صفحة 1 من 1

الغزو الأمريكى للعراق بين المبررات الدولية وواقع العراق2003

مرسل: الجمعة سبتمبر 12, 2008 4:27 pm
بواسطة نهاد
(المبحث الثانى)


الغزو الأمريكى للعراق بين الواقع الفعلى والدوافع الأمريكية

ينقسم المجتمع الأمريكى ذا التوجهات الديمقراطية والرؤى والسياسات المختلفة بين القوى السياسية ، خاصة بين الحزب الجمهورى و الحزب الديمقراطى فى أطار السياسات الداخلية والسياسات الخارجية ، والتى تستوجب أن نحدد موقعها من عمليات الغزو الأمريكى للعراق 2003م.

اولا:التوجهات السياسية لكل من الحزب الجمهورى والديمقرطى فى أمريكا:-
تختلف التوجهات السياسة لكل من الحزبيين الجمهورى والديمقراطى سواء على مستوى السياسة الداخلية أو مستوى السياسة الخارجية ، فعلى سبيل المثال نجد ان الحزب الجمهورى الذى يتسم بالفكر المحافظ فى سياستة الداخلية تتركز توجهاته على اساس قاعدة دينية، من خلال دعوة أكبر للدين فى المجتمع، والحث على تشجيع الصلوات فى المدارس ،وتحريم الاجهاض، أما عن التوجة الخارجى للحزب، فإن الجمهوريين ينقسمون داخل الحزب إلى ثلاث تيارات أساسية :-
التيار الاول:-التيار المحافظ التقليدى
يعتبر من التيارات ذات النفوذ الكبير داخل الولايات المتحدة الامريكية، ويهتم هذا التيار بأنة يجب ان تلعب الولايات المتحدة دور هام وقوى على المسرح السياسى الدولى، و فى ذات الوقت يجب ان يكون المنطلق هو الصالح القومى الامريكى، و يؤسس هذا الفكر توجهاتة من خلال محوريين:-
الآول التزامات الولايات المتحدة تجاة العالم.
الثانى ان امريكا هى القوى العظمى الوحيدة على الساحة الدولية.
ويشير المحافظين التقليديون الى ان قدرة الامم المتحدة والمؤسسات المتعددة الموجودة للحفاظ على الامن والاستقرار الدولى غير كافية وغير قادرة على تنفيذ سياستها، كما انهم ينظرون الى الفكر المطروح حول الليبرالية، والتى تسير الى ربط الديمقراطية فى العالم بدرجة الامن والسلام الدوليين والتى تسمى بنظرية السلام الديمقراطى بأنها الأنسب ،ولقد كان لهذا التيار التقليدى المحافظ شأن كبير أبان مرحلة الرئيس جورج بوش الأب.(1)
التيار الثانى:-التيار المحافظ الدينى
يمثلون اتباع الكنيسة الإنجلية بالولايات المتحدة الامريكية، وهذا التيار يمثل اعدادا ضخمة من سكان الولايات المتحدة، ويؤمنون أصحاب هذا التوجة بأن الكتاب المقدس وأن المسيح هو المخلص الذى سوف ينشر السلام وينتصر فى معركتة المنتظرة والتى تعرف بإسم "هيرمجدون". ويمكن القول ان هذا التيار كانت تقتصر سياساتة وتوجهاتة على الأوضاع الداخلية، إلا انة فى الفترات الاخيرة ونقصد بهاا فترة تولى جورج دبليو بوش السلطة فى الولايات المتحدة، بدأ يذداد اهتمامة بالسياسة الخارجية ذات الابعاد الدينية كاالأضهاد الدينى فى العالم ،ومن المهم ان نشير ان هذا التيار فى تنامى نتيجة الأعداد الكبيرة من الاصوات الانجلية ، والتى حصل عليها بوش الابن للوصول الى البيت الابيض. (2)
التيار الثالث:-تيار المحافظيين الجدد
يمثل هذا التيار يهود نيويورك ،وهى حركة يقودها المثقفون الليبرليون ، وقد كانت توجهاتهم فى اطار السياسة الخارجية تركز على محاربة الشيوعية أبان فترة الحرب الباردة، وكانوا يرون أن مجرد انسحاب الولايات المتحدة من الساحة الدولية سوف يعطى للحركة الشيوعية مساحة أكبر، إلاانة وبعد إنتهاء الحرب الباردة قد تغيرت تلك التوجات وأتجهت ألى ما يسمى" بمشروع القرن الامريكى الجديد"،وقد تبلور هذا الفكر بتأسيس مركز الابحاث الذى ترأسة ويليام كريستول عام 1997م، بهدف نشر التوجهات السياسة الامريكية فى العالم، وأنة يجب ان تقود امريكا العالم،إلآ انة وعلى أى حال فقد رسموا السياسة الامريكية بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر2001م إنطلاقا من استبدال الخطر الشيوعيى بالاسلام الارهابى بإعتبارة يمثل تحديا يواجة الولايات المتحدة الامريكية،يضاف الى ذلك إيمانهم بأن الشئون الداخلية خاصة للعالم العربى والاسلامى لا يمكن أن تكون بأى حال من الأحوال شأنا داخليا لهذة البلاد، ويتعين على الولايات المتحدة الامريكية التدخل فى تلك الشئون لتغيير الاوضاع القائمة وفقا لما تراة أمريكا يمثل فى المقام الاول المصلحة الامريكية، وفى المقام الثانى يرسى دعائم الديمقراطية فى تلك البلاد.حتى لو تطلب الامر استخدام القوة العسكرية لاحداث هذا التغيير،وقد صبغ المحافظون الجدد تلك الرؤى بهالة من القدسية حين يشيرون الى الرسالة السماوية والوحى الالهى كمصدر لايمانهم وحماسهم لها.(3)
وعلى الرغم من إختلاف تلك التوجهات، إلا أنة ما يحكم السياسة الأمريكية بوجهة عام هى المصلحة القومية على المستوى الخارجى، ففكرة الهيمنة والتى تعد من اولوليات الاسترتيجية الامريكية لفرض سيطرتها على العالم، لا يختلف اى من الحزبين الجمهورى والديمقرطى فى تنفيذ تلك الاسترتيجية ،ولكن الاختلاف يكون فى اسلوب التنفيذ حسب توجهات الحزب الموجود فى السلطة .
التوجهات السياسية للحزب الديمقراطى
يميل الحزب الديمقراطى إلى إتباع سياسة خارجية تعتمد على اسلوب الاحتواء والتحرك السياسى فى حل الازمات قبل اللجوء الى استخدام القوة العسكرية، فقضايا السياسة الداخلية عند الديمقراطيين لها أولوية فى الاهتمام ،وتعد فى مقدمة البرامج الانتخابية للمرشحين الديمقراطيين ،ولذلك نجد الديمقراطين يهتمون بقضايا مثل تحسين نظام التعليم والخدمات الصحية ،وكيفية القضاء على البطالة وتوفير فرص العمل، وكيفية خفض العجز فى الميزانية وترشيد الانفاق الحكومى وتعديل القوانين الضريبية .
ففى خطاب ألقاة الرئيس بيل كلينتون الديمقرطى رئيس الولايات المتحدة الامريكية فى هذا الوقت ،فى نهاية مايو 1993م أمام طلاب الأكاديمية العسكرية بولاية نيويورك، أكد فية على ان" الولايات المتحدة لابد ان تتفهم التحديات الجديدة لحقبة ما بعد الحرب الباردة ،وان تظل مستعدة عسكريا لمواجهتها، كما ان العلاقة الوثيقة بين مستقبل إقتصاد البلاد ومستقبل جيشها، مشيرا الى ان الهيبة من الخارج :تعد امتدادا للقوة داخل الوطن، وبالتالى فغن الولايات المتحدة سوف تظل الدولة العسكرية القوة فى العالم ،على الرغم من الخفض فى الإنفاق الدفاعى الذى قررتة الحكومة".(1)
واذا كانت تلك هى توجهات الديمقراطيين تجاة الانفاق العسكرى، نجد على النقيض توجهات الجمهوريين، الذين تنطلق رؤيتهم من منطلق انة يجب ان تحافظ الولايات المتحدة على تفوق عسكرى كاسح على كل القوى الكبرى الاخرى حلفاء واصدقاء وخصوم، ولذلك ذاد الانفاق العسكرى فى ادارة بوش الابن والذى فاز بمنصب الرئاسة فى يناير 2001م (2)،من 232 مليار دولار عند أواخر عهد كلينتون إلى 352مليار دولار ثم إلى 400 مليار دولار تباعا فى عامة 2002م و 2003م .
ومن المهم ان نشير إلى تميز الولايات المتحدة الامريكية فى هذا المجال، ونقصد بة تكنولوجيا الاسلحة ،فلقد ارتفعت نسبة الاسلحة الذكية لديها من 30% من مجموع أسلحتها عند حرب الخليج الثانية فى 1991م إلى 70%فى الحرب على العراق فى مارس 2003م ،وهذا التقدم التكنولوجى يظهر بوضوح ايضا فى منظومة القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات العسكرية الامريكية ،وهى المنظومة التى لعبت دورا محوريا فى الحرب على العراق مارس 2003م وبشكل غير مسبوق.(3)
إسترتيجية الأمن القومى الأمريكى

عبرت استرتيجية الامن القومى الامريكى التى اعلنها الرئيس بوش الابن فى سبتمبر 2002م بوضوح عن تبنى مبدأ الضربات الوقائية (4).، وبررت الاستراتيجية تبنى هذا المبدأ بأنة يعود الى التحولات العميقة فى البيئة الامنية الامريكية بالمقارنة مع فترة الحرب الباردة وأهمها بروز تهديدات مما يسمى بالدول المارقة والارهابيين .وتخلص تلك الاسترتيجية الى اللجوء للعمل الوقائى والذى يعتبر وسيلة أساسية لمواجهة هذا النوع من التهديدات . (1)
وبناء على ما تقدم تتحدد الاستراتيجية الامريكية فى إتجاهين:-
الاول:ضرب حركات الإرهاب بإستخدام القوة العسكرية والإستخبارية والمعلوملتية وتجفيف منابع التمويل لتلك الحركات.
الثانى :تغيير الانظمة الديكتاتورية التى تدعم الارهاب بشكل مباشر أو التى يمثل مجرد وجودها دعما غير مباشر للارهاب من خلال عدائها للحرية والديمقراطية.(2)

وقد صرح جورج بوش الابن فى خطاب الاتحاد الذى القاة فى 29 يناير 2003م بأنة يجب مواجهة تلك الانظمة فيما اطلق علية بمحور الشر (العراق –ايران- كوريا الشمالية ) .(3)
وقد أورد "روجر هاردى" محلل البى بى سى لشئون الشرق الاوسط أن كولن باول وزير الخارجية الامريكى فى كلمة لة امام لجنة تابعة للكونجرس قال فيها"أنة بشأن تصريحات الرئيس بوش الابن بإعتبار إيران - العراق-كوريا الشمالية ،محور الشر ،أن الولايات المتحدة الامريكية ليس لديها خطط لشن حرب ضد إيران أو كوريا الشمالية ولكن فيما يتعلق بالعراق قال أنواشنطن تدرس عدة خيارات لتحقيق ما وصفة بتغيير النظام العراقى.واعرب باول على موافقته على اتخاذ موقف جديد أكثر تشددا إزاء العراق.(3)

الرؤى المختلفة للقوى السياسية الأمريكية تجاة العراق
على الرغم من اختلاف التوجهات السياسية بين الحزبيين الكبيرين فى أمريكا الحزب الديمقراطى والحزب الجمهورى خاصة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الملفات السياسية على المستوى الخارجى بشكل عام كما اوردنا سابقا، إلا أن الخلافات قد تجلت بوضوح كما يلى :-
اولا الحزب الجمهورى
ظهر خلاف حاد داخل الحزب الجمهورى فيما يخص الملف العراقى بشكل خاص، و الذى أنقسم الى مجموعتان شكلت المجموعة الأولى تحت مظلة مركز أبحاث "أمريكان أنتر برايز"الذى يعتبر معقل الصقور والمحاقظين الجدد فى البيت الابيض، والبنتاجون (وزارة الدفاع)بقيادة ديك تشينى نائب الرئيس الامريكى، مثل دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكى ونائبة بول وولفوتيز وريتشارد بيرل ئيس مجلس السياسة الدفاعية .
أما المجموعة الثانية فقد تشكلت داخل "معهد بيكر" الذى أسسة جيمس بيكر وزير الخارجية فى ادارة بوش الاب، ليعبر عن الجمهوريين الواقعيين ممن تولوا مسئوليات فى ادارة بوش الاب، مثل كولن باول الذى كان رئيسا لهيئة الاركان . خاض الصقور فى ادارة بوش الابن صراعا مع الواقعيين حتى لا تلجأ أمريكا الى مجلس الامن الدولى التابع للامم المتحدة قبل القيام بعملية غزو العراق ،فقد رفض الصقور اللجوء الى المنظمة الدولية اعتمادا على القرار رقم 687، الذى يستوجب استخدام القوة لنزع أسلحة الدمار الشامل العراقية أذا لم تتجاوب بغداد، ويؤكدون موقفهم بأن حرب الخليج الثانية فى 1991م إنتهت بهدنة بين أمريكا والعراق ولم تنتهى بإتفاق للسلام، ومن ثم فإنه يجب أستأناف الحرب لان العراق إنتهك شرط الهدنة الذى هو نزع أسلحة الدمار الشامل.ويقوم سيناريو الصقور والمحافظين الجدد من رجال تشينى ورامسفيلد على أساس أن تغيير النظام فى العراق سيكون الخطوة الاولى فى طريق تغيير شامل فى العالم العربى ،أما مجموعة الواقعيين والتى تشمل 25 عضوا والتى تعمل تحت مظلة معهد بيكرومجلس العلاقات الخارجية فى نيويورك وبقيادة إدوارد جيرجيان وفرانك ويزنر الدبلوماسيين المخضرمين فى ادارة بوش الاب، فقد انتهوا فى تقريرهم الا أن الهجوم العسكرى الامريكى على العراق سيكون جارحا للعالم الاسلامى، وقد يمثل خطرا جديا فى العالم العربى خصوصا أذ أن الحرب فى العراق ستثير المتاعب للولايات المتحدة بما فى ذلك شن هجمات أرهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائها، .الا ان بوش الابن فى النهاية مال الى راى الصقور فى ضرورة توجية ضربة عسكرية ضد العراق.(2)
ثانيا الحزب الديمقراطى
فيما يخص الخلافات بين كل من الحزب الجمهورى والحزب الديمقراطى تجاة الأزمة العراقية ،فبعدما كانت الحرب ضد العراق والحملة الدولية ضد الارهاب ثمثلان محور القوة فى حملات الرئيس بوش الابن والجمهوريين، الإأن الديمقراطيون هذه المرة- انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى نوفمبر 2006م - قاموا بالتركيز على الوضع الأمني المتدهور في العراق وكشف الأخطاء التي تشوب السياسة التي تنتهجها حكومة بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد لإدارة الحرب، ليعززوا موقفهم أمام الناخبين بشأن العراق وتداعياته على الأمن القومي الأمريكي، خاصة وأن القضايا الأمنية كانت تمثل نقطة الضعف في برامج الديمقراطيين.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أظهرت فيه جميع استطلاعات الرأي العام الأمريكي أن غالبية الناخبين تعتبر الحرب في العراق قضية محورية ستؤثر على طريقة تصويتهم في هذه الانتخابات، كما أن نسبة الأمريكيين المعارضين للحرب تتصاعد يوما بعد يوم. وفي خضم كل ذلك وقبل أقل من خمسة أسابيع على موعد الانتخابات النصفية سارع كل من الديمقراطيين والجمهوريين إلى استخدام المعلومات التي تضمنها التقرير السري المعروف بإسم "التقدير الاستخباراتي القومي" National Threat Estimate كذخيرة لمهاجمة وانتقاد بعضهما البعض.
بالنسبة للجمهوريين تمثل الأجزاء من التقرير التي أمر الرئيس بوش برفع السرية عنها ،دليلا واضحا على أن العراق أصبح ساحة مركزية في الحرب على الإرهاب، وأن الانسحاب منه قبل إنهاء المهمة سيعتبر نصرا للجهاديين.
أما بالنسبة للديمقراطيين الذين طالبوا بالكشف عن التقرير بكامله وليس مجرد أجزاء منه ،فيعتبرون أن الخلاصات التي تضمنها التقرير تؤكد موفقهم بأن غزو العراق أسفر عن إشعال حالة الغضب والكراهية للولايات المتحدة في الدول العربية والعالم الإسلامي، وأن الرئيس بوش والجمهوريين لم يطلعوا الشعب الأمريكي على حقيقة الوضع بل قاموا بتضليله، وأن الحرب في العراق التي لم تكن حربا ضرورية أسفرت عن صرف الانتباه عن الخطر الحقيقي الذي تشكله شبكة القاعدة وحركة طالبان، وأنها استنزفت الموارد المالية والقوات العسكرية اللازمة لملاحقة الإرهابييين وحماية الولايات المتحدة. (1) ومن المهم أن نشير الى انعكاس الانفاق العسكرى على الاقتصاد الامريكى، فقد صاحب هذا التفوق العسكرى أنخفاض فى معدلات النمو الاقتصادى السنوى فى الولايات المتحدة ،هذا بالاضافة الى تدهور فى الاداء الاقتصادى فى ظل ادارة بوش، أذ بلغ عجز الموازنة حوالى 400 مليار دولار بعد أن كانت قد حققت فائضا قدرة 150 مليار دولار عند أخر عهد كلينتون.(2)
وفى سياق الحرب الكلامية بين كل من الجمهوريين والديمقراطيين على خلفية الخطاب الذى ألقاة بوش فى 11 سبتمبر لتخليد الذكرى الخامسة للهجمات على برجى التجارة العالمى ومبنى وزارة الدفاع البنتاجون، وصلت تلك المشادات الى حد الاتهام والاتهام المضاد، فقد اتهم الديمقراطييون بوش الابن بتسيس الحدث الاليم لتحقيق مأربة الخاصةبإعادة التأييد الشعبى للحرب ضد العراق ،خاصة مع تراجع نسبة التاييد الامريكى لها، ومحاولتة الربط بين هذة الذكرى والحرب فى العراق وبين المسئوليين عن تلك الهجمات ،وذلك بهدف صرف النظر عن أخفاقات الحكومة فى الحرب وفى تقب المسئولين الحققيقين عن تلك الهجمات.(3)

الراى العام الامريكى فى الحرب ضد العراق
تم إستطلاع رأى الشعب الأمريكى فى إطار الغزو الأمريكى للعراق وجاء على النحو التالى:-
استطلعت CNN/USA Today/Gallup أراء عينة من الشعب الأمريكي بخصوص الحرب في العراق ، وشارك في الاستطلاع 1001 أمريكي في الفترة ما بين 10 مارس إلى 12 مارس 2006، هامش الخطأ + / - 3%.

التاريخ 18-20 مارس 2005م 10-12 مارس 2006م
مسلسل السؤال النتيجة النسبة النتيجة النسبة
1 هل تعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية أخطأت بإرسال القوات الأمريكية الى العراق؟ نعم 46% نعم 57%
لا 51% لا 42%
لا يعرف 3% لا يعرف 1%
2 هل تعتقد أن كل شىء على ما يرام بالنسبة للولايات المتحدة فى العراق؟ نعم 6% نعم 6%
نعم الى حد ما 32% نعم الى حد ما 32%
لا الى حد ما 32% لا الى حد ما 32%
لا 28% لا 28%
لا يعرف 1% لايعرف 1%
3 هل تعتقد أن الرئيس الأمريكى جورج بوش عندة خطة واضحة بالنسبة للأمر فى العراق؟ نعم 32% نعم 37%
لا 67% لا 61%
لا يعرف 2% لا يعرف 2%


استطلعت CBS News أراء عينة من الشعب الأمريكي بخصوص الحرب في العراق.
وشارك في الاستطلاع 1136 أمريكي في الفترة ما بين 9 مارس إلى 12 مارس 2006، هامش الخطأ + / - 3%.(1)

التاريخ 21-22مارس 2005م 9-12 مارس 2006م
مسلسل السؤال النتيجة النسبة النتيجة النسبة
1 هل توافق على وسائل جورج بوش فى العراق نعم 39% نعم 31%
لا 53% لا 63%
لا يعرف 8% لا يعرف 6%
2 هل تعتقد أنه كان ينبغى أن تقوم الولايات المتحدة بشن عمليات عسكرية ضد العراق نعم 46% نعم 41%
لا 50% لا 54%
لا يعرف 4% لا يعرف 5%



موقف صقور الحزب الجمهورى بعد إستطلاع رأى الشعب الأمريكى
فى خضم تلك الانتقادات الموجهة الى بوش الابن وحزبة الجمهورى، نجد ان الصقور بما فيهم بوش قد اعترفوا بحقيقة أخطائهم التى وقعوا فيها فى حربهم ضد العراق.فيقر دولند رامسفيلد لوكالة انباء الشرق الاوسط بتلك الاخطاء، ولكنة يقول انها أخطاء حدثت بدون قصد ،ونقلا عن راديو سوا الامريكى يؤكد رامسفيلد قولة " لا شك فى أن البعض أرتكب اخطاء بحسن نية فى بعض تفاصيل المعلومات الاستخبارية التى تم تقديمها الى منظمة الامم المتحدة غير أن هذة الاخطاء لم تكن متعمدة".
وصرح بوش لنفس الاذاعة أنة لم يتعمد تضليل الشعب الامريكى حول الاسباب التى أدت الى أتخاذ قرار الحرب ضد العراق، وفى نفس السياق حول خطأ المعلومات صرح بوش الابن فى حديث لة داخل الكونجرس " أنة مستعد لتقبل الانتقادات لسياستة ولكنة من غير المسئولية على الاطلاق إعادة كتابة تاريخ كيف بدأت الحرب"، وأضاف ان الديمقراطيين قد أطلعوا على نفس المعلومات وصوتوا داعمين القيام بالعمل العسكرى .(2)
ومما لا شك فية ان فوز الديمقراطيين الساحق فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الامريكى فى نوفمبر2006م ورغم محاولات الانكار من البيت الابيض لطبيعة تلك الانتخابات، إلا أنه و من الواضح أن تلك الإنتخابات قد تحولت الى استفتاء عام حول الحرب على العراق،وجاءت النتيجة بفوز الديمقراطيين بأغلبية مقاعد مجلس الشيوخ، مما يدل على ان تلك النتيجة ما هى الا رسالة وجهت للرئيس الامريكى، تعلن أن الشعب الامريكى يريد تغيير تلك السياسة تغييراجذريا.وبذلك يرجع الهبوط فى شعبية جورج دبلية بوش الى الاخفاق فى ادارتة لحرب العراق على مستوى السياسة الخارجية .(1)
الدوافع الأمريكية وراء غزو العراق
أولا:البترول والأطماع الامريكية
ليس هناك ثمة من ينكر أهمية البترول كمرتكز أساسى من مرتكزات الأسترتيجية الدولية المعاصرة، ويرجع ذلك فى المقام الاول الى أن البترول كسلعة استرتيجية أولية لا يمكن ان تضاهية فى الاهمية سلعة أولية أخرى، ومن هنا وبلا مبالغة ينظر الى البترول على أنة عصب القوة الاقتصادية للمجتمعات الصناعية كلها بلا أستثناء، بل انة عصب حياتها اليومية ذاتها، و إنقطاعة عنها انما يعنى الحكم عليها بالموت الاقتصادى، ومن ثم كان حرص هذة الدول المستمر على تأمين مواردها البترولية والابقاء عليها بعيدة عن التهديد.(2)
وتعد قضية البترول من القضايا محل الجدل وإختلافات الرأى، حيث أن البعض يرى ان البترول من الدوافع السياسية فى ضرب العراق، ليس فقط لان العراق ثانى دولة فى العالم تمتلك إحتياطى بترول معلن بعد المملكة العربية السعودية ،(3) ولكن أيضا لان وجودا عسكريا أمريكيا فى العراق للسيطرة على أنتاج العراق من البترول سيمنح الولايات المتحدة الامريكية نفوذا كبيرا على أنتاج المملكة العربية السعودية ودول الخليج من البترول ،وكذلك عند تحديد أسعار البترول فى الاسواق العالمية .(4)

ولعل من المهم أن نشير الى أرتباط موضوع النفط بالعرض والطلب العالميين، حيث يبلغ الطلب العالمى على النفط حاليا نحو 76 مليون برميل فى اليوم حسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، ويتوقع أن يصل إلى ما يقرب من 120 مليون برميل فى اليوم بحلول عام 2020م،وبين ذيادة الطلب العالمى الذى تقدر بمليون الى المليون ونصف المليون برميل يوميا وبين أنخفاض الاحتياطى فى الحقول النفطية سواء فى بحر الشمال أو دول الشرق الأوسط التى تنتج ما يقرب من 30-40 عاما ،فإن الطلب العالمى على البترول والذى من المتوقع أن يذيد بمقدار الثلثين عام 2030 م سيلبى معظمة من نفط روسيا والشرق الأوسط وأفريقيا الغربية، ويقابل هذا الكم الكبير من الاستهلاك حقيقة يؤكدها الواقع النفطى الدولى، وهى أن الاحتياطى المؤكد من هذة السلعة الاستراتيجية يذيد على نحو 35,1 مليار برميل ،ويؤكد لك على حقيقة أخرى هامة وهى أن أكثر من ثلثى هذا الاحتياطى يتركز فى منطقة لخليج العربى خاصة عند المنتجين الكبار كالسعودية والعراق والامارات والكويت وايران .(1)وقد تم الاتفاق بين وزراء أوبك خلال الاجتماع الذى عقدتة المنظمة فى فينا فى الثانى عشر من يناير 2003م ،(2)على ان يتم رفع سقف الانتاج الرسمى للمنظمة بمقدار 3,1 مليار برميل يوميا ليصل بذلك الى 23 مليار برميل يوميا بدلا من 7,21 مليار برميل يوميا، والذى كان قد تم الاتفاق علية فى مطلع 2002م، وبدأ سريان هذا الاتفاق منذ اليوم الاول من يناير 2003م ،وتأتى محاولة أوبك هذة للمحافظة على مستوى مستقر للأسعار، ويتزامن هذا الانفاق مع الاضطرابات التى شهدتها فنزويلا خامس اكبر مصدر للنفط على مستوى العالم، مما ترتب علية وقف ضخ النفط الفنزويلى والذى يقدر بنحو 3 مليار برميل يوميا (71% منة يتجة للسوق الامريكية) ، كما وصلت الخسائر الى اكثر من 50 مليون دولار يوميا .ولكن ما هو موقف أوبك من الأزمة العراقية الامريكية ؟. تعارض غالبية الدول فى اوبك أى عملية عسكرية ضد العراق، وتفضل الحل الدبلوماسى للازمة خشية أن تؤدى الحرب الى الإضرار بمنشأت النفط فى الدول المجاورة، فضلا عن إغلاق المضايق أو نسف أنابيب الشحن مما قد يعرقل أمدادات النفط، وهو ما قد يترتب علية ارتفاع كبير فى الاسعار قد يصل الى 60 دولار للبرميل.(1)
وبناء على ما سبق فإن الدوافع الامريكية تجاه النفط العراقى ليست فقط لأن العراق يعد ثانى إحتياطى نفطى فى العالم بعد السعودية وما هو ما يمثل 11% من الاحتياطات العالمية ،حيث ترغب الولايات المتحدة فى السيطرة على هذا الكم الهائل، ولكن الدافع الاخر يتمثل فى ذيادة الاستهلاك الامريكى للننط ما يقرب من 25% من الانتاج العالمى ،فضلا عن أنها تستورد ثلثى هذا الاستهلاك، وهو ما قد يجعلها عرضة لاى إضرابات تحدث فى أسواق النفط الدولية،مما دفع بعض المحللين إلى تأييد أمريكا فى الحصول على النفط العراقى ،حيث أنه خلال الثلاثين عام الماضية كانت الولايات المتحدة قادرة على تلبية إحتياجاتها النفطية من المخزون المحلى، إلا أنة ومع إنخفاض الإنتاج نتيجة ذيادة الاستهلاك ذاد الاعتماد على الخارج ،وأصبح المواطن الامريكى أمام حقيقيتن:-
الاولى:أن منطقة الخايج العربى هى اكثر المناطق الواعدة فى الانتاج النفطى، بالإضافة إلى إنخفاض تكلفة الإنتاج فيها وبالتالى التصدير، بالإضافة الى جودة النفط الخليجى العالية ،هذا بالإضافة إلى ذيادة الإحتياطيات الموجودة عما تم استخراجة وذلك رغم الإنتاج المستمر منذ أكثر من أربعين عاما.
الثانية:أن الأكتشافات الجديدة فى المناطق الأخرى فى العالم إما تكون تكلفة استخراج النفط فيها مرتفعة،أو إما أن يكون النفط نفسة منخفض الجودة .كما هو الحال فى حقول البترول فى ألاسكا وبحر الشمال التى تتطلب إستثمارات ومعدات تكنولوجية هائلة.
وبناء على الحقيقتين السابقتين يظل النفط العراقى هدفا أسترتيجيا للولايات المتحدة ودافعا وراء الإستيلاء علية حتى وان تم بالقوة العسكرية، فالعراق يمتلك وحدة أربع أضعاف الإحتياطيات الامريكية بما فيها ألاسكا.وفى إستطلاع للرأى أجراة مركز (بيو للأبحاث)فى الثانى عشر من ديسمبر 2002م نشرتة صحيفة نتويورك تايمز ،عن أن الامريكين سيشنون الحرب على العراق بهدف السيطرة على النفط العراقى ، وقد شمل الإستطلاع حوالى 38 ألف شخص من 44 بلدا حول العالم، وقد عبر عن هذا الرأى 76% من الروس ،75% الفرنسيين،54%من الألمان،14% من البريطانيين ،22% من الامريكين .(2)هذا وقد كشفت صحيفة (نيوزداى الامريكية) فى 10/1/2003م أن مسئوليين امريكين قدموا إقتراحات للإدارة الامريكية تدعو الى إستخدام عائدات النفط العراقى فى تغطية الحرب الامريكية الوشيكة ضد العراق، كما نقلت الصحيفة ذاتها عن "مايك أنتون" المتحدث الرسمى بإسم مجلس الأمن القومى الامريكى قوله"أن البيت الابيض وافق على أن تلعب عائدات البترول العراقى دورا هاما خلال فترة الوجود العسكرى الامريكى فى العراق ولكن فقط من أجل مصلحة العراقيين" على حد قولة ، الا أن هناك مصدر مطلع على ما يدور داخل الإدارة الامريكية قد صرح للصحيفة على أنة توجد أصوات قوية من داخل البيت الابيض تؤيد إستيلاء واشنطن على عائدات النفط العراقى، وأكد على ان هناك أصوات إستقرت داخل البيت الابيض على أن يكون البترول هو غنيمة حرب بالنسبة لهم.من جهة اخرى أوضح حليم بركات أستاذ الدراسات العربية المتقاعد حديثا بجامعة (جورج تاون الامريكية )، أن استخدام عائدات النفط لتمويل الوجود العسكرى الامريكى فى العراق سوف يعزز الإعتقاد السائد فى المنطقة العربية بأن هدف واشنطن من ضرب العراق ليس القضاء على أسلحة الدمار الشامل بل لتدعيم سيطرة واشنطن على منابع النفط العراقية، كما اشار الى أن هذا الإجراء سيبرهن أن الهدف الحقيقى للحرب ليس إعادة الديمقراطية فى العراق أو تحرير الشعب العراقى ولكنة إستغلال للعراق ،وهى الكيفية التى ستدرك بها دول المنطقة الغزو الامريكى للعراق . ونقلت الصحيفة عن المحافظ السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "لورانس ميللر" قوله إنه شارك في مؤتمر عقد في نوفمبر 2002 حول الآثار الاقتصادية للحرب على العراق، مشيراً إلى أن المشاركين في المؤتمر تعمدوا تجنب إثارة النقاش حول ما إذا كان العراق يجب أن يتحمل تكاليف الضربة العسكرية المحتملة للعراق أم لا.
وأضاف ميللر: "إنها قضية سياسية حساسة جداً.. نحن في وضع ندخل فيه مرحلة حساسة لكيفية إدراك أفعالنا من جانب العالم العربي". (1)
كما صرح "لورانس ليند ساى"مستشار الرئيس الامريكى للشئون الاقتصادية قبل الحرب على العراق، بأن البترول هو الهدف الرئيسى لمساعى الولايات المتحدة لشن هجوم عسكرى واسع النطاق ضد العراق، وأن الاثار السياسية لهذه الحرب ستكون بسيطة للغاية مقارنة بالمزايا الاقتصادية والمكاسب الإسترتيجية فى حالة نجاح الحرب .(2)ومن هنا تتأكد حقيقة أن البترول البترول يعد من اهم الاهداف الاسترتيجية التى تسعى الولايات المتحدة إليها فى غزوها للعراق.

ثالثا:الرؤى الدينية الأمريكية
عندما سقطت الشيوعية واصبحت الولايات المتحد الامريكية هى اللاعب الوحيد على مستوى العالم ، بدات فى صياغة سياساتها الجديدة خاصة تلك السياسة التى تبناها الحزب الجمهورى فيما يعرف بأسم (المحافظيين الجدد)، وإستطاعوا من خلال تحالف الصهيونية مع الاصولية المسيحية أن يصبغوا السياسة الامريكية بصبغة دينية يمكن من خلالها تبرير الوسائل المستخدمة تحت شعار"رفع الاضطهاد الدينى عن مسيحى العالم".(3)وفى هذا الاطار جاءت الادارة الحالية –إدارة بوش الابن – لتعبر عن اليمين السياسى بسياستة الاقتصادية والاجتماعية المتشددة ،كذلك اليمين الدينى برؤياه للعالم القائمة على ثنائية الخير والشر والإلتزام بتحقيق الارادة الإلهية فى تنقية أمريكا والعالم من الشر.تلك الرؤى تم تنفيذها من خلال ثلاث محاور أساسية هى (المحور: الثقافى- الحضارى- الدينى) و (_المحور:الجغرافى –السياسى-السيطرة على الثروات والموارد) و(استخدام القوة بأنواعها المختلفة النووية والكيماوية والبيولوجية).(4)على أى حال أنطلقت السياسة الامريكية فى جانب منها من حتمية الصراع بين الاسلام والمسيحية واليهودية من ناحية أخرى، وأصبحت مرجعية أساسية ظهرت بشكل واضح فى أقوال بوش الابن عندما وصف الحرب الامريكية ضد ما أسماة بالارهاب الاسلامى بأنها(حرب صليبية) ، مما يدل على أن الرئيس الـ41 للولايات المتحدة الامريكية يتميز بدرجة عالية من التعصب والتشدد تجاة الثقافات المختلفة خاصة العربية الاسلامية وأنة يستند الى رؤية توراثية أنجلية، فقد ظهر فى كثير من المحافل وهو يروى أمام زوارة أنة قد قرأ الكتاب المقدس بأكملة وليس مرة واحدة بل مرتين .(2)
ولكن هناك سؤال يطرح نفسة وهو: من خلال ما سبق قد يظهر لنا أحد الدوافع والتى قد تكون من الدوافع الرئيسية فى الغزو الامريكى للعراق ،ولكن ما هى الدوافع البريطانية وراء هذا التحالف ،والتى تعد محرك لشن حرب أنجلو أمريكية على العراق؟
لما كانت البروتستانتية هى التى صنعت وروجت للصهيونية فى بريطانيا، ولما كانت بريطانيا هى التى فكرت فى إنشاء الدولة اليهودية وإقامتها فعلا بجهد كبير، فإن هذا كافيا لشرح أسباب التحالف الامريكى البريطانى لضرب العراق والمسلمين عمدا، للتبشير بقدوم المسيح الذى يجب أن يأتى والمسلمين فى أضعف أوضاعهم حتى ينقادوا لة دون عناء، حتى يتحقق النصر فى الحرب المنتظرة الفاصلة والتى يسميها الانجيل (هيرمجدون).
ومن المهم ان نشير الى أن اليمين الصهيو- أمريكى يملك بالإضافة الى الأجهزة الاعلامية الهائلة العديد من مراكز الابحاث التى تقدم الالاف من البحوث والدراسات حول الواقع والمستقبل انطلاقا من دراسات دينية مسيحية ويهودية واسلامية، بالإضافة الى الدراسات العلمية المستندة الى الكتب القديمة،وتنتهى هذة الابحاث الى ان مركز الخطر على اسرائيل والمسيحية هى منطقة الشرق العربى الاسلامى وبالذات منطقة العراق وايران لانها العدو الطبيعى لها ،كما أن اسرائيل قامت على أنقاد شعب عربى اسلامى يؤيد ما ورد بالقرأن أن نهاية اسرائيل سوف تكون على يد أشخاص قادمون من العراق.
هذة التهيئة غذتها أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001م، والتى قلبت السياسة الامريكية من حالة العقلانية وسرية الاسترتيجيات المتبعة الى حالة الكشف عنها فى وضوح ومصارحة من قبل الرئيس الامريكى ،عندما عبر عن الحرب القادمة بأنها حرب صليبية ضد الاسلام والبلاد الاسلامية .ومما ذاد الامر سوءا الاستخدام الاعلامى لنبوءات الانجيل وكتابات الكاهن الفرنسى "نوستراداموس"،التى تثير الخوف والرعب فى ملايين الامريكين لدرجة أن التخلص من صدام أصبح ضروريا لديهم .(3)
ومما يؤكد هذة الاعتبارات وتلك المقولات حول الابعاد الدينية فى التحرك الامريكى ضد العراق عدد من المؤشرات الاساسية من بينها:
1- أن مجلة" نيوزويك" الامريكية أعدت ملفا خاصا فى عددها الصادر فى 10/3/2003م وقبل نشوب الحرب ضد العراق بعشرة ايام حول الاعتقادات الدينية التى تدفع بوش الابن الى سلوكة السياسى والعسكرى تجاة العراق، وكيف أنة يتبنى ما تنادى به الاصولية البروتستنتينية من أفكار ومقولات ليقود السياسة الخارجية الامريكية لمغامرات يطغى فيها الحماس الدينى على البصيرة السياسية.وقد اشتمل الملف على ثلاث مقالات: الاول بعنوان"بوش والرب" بقلم "هاوارد فاينمان "،والثانى بعنوان :"خطيئة التكبر"بقلم البروفسيور "مارتن مارتى" ،والثالث بعنوان "البيت الابيض:انجيل على نهر البوتوماك"بقلم "كينيث وودوارد".
2- نشرت صحيفة "الواشنطن بوست"مقالا بعنوان "بالنسبة لبوش ..أنة الاحساس بالتاريخ والمصير"يوم 9/3/2003م، وأخر بعنوان "عن الرب والانسان فى المكتب البيضاوى "بقلم القسيس "فريتس ريتسش" فى عدد 3/2/2003م.
3- ما ذكرة بوش فى حملة الانتخابات الرئاسية ،أنة يبدأ حياتة كل يوم بقراءة فى الانجيل أو على الاصح فى "الكتاب المقدس" الذى يشمل الانجيل والتوراة العبرانية، وان من كتبة المفضلة التى يقرأها يوميا فى البيت الابيض كتاب القسيس "أوزوالد شامبرز" ،الذى مات فى مصر عام 1917م وهو يعظ الجنود البريطانيين هناك بالزحف على القدس وانتزاعها من المسلمين.
4- أنة يميل الى التفسير الدينى للاحداث السياسية، فقد قال:" إن الارهابيين يمقتوننا لاننا نعبد الرب بالطريقة التى نراها مناسبة"، كما يكثر الحديث عن "الرب" وعن الصراع بين الخير والشر وما مصطلح"محور الشر" الا مثالا على ذلك.
كما يفضل استخدام مصطلح "الحرية" على مصطلح "الديمقراطية" ،وأن الحرية فى عرف بوش ذات مدلول دينى فهى ليست حرية الخيار السياسى بالضرورة بل "حرية اكتشاف الرب"بكل المدلول المسيحى التبشيرى لذلك .وأنصار بوش من الانجليين يأملون أن تكون الحرب القادمة على العراق فاتحة لنشر المسيحية فى بغداد، كما يشير القس بيلى جراهام الى "الجوع الروحى فى العراق فى الوقت الحاضر " ولذلك مدلولة الخاص فى نفس الاتجاه.(1)
5- أن ما كشفت عنه صحيفة الواشنطن بوست فى اكتوبر 2002م، أن كبير كتاب خطابات الرئيس بوش الابن " مايكل جيرسون"هو من المسيحين الصهاينة ،وذكرت أنة لم يكن مصادفة أن الرئيس أختار أن يصعد حملتة لكسب تأييد الكونجرس و الرأى العام الامريكى لحربة ضد العراق فى نفس الاسبوع الذى عقد فية التحالف المسيحى مؤتمرة السنى فى واشنطن.(2)
6- ما بثتة وكالات الانباء يوم الاحد 30/3/2003م من أخبار مفادها:أنة طلب من الجنود الامريكين الذين سيشاركون فى الحرب ضد العراق الدعاء من أجل رئيسيهم جورج بوش .ووزعت على ألاف من رجال مشاة البحرية المارينيز كتيبات تحمل عنوان "واجب مسيحى"، وتحتوى تلك الكتيبات على أدعية ،كما تحتوى على جزء يتم نزعة من الكتيب لإرسالة بالبريد الى البيت الابيض ليثبت أن الجندى الذى أرسلة كان يصلى من أجل بوش.
7- ما كشفت عنه بعض المصادر من وجود وثيقة بعنوان الاستراحة الطاهرة:استرتيجية جديدة لتأمين الممالكة ،أعدتها عام 1996م مجموعة مفكريين فى البنتاجون لرئيس الوزراء إسرائيل "بنيامين نتانياهو"،وتقترح تبنى اسرائيل استراتيجية عدوانية، وتتضمن خطة لإزاحة الرئيس صدام حسين عن السلطة ،ومن بين أعضاء هذة المجموعة (ريتشارد بيرل ودوجلاس فيذ وديفيد وورسير)، والذين أحتلوا مناصب بارزة فى إدارة بوش الابن.ولتدعيم هذة الاستراتيجية فإن المستشار الشخصى للرئيس بوش الابن "كارل روف"نجح فى إقناعة بالفكرة مقابل ضمان أصوات اليهود فى فلوريدا وعشرات الملايين من المسيحين الإنجليين الذين يحبون أسرائيل، لأنها فى اعتقادهم تجمع اليهودفى الاراضى المقدسة كشرط سابق لعودة المسيح الذى سيخيرهم بين تغيير ديانتهم أو الفناء.(1)
الا أنة وعلى الرغم من تعدد المؤشرات السابقة، ألا أنة قد ظهر تيارن متناقضان يتبنان وجهات نظر متعارضة حول تلك الابعاد.
التيار الاول:معارض
ويرى أنصار هذا الاتجاة ان الحرب ضد العراق ليست حربا دينية، فقد وقف الغرب ضد الغرب ووقف الشرق ضد الشرق ووقف المسيحى ضد المسيحى، كما ان لم ينقسم العالم أنقساما دينيا فى مواجهة تلك الحرب بمعنى أن هناك طرف مسلم يرفض الحرب وطرف مسيحى مع الحرب، فقد عارض الحرب دولا غربية تدين بالمسحية كألمنيا وروسيا والصين التى تعتنق البوذية، كما أن الطائرات المعدة للغزو سوف تنطلق من قواعد دول عربية مسلمة، وينتهى هذاالى القول " أنة ليس صراعا بين الاديان ولكنة صراعا بسبب غياب الاديان وتجاهل التعاليم الدينية، وخير مثال على ذلك بن لادن ذلك الاسطورة الجديدة أصبح يمثل الاسلام ويسىء الية، وصقور واشنطن الذين نسوا تعاليم المسيحية وادانت قراراتهم معظم كنائس العالم، فيما يبرر أنها ليست حربا دينية ولكن لها مبرارتها ودوافعها الاقتصادية والعسكرية والاستراتيجية.
وينوهون عما يقال بأن الحرب ضد العراق حربا صليبية تستهدف الارض والعرض والعقيدة والوطن، لم يمثل جهلا فقط بالاستراتيجية الامريكية انما يدل على عجز كامل فى مواجهة تلك الاستراتيجية بمجرد ترديد شعارات ليس لها أى دلالات .فإنة من السذاجة أعتبار تلك الاستراتيجية الامريكية تسعى لاعلان حرب دينية بهدف تنصير العراقيين، ثم هدم مساجدهم وإقامة كنائس بدلا منها، ثم إقامة محاكم تفتيش على غرار تلك التى شهدتها أسبانيا. ينهى أنصار هذا التيار رأيهم بضرورة اتباع المنهج العقلانى عند استخدام الخطاب الموجة ضد القوى العظمى فى العالم ،على اعتبار اننا الطرف الاضعف فى المعادلة الدولية لتوسيع دائرة الحلفاء والمتضامنين مع قضايانا.(2)

ثانيا :التيار المؤيد
1-موقف المؤسسات الدينية الإسلامية:
حيث أصدر مجمع البحوث الاسلامية بيانا فى 10/3/ 2003،من بين ماجاء فيه:"تدارس المجمع ما يجرى فى عالمنا العربى والاسلامى من أحداث..واستصحب ما يحيط بعالمنا العربى والاسلامى من نذر الدمار والشر التى تمثلها الحشود العسكرية المدججة بأقوى وأخطر ألات الدمار ..وأيقن أن أمتنا العربية والاسلامية بل وعقيدتنا الدينية هى هدف أساسى لكل هذة الحشود العسكرية التى تستهدف ملايين البشر من ابناء امتنا ،وتستهدف كذلك عقيدتنا وكافة مقدساتنا وكل ما يملكة العالم العرب والمسلمين من مصدرالثروة والقوة، متمثلا هذا كلة فى مرحلتة الاولى ضرب العراق، واحتلال أرضة ،وامتلاك ثروتة الوفيرة من النفط".(1)
2-موقف التيارات المسيحية:
تعددت الكتابات التى ترى أن الحرب – من الناحية اللاهوتية-"تفتقر الى أسانيد لاهوتية تدعم مبرراتها.وتضيف "إن إعادة تفسير النصوص بعيدا عن سياقها هى توجهات ذات صبغة دينية تستخدمها الجماعات والشعوب بهدف اختلاق شرعية لحرب تفتقر الى بعد اخلاقى ورؤية ايمانية ،والحرب على العراق اذا فسرناها على انها مبادرة أمريكية لتأكيد الصبغة العالمية ودعم الاقتصاد الغربى لادى ذلك الى النقاش والجدل، لكننا اذا تجاوزنا المصلحة الخاصة الى أدعاءات أخلاقية كتحرير العراق ورؤى دينية تتمثل فى أزالة الشر، لوجدنا هذة الحرب تفتقر الى مبررات أخلاقية ولاهوتية.(2)
3-رأى "نورمان بيرنبرم"(الاستاذ بجامعة جورج تاون الامريكية):
"لا يزال صالحا حتى اليوم الوصف الذى قدمة توكفيل للولايات المتحدة، تلك الامة الممزقة بين المحلية والحركية، بين المادية والتدين ،وبين الخصخصة والقومية المتغطرسة"ويضيف "ان حكومة بوش منبثقة من نخبة تتميز بصلافة منايبة لعصر ما بعد الاخلاق ومعتادة منذ زمن طويل على شراء الرأى العام والمسؤليين السياسيين فى الولايات المتحدة كما فى الخارج.كما يحظى النظام الحالى بدعم البروتستانت الاصوليين ،هؤلاء المتعصبيين المقتنعين بأن الولايات المتحدة تلعب دورا مركزيا فى الصراع التوراتى بين الخير والشر، وهو أقتناع يقوم على الاعتقاد أن هذا البلدقيادة العالم" .(3)
4-اعتراف القس فريتس: فقد اعترف بحقيقة تأثير الدين فى السياسة الامريكية فيقول:"لم يحدث فى التاريخ أن كانت أمريكا مسيحية سياسية وبشكل علنى مثل ما هو اليوم"لكنة يحذربأن"اقتناعنا بأن الرب الى جانبنا يجعل الحاجة الى مراجعة الذات والى التواضع أقل ".(4)
على اى حال وفى النهاية يعد البعد الينى هو أحد الابعاد الاساسية فى الحرب الامريكية ضد العراق فى ظل تعدد المؤشرات الدالة على ذلك، والتى لا يمكن التقليل من شأنها كحقيقة فى تفسير سياسات الدول لاكبرى خاصة الولايات المتحدة الامريكية تجاة العالم العربى والاسلامى.

رابعا:الشرعية الدولية للغزو الأمريكى للعراق
أبرزت تفاعلات الحرب ضد العراق مدى ضعف دور مجلس الأمن الدولى فى حفظ السلم والأمن الدوليين ، كما خولة له ميثاق الأمم المتحدة ، و أوضحت بجلاء انعكاسات النظام الدولى الجديد على فاعلية المجلس، والتى تشكل تحديا كبيرا يتطلب إصلاح المجلس لكى يلعب الدور المطلوب الذى تصورة الأباء المؤسسون خاصة فى عالم اليوم الذى يموج بالعديد من المتغيرات الدولية .(1) وإن كانت الحرب ضد العراق قد أبرزت هذا الضعف إلا أننا نجد أنفسنا أمام سؤال غاية فى الاهمية :هل تعتبر العراق حالة يمكن القول أنها تمثل تهديدا للسلم والامن الدوليين وتستدعى تدخل مجلس الامن كما ينص الميثاق؟وماهى مدى مشروعية هذة الحرب فى أطار ما ورد من تقارير دولية ؟
تعددت الأراء فى الأجابة على هذا التساؤل وظهر تياران متعارضان:-
الاول:تمثلة الولايات المتحدة والتى قادت التحالف لشن الحرب، وترى ان العراق يشكل تهديدا للأمن والسلم الدولى من عدة زوايا:-
- سعية لأمتلاك أسلحة الدمار الشامل.
- أنة يدعم ويساند المنظمات الارهابية فى العالم وخاصة تنظيم القاعدة والتى تستهدف المصالح والمواطنين الامريكين كما حدث فى احداث الحادى عشر من سبتمبر.
- انتهاك النظام العراقى لحقوق الانسان فهو نظام ديكتاتورى وقد استخدم الاسلحة الكيماوية ضد شعبة فى حليجة وضد إيران.
وبالتاى ووفقا للمادة (51) الخاصة بحق الدفاع الشرعى عن النفس فإن من حق الولايات المتحدة ان تدافع عن نفسها ضد هذا التهديد، حتى وإن إضطرها ذلك لاستخدام القوة العسكرية.(2)و بالنسبة لمدى مشروعية الحرب فالولايات المتحدة أعتبرت أن القرار (1441) الذى ينص على تحذير العراق بأنة"سيواجة عواقب وخيمة" إذا لم يتعاون مع فرق التفتيش الدولية،و يؤكد أن العراق أنتهك قرارات الأمم المتحدةوهذا يتيح لها أستخدام القوة العسكرية لحماية امنها، ومن هذا المنطلق فإن الحرب على العراق هى شرعية وتتفق مع قواعد القانون الدولى.(1)
الثانى:الذى تزعمة بشكل اساسى فرنسا وروسيا وألمانيا يعتبر ان العراق لا يشكل تهديدا للسلم والامن الدوليين، وأنة ليست هناك حالة عدوان صريحة تتطلب استخدام القوة العسكرية وبالتالى فإن الحرب على العراق غير مشروعةولا تتفق مع القوانين الدولية وميثاق الامم المتحدة، وسعى هذا التيار المعارض بكل قوة لعدم أصدار قرار يفوض الولايات المتحدة بشن العمل العسكرى واعتبرت أن الحجج التى تروج لها أمريكا تفتقد الى اسس حقيقية وأسانيد واقعية خاصة فيما يتعلق بإمتلاك العراق لاسلحة دمار شامل.
وقد أعرب وزير الخارجية الألمانى "يوشكافيشر" على أدانتة للعمليات العسكرية التى تريد الولايات المتحدة أن تشنها على العراق وحذر واشنطن من عدم التعامل مع حلفائها على أنهم تابعون ،وأكد على ان الأوربيين يبنون رأيهم على انة لا يوجد تفويض دولى للقيام يتلك العمليات.كما عارض الرئيس الفرنسى "جاك شيراك" تلك الرؤية التى يتم تنفيذها خارج مظلة الامم المتحدة ،وفى كلمة وجهها للشعب الفرنسى قال فيها "أنة فى حالة قيام تلك الحرب سوف تسفر عن كارثة إنسانية كبرى " ،كما صرح "فلاديمير بوتين"فى مستهل إجتماع لمجلس الامن القومى الروسى على أن تلك الحرب تعد خطأ سياسى كبير .(2)
وفى نفس السياق حث"خافير سولانا" منسق السياسة الخارجية بالأتحاد الاوربى، كل من الولايات المتحدة وبريطانيا على عدم شن هذا العمل العسكرى ضد العراق دون تأييد دولى أوسع نطاقا، وأفصح لصحيفة بريطانية على أن الرأى العام الاوربى يعارض تلك الحرب ضد العراق، ويعتقد بأن اللحظة المناسبة للجوء للخيار العسكرى لم يحن وقتها بعد .أما اليونان والتى كانت تتولى رئاستها للبرلمان الاوربى ،فقد عبرت عن أسفها لعدم إمكانية حل الأزمة سلميا، وصرح وزير خارجيتها"جورج بابا ندريو" على ان الوزراء الاوربيون سوف يناقشون أهمية مستقبل العراق والمنطقة بأسرها.(3)على أى حال أجمعت الرؤى الاوربية على رفض تلك الحرب التى لا تستند إلى الشرعية الدولية.
وفى نفس الاتجاة عبرت الصين عن رفضها لاستخدام العمل العسكرى ضد العراقن حيث ان هذا يعد أختراقا لميثاق المم المتحدة والقوانين الدولية، وصرح متحدث رسمى بأسم وزارة الخارجية الصينى قائلا:"نحن نحث الدول المعنية بعدم اللجوء إلى العمل العسكرى ضد العراق والعودة الى الطريق السليم وانة طالما يوجد امل فسنعمل على تحقيق السلام".وأضاف قائلا:"هذا العمل يعد إختراقا للقوانين الدولية وأن دولتة تحبز إستمرار التفتيش". كما صرح وزير الخارجية الصينى "تانغ جيا شيوان" ان تقديم تقرير رسمى الى مفتشي الامم المتحدة للاسلحة يعد بداية جديدة فقط لعملية التفتيش وليس نهاية كاملة لها. (1)

مما سبق يتضح ان أصرار الولايات المتحدة الأمريكية على شن تلك الحرب أنما يعكس رؤيتها الجديدة للقانون الدولى ،والتى تتبلور فى أن القانون الدولى التقليدى لا يعكس معطيات الواقع، وأن القانون الدولى الإنسانى يبيح التدخل العسكرى فى حالة إنتهاك حقوق الإنسان، وهذا التدخل أيضا يصب فى اتجاة تحقيق الديمقراطية، إلا أنة يمكن القول أن قضية التدخل الإنسانى تخضع للجدل فى ظل عدم وجود معايير محددة للتدخل ، وأنها تخضع لإعتبارات سياسية نهذا بالإضافة الى الإذدواجية فى تطبيق مفهوم الديمقراطية التى تسعى الولايات المتحدة لإرسائه فى الدول التى تحكمها أنظمة ديكتاتورية وتغييرها بالقوة.ولا يمكن أن تكون تحركات الولايات المتحدة الامريكية داخل مجلس الامن على الرغم من المعارضة التى واجهتها فى الازمة العراقية والتى لم تعدو وأن تكون معارضة سياسية، إلا وأن تكون معبرة عن التفرد الدولى وعن تراجع دور المنظمة الدولية وخضوعها لتلك القوة المهيمنة ، تحت مظلة ما يسمى بالرؤى الجديدة للقانون الدولى.