأطفال بالحزن عندما يرون شجار والديهما، ومن المهم عدم الجدال حول الأمور التي تتعلق بزيارة الطفل أو حضانته أو نفقته في حضوره.
* محاولة تجنب النزاعات التي قد تنشب حول حضانة الطفل: الطفل بأمس الحاجة إلى الشعور بالاستقرار؛ لذا يجب عدم النزاع على حضانة الطفل إلا إذا كان الطرف الآخر الذي يقع الطفل تحت وصايته يتسبب في أضرار واضحة أو مضايقات متكررة للطفل، أما الاتهامات الباطلة بإلحاق الضرر بالطفل بدنياً أو جنسياً؛ فهي تتسبب في جرح مشاعر الطفل بشدة، وإذا كان بالإمكان فلا يُفرق بين الإخوة (أي بذهاب بعضهم مع أحد الوالدين والبقية مع الآخر) إلا بعد بلوغهم سن المراهقة، وتعبيرهم بوضوح عن تفضيلهم العيش مع طرف دون الآخر
الطلاق.. والكثير من المشاعر المتناقضة!
الحقيقة التي لا يعرفها الكثير هي أن نصف حالات الزواج على مستوى العالم تنتهي بالطلاق وسواء حدث الطلاق في منزلك أو لأحد أصدقائك فان الإنسان يتأثر بذلك بطريقة أو بأخرى، لكن بما أن الطلاق يعد جزءا من ثقافتنا المعاصرة فمن الواجب أن نتساءل ما هو تأثير الطلاق علينا كأشخاص وكعائلة أو حتى كمجتمع؟
من وجهه نظر المطلقات من النساء فان مشاعر الغضب تجتاحهن في البداية وقد لا يكون الغضب بسبب الطلاق نفسه بل أحيانا بسبب إدراك المرأة مدى سوء اختيارها لشريك حياتها والذي تبين انه غير مناسب على الإطلاق.
كذلك تشعر المرأة أن جميع المحيطين بها يعتبرونها ضعيفة وتمر بأزمة نفسية بحيث تحيط بها مشاعر الشفقة أينما ذهبت مما يولد لديها مشاعر بالدونية وبأنها أصبحت مخلوقا ضعيفا مهما بلغت درجة استقلاليتها وقوة شخصيتها.
بالنسبة للأطفال فالأمر مختلف فحال حدوث الطلاق يبدأ الطفل بالشعور انه مدار منافسة بين الأبوين للفوز به مما يعني أن كل منهما في محاولة السعي لكسبه إلى جانبه سيحاول إرضائه بجميع الطرق مما يؤثر سلبا في صحته النفسية ويبدأ بالتصرف بانعزالية بالنسبة لاقرانه لانه سيشعر انه مختلف بطريقة لا يمكنه إدراكها.
الطفل يكون دائم التساؤل حول السبب الذي يمنع والدية من أن يعيشا في نفس المنزل وأحيانا قد يشعر بالذنب لاعتقاده انه قد يكون السبب في هذا النزاع.
وبحسب الأطباء النفسيين فان الخاسر الأكبر في أي حالة طلاق يكون الأطفال إذ تشير الدراسات أن نسبة عالية من الأطفال الذين ينشئون في اسر يكون الأبوين فيها مطلقين يكونون غير قادرين على الحفاظ على حياتهم الزوجية وعادة ما تنتهي علاقاتهم الزوجية بالطلاق أيضا.
هذا ومن جانب آخر، تشكل رعاية الأطفال بعد طلاق ذويهم مشكلة صعبة بالنسبة للمحاكم. وتحتار المحاكم بين أن تعهد بالمسؤولية عن هؤلاء إلى الآباء أو تسمح للام بنقلهم إلى الأماكن التي ستقيم فيها. وينبغي على الآباء والقضاة إدراك أثار الطلاق على الأطفال، بحسب ما يقول الخبراء.
يقول الباحث وليام فابريكس، عالم نفس في جامعة ولاية أريزونا، "أنها أصعب مشكلة تواجه المحاكم. اسألوا أي قاض وسيقول لكم ذلك". وقد نشرت الدراسة في مجلة علم النفس العائلي".
ويصف الباحث دراسته هذه بمثابة جرس الإنذار بالنسبة للآباء والأمهات الذين يعتقدون أن بإمكانهم الانفصال دون التأثير على أطفالهم".
الأطفال الذين ينتقلون من منازلهم بسبب الطلاق حزينون
اشتملت الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها على طلاب السنة الأولى، فرع علم النفس حيث ملا الطلاب استمارة مفصلة وسئل الطلاب بالإضافة إلى أشياء أخرى حول ما إذا انتقلوا إلى أماكن تبعد بالسيارة ساعة واحدة عن منزلهم الأصلي.
كذلك وجهت عدة أسئلة إلى الطلاب لتحديد درجة العدوانية لديهم، السعادة أو عدمها، وحول الصحة التي يتمتعون بها بالإضافة إلى المدى الذي أثر فيه الطلاق على نظراتهم إلى الحياة بشكل عام.
وكان حوالي 600 طالب من أصل 2067 شملتهم الدراسة لأبوين مطلقين. وأفاد هؤلاء بأن الانفصال بين آبائهم وأمهاتهم كان ضارا بهم في معظم مناحي حياتهم.
وكان هؤلاء الطلاب يتميزون عن غيرهم بما يلي:
- زيادة صفة العدوانية لديهم
- وصف المسؤولين الجدد عنهم بأنهم سيئون ولا يشكلون مصدر دعم لهم.
- أفاد الطلاب بأن آبائهم وأمهاتهم لم يكونوا يطيقون بعضهم البعض.
- وصف الطلاب حياتهم بشكل عام بأنها أقل كفاية من حياة الأطفال الآخرين الذين بقوا مع آبائهم وأمهاتهم.
- كانت صحة هؤلاء الطلاب أسوأ من زملائهم.
وأضاف الباحث أنه حين انتقل الأب من المنزل بعد الطلاق، فإن أثر ذلك على الأطفال كان نفسه.
قال فابريكس، "ومع ذلك لم يكن لدى المحاكم وسائل يستطيعون بها وقف الآباء غير الأوصياء على أبنائهم عن الرحيل عن المنزل".
وتقول نادين كاسلو، أستاذة علم النفس والعلوم السلوكية في جامعة إيموري "إن الطلاق شيء صعب على الأطفال مهما كانت الظروف".
وأضافت ،"يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا متنبهين لردود الفعل العاطفية لدى أطفالهم. وعلى افتراض عدم وجود عنف أو إساءة للأطفال في المنزل فكلما كان هؤلاء قريبين من آباءهم وأمهاتهم، كلما كان ذلك أفضل".
ما هو الأفضل بالنسبة للطفل؟
في عام 1996 ، أصدرت المحكمة العليا في ولاية كاليفورنيا قرارا مثل سابقة للولايات الأخرى يسمح للوصي على الأطفال بالانتقال بعيدا عنهم.
وبحسب فابيريكس فإن ذلك سهل على الكثير من الأوصياء على الأطفال في الولايات الأخرى الانتقال دون أطفالهم.
وفي تلك الحالة، وازن الخبراء وعلماء القانون آراءهم وجادلوا بأن من مصلحة الأطفال في كثير من الأحيان الانتقال إلى مكان آخر إذا كان ذلك في مصلحة الأوصياء.
وقال هؤلاء إن ما هو في مصلحة الآباء أو الأمهات الأوصياء على الأطفال يعتبر في مصلحة الأطفال مما يعني بصورة ضمنية أن المنزل المعتنى به أهم من الاتصال بين الأوصياء من الآباء والأمهات والأطفال.
لكن الانتقال قد يكون مفيدا
إن الطريقة التي يتخذ بها قرار الانتقال إلى مكان آخر ينبغي أن يعتمد إلى حد ما على عمر الطفل، بحسب ما أفادت به كاسلو.
فإذا كان الطفل في المرحلة الثانوية يمكن له أن ينتقل إلى مكان آخر بسلام أكثر من الطفل الأصغر سنا . وتنصح كاسلو الآباء والأمهات بالتحدث إلى الأطفال حول الأسباب التي تقف وراء الانتقال دون مفاجأتهم بها.
وتؤكد على الآباء والأمهات بالتحدث إلى الأطفال حول الأسباب التي تقف وراء الانتقال دون مفاجأتهم بها.
وتؤكد على الآباء والأمهات أن يشركوا أطفالهم في العملية والذهاب معهم لاختيار المنزل الجديد الذي سيعشون فيه كذلك، ينبغي على الطفل التحدث مع ذويه يوميا سواء بالهاتف أو عبر البريد الإلكتروني إن وجد لان ذلك من شأنه التقليل من آثار الطلاق عليهم