مع المجلس وضده
مرسل: الثلاثاء مايو 31, 2011 12:29 am
د. هاشم عبده هاشم
** منذ البداية .. أؤكد أنني شخصياً مع انضمام أي دولة عربية إلى منظومة دول مجلس التعاون وبالتالي تغيير نظامه.. لتسير عملية الدخول في هذا التجمع العربي الخيّر سيراً طبيعياً.. لاسيما إذا كانت هذه الدول متماثلة معنا في الثقافة.. والتفكير..
** ومنذ البداية أيضاً .. لابد وأن أؤكد على تفهمي لوجود مشكلتين أساسيتين تواجهان دول مجلس التعاون الست.. هما : المشكلة الاقتصادية المتمثلة في عدم توفر مقومات التكامل الاقتصادي الكافية بين دول المجلس نظراً لاعتماد أكثرها على البترول كمصدر وحيد للثروة والدخل وهو سلعة قابلة للتصدير وليس لتحقيق التكامل المنشود..
** فالدول الخليجية الست.. تعاني من الجفاف وندرة الموارد المائية.. ومن عقم التربة.. ومن عدم ملاءمتها للزراعة وبالتالي فإنها تعتبر دولاً مستوردة للغذاء تماماً كما تستورد الكساء.. والسلع الكمالية الأخرى.. وليس هناك إمكانية كبيرة لتحقيق التكامل الجيد فيما بينها أيضاً في هذا المجال..
** وهذا يعني أن دولنا الست تواجه خطراً شديداً في أمنها الغذائي وأن عوائد النفط الضخمة لم توفر لنا الحد الأدنى من الأمان.. وتوفير رغيف الخبز.. وقطعة اللحم .. أو اللبن الذي رُبينا عليه صغاراً.. وجفت حلوقنا في السنوات الأخيرة تماماً نتيجة ندرة الثروة الحيوانية لدينا.. نظراً للظروف السالفة الذكر..
** وهذا يعني أن حياتنا مهددة.. وغير آمنة بدرجة كافية نظراً لطبيعة الأرض الصحراوية الصعبة.. وللظروف المناخية غير الملائمة.. وبالتالي فإن الحاجة تتزايد لمعالجة هذا الوضع..
** وما أعرفه هو .. أن دول المجلس حاولت خلال السنتين الأخيرتين أن تستثمر الكثير من الأموال الطائلة في الزراعة بدول أفريقية وآسيوية كثيرة بعضها قريب منا.. وبعضها الآخر بعيد كلّ البعد..
** وكان الهدف من تلك التحركات هو إقامة شراكات قوية مع تلك الدول.. لتحقيق هذه الغاية.. لكن هذه الجهود اصطدمت بالكثير من العقبات.. أو الظروف الأمنية غير المستقرة في تلك الدول وبالتالي عدم توفر ضمانات كافية لإنجاح هذه الشراكات.. وسد هذا الاحتياج المهم في حياة شعوب دول المجلس الست..
** وهذا يعني أن المشكلة اقتصادية / أمنية مركبة.. وهي مشكلة مقلقة تماماً..
** لكن هذه المشكلة ورغم خطورتها الا أنها تتضاءل أمام المشكلة الأمنية التي تؤرق أكثر دولنا.. وهي مشكلة ذات مصدرين أولهما داخلي ويتمثل في التركيبة السكانية المختلة في أكثر دول المجلس.. حتى إن عدد المواطنين في بعض هذه الدول لايتجاوز (30%) من مجموع السكان.. أما الباقون فإنهم وافدون علينا.. أو عائشون بيننا دون هويات وطنية بالرغم من أنهم يعملون في أكثر القطاعات حساسية كالأجهزة العسكرية والأمنية مثلاً..
** هذا الوضع الديموغرافي الخطير.. معقد للغاية.. وما لم يعالجه مجلس التعاون بقوة وبسرعة كافية.. فإنه سيكون سبباً في تفجير المنطقة من الداخل لاسمح الله.. في وقت من الأوقات..
** أما المصدر الآخر للتهديد الأمني - مع كل أسف - فإنه يأتي من إخوتنا في إيران.. بسبب سياساتهم (المعلنة) والمتواصلة .. لفرض الهيمنة على المنطقة.. والتدخل في شؤونها الداخلية بقوة.. ولسنا بحاجة إلى التدليل على ذلك.. لأن مواقف إيران من الخليج.. ودول الخليج واضحة.. ومباشرة.. وغير خفية..
** وما لم تكن دول مجلس التعاون الخليجي اليوم.. وغداً مجلس التعاون الخليجي - العربي.. أو مجلس التعاون العربي (بعيداً عن الحساسيات).. ما لم تكن قوية.. فإن خطر هذه التهديدات بجانبيْها الداخلي والخارجي سيزداد لاسيما في ظل أي تراخٍ في هذا الجانب أو ذاك..
** والأخطر من كل هذا هو أنه بدلاً من أن يكون البترول ومنابعه الغنية في باطن أراضينا مصدر نعمة.. فإنه أصبح بمثابة نقمة علينا وتزايد الأطماع في منطقتنا.. ولا حول ولا قوة الا بالله..
** هذه الحقيقة وتلك أفهمهما جيداً.. وأفهم لماذا حرصت دول مجلس التعاون الخليجي الست ان تفتح ذراعيها للأردن، وتوجه الدعوة للمغرب للانضمام إليها.. وبدء الحوار معهما لإنجاز هذا الارتباط في أقرب وقت..
** صحيح أن المغرب والأردن.. لا تملكان من المقومات أو الحلول الشيء الكثير للتخفيف من مشكلاتنا لكنهما تملكان الكثير منها - فأراضيهما الزراعية قابلة للاستثمار فيها بتوسع.. والأخطار المترتبة على الاستثمار فيهما بمليارات الدولارات لن تواجه الأخطار التي ستواجه استثماراتنا في دول أفريقية أو آسيوية أخرى..
** كما أن تمتع شعبي البلدين بنفس مزايا وحقوق المواطنة الخليجية هو شيء مرحب به.. ويساهم في حل جزء من المشكلة الديموغرافية.. ويكفي أن الشعبين عربيان.. ومصالحنا لا تتعارض مع مصالحهما.. وهواجسنا هي هواجسهما.. بصرف النظر عن بعد المغرب عنا جغرافياً.. أو ثقافياً إلا أن هذا الاندماج معنا سيجعل الاشقاء هناك جزءاً منا ونحن جزء منهم.. وسيربطهم بجذورهم العربية والاسلامية أكثر..
** صحيح أن تكلفة هذا الارتباط عالية على المدى القصير لكنني متأكد من أنها لن تكون كذلك على المدى الطويل أو حتى المتوسط..
** وعلى أي حال.. فإن دخول البلدين في منظومة دول المجلس هو بداية في ظني لاستقطاب دول عربية أخرى متى توفرت الظروف الملائمة لذلك.. وبعد أن يعود الهدوء للمنطقة أيضاً..
** ذلك أن الهدف في النهاية هو تحقيق المزيد من التكامل والتعاون والانسجام تعزيزاً للحمة العربية المشتركة..
** أليس هذا هو مطلب كل عربي.. ووحدوي صادق ؟
** أسأل وأنا أستغرب من اعتراض الكثيرين على الخطوة.. أو تندرهم بها.. أو إثارتهم لتساؤلات مختلفة..
** فما لم أفهمه هو .. لماذا التشكيك في الخطوة.. وتفسيرها على نحو أو آخر مع أننا نتفق على ضرورة العمل من أجل الوحدة القائمة على تكامل المصالح، وليس وحدة الشعارات التي شبعنا من توهم حصولها..
** لكن استغرابي هذا لا يلغي اتفاقي مع هؤلاء في أن المجلس نفسه لم يحقق بعد ما كان مطلوباً منه بعد ثلاثين عاماً من عمر الزمن.. وإن كنت اعتقد أن الأحداث والتطورات التي شهدتها وتشهدها المنطقة سوف تفرض عليه حراكاً أوسع وأسرع وإلا فإن القاطرة سوف تتجاوزنا..
** اما الأمر الآخر الذي أتفق فيه مع اولئك المعترضين.. فهو فجائية الإعلان عن التوجه، وعدم تحضيرنا للشعوب لتقبل هذه الخطوة وتلك هي مشكلة ثقافة تحتاج إلى تغيير جذري.. لأن من حق الشعوب أن تشرك في تحديد مستقبلها وطريقة حياتها مع بعضها البعض..
***
ضمير مستتر:
**(المستقبل لا تصنعه الأحلام.. ولا ترسمه الأوهام.. وإنما تحققه الخطوات التاريخية المعززة بإرادة الشعوب).
** منذ البداية .. أؤكد أنني شخصياً مع انضمام أي دولة عربية إلى منظومة دول مجلس التعاون وبالتالي تغيير نظامه.. لتسير عملية الدخول في هذا التجمع العربي الخيّر سيراً طبيعياً.. لاسيما إذا كانت هذه الدول متماثلة معنا في الثقافة.. والتفكير..
** ومنذ البداية أيضاً .. لابد وأن أؤكد على تفهمي لوجود مشكلتين أساسيتين تواجهان دول مجلس التعاون الست.. هما : المشكلة الاقتصادية المتمثلة في عدم توفر مقومات التكامل الاقتصادي الكافية بين دول المجلس نظراً لاعتماد أكثرها على البترول كمصدر وحيد للثروة والدخل وهو سلعة قابلة للتصدير وليس لتحقيق التكامل المنشود..
** فالدول الخليجية الست.. تعاني من الجفاف وندرة الموارد المائية.. ومن عقم التربة.. ومن عدم ملاءمتها للزراعة وبالتالي فإنها تعتبر دولاً مستوردة للغذاء تماماً كما تستورد الكساء.. والسلع الكمالية الأخرى.. وليس هناك إمكانية كبيرة لتحقيق التكامل الجيد فيما بينها أيضاً في هذا المجال..
** وهذا يعني أن دولنا الست تواجه خطراً شديداً في أمنها الغذائي وأن عوائد النفط الضخمة لم توفر لنا الحد الأدنى من الأمان.. وتوفير رغيف الخبز.. وقطعة اللحم .. أو اللبن الذي رُبينا عليه صغاراً.. وجفت حلوقنا في السنوات الأخيرة تماماً نتيجة ندرة الثروة الحيوانية لدينا.. نظراً للظروف السالفة الذكر..
** وهذا يعني أن حياتنا مهددة.. وغير آمنة بدرجة كافية نظراً لطبيعة الأرض الصحراوية الصعبة.. وللظروف المناخية غير الملائمة.. وبالتالي فإن الحاجة تتزايد لمعالجة هذا الوضع..
** وما أعرفه هو .. أن دول المجلس حاولت خلال السنتين الأخيرتين أن تستثمر الكثير من الأموال الطائلة في الزراعة بدول أفريقية وآسيوية كثيرة بعضها قريب منا.. وبعضها الآخر بعيد كلّ البعد..
** وكان الهدف من تلك التحركات هو إقامة شراكات قوية مع تلك الدول.. لتحقيق هذه الغاية.. لكن هذه الجهود اصطدمت بالكثير من العقبات.. أو الظروف الأمنية غير المستقرة في تلك الدول وبالتالي عدم توفر ضمانات كافية لإنجاح هذه الشراكات.. وسد هذا الاحتياج المهم في حياة شعوب دول المجلس الست..
** وهذا يعني أن المشكلة اقتصادية / أمنية مركبة.. وهي مشكلة مقلقة تماماً..
** لكن هذه المشكلة ورغم خطورتها الا أنها تتضاءل أمام المشكلة الأمنية التي تؤرق أكثر دولنا.. وهي مشكلة ذات مصدرين أولهما داخلي ويتمثل في التركيبة السكانية المختلة في أكثر دول المجلس.. حتى إن عدد المواطنين في بعض هذه الدول لايتجاوز (30%) من مجموع السكان.. أما الباقون فإنهم وافدون علينا.. أو عائشون بيننا دون هويات وطنية بالرغم من أنهم يعملون في أكثر القطاعات حساسية كالأجهزة العسكرية والأمنية مثلاً..
** هذا الوضع الديموغرافي الخطير.. معقد للغاية.. وما لم يعالجه مجلس التعاون بقوة وبسرعة كافية.. فإنه سيكون سبباً في تفجير المنطقة من الداخل لاسمح الله.. في وقت من الأوقات..
** أما المصدر الآخر للتهديد الأمني - مع كل أسف - فإنه يأتي من إخوتنا في إيران.. بسبب سياساتهم (المعلنة) والمتواصلة .. لفرض الهيمنة على المنطقة.. والتدخل في شؤونها الداخلية بقوة.. ولسنا بحاجة إلى التدليل على ذلك.. لأن مواقف إيران من الخليج.. ودول الخليج واضحة.. ومباشرة.. وغير خفية..
** وما لم تكن دول مجلس التعاون الخليجي اليوم.. وغداً مجلس التعاون الخليجي - العربي.. أو مجلس التعاون العربي (بعيداً عن الحساسيات).. ما لم تكن قوية.. فإن خطر هذه التهديدات بجانبيْها الداخلي والخارجي سيزداد لاسيما في ظل أي تراخٍ في هذا الجانب أو ذاك..
** والأخطر من كل هذا هو أنه بدلاً من أن يكون البترول ومنابعه الغنية في باطن أراضينا مصدر نعمة.. فإنه أصبح بمثابة نقمة علينا وتزايد الأطماع في منطقتنا.. ولا حول ولا قوة الا بالله..
** هذه الحقيقة وتلك أفهمهما جيداً.. وأفهم لماذا حرصت دول مجلس التعاون الخليجي الست ان تفتح ذراعيها للأردن، وتوجه الدعوة للمغرب للانضمام إليها.. وبدء الحوار معهما لإنجاز هذا الارتباط في أقرب وقت..
** صحيح أن المغرب والأردن.. لا تملكان من المقومات أو الحلول الشيء الكثير للتخفيف من مشكلاتنا لكنهما تملكان الكثير منها - فأراضيهما الزراعية قابلة للاستثمار فيها بتوسع.. والأخطار المترتبة على الاستثمار فيهما بمليارات الدولارات لن تواجه الأخطار التي ستواجه استثماراتنا في دول أفريقية أو آسيوية أخرى..
** كما أن تمتع شعبي البلدين بنفس مزايا وحقوق المواطنة الخليجية هو شيء مرحب به.. ويساهم في حل جزء من المشكلة الديموغرافية.. ويكفي أن الشعبين عربيان.. ومصالحنا لا تتعارض مع مصالحهما.. وهواجسنا هي هواجسهما.. بصرف النظر عن بعد المغرب عنا جغرافياً.. أو ثقافياً إلا أن هذا الاندماج معنا سيجعل الاشقاء هناك جزءاً منا ونحن جزء منهم.. وسيربطهم بجذورهم العربية والاسلامية أكثر..
** صحيح أن تكلفة هذا الارتباط عالية على المدى القصير لكنني متأكد من أنها لن تكون كذلك على المدى الطويل أو حتى المتوسط..
** وعلى أي حال.. فإن دخول البلدين في منظومة دول المجلس هو بداية في ظني لاستقطاب دول عربية أخرى متى توفرت الظروف الملائمة لذلك.. وبعد أن يعود الهدوء للمنطقة أيضاً..
** ذلك أن الهدف في النهاية هو تحقيق المزيد من التكامل والتعاون والانسجام تعزيزاً للحمة العربية المشتركة..
** أليس هذا هو مطلب كل عربي.. ووحدوي صادق ؟
** أسأل وأنا أستغرب من اعتراض الكثيرين على الخطوة.. أو تندرهم بها.. أو إثارتهم لتساؤلات مختلفة..
** فما لم أفهمه هو .. لماذا التشكيك في الخطوة.. وتفسيرها على نحو أو آخر مع أننا نتفق على ضرورة العمل من أجل الوحدة القائمة على تكامل المصالح، وليس وحدة الشعارات التي شبعنا من توهم حصولها..
** لكن استغرابي هذا لا يلغي اتفاقي مع هؤلاء في أن المجلس نفسه لم يحقق بعد ما كان مطلوباً منه بعد ثلاثين عاماً من عمر الزمن.. وإن كنت اعتقد أن الأحداث والتطورات التي شهدتها وتشهدها المنطقة سوف تفرض عليه حراكاً أوسع وأسرع وإلا فإن القاطرة سوف تتجاوزنا..
** اما الأمر الآخر الذي أتفق فيه مع اولئك المعترضين.. فهو فجائية الإعلان عن التوجه، وعدم تحضيرنا للشعوب لتقبل هذه الخطوة وتلك هي مشكلة ثقافة تحتاج إلى تغيير جذري.. لأن من حق الشعوب أن تشرك في تحديد مستقبلها وطريقة حياتها مع بعضها البعض..
***
ضمير مستتر:
**(المستقبل لا تصنعه الأحلام.. ولا ترسمه الأوهام.. وإنما تحققه الخطوات التاريخية المعززة بإرادة الشعوب).